منتدى الملوك
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات الملوك ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
منتدى الملوك
مع تحيات " ادراة المنتدى
✯ ملكة منتدى الملوك✯
منتدى الملوك
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات الملوك ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
منتدى الملوك
مع تحيات " ادراة المنتدى
✯ ملكة منتدى الملوك✯
منتدى الملوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ترفيهي اجتماعي تعليمي ابداع تالق تواصل تعارف - مع تحيات : طاقم الادارة : ♥нαɪвατ мαℓєĸ ♥+ ✯ ملكة منتدى الملوك✯ +! ! آلأميرة »°♡
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
<الســلام عليكم ورحمة الله , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً مُنتَدَى الملوك يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنضمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ .. فَمرُحَبا بالزَائرينَ , وَ العَابرينَ , وَ الأصدقَاء , واَ لأعضَاءَ , بالطَيبينَ وَ الطَيبَات .. وَ بكًل مَن يَثًرَى , أوً تَثُرَى المًنتَدَى بالحِوَارً , وَ المُنَاقَشةَ , وَ المسَاهَمَاتً المُفيدَةَ .. فَلَيًسَ للبُخَلاَء بالمَعرفَة مَكَانُُ هُنَا ..سَاهمَ / سَاهٍمي بكَلمَة طَيبَة , أوً مَقَالً , أوً لَوًحَة , أوً قَصيدَة , أوً فِكرَة , أوً رَأي , أوً خْبرَة تَدفَعً حَيَاتُنَا للأمَامً ... تحيَآت إدَارَة منتَدَى الملوك ")
..معاناة شاب .. ؟؟..2 N3u5p1

 

 ..معاناة شاب .. ؟؟..2

اذهب الى الأسفل 
+3
والله واحشني زمانك
البروفسير
La Petite Princesse
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
La Petite Princesse
المراقبة العامة
المراقبة العامة
La Petite Princesse


ٱلبّـلـدُ : الجزائر
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 6903
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 30/10/2012

..معاناة شاب .. ؟؟..2 Empty
مُساهمةموضوع: ..معاناة شاب .. ؟؟..2   ..معاناة شاب .. ؟؟..2 Emptyالخميس نوفمبر 22, 2012 8:38 pm

يقول كثير من المتعلقين : إنكم تلوموننا نحن المتعلقين وتوجهونا النصح لنا ونسيتم النصح لأولئك الشباب الذين يفتنوننا بجمالهم ومساحيقهم وملابسهم ويجعلون القلوب تتعلق بهم بل يقول أحدهم لابد أن تتخذ الهيئات موقفاً حازماً في شأنهم بل لابد من المربين في المحاضن التربوية أن يتخذوا ذلك الحزم إن الله لينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن .
فيقال : إن ذلك ليس مبرراً للوقوع في المشكلة لا عقلاً ولا شرعاً ، فلوموا أنفسكم ولا تلوموا أحدا .
يا شباب : ألا فاتقوا الله ودعوا الفتنة ، إن التشبه بالنساء والكفار حرام بل اللعنة على المتشبِّه بهم قال صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) وموضوع التجمل الزائد و التميع لم يكن معروفاً منذ سنوات وهو سبب رئيس في التعلق وانتشاره في هذا الزمن ومن أسبابه : حب التميز والظهور والتنافس في الجمال كالنساء وضعف التربية الأسرية والمظهرية الجوفاء ومن أجل تغطية النقص وستر العيوب أو كونه لا يعطـــــى وجه ولا يلتفت إليه كما يقال وليس عنده شي يشرف ويظهر به على الأقران فيتجمل تجمل البنيات لأجل أن يلتف حوله الشباب ويكون مدللاً بينهم ونسي أن الرفعة وعلو المنزلة تنال بطاعة الله والتجمل بالأخلاق وبحب الله له يحبه الخلق .
لا يزري السواد بالرجل الشهم *** ولا بالفتى الأديب الأريـــب
إن يكن للسواد فيك نصيـــــب *** فبياض الأخلاق منك نصيب
إن الله قادر أن يسلب منك ذلك الجمال فيجعلك في أقبح منظر وحال .. إن الله قادر أن يقلب حسنك سوءاً ومنظرك دميماً فلا تفخر ولا تفتن .. إن الله قادر أن يجعلك في لحظة أبرص أجذم أقرع ، بك كل علة وآفة حتى لايستطيع الواحد أن يراك فضلاً على أن يجالسك ويحاكيك فلاتقابل النعمة بالعصيان .
يا أيها الشباب : هل انتكست الفطرة وانعدمت الغيرة ومات الإحساس فمالنا نرى أموراً تدع الحليم حيراناً،إن كان الإيمان ضعيفاً والعلم قليلاً فلنحتكم إلى النقل و العقل إن كان سليماً.

ولنعد إلى الأسباب فمنها :
● خفة الدم وعذوبة اللسان وجمال الصوت .
● ارتياد الأسواق والدوران الذي ربما يعقبه نظرات تُعلّق القلوب بالحب فتَتَعذبَ بـه ويذكر بعض الشباب أن البداية دوران ثم نظرة ثم علاقة ثم تعلق ثم ويلات التعلق وجحيم الحب .
● فراغ القلب من هدفٍ عالٍ و أمنيةٍ نبيلةٍ ومستقبلٍ منشود والتفكير في سفاسف الأمور.
● تقارب الطباع والأفكار والهوايات بينهما .
● حب البروز والتميز والظهور ولفت الأنظار .
● التقليد للآخرين والتحدث والافتخار بذلك وتناقل أخبار الصغار .
● عدم الزواج وتحصين الفروج .
● اعتقاد أن التعلق أمرٌ طبعيٌ ولابد منه.!
● تلذذ وشهوة بالنظر إليه و مجالسته .
● عداوة الشيطان بل عدم استحضارها في حياتنا واقعاً عملياً وتربى عليه الناشئة .
● الثقة الزائدة في الآخرين .
● مرحلة المراهقة وشخصية المراهق العاطفية والنفسية والانفعالية والعدوانية والتقلبية والمزاجية و الانطوائية والازدواجية والغيرة وحب الظهور والتميز والاستقلالية لها دور كبير في مشكلة التعلق .
● رسائل الجوال وعبارات الحب والحنان والاشتياق والحنين سبب رئيس في التعلق بل من أقوى أسباب التعلق كما يذكر البعض من الشباب والمربين ويقول البعض الآخر: إن الرسائل سبب من أسباب زيادة العلاقة والتعلق بل من أسهلها وأكثرها تأثيراً وانتشاراً في استمالة العواطف والقلوب .
● كثرة مجالسة أصحاب العاطفة والتميع والنعومة والرقة المفرِطة والجمال .
● سماع الغناء يجعل الشخص يحن لصاحبه كما يقال ويشتاق لسماع صوته ورؤياه وتثير مشاعره وعواطفه وأشجانه وتحرك غرائزه وقد شهد بذلك كثير من المتعلقين ..
يقول أحدهم وخاصة الأغاني الحزينة عندما تحدث مشكلة بينه وبين صديقه أو عندما يفتقده لكي تهدأ حاله وترتاح نفسه ويطرب بسماع تلك الكلمات فيشتاق إلى رؤياه ويذكر أحد المتعلقين قصة تعلقه فيقول : تعلقت بشاب سنوات عدة وكنت أعرف أني على خطأ حتى قررت تركه وترك الغناء وجاهدت نفسي على ذلك وفي يوم من الأيام سمعت مقطعاً صوتياً لأحد المغنين فما تمالكت نفسي فرفعت الهاتف مباشرة واتصلت عليه بعد انقطاع دام سنة كاملة فما أن ردّ إلا وأنزلتُ سماعة الهاتف ولم أكلمه وتركتُ التعلق وذلك الركام الهائل من المشكلات والحسرات والحمد لله ومجاهدة النفس تحتاج إلى صبر وعزيمة وقوة .
● حبُّ وميل القلب المريض لمثل هؤلاء ومحاولة البحث والتفكير عن الأسباب الموصلة للتعرّف عليهم بشتى الحيل والطرق إذا رآهم وربما أَخبرهم بأنه مُعجَبٌ بأخلاقهم العالية وربما بحث عَمَّن يُعرّفه بأحدهم أو عن حيِّه واتخذ الوسطاء للجمع بينهما وربما انتقل إلى مدرسته فإن لم يتيسر دار حولها كل يوم متعباً نفسه في شدّة الظهر وحَرّه ، تاركاً أهلَه وغدائَه ونومَه لكي ينال نظرة ثم ماذا..؟ أيّ حياة هذه !! ؟ صورةٌ بشعة من الذل والدناءة والتـعب والنكد والحيرة والحسرة ولَعب الشيطان بعقـول أَسرى التعلق ومجانين الحب وصَرْعى العشق على جَنباتِ الطرق وفي بعض الأماكن ، إنهم فتنوا أنفسهم وقتلوها وعذبوها وجنوا عليها وهم لا يشعرون ومن دامت نظراته دامت حسراته وأحرقت فؤاده والنظرة الأولى لك والثانية عليك حسرتها وشؤمها والله { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } فهذه حياة من أتبع نفسه هواها ولبَّى لشهوته مناها فاغرة فاها نحو هواها .
الحب يورث ذلة في قلبه **** واقرأ لتعرف صفحة الأخبار
كلُّ أخوة لغير الله هباء ومصيرها إلى الفـنـاء : {الأخلاءُ يومئذٍ بعـضُهم لبعضٍ عـدوٌ إلا المتقـين } وورد في الحديث ( أَحـبـِبْ حبـيـبَـك هَـوناً مـا عسـى أن يكـونَ بغيضـُك يومـاً ما ) رواه الترمذي .
ماذا تُريدُ وما عَساك محصّلٌ *** إلا انشغالَ القلبِ بالأحزان .
أخياه : بعد هذا كله لعلك عرفت السبب ومربط الفرس ومكمن الداء فالحذر الحذر .
معشر القراء : إن الجميع يتحمل تلك الأسباب من شباب وفتيات وآباء وأمهات ومربين ومربيات وكل مسئول به صلاح الأمة والمجتمع فلا نلق بالتبعات على طرف دون الآخر فالمسئولية مشتركة وكل له فيها نصيب ومسئول يوم القيامة أمام الله عن الشباب و ما وصل بهم الحال وعن كل وسيلة دخلت وأمطرت وابلاً من الرذيلة والإثارة و الهلاك والدمار. فأين المفر من الله في الأرض وتحت الأرض ويوم العرض..!؟
ومع ذلك كله فليست تلك الأسباب أعذاراً ومبررات لأن يهوي الإنسان من الفضيلة إلى الرذيلة ومن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان ومن البناء إلى الهدم ومن الارتقاء إلى السقوط ومن النجاح إلى الفشل فالقرآن والسنة بين أيدينا ونسمع داعي الخير يحدو بالنصح والتوجيه بالمساء والصباح من معلم ومربي وأب وأم وعالم وإمام وخطيب وشريط وكتاب وقد أعطاك ربــــك عقــــــلاً وفكـــــراً به التمييـز بين الخير والشر والســـــيئ والحسن والظلمة والنور والغواية والهداية .

يا أمتي : إن ظاهرة التعلق دبّت وعمّت في المجتمع بين الفتيان مع بعضهم والفتيات مع بعضهن وكل مع الجنس الآخر على مختلف أعمارهم وفئاتهم واتجاهاتهم ومحا ظنهم التربوية وانتشرت في صفوف المراحل الجامعية والثانوية والصف الثالث المتوسط وبقلّة في الأول والثاني المتوسط وبين الأقارب والقريبات .
أيها الفضلاء : لابد من المصارحة في حل مشكلاتنا وقضايانا ..إلى متى ونحن نخفي أخطائنا .. أننتظر حتى تتفاقم وتقتل جسد الأمة شبابها ، قلبها الذي ينبض وعمودها الفقري الذي به تتحرك ، عماد الأمة وأمل المستقبل ، أريج الماضي وروعة الحاضر ، ..أنسكت حتى تصبح ظاهرة وأزمة وداء مستعص العلاج والله المستعان ، وهاهو الناقوس يدق ساعة الخطر والنار تسري في شبابنا سري النار في الهشيم !! فمن المسئؤل معشر العلماء والدعاة و المربين والمربيات والآباء والأمهات !!؟

إنني أدعو أولئك الذين ينكرون كل ذلك أو يقولون إنها حالات شاذة ونادرة لا حاجة للحديث عنها إلى سؤال المربين والمربيات عما تضج به المحاضن من تلك العلاقات والمشكلات !!أدعوهم إلى زيارة مراكز الهيئات والشرط والمحاكم فيسمعوا جواباً يشيب الرؤوس ويحرق الكبود .
أدعوهم إلى سؤال الشباب والفتيات والنزول إلى ميادينهم وتجمعاتهم !والنظر إلى هول ما يُرى ويُسمع !! .
أدعوهم إلى قراءة تلك الدراسات التي أجريت في كثير من منتديات الشباب في بلدان العالم مسلمه وكافره ، عربيه
و غربيه ، مما لا يدع لأحد المجال في التكذيب أو الإنكار أو التقليل أو التهوين أو الاعتراض بالكتابة والقول ولا ينكر المحسوس إلا جاهل أو أعمى أو مكابر أو ممسوس .
إننا في زمن نحتاج فيه إلى طرح مشكلاتنا الاجتماعية والأسرية و التربوية بشيء من الوضوح والصراحة والشفافية المنضبطة بضوابط الشرع ومراعاة المصالح والمفاسد وكانت هناك محاولات فكان لها أثر إيجابي رائع ومثمر .

كلمات أخاطب بها الأمة جمعا حيث إن مسئولية تربية النشء قاسم مشترك بين أفراد الأمة كل حسب قدرته ومحيطه ومسئوليته وحتى لا يتسع الداء ويموت الجسد وتغرق السفينة .
وإلا فالوعي والخير والتآزر والأخوة الحقة والمحبة الصادقة والإقبال على الله وحفظ القرآن والسنة والتمسك بشرع الله وقوافل التائبين في كثرة وازدياد وكل ذلك يُلمس ويشاهد في أمتنا الغراء شبابها وشيبها ، رجالها ونسائها رغم تكالب أعدائها وشدة الوطأ عليها وكثرة مصابها وجرحها الغائر وتتابع الفتن عليها فلايظن قارئها أن النظرة نظرة سوداوية قاتمة فنهلك ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ومع الفال لابد من بذل الأعمال والاعتراف بواقعنا وحجم مشكلاته دون تهويل أو تهوين أوسكوت و قد عرفتم الداء ...
وجهاً لوجه
والناس فيه_ أي التعلق _ أنواع كلٌّ له فيه طريقةٌ وأسبابٌ ومظاهرٌ، يشترك الجميع في غالبها ، وكل واحد يبحث فيه عن هدفه وغايتـه والله يعلم المقاصد،أشرت لكل واحد منها بإشارات يسيرة والقلب المتعلق هو الدليل إليها وكل واحد أعرف بنفسه وما يخصه من هذه الكلمات والأنواع والأسباب والمظاهر والآثار وقد يكون التعلق من طرف وقد يكون متبادلاً من طرفين وقد يكون مجموعة أشخاص متعلقين بشخص واحد وقد يكون المتعلقان متقاربين في السن أو متباعدين .
أرى داء خطيراً قد تفشــــــى *** يحار له المفكر والبصير
ألمّ ببعض أفكار الحيارى *** وأرداهم إلى أمر خطيــــــر
فعوداً للرشاد بلا تمــــــــادي **** فقد جاء المحذر والنذيــــر
إنه داءٌ عضال بل شرٌ ووبال ، إنها فتنةٌ أهلكت الشباب ودمّرت الفتيات ولم يَنجُ منها إلا القليل ..

إنها كالجراد بل أفسد من جراد أتت على الأخضر واليابس فجردت الشباب من كثير من الأخلاق والآداب ، إنها كالسوس تنخر في الشباب نخر السوس ، إنها مشكلة أتت على الصحيح والسقيم ،بل بدأت تَدبُّ حتى في أوساط من يُشار إليهم بالبنان، جاوزت الحدود والقيود، ذهب ضحيتها الكثير والكثير والكل يَشهدُ ذلك ويَلحظه ما بين ضائعٍ ومنتكسٍ ومهموم وحائرٍ أو مسجونٍ عدة سنوات وآخر منكس الرأس علاه الخزي والعار ، فأيُّ رجولة وسعادة هذه نهايتها ؟ بل بدأت الشكوى من الجميع من المربين والمربيات والفتيان والفتيات ، فلابدّ من التظافر وتلاحم الجهود بحثاً عن الدواء حتى لا يستفحل الداء ودراسة لهذا الموضوع أثاراً وأسباباً وعلاجاً .
ولست مبالغاً في كل ذلك فهي نتائج استبانات واتصالات ولقاءات والقصص في هذا الجانب كثيرة والمشاهد أكثر، قصص تقرِّح العيون وتُدمي القلوب وتُذرف الدموع .

فهذه اعترافات المتعلقين والمتعلقات وزفراتهم وحسراتهم بل يُسمع البكاء من بعضهم ألماً وتحسراً وضيقاً ولسانُ حالهم ومقالهم : أنقذونا من ويلات التعلق والعاطفة وجحيم الحب والغرام .. أنقذونا من هذه الحياة .. كيف الخلاص ؟ وما العلاج وما المخرج ؟ يقول أحدهم : لا تتركوني أسيراً للهموم صريعاً للضياع ، غريقاً في الهوى وبين الشباب ويقول بعض الشباب والفتيات : عجلوا بالحلول إن كان عندكم حلول ، يقول بعضهم : إننا نتمنى الموت بدلاً من جحيم التعلق !! ويقول آخر : إننا نريد أن نعيش حياة السعداء فقد أشقانا التعلق !!ويقول آخر : كنا نظن أننا سنجد السعادة فيه فتجرعنا الشقاء .
كثير من المتعلقين والمتعلق بهم يعترفون بأن التعلق مشكلة دينية ونفسية واجتماعية تحتاج إلى حل .
يا أخوتي : إنه لولا الحياء و خشيت التكذيب لذكرت مالا يصدقه العقل مما يدور في حياة المتعلقين من أقوال وأفعال وتصرفات وحيل بعض المتعلقين .

نداءٌ و هتافٌ لأحبتي وأخوتي ذوي العاطفة الجياشة والأحاسيس المرهفة الفياضة والحب الزائد الخارج عن المعقول والمعتاد : الأمرُ عظيم والخطبُ جسيم ، فلابدّ أن نعيدَ النظر في صداقاتنا بكل صدق وصراحة بلا التواء وتبرير فهل هي لله ومن أجل الله ؟ أهي أخوة حقة ومحبة صادقة أم عواطف متبادلة سرعان ما تنتهي عند أدنى مشكلة ؟ هل هي حُبٌّ للأبدان والأجسام والصور والأشكال أم القيم والدين والأخلاق ؟ فما المقياس عندك ؟ فَزِنْ وقايسْ وأنتَ الحكم والإثم ما حاك في النفس وكرهتَ أن يَطلع عليه أحد والباب الذي يأتيك منه ريح لا حيلةَ فيه إلا بسدِّه لتستريح .
أيها الفتى والفتاة : إنه بالتأمل في حياة كثير من الأصدقاء تجدهم يفتقرون إلى معاني الأخوة وحقوق الصحبة فهي حقوق وآداب وعواطف وإيمان وليست مشاعر وعواطف فحسب كما يفهم البعض فكانت النتيجة أخوة هزيلة تتأثر وتزول عند أدنى مشكلة وهزة وما تقطعت كثير من الصلات والصـــداقات إلا يوم غابت معانيـــــــها الصــــادقة فنحتاج إلى أن نعرف قواعد البناء حتى يستمر الإخاء .
كثير من المتعلقين يشكون من فرقة بعد ائتلاف يدوم سنوات ثم تقطعه أدنى المشكلات .
إن كثيراً من قضايا التعلق انتهت بالمشاكل والتهم والشكوك بل الكثير يذكر أنها حياة مملة لما تقدم ولكثرة اللقاءات التي تكون سبباً في نقص أدب الحديث وكثرة النزاع والخلاف بل افتعالها على أتفه الأسباب وقلة الاحترام والتقدير بل تتعجب من أحوال المتعلقين عندما يجلسون الساعات بدون كلام ينظر بعضهم إلى بعض يدورون ويأكلون ومن مطعم إلى مطعم ومن شارع إلى شارع كل يستعرض بصديقه وغالب الأيام على هذه الحال وصدق من قال : ( إن الحب عطلة لكل عامل وعمل لكل عاطل ) كلمة رائعة وتشخيص دقيق وجزء كبير من المشكلة فهاهم المتعلقون عاطلون فكراً وروحاً ووقتاً يجوبون الطرق والمدن فإذا رجعوا إلى منازلهم رموا أنفسهم على فرشهم فتبادلوا الرسائل من خلال الجوال وقبل النـــــوم تفكير في ما كـــــان ومــــــا يـكون وحين النوم أضغاث أحلام فهذه حياة المتعلقين باختصار وهي أوضح دليل على أنهم يعيشون فراغاً قاتلاً وحياة بلا هدف فأصبح كل واحد منهم جزءاً من الآخر ثم النهاية التلاوم والعتاب يعقبه ملل وفشل وكره وبغضاء .
نهاية متعلقين
وفي يوم من الأيام يكلمني أحد المتعلقين فيحكي قصته باختصار يقول : كان بيني وبين صديق لي صداقة عزيزة دامت ثلاث سنوات ولك أن تتخيل فيها كل ما يدور بين المتعلقين وفي يوم من الأيام اتصلت عليه فقال : مشغول ثم اتصل علي فقلت : مشغول ثم كررت الاتصال فرد وقال : ماذا تريد قد أشغلتني كثيراً وكثيراً فأقفلت الهاتف وتأثرت بتلك الكلمات وبكيت والدموع تهراق من عيني وخرجت من المنزل في ساعة متأخرة من الليل وكلي هم وغم ثم اتصلت على صديق لي وأخبرته الخبر فذهبنا أنا وإياه ، لا أدري إلى أين أذهب ؟ شعرت بأنها لحظة النهاية بيني وبين صاحبي الأول ، فقدت قواي،انهرت نفسياً،حاولت أن أنسى الموقف ، أعطيت صديقي الذي معي خمسمائة ريال لأجل أن يأتي لي بشراب أيّاً كان لكي أنسى ما أنا فيه ، فقدت عقلي ، كدت أن أقع في جحيم المخدرات لكن الله لطف بي فرفض صديقي وحاول تهدئتي فما رجعت إلى منزلنا إلا عند الفجر فكرهت صديقي الأول كرهاً عظيماً فانقلب البِرُّ جفاءً والحب بغضاً والعسلُ حنظلاً والحسن قبيحاً وقال هذه مأساتي مع التعلق وقبل هذه حدث بيني وبينه موقف شجار فدخلت بعده المستشفى فوجد أن الضغط مرتفع ولا تعليق إلا أن أقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه وانظر كيف انتهت وبأي سبب ولك التأمل!!؟ بل تجد بسبب مكالمة هاتفية أو رسالة جوال أو موقف تنتهي صداقة سنوات وكل ما كان لغير الله يزول .. أفلا تدبرون !؟
أخي الحبيب : إلى متى وأنت في تفكيرٍ وعذابٍ ومرض وذلةٍ من أجل فلان ؟ تُحَاول أن تُرضيه بكل ما تملك وربما قَدّمته على والديك ثم ماذا..!؟ ضاعَ مستقبُلك وتهدمتْ حياتُك وانقضى عمرُك وذهبَ مالُك وقصّرت في طاعة ربك و أَغضبتَ والديك وأذللتَ نفسك وتركتَ أصدقائك الأولين ونظرَ إليك الناس في الحي والمدرسة وبيتك نظرةَ ازدراءٍ وتنقصٍ وخفةٍ في العقل و ما هي إلا أيامٌ وربما شهور وسنوات ثم تَفترقان ولابـــــدّ أن تفترقـا لماذا !!؟ لأنها ليست لله وربما كانت على معصية الله وإن كانت لله فلأنها تجاوزت المعقول فأحدثت البلابل والمشاكل والحسرات في القلوب والعقول ولأنهم يعيشون على بِساطِ المجاملات والحساسية الزائدة وهل أُخوة هكذا حالها !!؟
كلا وألف كلا ماهي بأخوة حقة ومحبة صادقة مهما قِيلَ وفُعِل .
يا أمل الأمة : كفى هذه الحياة، كفى قتلاً لنفسك وحياتك وتدميراً لقلبك وجنانك، كفى ظلماً وعبثاً واستخفافاً بالآخرين واستغفالاً لهم ،كفى وكفى وألف كفى، يا قلوبُ تيقظي يا مروءةُ نادي أفلا حياءٌ من الله !!؟ ألا مروءةٌ تمنع وعقلٌ ينهى!!؟ إذا كانت أعينُ الناس لا تَراك وقلوبهم لا تَعرف ماوراك فأين أنت من الله الذي يراك ويعلم سِرَّك ونجواك أفلا خوف من الله ؟ إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرُ ؟ كيف يكون مصيرك ؟
بأيّ وجهٍ تلقى الله ؟ كيف الجواب يوم العرض بين يدي الله ؟

كيف تسير الأمور وكيف تستقيم الأمة وتتقدم بين الأمم علماً وفكراً وقوة ؟ ماذا ستصنع عند المحن والصعاب والأزمات إذا كانت هكذا الحال..؟ تذوب وتنساق وتضعف عند أدنى رسالة و عبارة وموقف .
أخي : أيُّ شيء وجدته بعد ذلك أهي لذةٌ زينتها لك شياطين الإنس والجن أم النفس الأمارة بالسوء أم التبريرات؟
أم هيأ الأعداء في الدرْبِ الشَّرَك ؟ ما أجملَ ذلك يوم أن تجعله من أجل دينك وأهلك وأُمتك ومستقبلك..!
تَفنى اللذاذةُ ممن نالَ صفوتها *** من الحرام ويَبقى الإثمُ والعارُ
تَبقى عواقبُ سوءٍ من مغبتها *** لا خيرَ في لذةٍ من بعدها النارُ
أخي .. أفقْ تنبه تيقظْ لا تخادع نفسك فلنكن صرحاء ، فللناس أعينٌ وألسنٌ وأنفسٌ ولك عرضٌ وشرف وفوق ذا وذاك ربُّنا يراك واعلم أنه كما تُدين تُدان والجزاء من جنس العمل وأن لك أخوة وأخوات وغداً لك أبناء وبنات .
ليتَ شعري ما الذي دهاك أصبحتَ أسيراً لهــواك .
أخا الإسلام : إن كانت نيتك حسنة فلا ندع للعواطف مجالاً لتدمير حياتنا ومستقبلنا .
فتى التوحيد : لنجعل للدين والعقول مجالاً لبناء حياتنا ومستقبلنا .
وإن كنتَ بعيداً عن كل ذلك فلا تكن الآخر.. حيث يُستخفُّ بِكَ ويُضحك عليك بمعسول القول ويتغزل بك كما يتغزل بالنساء بأشعارٍ ومراسلات تحكي الحب والغرام حتى إذا وقعتَ في الشباك أُخذ منك ما يُراد تحت الكبت والتهديد وحينها لا تَستطيع الفكاك ، أصبحتَ ذليلاً أسيراً كما أُسر الكثير والكثير حتى إذا قَضى أَمرَه منك ولو بتكحيل العين كما يُقال أو وجَد أحسنَ منك أو ملّ فأرادَ التغيير أَعرض عنك وقال أُفٍ ثم تُفٍ غِرٌّ صغيرٌ ومن أحبَّك لأمر ولّى عند انقضائه ولأدنى خلاف ومشكلة .
أخي : ماذا ترجو من إنسان يقدمك على والديه بالتفكير والاشتيـــــاق وتقــــديم الحاجات ،والداه اللذان كانا سببــــاً في وجوده بعد الله ؟ أهذا من العدل !!؟ سيأتي يوم من الأيام ويقدم غيرك عليك كما قدمك على والديه والأيام دول .
لو قدر الله عليك الموت وأصبحت من أهل القبور , هل كلما تذكرك صديقك سيرفع يديه إلى السماء ويدعو لك ؟
هل سيتصدق عنك ؟ هل سيبكي عليك ؟ أم أمك وأبوك اللذان لن تجف دموعهما عليك وسيلهجان بالدعاء لك .. هل عظيم خلقه وجميل وفائه وجزيل كرمه وحسن ابتسامته لكل الناس وأهله أم هي لك فقط قبل أن تعجب بأسلوبه الماتع والتعامل الرائع الذي سحرك به .. هلا نظرت إلى صلاته وقراءته لكتاب ربه وحبه لنبيه عليه الصلاة والسلام !؟ .
أخي ... كل يوم في سيارة فارهة وكل يوم مع فلان وفلان ، أترضى أن تكون لعبة في أيديهم وسلعة تُعرض وتُدار ويُستعرض بك مفاخرة ومباهاة ما بين شارعٍ وسوقٍ واستراحة و موضعاً للهمز واللمز ، مهما أُعطيت من المال ودُعيت إلى الطعام وسُعي في قضاء حوائجك ومتطلباتك ، وزُيّن لك القول والسفر للبلدان والجلوس في الاستراحات وأنتَ أعلمُ بما يكون فيها ويُفعل ويُقال ، فلا تغتر ولاتكن فريسة لتلك الذئــــاب وتلك الشباك ، فإيـــــاك إيــــــاك أن تكون فتنة لنفسك وللآخرين ، بِكَ تتعلق القلوب وتُدمّر النفوس بِكَ يُرتكب الــــذنب ويُعصى الرب ، تَبيع دينك وحياتك وتـــــذل نفســـك من أجل سيارة ودوران وعشاء واستراحة وتفحيط فكن متنبهاً يقظاً غير مخدوع وإلا فأنت الضحية وأنت المطية ولو كانت النية حسنة فكفى تعلقاً وهماً وغماً .
أخي : أهذ ه هي سعادتُك الكبرى وهدفُك الأسمى ورجولتُك الحقه وهمُّك الأعظم ؟ أليست عندك غيرة وعزة ورجولة؟ أهكذا تريدك أُمتُك ومن أجل ذلك تَبنيك؟ أين عقلُك ؟ قفْ تأملْ تفكرْ أفقْ لا تكن ..
أين الرجولةُ فيك أين ثمارها أين التديُّن يا أخا الإيمــــان ؟
أخي : عذراً فلابد أن نكون صرحاء حتى نصل إلى ساحل النجاة فهذه هي الحقيقة إن كنتَ لا تدري وإن كنتَ تدري فالمصيبة أعظم واعلم أن الوقاية خير من العلاج وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشر وأنت تَسمع وتَرى ما يُفعـل ويُـدار والعاقل من اتعظ بغيره وخُذ العبرة ممن حولك وتأمل هذا الكلام واحكم ولو بعد حينٍ والأيام القادمة حُبلى بكل جديد فكن ذكياً فطناً وعش ولا تغتر !
إن السعيد له في غيره عظة *** وفي الحوداث تحكيم ومعتبر
فإن لم تكن ذا ولا ذاك فاهدِ هذه الورقات لمن يشتكي من هذا الداء .
أيها الفتى والفتاة : إن الجمال الحقيقي هو جمال الأخلاق : طهارة القلوب ونقاء النفوس ، خلقٌ عالٍ وأدبٌ راقٍ وأما جمال الوجوه فسرعان ما يَزول ويَفنى ويُنسى ويَبقى جمال النفوس يُذكر على الدوام فلا يُنسى ، إن الافتخار بالجمال ليس من سِيَمِ الرجال .
وما ينفع الفتيان حسن وجوههم *** إذا كانت الأخلاقُ غيرَ حسانِ
وما تنفع الثيابُ اللامعة والأطيابُ المنعشة إذا كانت النفوس مظلمة لا تعرف لله حقاً ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم طاعةً وانقياداً ولا لأحد من الوالدين أو الناس احتراماً وتقديراً قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) رواه مسلم وغيره .
عجبتُ لمن ثوبه لامــــــع *** ولكنما القلبُ كالفحمة
مـظـاهـرُ بـراقــةٌ تحتـهــا *** بحـارٌ مـن الـزيف والـظلمـة
أخوتي وأحبتي : إنها أمورٌ تتقزز منها النفوس وتشمئز منها القلوب وتكاد ألا تصدقها العقول ، فعذراً عذراً على هذه الكلمات فربما جَرحتْ بعض المشاعر وآذتْ أولي الأمر والعقول والبصائر ، ليست شكوكاً بل واقع واعترافات وحقائق ويعلم الله كم ترددتْ في فمي وتعثر قلمي وجهد ذهني وأنا أكتبها ، فاخترت من العبارات أَلطفها ومن الأساليب أجملها ، حرصاً على المشاعر وتحرياً لآداب النصيحة ، فهي عتابٌ جارحٌ من أخ ناصح ومعاتبة الأخ خير من فقده ، فما يَسعُ غيوراً أن يبقى متفرجاً وناقداً ومحوقِلاً وهو يرى أخوته وأحبته مابين مهمومٍ ومغمومٍ وحائرٍ ومُكَدّرَ الخاطرِ ، مابين تائهٍ وضائعٍ ، مابين متساقطٍ ومنتكسٍ ، يحزّ في النفس بل يُحزنها ويُقلقها ويُسكب الدمع من عينها أن ترى أخوة بلسان حالهم ومقالهم ينادون هل من منقذ ؟ هل من أخ يَفتح لنا قلبه ويُصغي لنا سمعه ؟

هل من محب يعيش قضايانا وهمومنا ؟ هل من رجل يدلُّنا على النور والكنـز المفقود وانشراح الصدور والسعادة وبلسم الحياة..؟(5)، دموعهم في مآقيهم ، أزيزهم في صدورهم ، عبراتهم من وراء كلماتهم .
أخي : إلى متى هذه الحياة ..لكأنك بالموت وقد قرب ودنا فطوبى لعبد استيقظ ووعى ، ذهب الأهل والأخوان والأصدقاء إلى تلك القبور وكلنا راحلون إلى تلك الدور .
أَفقْ قد دنا الموتُ الذي ليس بعده *** سوى جنةٍ أوحرّ نارٍ تَضــرّم
اتـق الله وقـصّــر أمـــــلا *** ليس في الدنيا خلودٌ للمـــــــلأ
وبادرْ فإن الموتَ سيفٌ قاطـع ***والعمرُ جيشٌ والشبابُ أمـيـرُ
غَالبْ هواك وأَطعْ مولاك { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } . فارحم نفسك قبل التلف وابكِ عليها قبل الأسف .
وكن من الموت على وجلْ ولا يغرنَّك الأمل
لا يذهبنّ بك الأمل حتى تقصِّر في العمـــــــل
فقد استبان الحق واتضح السبيل لمن عقـل
واعـلم بأنّ الموت ليس بغافلٍ عمَّن غفـــــل
أيها الفتيان والفتيات : إني على ثقة إن شاء الله أنها ستكون الراحة بعد هذه المعاناة والصراحة ، سيستيقظ الأمل ويموت الألم ، سيوجد الكنز المفقود وانشراح الصدور وبلسم الحياة في ظل الإيمان وطاعة الرحمن والتعرف على أهل الخير والصلاح الذين يخافون الله وتودّع حياة القلق والأرق والهم والغم والشكوك والضياع وتبدأ حياة من جديد مليئة بالخير والفلاح والنجاح ولن يضيعك الله إن صدقت .
أخي الحبيب.. لابد من البحث عن العلاج والانتصار على النفس والنجاة بها ، فهي أمانة عندك ستُسأل عنها بين يدي خالقها ، فلا تيأس ولابدّ أن تُعيد المحاولة مرات إن أردتَ النجاة واطلبـها من الله فما خاب من رجاه وكن جازماً في البحث عن العلاج فبادر وسارع كفى هذه الحياة ...!
قلوب العارفين إلى ارتقاء *** وقلبك يا أُخيّ لغير ذاك
وهمُّ الصالحين تقى وأجر *** وهمك في لباسك أو غــذاك
فيا قلباً تقلّب في المعاصي *** وأبحر في الهوى يرجو سواك
رجوع ثم عوداً ثم عـــوداً *** إلى رب غفور مرتجــاك
فيارب عفواً منك أرجـــو *** ثباتاً ثم تسديــــداً إلاك
العلاج
يا من عرفتَ الداء وعلامته وسببه فإن علاجه :
● أن تبتعد عن تلك العلامات والأسباب وكل ما يدعو إلى ذلك
● تأمل تلك النتائج التي دمرت نفسك وحياتك وبيتك ومجتمعك
● فكر بعقلك لا بعاطفتك ولا تنساق ورائها فلا تزعجك التوافه ولا تهتز من الزوابع ولا تركض وتنجر وراء كل سفيه وناعق .
● ابتعد عن ذلك الإنسان وكل ما يُذكِّرك به ولو بالانتقال من المدرسة ، حاول التهرب منه والاعتذار عن المكالمات واللقاءات ، لا تفكر في حياة الماضي ودعها وما تحمل من جحيم ومآسي ، حاول أن تنساه بشتى الطرق وبكل قوة ولا يمنعك من ذلك طيب لسانه وجميل إحسانه وكلام الناس، يكفي ما أصابك وربما ستجد صعوبة ومشقة في ذلك لكن الــــراحة في النهــــاية وقد عرف كثير من المتعلقين أن النجــــــاة بتركه فتركوه وجاهدوا أنفسهم على ذلك و شعروا بالراحة عند الافتراق، فانج بنفسك ولن تموت ولن تخسر شيئاً إذا تركته بل تعيش حياة الأحرار وتخرج من ذلك الأسر وتلك الأشباح وتنام قرير العين وهو العلاج الأكبر وهو بيدك بإذن الله ، تذكر معايبه وما يحمل في بطنه من أذى وأقذار.
* عقلك عقلك فابدأ وعجل *
● ابتعد عن كل ما يُثير الغرائز والشهوات وتلامس الأجسام .
● ابتعد عن الغناء فهو سبب كل شهوة وشر وبلاء وربما جعلك تحن إليه .
● امسح من هاتفك جميع الرسائل التي تذكرك به وإن كانت مكتوبة فاتلفها .
● غض طرفك ولا تنظر إلى ما يثيرك ولا تكثر الالتفات فتقع في قلبك الحسرات والزفرات .
أنسيت قول أهل العلم إن النظر إلى الفتيان بتلذذ محرم لأن بعضهم يفوق النساء في حسنهم والفتنة به أعظم ولأنه يمكن أن يفعل معه من الشر ما لا يمكن أن يفعل مع النساء ويسهل الوصول إليه فكان بالتحريم أولى ويقول سفيان الثوري إن مع المرأة شيطاناً ومع الأمرد سبعة عشر شيطاناً وكان يقال : لايبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد. فكن على حذر .
● إن في القلب فراغاً لا يملؤه إلا الإيمان .
● أَرِقْ دموع التوبة واسكب عبرات الأوبة قم واعتذر إلى ربك وابك على خطيئتك واطلب من ربك الهداية والنجاة والرحمة فما أحلم الله ، إلحق بركب التائبين فالتائبون كثير والحسنات يذهبن السيئات .
● ليكن قلبك معلّقاً بالله لا بالذوات والمدرسين والمدرسات وأصحاب الفن والرياضة .
• اجعل قلبك مليئاً بالحب والخوف من الله وعلّقه بقراءة القرآن والصلاة والاستغفار وذكر الرحمن وأكثرْ منها ومن أحبّ شيئاً أكثر من ذكره .
● لتكن عواطفك وعلاقاتك مع الآخرين متوازنة ومنضبطة لا إفراط ولا تفريط و ليكن حبك معتدلاً للآخرين ومن أجل الله والميزان : بحسب إيمـــــــانه بالله وتقواه لا لأجــــل الجمـــال والأنساب والمصالح وحسن الأجسام .
● سجل في ورقة مايقلقك بصدق وأمانة في حياتك معه لوجدت أن أكثرها لامسوغ له بل من توافه الأمور .
● تعلم حقوق الأخوة في الله وآداب المحبة في الإله من حسن الظن والتماس الأعذار والعفو عن الزلات وتحمل الأخطاء والتناصح في قالب الحكمة والإحسان وكيفية التعامل مع الآخرين .
● تذكر مسير الموت فما أسرعه وهجوم الموت فما أفجعه .
● املأ وقتك بزيارة الأقارب والجيران وأصحاب الأخلاق وصفات الرجولة والشهامة من الأصدقاء .
● ارتبط بأسرتك وأخوانك ارتباطاً وثيقاً فهم أولى بتلك العواطف وذلك البذل وتلك التضحية .

أيها الفتى والفتاة: ما أجمل تلك المشاعر الفياضة والأحاسيس المرهفة والمحبة يوم أن تتفاعل مع قضايا المسلمين وجراحاتهم ، ما أجمل تلك العواطف يوم أن تستجيب لبر الوالدين ومساعدة أخوانك أولاد أمك وأبيك وينالوا من عطفك وحنانك ومالك وابتسامتك .

ما أجمل أن تنال الضعفاء والفقراء والأيتام فهل رأيت يوماً فقيراً فتأثرت وتصدقت ولو بريالات .أليس بسبب التعلق يَصرف الكثير من المتعلقين العشرات والمئات والألوف. فقل لي في أيهما يُنال الأجر وتُعطى الحسنات وتُرجى الجنات.ألا نملك عقولاً نفرق بها بين الأمور ؟
هل فكرت في أن تأخذ ما بلي من ملابسك وأغراضك وما يتعلق من ذلك بأسرتك في الأعياد والمناسبات لتوصلها للفقراء أو الجمعيات الخيرية .كم ستجد في قلبك من أثر وراحة وأنس وطمأنينة لأنك أتعبتها في ذات الله !!
ما أعظم المشاعر يوم أن تستمع إلى كتاب ربها وما فيه من وعد ووعيد فتراق الدموع وتتأثر القلوب !!
ما أعظم القلوب يوم أن تتعلق بعلام الغيوب ، ما أحوج النفوس لأن تتعلق بالأخلاق والفضائل واليوم الآخر !!
● عليك بقراءة الكتب النافعة ومجلة شباب والأسرة واستمع للقصائد التي ليس فيها مخالفات شرعية والمحاضرات وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فهي بديل عن كل رذيل .

● تعلّم الحاسب والخط و شارك في الدورات المهنية بأنواعها ،
● سجّل في جمعية التوعية والمراكز التعليمية الدائمة والصيفية وفي حِلَق التحفيظ ففيها الخير الكثير والبرامج المفيدة والرحلات الممتعة وأصحاب النوايا السليمة والقلوب الطيبة إن شاء الله .
● قم بخدمة الأهل وساعد الصغار في دروسهم واذهب بهم للنزهة والزيارات والصلاة .
● صلِّ على الجنائز وزر المقابر فإنها ترقق القلوب .
● احدو نفسك لسماع شريط ( دمعة تائب للشيخ : الدويش وحياض النجاة للشيخ القرني والحب الزائف للشيخ بوبشيت ).
● احضر المحاضرات التي تكون في المساجد والمخيمات والملتقيات الشبابية للاستفادة ورفع المستوى الثقافي ولترى وجوها منارة بالإيمان مضاءة بالذكر والقرآن وتنصت آيات الرحمن .
● عليك بالزواج فهو علاج لكثير من المشكلات والأزمات وقد انتهت كثير من مشكلات التعلق بعد الزواج فكان نعم العلاج .
● ابتعد عن حركات التميع والرفاهية الزائدة .
● احذر أصحاب السوء فكم مصيبة وقعت فيها كانوا هم السبب فيها قال الله { والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما }.
● لاتكن خباً ولا الخب يخدعك .
● احذر وساوس النفس وحيل الشيطان والتبريرات الزائفة .
● تذكر مآسي الشباب ونهاية بعض الأصدقاء بل الكثير الذين يبكون الدم بدل الدمع حرقة ًوندما ً، تذكر براءة الطفولة وأصدقاء الصبا أين أنت وأين هم ..؟
● إياك والفراغ فهو أساس كل شر وسبب للهواجس ، إنه بيت الجنون وخربة الشيطان ومزرعة العصيان ، إنه مفتاح الوساوس وفرصة لروغان الذهن عن الجادة والأفكار السيئة إنه سبب في الانحراف والقلق والغم ، إنه لص محترف وأنت الفريسة .
● فكِّر في معالي الأمور وفي مستقبلك ، فكر في نجاة نفسك وأهلك وأمتك في الدنيا والآخرة كيف الطريق إلى القمة في الدنيا والجنة في الآخرة ..؟ كيف النجاة من نار أوقد عليها ثلاثة آلاف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ؟ كفى حياةً مظلمة ،كفى قلباً مليئاً بالشقاء والضيق والذنوب .
● تذكر حياتك قبل التعلق ( وعد كما كنت والعود أحمد ) إلى متى وأنت تتجرع مرارة التعلق ؟ إلى متى هذه الحياة !!؟
● ارسم لنفسك هدفاً في هذه الحياة ، إلى متى وأنت تعيش بلا هدف ..!؟
كثيرمن المتعلقين ومن الشباب والفتيات يعيشون بلا هدف في حياتهم وصداقاتهم وهذا مربط الفرس في سريان الملل إليها بل زوالها ونهايتها ..
يا فتى الإسلام :
أُمتي قـد علـقـت فيـكَ المنــى *** فاستفقْ وانهضْ وغادرْ مضجعك
عُدْ إلى الـرحمن في طهـر تجـدْ *** مـركبَ النصر إلى العليا معـك
ياغراس المجد : ألا تفكر في أن تكون داعية إلى الله أو واعظاً مؤثراً أو مربياً ناجحاً أو إماماً أو مؤذناً للناس في مسجد أو شاعراً يدافع عن حياض الإسلام أو مفكراً أو مبدعاً أو تاجراً أو طبيباً أو مهندساً أو صاحب حرفة وصناعة ..! لاتكن سلبياً .. شارك برسالة ، بفكرة ، باقتراح ، بمشروع في الإصلاح والارتقاء بأسرتك وحيك وعملك ومدرستك وبلدك ومجتمعك وأمتك .. إن أمتك تنتظرك في أن تكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ..
* فلا تكن على هامش الحياة *
ألا تفكر في أن تكون كخالد بن الوليد وابن عباس وعكرمة و عبد الله بن عمر ومعاذ وأنس رضي الله عنهم ؟
أنسيت أنك فرع لذلك الأصل والفرع للأصل ينسب ..! أنسيت أنك ابن الإسلام .! فماذا يريد منك الإسلام .؟
يا بني الإسلام : أنتم الليوث والأسود فكونوا للدين مظهرين ومتمسكين وبه معتزين .
أنتم الرجال والأبطال فأظهروا البراءة والنكران لكل ما يأت من أعداء الدين مخالفا للدين ..
أنتم الأحفاد والأفذاذ فكونوا للرسول والصحابة مقتدين وإياكم أن تكونوا للكفرة والفسقة متشبهين ومعجبين ومحبين .
أنتم عماد الأمم والمجتمعات فإذا اختل العماد سقط البنيان .
أنتم الحصون فإذا تهدمت الحصون داهمنا العدو .
أنتم زهرة الحياة وعبيقها وشذاها فإذا أنتنت وذبلت كيف تكون الحياة !؟
يا فتى الإسلام :
اسلك طريق الهداية وجدد فيه الحياة والأصدقـاء ولن تخسر شيئاً ، فكر قبل فوات الأوان .. تقدم لا تتردد.. سارع وبادر قبل أن تُبادر وستجد النتيجة…لماذا التخوف والتردد ؟ أهو الحياء أم خشية فقد الأصحاب والذهاب والدوران وترك الأغاني و القصات والسهر إلى أنصاف الليالي أو لعب الكرة ولعبها مباح ما لم يكن فيها محرم أو تشغلك عن واجب أو الظن بأن حياة الهداية حياة معقدة ستمنعك من التمتع في هذه الحياة ، كلها حياة من المسجد إلى البيت ،صلاة وقـــــــــــــراءة للقرآن وبكاء وأن الدخول فيه صعب وشاق أو الخوف من أن يقال فلان ملتزم أو متشدد قصّر ثوبه وأعفى لحيته وأخذ المسواك واستبدل أشرطة الأغاني بالقرآن والمحاضرات ، أو الخوف من الانتكاسة بعد الهداية ، أو من أجل لذة شهوة وتمتع ساعات وأيام تنقضي وتزول ثم تبقى الحسرات وسلوك طريق الانحراف وغضب الله .لماذا نرى الكثير من الشباب لا يستقيم ولا ينتبه إلا بعد أن تحل به المصيبة أو يدخل السجن أو يمرض أو تضيق به الدنيا ؟
أخي: كلها حيل نفسية ،أتنتظر أن يأتيك الشيطان ويحثك على طريق الهداية أويحذرك أصدقاء السوء ..كلا.. سيبدأ ويضع أمامك العقبات، كم من إنسان غالب نفسه وتجاوز تلك العقبات وأصبح في عداد الصالحين وأهل القرآن .
أعرف كثيراً من الشباب كان بينهما تعلق وضياع وانحراف فمنّ الله عليهما بالهداية فاستقاما وتعاونا على الخير والبر والفلاح أو استقام أحدهما ثم لحقه الآخر والفضل لله .
أخي: جرب هذا الطريق ، أليس في قلبك لله محبة وإجلال ولطاعته إعظام حتى تمنعك عنه تلك المعوقات ، أتقدم ما تحبه نفسك على ما يحبه الله ، أتفعل مايرضيك ويفرح الخلق ولو كان فيه غضب لله الكبير المتعال ألست تفزع إليه عند الشدائد وعند الامتحانات .
إن التمسك بدين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم طمأنينة وراحة وعز وفخر وتوفيق ونور في الوجوه ووقاية من الوقوع في المحرمات وهو يسير يحتاج إلى صدق وعزيمة ودعاء ورفقة صالحة ، يحتاج إلى شجاعة نفس وثبات قلب وصبر ساعة ، فبادر وشيئاً فشيئاً حتى تسلك الطريق ، هذه فرصتك لا تسوف ولا تيأس ، فالأمل فيك أكبر والناجون مما أنت فيه كُثر واهزم النفس والشيطان فإنهم العدو الأكبر.. هيا هيا إلى حياض النجاة قبل أن تقول نفس يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله ، فكر ولا تطل التفكير وادع الله بإلحاح وابدأ .
** لا عذر ولا خيار لك **
إذا ارتدى المرء مافي الأرض من برد *** وعاف للدين برداً عاد عــــــــــريانا
هو الحياة التي ماغادرت جســـــــــداً *** إلا اغتدى الميت أحيا منه وجدانا
وهو الضياء الذي يمحو الظـــــــــلام *** فمن لا يهتدي بثناه ظــــــــل حيرانا
والمنهل الرائق العذب الورود فمــــــــن *** لا يستقي منه دام الدهر عطشانا
● استشعر عظمة الله ومراقبته وأنه مطلـع عليك وعلى نيتك وأفعالك وأن ملائكته وجوارحك والأرض التي أنت عليها شهود عليك فأين المفر..؟ {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخر}
ودونك حال ابن عمر رضي الله عنهما خرج إلى مكة يوماً وفي الطريق نزل عليه راعٍ من جبل. فقال ابن عمر : أراعٍ ؟
قال : نعم . قال : بعني شاةً. قال : إنها لسيدي قال : قل لسيدك : أكلها الذئب . قال الراعي : فأين الله ؟ فبكى ابن عــمــر وجعل يــردد : فأيـــن الله ..؟ فأيـــن الله ..؟ ثم اشترى العبد وأعتقه واشترى له الغنم. هكذا ثمرة مراقبة الله وتقـواه في الدنيا وما في الآخرة أعظم وأجل عند الله جنة عرضها السماوات والأرض أعـدت للمتقين . جعلنا الله من أهلها .
● أصلح مابينك وبين الله يصلح مابينك ومابين الخلق قال الله: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .
● زر أحد المربين والعقلاء واطرح عليه مشكلتك كالمرشد الطلابي وأحد الدعاة وأطباء العيادات النفسية فلهم تجارب في مثل هذه المشكلات فلا بأس بزيارتهم ولا تتردد ولا تخجل فالأمر خطير وليس ذلك من العيب بمكان فبادر وسارع واعلم أن زيارتك لهم لا تعني أنك مريض بل للاستشارة والبحث عن الرأي السديد .
● استعن بالله وادعه ليلاً ونهاراً وهو القريب سبحانه ممن دعاه ورجاه ولن تخيب إن شاء الله .
● اصبر على ما تجد، فهذه الدنيا دار امتحان .
● خذ من هذا العلاج ما تستطيعه وجاهد نفسك وابتعد عن كل ما يدعو إلى التعلق بك أو التعلق بالآخرين وأنت أعرف بنفسك حتى لا تقع في المشكلة مرة أخرى والعلاج يسير فبادر وسارع كفى هذه الحياة ...!
فكن أحزم من قرلى إن رأى شراً تولى وإن رأى خيراً تدلى .
أخي : ليست المشكلة أن تخطئ حتى لو كان خطؤك جسيماً وليست الميزة أن تعترف بالخطأ وتقبل النصح إنما الجليل والكبير الذي ينتظرك حقاً هو ألا تعود للخطأ .فلا تقف كثيراً عند أخطاء ماضيك لأنها ستحول حاضرك جحيماً ومستقبلك حطاما ،فيكفيك منها وقفة اعتبار تعطيك دفعة جديدة إلى طريق الحق والصواب واعلم أن الحياة ألم يخفيه أمل وأمل يحققه عمل وعمل ينهيه أجل ثم يجزى كل امرئ بما عمل وإنما تصح الأجسام بالعلل ورب ذنب يورث صاحبه الجنة فكن متفائلاً ولاتكن يائساً ، مامضى فات والمؤمل غيب وليس لك إلا الساعة التي أنت فيها وابدأ حياة من جديد.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تتـــرددا
* اطرح ليت وسوف ولعل *
* وامض كالسيف على كف البطل *
يا من يبحث عن النجاة : على علم بأنك ستقول الفراق صعب لكن يكفيك والله ما تعيشه من جحيم التعلق لأن تفر منه ولو بذلت أو خسرت كل غال ونفيس وعند الصباح يحمد القوم السرى فلن تكون نشازا من الناس .
أزف إليك بشائر النجاة والفضل لله أولاً وآخراً وإذا ببعض المتعلقين يحدثني ويقول قررت ترك زميلي لأني أشعر أنه متعلق بي ومتصف بالتميع . وآخر يقول كنا نقع في كثير من تلك الأمور جهلاً منا وعلى أنها أمر طبعي فتركناها والحمد لله.ويقول أحدهم لي أخ أحبه في الله وعندي بعض مظاهر التعلق فعرفت الداء وعملت بالدواء.
وآخر يقول بعد قرآءة الكتاب أرسل لي صديقي أبيات شعرية عبــر الجوال تحــكي الحب والغرام فعرفت أنه التعلق إضافـــة إلى بعض الأمور السابقة فقررت تركه وآخر يقول : عشت سنوات طوال حياة التعلق وكل يوم مع فلان وفلان حتى وصل بي الأمر أنني لا أنام الليل من كثرة الهموم فعزمت وجاهدت نفسي على ترك التعلق فأعانني الله وطالب في المرحلة الجامعية تعلق بشاب وكانت بدايته تعلق بريء كما يقول ويوماً وراء يوم حتى ملّ حياته ووقع الكتاب بين يديه فكان سبباً بعد الله في خروجه من طريق التعلق المظلم وهو الآن من طلبة العلم في الحرم المكي والبعض من المربين نقل اعترافات بعض الطلاب والحمد لله .
ولنعلم أنه من خلال التجربة أن قضايا التعلق بأنواعه لا تطول وإن طالت لابد لها من نهاية ولكنها بعد حياة مأساوية ومعاناة أو الرجوع إلى حد المحبة الطبيعية إن كانت خالصة لله تعالى وبعيدة عن مظاهر التعلق المذمومة أو المحرمة .
معشر الشباب والفتيات : إني أبشر كل من يعاني من ويلات التعلق بأن كثيراً من المتعلقين والمتعلقات استطاعوا النجاة بــــإذن الله من تلك الحسرات والويـــلات وذلك الجحيم الــــذي عشش سنوات في قلوب الفتيان والفتيات .

أيها المربون والمربيات وأرباب الأقلام والتوجيه : إني على علم بأن الجميع مدرك خطورة الأمر وانتشاره وعلى يقين إن شاء الله بأن الجميع سيزداد تحركاً بعد هذه الحقائق أياً كانت مسئوليته ومنصبه ، يوجه وينصح ، يجتمع ويكتب ويُبدي رأيه لا يقف محوقلاً ومتفرجاً فقط .
فهل من فتى في القوم يدلي بدلوه *** مشــاركة يا ليت ذا يتحقــق
وآحسرتاه على شباب يضيع بين تلك المهلكات من تعلق ودوران وتفحيط ولواط ومواقع الرذيلة عبر شاشات الإنترنت وآ سفاه على فتيات يعشن بين التعلق والإعجاب ورسائل الحب والغرام ومكالمات التميع والآهات ،كيف الجواب ( وعن شبابه فيما أبلاه ) يوم العرض على الله!!؟
وكثير مما تقدم يعيشه كثير من الفتيات والخطاب للجميع للفتيان والفتيات ولولا الإطالة لأفردتهن بالحديث .

أيها الشباب ويا أيها الفتيات : سنبذل كل ما نملك مالاً وجهداً وفكراً ووقتاً من أجلكم ، نفتح لكم قلوبنا قبل بيوتنا ، إنكم أمل الأمة بعد الله إن شاء الله ، لن ندعكم .. لن نترككم.. لن نتخلى عنكم .. إننا جسد واحد .. الهمُّ مشترك قضيتكم قضيتنا ..سنعيش معكم بأحاسيسنا ومشاعرنا لن ننساكم .
لابدّ من إزالة الحواجز بيننا ، لابدّ من فتح القلوب وتقارب النفوس فكلنا مسلمون وذوو خطأ فهيا بنا إلى التلاحم
والتناصح في صدق ورفق وود وصفاء معالجة الطبيب للمريض والمنقذ للغريق والأم للرضيع .
الآباء والأمهات ينادون : يا قوم تفطرت القلوب واحترقت الأكباد وسحّت العبرات وتكالبت الهموم كل يوم نرى في أبنائنا وبناتنا الانحدار والرجوع إلى الوراء ، نرى حالات الاكتئاب والقلق والاضطراب وقضايا الشباب والحالات النفسية والغير أخلاقية تتصاعد يوماً بعد يوم ، قصصٌ مبكية ومشاهدُ مؤلمة .
فهل يجوز سكوتٌ *** أو يُستساغ النمير
الخطبُ خطبٌ جليلُ *** والأمرُ أمرٌ عظيم .
وعلى المربين ألا يدعوا المجال للتعلق بهم وكتابة رسائل الإعجاب والتعلق إليهم وألا يدعوا للشيطان مجالاً للتحايل والتبرير أو يقابلوا ذلك بالجفاء والإدبار بل وسطية في اتزان وعليهم معالجة الأمور بالحكمة واستشارة ذوي الخبرة وألا نقع في ما نريد الفرار منه أثناء العلاج أمام المتربين ولا نُدخلهم فيه .
على المربين والآباء والأمهات بذل الكلمة الطيبة واليد الحانية والصدر الرحب لاستقبال تلك العواطف والمشاعر ومشكلات الشباب والفتيات .
أيها الفتى والفتاة : كل ما كان لغير الله يزول ورضى الخلق غير مأمور به ولا مقدور عليه فهو مستحيل فلأن يرضى عنك الله ويسخط عليك الخلق أحب وأنفع من أن يرضى عنك الخلق والله عليك ساخط ، أهون شيء طلب رضا من لا ينفعك رضاه وفقنا الله وإياك لما يرضاه .

يا أخوتي يا أمل الأمة : هذه كلمات للجميع للفتيان والفتيات أرجو أن تكون من القلب إلى القلب لعلهـا تكون إشارة تنبيه وجرس إيقاظ وتحذير ، لتحويل الطريق وإعادة النظر والوقوف مع النفس بكل صدق وصراحة وفي الصراحة تكون الراحة ، ولا ننس أن التعلـق ليـس مـن شـرطـه الوقـوع في الحـرام أوكل تلك العلامات ، واستفت قلبك ، ولا ننس أن التعلق بدايته عند البعض المحبة الصادقة والأخوة الحقة لكن شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى ما رأيت وقرأت أو بعض منه ولا تعني أوراقي هذه الدعوة إلى الشك بين كل اثنين بل إلى سؤال النفس هل المحبة لله ؟ وإن كانت لله هل وصلت إلى التعلق الذي أهلك الشباب ودمر الفتيات وكان سبباً للوقوع في محرم أو مكروه أو س
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفسير
عضو مؤسس
عضو مؤسس
البروفسير


ٱلبّـلـدُ : مصر
ٱلجَــنٌسً : ذكر
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 32327
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 06/11/2012

..معاناة شاب .. ؟؟..2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ..معاناة شاب .. ؟؟..2   ..معاناة شاب .. ؟؟..2 Emptyالجمعة نوفمبر 23, 2012 8:54 am

من أنفاس لا تهدأ .. يبدأ الحديث

وحين يعلم أنه إليكِ ..

يلبس حلة القصيد .. وصوت النغم

إليك أكتب .. واصابعي ترقص على لوحة المفاتيح

تعلم انها تكتب لكِ ..

إليكِ أكتب ..

فلا تتركي القلم يتعذب ...
أعجبتنيمن أجلك سأحضر

القمـــر على كفي

وسأزرع الورد على خــــــــدي

سأهديك طفولتـــــــي

وأرقيك بشبابــــي.

كذاك كان موضوعك
لكـ خالص احترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاتب هذه المساهمة مطرود حالياً من المنتدى - معاينة المساهمة
ღٱكسجين الحبღ
عضو مؤسس
عضو مؤسس
ღٱكسجين الحبღ


ٱلبّـلـدُ : الجزائر
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 22077
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 31/10/2012

..معاناة شاب .. ؟؟..2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ..معاناة شاب .. ؟؟..2   ..معاناة شاب .. ؟؟..2 Emptyالخميس ديسمبر 20, 2012 8:50 am

..معاناة شاب .. ؟؟..2 97
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر
Anonymous



..معاناة شاب .. ؟؟..2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ..معاناة شاب .. ؟؟..2   ..معاناة شاب .. ؟؟..2 Emptyالسبت ديسمبر 29, 2012 4:36 pm

كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♡αℓαα♡
عضو ماسي
عضو ماسي
♡αℓαα♡


ٱلبّـلـدُ : الجزائر
ٱلجَــنٌسً : ذكر
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 1461
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 03/12/2012

..معاناة شاب .. ؟؟..2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ..معاناة شاب .. ؟؟..2   ..معاناة شاب .. ؟؟..2 Emptyالخميس يناير 03, 2013 10:41 am

هههههههههههههههههههههه حكاية والله منيحة شكرا جزيلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صرخة الياسمين
مؤسسة منتديات الملوك
مؤسسة منتديات الملوك
صرخة الياسمين


ٱلبّـلـدُ : سوريا
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 11102
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 28/10/2012

..معاناة شاب .. ؟؟..2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ..معاناة شاب .. ؟؟..2   ..معاناة شاب .. ؟؟..2 Emptyالخميس يناير 03, 2013 5:07 pm

سلمت الايادى الذهبية على الطرح الرائع
يعطيك الف عافيه
بأنتظار مميزك
تحياتى لسموك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
..معاناة شاب .. ؟؟..2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» ...معاناة شاب .. ؟؟...
» معاناة شب....
» معاناة إمرأة شرقية
»  معاناة الطلاب مع المعلمين
» معاناة شباب النت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الملوك  :: القسم الثقافي و الأدبي العام ودردشة القلوب :: القصص والروايات والحكايات-
انتقل الى: