رسالة من شهيد إلى أمه في يوم عيدها..

رسالة من شهيد إلى أمه في يوم عيدها..

أمي الحبيبة أكتب لك هذه السطور وأنا أعلم أنك تتحرقين شوقاً وحزناً وألماً..
البارحة حلّقت روحي فوق بيتنا، وطافت في أرجائه..
رأيتك يا أمي وأنت تمسكين بصورتي وتقبلينها، ثم تضمّينها إلى صدرك ودموعك تتساقط كوابل المطر..
رأيتك وأنت تفتحين الخزانة وتخرجين منها الثوب البنّيّ الذي أهديتك إياه السنة الماضية في يوم عيدك، ثم تطمرين وجهك في طيّاته، وتشهقين بالبكاء..
سمعتك وأنت ترددين بصوت مخنوق:
أين أنت يا بني؟ من سيقول لي هذا العام: كل عام وأنت بخير يا أمي!! من سيهديني هدية العيد!! من سيقبلني ويقول لي: أنت هناءتي وسعادتي.. وتحت قدميك جنتي!!
العالم بدونك موحش ومحبط وحزين.. كيف سأجد طعم السعادة وأنا لا أتنعّم برؤيتك وأضمّك إلى صدري وأشمّ رائحتك وأقول لك: أحبك يا بني.. أحبك كثيراً..
ليتك لم ترحل يا ولدي..
آه يا ولدي الغالي.. ألا تعلم أنك أغلى من روحي ومالي والناس أجمعين!!
ليتني متّ بدلاً عنك.. فداك نفسي وروحي ودمائي!!
ماذا سأستفيد من الحرية والعدالة بعد أن فقدتك.. ليتني بقيت مضطهدة ومظلومة ومقهورة، وظللت أنت على قيد الحياة!!
أمنيتي في أن أراك عريساً وأن أزغرد في يوم عرسك وأفرح كما تفرح كل الأمهات طارت مع الريح..
أمنيتي بأن أرى أحفادي اغتالتها يد الظلم والعدوان الأثيمة حين اقتنصت روحك وشوهت جسدك..
أمي الحبيبة.. لقد رأيت كل هذا، ورأيتك وأنت تجشهين بالبكاء وقد أصابك الإحباط واليأس، لذلك ارتأيت أن من واجبي أن أكتب لك هذه السطور وأهديك إياها في يوم عيدك، عساها تخفف عنك ألمك وحرقة قلبك، وتمدك بالقوة والصبر والشجاعة..
أمي الحبيبة: منذ اللحظة التي استشهدت فيها بدأت رحلتي مع السعادة، طارت روحي محلّقة في الأعالي.. رأيت مقعدي في الجنة.. قصور موشاة بالذهب والياقوت تتربع فوق مروج خضراء ممتدة لا يرى آخرها من أولها، مزيّنة بورود وأزهار وأشجار عليها ثمار لم أر مثلها من قبل.. تمر بجوانبها أنهار رقراقة تنساب في حركة ساحرة خلابة..
أتعلمين يا أمي.. لقد تحققت أمنيتك بأن أكون عريساً.. وها هم الحور العين أمامي، وهاأنذا أقضي أحلى أيامي، وأشعر بنشوة لم أذقها طوال عمري..
منذ اليوم الذي استشهدت فيه وطارت روحي لترى كل هذا النعيم، رجعت إليك لأخبرك عن حالي.. وجدتك أمام جثماني تقبعين، وقد ملئت حزناً وهماً وغماً.. ناديتك.. كلمتك.. لكنك لم تريني أو تسمعي صوتي..
أمي الحبيبة: لا تبتئسي ولا تحزني على جسدي الفاني الذي استطاع الأعداء سحقه والتمثيل به، فأنا في حقيقة الأمر لم أشعر عند خروج روحي إلا بألم كوخزة إبرة، وبعدها لم أعد أشعر بشيء..
وفي الوقت الذي كان فيه الظلمة يعتدون على جسدي، كانت روحي تحلق في الجنة، تمشي في رياضها وتنهل من نعيمها...
آه يا أمي لو أستطيع العودة إلى الدنيا لأخبر كل مظلوم مسحوق بأن طريق الحق والعدل والحرية يستحق التضحية.. وأن دماء الشهداء المهدورة التي تُدفع ثمناً للنصر لن تضيع هباء منثوراً.. وأن الشهادة في سبيل الله شرف لا يناله إلا المخلصون الصابرون الصامدون..
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

تسلم اخي على الطرح الراقى
والقلم المميز
دمت ودام عطاءك
يعطيك الف عافية

شكرا ع الموضووووووووووع.. حلووووووووووووووووو مررررررررررررة تأثرت كثييييييير والله

يـآ الله كادت تهطل دموعي حقـآ
جميـل جـدآ هذآ الوصـف
اسأل الله ان يلهم كـل ام فقدت ابنهآ الصبر والسلوآن
وان يخلد الشهدآء في جنآت النعيم
آمين
يعطيكـ ربي العآفيه للطرح الرآئع
جزاك الله الف خير

يسلمو

ليس بعد الام حياة

موضوع في قمة الروعــــــــة
لك منـــــــي اجمل تحية

موضوع رائع وجميل
بارك الله فيك
واصل بدون توقف

زائر

أبارك لك ولنا هذا التميز اخي العزيز فأنت اهل للتميز عرفناك متميزا
وخصالك التميز متميز في الابداع متميز في الاداء متميز في الادب والاخلاق
لك ولابناء الروقان صادق الدعاء
تقبل مروري
رسالة من شهيد إلى أمه في يوم عيدها.. 583d286e02000xle

رسالة من شهيد إلى أمه في يوم عيدها.. 583d286e02000xle

» عيدها عيدها ما سمعت
» شهيد ورا شهيد - غرباء قروب
» همسة أمازيغية في عيدها الوطني
» ماذا ستقدّمين لصديقتك في عيدها؟
» تحية لكل مراة في العالم العربي بمناسبت عيدها اليوم