لماذا يهرب الشباب من بيوتهم واوطانهم؟؟

مساء الهناء والسعد، وكل الزهر والورد

يقول المثل: ربِّ ابنك صغيرا، تسر به كبيرا..
كثير من الأولياء يشتكون من هروب ابنائهم من البيت صغارا وكبارا.. والدولة والمجتمع يشتكون كذلك من هروبهم الى بلدان أخرى، رغم توفر كل وسائل العيش الكريم لبعضهم في البلد.. بل إن أغلب المهاجرين هجرة شرعية او غير شرعية على حد سواء، هم من الذين يملكون كل ما يستطيعون به النجاح في حياتهم ببلدهم..
الكل يشتكي اذا من هذه المعضلة المجنونة.. لكن هل هناك من سأل نفسه ولو مرة :
ماذا فعلت من أجل ابني حتى لا يهرب من البيت او الوطن؟؟
هل هناك من سأل شابا: لماذا يهرب؟
هل هناك من منح ابنه الأمان ليتحدث كيفما شاء، بكل حرية وصراحة وشفافية، واستمع اليه مجرد استماع ولو لدقائق؟؟
حاولوا ان تفعلوا هذا.. اسألوا أولادكم وامنحوهم الأمان والحرية ودعوهم يتحدثون بكل صراحة.. واستمعوا اليهم وهم يتحدثون دون أن تقاطعوهم أو تشمئزوا من أقوالهم وأفكارهم وأحاسيسهم.. وستسمعون منهم هذا الكلام وأكثر:
ماذا فعلتم بنا حين كنا صغارا؟؟ ماذا وفرتم لنا مما نحتاجه غير الأكل والشرب والنوم واللباس؟؟
ماذا كان قصدكم برمينا الى المدارس والشوارع وتركنا نتعلم من بعضنا أسوأ ما تعلمناه طوال حيواتنا؟؟
أنتم لم تفعلوا شيئا من أجلنا سوى تضييعنا، ورمينا فرائس للزمن والأخطار و وحوش الإنس والجن!!
يصدق عليكم قول امريء القيس عن أبيه: ضيعني أبي صغيرا، وحملني دمه كبيرا!!
لقد ضيعتمونا وتركتمونا وحيدين في مواجهة الحياة والمشاكل والأخطار..
كنتم تذهبون لتمرحوا مع اصدقائكم في اوقات فراغكم، وتملأون المقاهي والشوارع والمنتزهات.. بدل أن تبقوا معنا لتراعونا وتهتموا بتعليمنا مهارات الحياة ومواجهة الصعاب.. كنتم ترفضون حتى أن نصطحبكم في جولاتكم..
كنتم لا تتركون لنا المجال حتى لنتحدث معكم عن همومنا.. كنتم لا تجيبون عن اسئلتنا.. كنتم لا توفون بوعودكم لنا.. كنتم تخدعوننا.. كنتم تحتقروننا.. كنتم تعاملوننا كصغار لا نفهم ولا نعي، بل كنتم تعتبروننا حيوانات احيانا ككلابكم وقططكم.. تعبثون بنا وتتسلون بوضعنا في مواقف محرجة، لتضحكوا فيما بعد على ردود افعالنا وتصرفاتنا.. كنتم تعتبروننا فئران تجارب.. او حيوانات حدائق الفرجة والتسلية..
كنتم تمنون علينا بافضالكم في توفير الغذاء واللباس واللعب وبقية الماديات..
في حين الحياة ليست فقط ولم تكن يوما قط اكل وشرب ولباس ودراسة وعمل..
كنتم تفضلون علينا عملكم وتجارتكم واصحابكم واقاربكم..
وتعتقدون انكم وفرتمونا كل ما نحتاج اليه.. وهو المال والثياب واللعب والوسائل التكنولوجية، وغيرها من الماديات التي سرعان ما نكسرها انتقاما لندرة وجودكم معنا.. وفتور تعاملكم معنا..
فنحن في اكثر الأحيان لم نكن نحتاج منكم سوى الى كلمة طيبة، او ضمة حنان ومشاركة وجدان.. كانت كلمة شكر او تشجيع او تعبير عن حب، او قبلة امان وحنان، او جواب على سؤال.. كانت ستكفي لتسديد كل جوعنا من اي نوع كان!!
لم نكن نحتاج سوى ان نتعلم كيف نواجه المشاكل والمصاعب والأخطار المحدقة بنا من كل جانب..
لم نكن نحتاج سوى ان تنصفونا وتعدلوا بيننا في العطاء المادي والمعنوي..
لم نكن نحتاج سوى الى حمايتنا من اشرار البيت والشارع والمدرسة..
لم نكن نحتاج سوى ان تدفعوا عنا الظلم والاحتقار من الكبار والصغار.. او على الأقل تعلمونا بالملموس كيف نواجه أولئك الشياطين الذين عاثوا فينا فسادا..
كنا نطلب ان تعلمونا مهارات الرد على الظلم والحقرة بأقل الأضرار.. أما أنتم فكان ردكم ان علمتمونا الظلم والعنف والهروب بسلوككم في شجاراتكم مع امهاتنا واقاربنا وجيراننا..
عندما تتشاجرون مع امهاتنا، تنهالون عليهن بالشتم والضرب والتهديد بالطلاق، قبل ان تختموا حماقتكم بالهروب من البيت.. هذا الروب الذي تلجأون اليه منذ البداية، عندما تتشاجرون مع الأقارب والجيران وزملاء العمل..كنتم تعتقدون اننا لا نفهم شيئا مما يحدث.. لكننا كنا نفهم وكنا فقط لا نستطيع اخراج الرد الذي يفور في داخلنا.. لأنكم كنتم تمنعوننا حتى من الدفاع عن أنفسنا ولو بالكلمة، ناهيك أن نعبر عن آرائنا وأحاسيسنا.. فما الذي تنتظرون منا أن نفعله اليوم؟؟
نحن بشر مثلكم.. نشعر ونفكر ونرجو ونأمل ونتذكر ونريد ان ننتقم منكم ومن تصرفاتكم ولو بالهروب.. نحن نعلم أنكم ستحتاجون الينا يوما ما عندما يقعدكم العجز والهرم.. ونحن ننتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر لنعلمكم بدورنا كما علمتمونا بالضبط.. نرحل عنكم ولا نتفقدكم الا مرة في السنة او في خمس او عشر.. نوفر لكم ما نستطيعه من ماديات مثلما كنتم تفعلون بنا حين كنا صغارا.. اما غير ذلك فلا يوجد الا في احلامكم واحلامنا..
انقلوا هذا الكلام كله لكل أب او أم تبكي او يبكي على صغيرها او صغيره وتتساءل اويتساءل:
لماذا هرب ابني مني وابتعد عني؟؟
قولوا لها او له: يداك أوكتا وفوك نفخ.. بضاعتكم ردت اليكم.. لم تجنوا إلا ما زرعتم في هذا الطفل وقلبه وعقله..
وقولوا للمجتمع والدولة عن هذا الشاب الهارب:
أنتم من جعلتموه يهرب بنظامكم الفاسد، القائم على الاحتكار والظلم.. احتكار كل شيء حتى الظلم والنهب..
نظامكم القائم على اغماط الحق، وتكميم الأفواه، وتحطيم الطموحات والآمال، وقبر المواهب في مهدها..
و أخيرا وليس آخرا قولوا لهم جميعا:
يوم تتخلون عن سياستكم وتصرفاتكم المرضية العرجاء العمياء الصماء هذه، سيعود اليكم اولادكم.. وستجدونهم معكم الى جانبكم في كل آن وحال ومكان..

اصبت فمجتمعنا مجتمع فض غليظ
يحاصر ويهمل ومن ثم يسال اين الفجوات
لا يتمعن في اغلاطه وسلوكه
لكونه مجتمع امي منغلق،'
لذا يجب علينا ان نفهم ونحتوي من حولنا حتئ لا يهرب ولا يلجئ لغيرنا
وللابتعاد عنا ..كونو ودودين فلا غنئ عن الود
ودي لكم
ازال اليمانيه
****
***
**
*

صدقت واصبت المفتاح في المودة
علينا ان نفكر ونتكلم ونتصرف بكل ود مع الناس عموما
ومع الشباب والاطفال خصوصا
قصدت في الموضوع خاصة الجانبين النفسي والاجتماعي
في التنشئة والتربية والتعليم
فهذا ما نفتقر اليه حقا في مجتمعاتنا المتخلفة
حتى ان قاموسنا ضعيف في هذين المجالين
طبعا مجتمعاتنا تتفاوت قليلا في هذا

شكرا جزيلا على ردك القيم أزال

يعطيك الف الف عافيه    تحياتي