العلامة السعدي : إن الله لا يصلح عمل المفسدين

العلامة السعدي : إن الله لا يصلح عمل المفسدين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :
أورد العلامة الأصولي الامام ناصر ابن سعدي في تفسيره النافع الذي لاغنى لطالب حق عنه ، عالما كان أو متعلما ، فوائد جليلة ، تتظمن حكما إلاهية ، وقضاء شرعيا عظيما عند ذكر قصة موسى مع السحرة في الآية 80/81 من سورة يونس قوله تعالى : << فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون >> أي : أي : شيئ أردتم لا أعين لكم شيئا ، وذلك لأنه جازم بغلبته ، غير مبال بهم وبما جاؤوا به . << فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله ، إن الله لا يصلح عمل المفسدين >> فإنهم يريدون بذلك نصر الباطل على الحق ، وأي فساد أعظم من هذا ؟!! .

وهكذا كل مفسد عمل عملا ، واحتال كيدا ، أو أتى بمكر ، فإن عمله سيبطل ويضمحل ، وإن حصل لعمله روجان في وقت ما ، فإن مآله الإضمحلال والمحق .

وأما المصلحون الذين قصدهم بأعمالهم وجه الله تعالى ، وهي أعمال ووسائل نافعة مأمور بها ، فإن الله يصلح أعمالهم ويرقيها ، وينميها على الدوام ، فألقى موسى عصاه ، فتلقف جميع ما صنعوا ، واضمحل باطلهم .

انتهى كلام الشيخ السعدي رحمه الله ورضي عنه .

الله أكبر!! ما أنفعها من فوائد ، وما أجلها من قواعد ، تضمنها كلام هذا الإمام الحبر الفقيه لمن نور الله بصيرته ورزقه الفقه في الدين . أسأل الله التوفيق ومنه أستمد العون فأجمل ما حواه كلام الشيخ من فوائد في هاتين الآيتين :

الفائدة الأولى : إرادة نصر الباطل على الحق ، لا شيئ أفسد منه .

الفائدة الثانية : أن صاحب هذا القصد مخذول لا صلاح في عمله مهما عمل .

الفائدة الثالثة : أن المبطل قد يحصل له رواج وشهرة لعمله وصولة على أهل الحق في فترة معينة ولكن مآله إلى الإضمحلال والضياع والهزيمة الماحقة ، كما حصل لفرعون وقومه .

الفائدة الرابعة : أن المصلحين لابد لهم من شرطين في أقوالهم وأعمالهم ذكرهما الشيخ في آخر كلامه : من إرادة وجه الله ، واتخاذ الوسائل والأسباب النافعة المأمور بها . وهذا فقه عظيم فليست العبرة في الحركة والحماس الفارغ كما هو الحال عند جميع أهل البدع والحركيين والحلا اله الا اللهين قديما وحديثا .

الفائدة الخامسة : أن المصلحين المخلصين لربهم ، المتبعين لنبيهم ، الآ خذين بكل ماتيسر لهم من الأسباب المشروعة ، إذا توكلوا على ربهم واستعانوا به سبحانه ، وعملوا على إنفاذ ما أمروا به من العمل بالحق ودعوة الخلق صابرين على ذلك
غير متخاذلين ولا متكاسلين ، لابد أن ينصرهم ربهم وينجز لهم وعدهم والله لا يخلف الميعاد .

فتأملوا يا رعاكم الله ، يامن تسعون في نصرة دينكم وإظهار الحق الذي جاء به نبيكم ، تأملوا وتدبروا هذه القواعد والأصول العظيمة ، واعملوا على تحقيقها ، فكثيرا ما يأتينا الخلل والزلل بسبب التفريط فيها أو بجهلها ، أو الغفلة عنها ، والله المستعان وعليه التكلان .

بارك الله فيك
وجعله في موازين حسناتك
ودي

،

تسلميلي ع الموضووووووووع الراااائع

كفيتي و وفيتي موضوع شامل فجزاكي الله خيرا
على هذا الجهد المبذول
بارك الله فيكي يا أحلى وردات الحقول

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

مرسي

» السعدي رحمه الله : قاعدة مهمة يجب مراعاتها في الدعوة إلى الله
» مختارات من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
» من أقوال الشيخ العلامة /درويش بن جمعة المحروقي (رحمه الله تعالى)
» مصطلح الحديث فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله