قصة حب واقعية انتهت بالزواج ولم تكتمل

قصة حب واقعية انتهت بالزواج لكنها لم تنته بالسعادة بعد.
أَحَبها وخطبها واستمرت الِخطبة ثلاث سنوات
عرف كل واحد منهما الآخر على حقيقته أثناء الخطبة ؛ عرف أخلاقه ومعاملته و … لكنه غض الطرف رجاء التعاون على التخلص من العيوب، وزادهما الحب غضاً وتسامحاً.
تزوجا واختلفا واتفقا، وجاءهما الولد الأول ثم اختلفا واتفقا، وجاءهما الولد الثاني ثم اختلفا ولا يزالان، ومن هنا بدأت القصة:
جاءني يشكو من تصرف زوجته وتقاعسها عن واجباتها ومضايقتها له في كل شيء حتى في تربيته ولديه، جاءني وهو يشكو شكوى مريرة ويقول : شتمتها وشتمتني ولم تبق كلمة إهانة إلا وجهتْها لي ووجهتُها لها.
وعندما منعتها من الخروج من البيت تحايلتْ وخرجت إلى بيت أهلها وأخذت الولدين معها، وتابع قائلاً: أنا الآن أجلس في البيت وحدي لا أدري: أَأُطلّقها ؟! ووراء الطلاق ما وراءه، أَم أُعيدها إلى البيت وقد أهانتني وأهنتها وشتمتني وشتمتها ؟!أَم أَسكت وأصبر والأيام القادمة تحل ما جرى ؟!.
سألته عن تفصيل الخلاف لأعينه على حل المشكلة فذكر لي أشياء منها :
إنه يريدها أن تلبس الجلباب وهي ترفض وتكتفي بلباس البنطال مع قميص ساتر وتحاول أن تستر بعض شعرها.
يريدها أن تُسكت الطفلين عندما يأتي متعباً من عمله المرهِق (14 ساعة عمل ) فلا تسكتهما بل تضربهما وتشتمهما بألفاظ بذيئة ( طفل أربعة أشهر وبنت سنة ونصف ).
يريدها أن تحّضر له طعام الإفطار أو الغداء أو العشاء فترفض لانشغالها بأولادها.
يريدها أن تغلق التلفاز على الأغاني والمسلسلات فترفض.
يريدها أن تغلق الأباجورات خوفاً من إشراف الجيران فلا تخضع إلا بعد جدال.
يريدها أن تصلي لكنها تصلي وقتاً وتترك عشراً.
سألته هل تعرف هذه الصفات قبل الزواج؟ فقال أنه يعرف بعضها لكنه كان يرجو أن تصلح بعد الزواج.
وبالمناسبة أنا أعرف أنه خريج جامعي وهي أيضاً مثله، وليست مشكلتهما مادية وأعرف أنه شديد على نفسه وعلى غيره في اتباع ما يراه حقاً وما يراه طاعة لله ورسوله.
طلبت منه أن أتعرف على والد زوجته لأتثبت من بعض الصفات، ولعلي أصلح إذا سمعت من الطرف الآخر، واجتمعت مع والد الزوجة بحضور الزوج الحائر فأخبرني بصدق وصراحة وقال لي: إن ابنته عنيدة لكنها طيبة وزوجها ( وأشار إليه ) يعرف هذه الصفة فيها ورضي بها. وقد نصحته أثناء الخطبة التي طالت ثلاث سنوات أن يتخلى عن ابنتي فرفض إنه أحبها وأحبته، وتم الزواج بعد ثلاث سنوات وكانا يختلفان ويتفقان أثناء الخطبة.وقال أيضاً : إن صهره هذا شديد في معاملته وقاسٍ في أوامره ولا حكمة عنده في طلب ما يريد منها،
كانت تريد أن تلبس الجلباب لكنها رفضت لشدته في الطلب.
كانت تريد الصلاة والمواظبة عليها لكنها رفضت لإلحاحه.
تريد إغلاق الأباجورات لكنها ………… .
كان يعينها في إسكات ولديها لكنه يصرخ في وجهها فتصرخ في وجهه.
هو يخطئ في حقها وهي تخطئ في حقه وقد نصحتهما مرات ومرات لكن … .
اقترحت بعد هذا اللقاء وبعد التعرف على المشكلة أن تبقى في بيت أهلها أسبوعاً أو أسبوعين وطلبت من والدها أن يضايقها بعض المضايقة لتشعر أن بيت أهلها ليس بيتها ، ولتحنّ إلى بيتها وزوجها، ووصيته أن يذكرها بحق زوجها عليها.
ونصحت الزوج أن يرسل لها ما يحتاجه ولداه من مصروف ( طعام وثياب )، وقلت له إن البعد والوقت والنصيحة وإرسال ما تحتاج إليه يكفي لإعادة المياه إلى مجاريها.
وانفضّ اللقاء على أمل أن يخبرني الأب عن النتيجة لنتابع في الإصلاح.
وصبرنا الأسبوع الأول والثاني والثالث والرابع ولم يأت خبر من الأب ولا من الزوجة.
وكان الزوج يذهب خلال هذه المدة ليرى ولديه فلا يمنعه أحد، لكنه كان لا يرى زوجته ولا هي تراه، وكان الاستقبال يتم من قبل الوالد أو الوالدة أو الأخ.
اتصلت بالأب لأستفسر عن أثر هذا الفراق فأخبرني أن الأمر لم يتغير، وأن ابنته تشعر أنه أهان كرامتها وهي ترفض العودة إلا إذا وعد وعدا قاطعا أنه يغير معاملته السابقة، فلا يسب ولا يشتم، ولا يقسو في كلامه … وأخبرني أنها أصبحت تصلي ولا تقصر إلا قليلا، وأنها لبست العباءة. فقلت له: هذه بداية طيبة وسأنقل الخبر له.
وبعد أن بشرت الزوج بذلك فوجئت بقوله:
لا تصدق هذا الكلام ولا يغرنك ما سمعت، كانت من قبل تصلي وتنقطع، وكانت تلبس العباءة أحيانا – وأنا اشتريتها لها من قبل – وكانت إذا لبستها يبقى نصف شعرها مكشوفا، ويبقى بنطالها وقميصا ظاهرا.
اتصلت بالأب وطلبت منه الحضور لعلي أنهي المشكلة: إما بالعودة وأخذ العهد على الطرفين على حسن المعاملة والاحترام مع الصبر والتحمل والعمل معا على ما يرضي الله عز وجل وإما بالنصيحة بالفراق وتحمل تبعاته.
وبعد أخذ ورد وعتاب شديد متبادل اتفقنا على أنها إذا أرادت العودة إلى بيتها فلتلبس الجلباب، ويكون لبسها دليلا على رغبتها بالعودة إلى الحياة الزوجية وبالتالي فإن الزوج يغير من أسلوبه وكلامه … وافترقنا على ذلك .
لم يمض يوم واحد وإذ بالزوج يخبرني أنها قبلت بلبس الجلباب والعودة، فقلت الحمد لله، وأرجو من الله أن يوفقكما ويعينكما على ما يرضيه، لكن لي نصيحة لك ونصيحة لها:
أأما النصيحة لك:
- فينبغي أن تشعرها أنها بعودتها كبرت في عينك وزادت محبتك لها وأنها عندما رضيت بلبس الجلباب قد برهنت أنها فضلت طاعة الله على هواها، وتغلبت على نفسها الأمارة بالسوء
- أن تضعا هدفاً أمام أعينكما وهو إرضاء الله وطاعة الله وتتعاونا على تحقيقه.
- أن لا تجعل ما تطلب منها أوامر بل تحاول أن تجعلها هي التي تبادر قياساً على قول الرسول e رحم الله والداً أعان ولده على طاعته
- أن تراعيها إذا غضبت من ولديها وتعاونها على تحملهما
- أن لا تذكرها بالماضي ولا تجعل الماضي دليلاً على المستقبل فما بينكما من محبة وود أكبر من كل حقد وبغضاء.
- أن لا تذلها في قول أو فعل فالذليل لا يرجى منه خير.
- إن القوامة حق لك لكن لا بد من الحكمة في استعمال هذا الحق
- الزواج لقاء شخصين مختلفين في المنشأ والتربية والقدرات تحتاجان إلى الصبر حتى يتم اللقاء في منطقة متوسطة مشتركة …
أما نصيحتي لها فقد أرسلتها لها مع زوجتي لتكون النصيحة مشافهة مع الأسلوب المناسب:
- أن تشعره بالمحبة والرغبة بالاستمرار …
- أن تريه أنها حريصة على طاعة ربها _ وذلك يرضيه ويحببه بها _ وان تكون صادقة في ذلك وإلا فإن أمرها يظهر مهما حاولت إخفاءه.
- أن تجعل طاعته لها الأولوية وعلى حساب راحتها.
- أن لا تذكر الماضي ولا تتعامل معه على أساسه.
- الزواج ود ورحمة فليكن هدفك توفيرهما للبيت لأنه إذا فقدا فلا بيت ولا سكن.
- أن تهيئ له أسباب الراحة في النوم والطعام بعد عمله المرهق.
- إذا أظهرت له الطاعة أظهر ك الود والاحترام …….
ثم ودعت الزوج ورجوت له ولزوجته دوام التوفيق والسعادة..
لكن هل يتبعون هذه النصائح؟ هل يكون التعاون والتسامح ولين الجانب شعارهما؟
هذا ما أرجوه لهما ولكل زوجين يريدان أن يبنيا بيتهما على أساس متين.
:(
:)

يعطيك العافية أختى الفاضله لروعة ما طرحتى ،،
تولد الابتسامه بكِ عند دفئ حضورك .....
تعطرت زوايا المنتدى بكِ
تقدير يليق بكِ
ودي وعبق وردي

اقف اجلالا واحتراما وتوقيرا لكلماتكِ الراقية

حروفكِ عندما تصافـح شرفـات البـوح ...

تتـسـاقـط ابــداعـا وشــهــدا..

وتتغنى السطور كشدو عصافير ..

دمتِ بصحة وسعاده

:74:

شكرا على مروركم
:ءؤرءئؤرئؤءر: