أسرار وخفايا ( ذكر الله تعالى ) : قد تتغير حياتك بسبب هذا الموضوع !!!

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :









عندما يذكر الإنسان الله ، فإنه يكون مثل السمك عندما يكون في الماء ، وعندما تنسى ذكر الله فإن قلبك يموت ، مثل السمك عندما يخرج من الماء ، فيصبح جسمك مقبرة لقلبك ، فالذكر غذاء القلوب وقوتها ، والذكر عمارة الديار التي متى توقفت عنه صارت بورا .

قال الله تعالى :
سورة الفرقان : قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)





والذكر سلاح المؤمن ، فهل يصلح أن تسير بدون سلاح في طريقك إلى الله والأعداء يتربصون بك ، وأول أعدائك هي نفسك :

سورة يوسف : وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)

النفس الأمارة بالسوء التي هي منبع الشهوات ، ومصدر الشبهات والرذائل ، ومأوى الأخلاق السيئة ، تخيل أنك تسير بدون سلاح ، ستجد نفسك تسير نحو النظر الحرام ، نحو التكبر ، نحو النميمة ، فالنفس بدون ذكر كالليل المظلم ، فمتى دخلها ذكر الله أنارها ، فالشهوات داخل النفس الأمارة بالسوء مثل الحطب والأفاعي والعقارب فمتى دخلها ذكر الله أحرقها .




كذلك الشيطان عدوك :

قال الله تعالى :

في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)

في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)

في سورة الأنعام : وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)

في سورة الكهف : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)

في سورة فاطر : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)

في سورة يس : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)

في سورة الزخرف : وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)



وماذا يريد الشيطان :

قال الله تعالى :


في سورة المائدة : إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)

في سورة المجادلة : اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)

حيث أن الشيطان يعرف القاعدة جيداً ، ويريد أن يبعد سلاحك عنك ( ذكر الله ) ، فشيطان يقطع طريق الذكر عليك ، يقطع الطريق الذي يوصلك إلى الله ، فإذا أردت محاربة الشيطان فأمسك سلاح الذكر ، فإذا أمسكته خنس الشيطان . وكف وأندحر وتوقف عن وسوسته ، فالشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، يرسل وساوسه إلى قلبك الذي في صدرك .



سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) .







فإذا أردت أن تصد الشيطان عن قلبك ، فأذكر الله كثيرا ، هذا مثل المنطقة العسكرية مشددة الحراسة ، لا أحد يستطيع الوصول إليها ، حتى إذا حاولت دبابة الدخول إليها تفجرت ، والطائرة إذا طارت فوقها احترقت ، فالشيطان جاثم على صدرك ، موجه سلاح الوسوسة نحو صدرك ، فإذا ذكرت الله تكونت هذه المنطقة العسكرية حول صدرك فابتعد الشيطان ، واحترقت كل وساوسه . لكن إذا نسيت ذكر الله ألتقم الشيطان قلبك ، فيرسل وساوسه ، مثل الفيروس عندما يدخل جهاز الحاسوب ، فتتدمر كل البرامج ، ويصبح الفيروس هو الذي يقودك ، فترى العين الحرام وتسمع الأذن الحرام وتمسك اليد الحرام وتذهب الرجل إلى الحرام . فلا يعمل جسمك بالطريقة الصحيحة ، فذكر الله هو مضاد الوسوسة الذي يحميك .

يتبع ...

هل تحب أن يكون قلبك أسيراً للقرآن الكريم ؟؟؟ !!!

فالله الذي لا أله إلا هو أن أسرى القرآن هم خير أسرى عرفتهم الأرض ، ونسأل الله أن نكون أسرى كتابه ، فأسرى القرآن هم الذين لا يستطيعون أن يفارقوه ، وأسير القرآن هو الذي نجد القرآن في يده وفي جيبه وفي غرفته وفي سيارته وفي عمله وفي أوقات الانتظار ، ونجده في بيته وفي مكتبته وفي حقيبته ، بل هو أول شيء يوضع في الحقيبة ، فهو خير رفيق في السفر ، و يكون القرآن في قلبه إذا كان من الحفظة المهرة .

فهو لا يستطيع أن يفارق تلاوته ، بل تراه دائماً قريباً من كتاب ربه ، يتلوه آناء الليل وأطراف النهار ، وكلما جلس في مكان للانتظار ، مثلاً ينتظر موعداً مع الطبيب ، تراه يلتفت يمنة ويسرة وكأنه حبيب يبحث عن حبيبه ، فيسأله السكرتير ، عن ماذا تبحث ؟ فيجيب : لو سمحت هل لديك مصحف ؟ فيجيب نعم ، فيأخذه ، الآن فقط سكن قلبه ، واطمئن ، كأم وجدت رضيعها بعد أيام من البحث والفراق ، لقد حصل على البلسم الذي يشفي روحه .

وكم هي كثيرة قصص أسرى القرآن ، فبعضهم لا يستطيع النوم إلا قبل أن ينهي حزبه من القرآن ، وبعضهم وهو يعمل يضع المصحف أمامه لكي يراه دائماً ، يفتحه بين الفينة والفينة في أوقات فراغه بين مراجعة المراجعين ، وآخر نراه يصعد حافلة ممتلئة بالركاب ، شديدة الازدحام ، وهو واقف يمسك بيده عمود في الحافلة لكي لا يقع ، وباليد الأخرى يمسك كتاب ربه يقرأه ، وآخر وهو يعمل نجاراً تجده يعمل ويقرأ القرآن ، ومزارع يزرع في مزارع الدنيا الأشجار وفي نفس الوقت يقرأ القرآن ليزرعه في مزارع الآخرة .


كيف أستطاع القرآن أن يأسرهم لهذا الحد ؟

نَاشِئَةَ اللَّيْلِ


قصة تمهيدية


في شركة من الشركات العالمية العابرة للقارات ، وفي فرعها الرئيسي ، كان المدير التنفيذي في الشركة يتحدث مع أحد الموظفين حديثي التعيين , لكي يقنعه بدوام بعد الساعة ثانية بعد منتصف الليل ، ذلك أنه لا أحد يرغب في العمل في ذلك الوقت ، إلا قليل من الموظفين .

قال الرئيس التنفيذي : نجد صعوبة في إقناع الموظفين بالدوام بعد الساعة الثانية ليلاً فالجميع يحبون النوم ولا يستطيعون مفارقته ، ولثمان ساعات في اليوم .

قال الموظف : هذا صحيح فكيف تطلبون منهم العمل الساعة الثانية ليلاً ، هذا مستحيل ، قد أموت أذا استيقظت الساعة الثانية بعد منتصف الليل .

قال الرئيس التنفيذي : لكن إلا تريد أن تبرهن على حبك لهذه الشركة .

قال الموظف : يكفي أن أبرهن على ذلك في النهار .

قال الرئيس التنفيذي : لكنك في الدوام الليلي تعمل مع مالك الشركة نفسه ، إلا تريد أن تكون من أهل المالك وخاصته ، فعندما يراك مالك الشركة مخلصاً في العمل تقاوم النوم من أجل هذه الشركة يعرف إخلاصك ووفائك وأنه لا أحد في قلبك إلا هذه الشركة .

وعندما يراك مالك الشركة وهذه حالك يسعد كثيرا ، وقد يرقيك بسرعة وقد يعطيك ميزات كثيرة ما كنت لتحصل عليها في دوام النهار .
وكما تعرف أن موظفي الشركة يبلغ عددهم نصف مليون موظف ، ولا أحد يعمل بالدوام بعد الساعة الثانية ليلاً إلا قليل من المخلصين لهذه الشركة ، وقد حصل هؤلاء المخلصين القلة على الكثير من الأموال والبيوت والسيارات والرحلات .
وقد أتتهم البشارة بهذه المفاجئات وهم يعملون في الدوام الليلي ، وليس وهم في الدرجة السابعة من النوم ، أتاهم الخير وهم خلف مكاتب الشركة وليس تحت الأغطية .

قال الموظف : وهل العمل الليلي إجباري .

قال الرئيس التنفيذي : لا ولكن هذا العمل هو برهان تبرهن به على حبك لهذه الشركة .

قال الموظف : يكفي أن أبرهن عن ذلك في النهار ، أنا أرفض عرضك ، وسأذهب لكي أغط في نوم عميق .

جاءت كلمة (ثَقِيلًا ) في القرآن الكريم مرتين ، وكلا المرتين جاءتا في معرض قيام الليل :

الأولى: في سورة المزمل وهي وصف للقرآن الكريم بأنه ثقيل .
سورة المزمل : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا(5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)

الثانية : في سورة الإنسان وهي وصف لليوم الآخر بأنه ثقيل .
سورة الإنسان : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)




ركز : كلا الكلمتين (ثَقِيلًا ) في السورتين جاءتا في معرض الحديث عن قيام الليل :
في سورة المزمل :
(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا)

في سورة الإنسان :
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا) (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا)




واليوم في عصرنا الحاضر كثير من المسلمين ، معرضين عن اليوم الآخر ، هم يؤمنون به لكنهم لا يعملون له حق عمله ، وكأنهم سيذهبون إلى رحلة سياحية ، أو زيارة تفقدية ، للاطلاع على أحوال الجنة والنار .
هم قلة فقط من الصالحين الذين يحسبون لليوم الثقيل ألف حساب .


هل تريد أن تستشعر عظم المسؤولية ؟
هل تريد أن تعرف حقيقة عظم اليوم الثقيل ؟

الحل ::::

عليك بقيام الليل

سورة المزمل : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)
القرآن أصلاً هو ثقيل ، نعم القرآن ثقيل جداً ، إذا وضعته هكذا فقط على قلبك أثقلك ، فكيف إذا ثم إلقاؤه على قلبك ؟
لكن ركز أكثر :
الله هو الذي سيلقي القرآن على قلبك ، الله هو الذي سيلقي القول الثقيل على قلبك .
لكن متى ؟ هذا يحدث عند قيام الليل ، وليس في النهار .


هل وضحت الفكرة الآن ؟
إذا أردت أن يلقي الله القول الثقيل على قلبك ، فعليك بقيام الليل وقراءة القرآن الكريم في الصلاة ، صلاة التهجد .
الآن القول الثقيل داخل قلبك ، الآن فقط تستشعر بثقل اليوم الآخر .
وعندما تستشعر ثقل القرآن الكريم وتستشعر ثقل اليوم الآخر ، ستعمل لليوم الآخر ، وتحسب له ألف حساب .
ولن يكون بنظرك رحلة سياحية ، أو جولة تفقدية ، بل ستشعر وكأن الغطاء الذي كان على عيلا اله الا اللهأنقشع ، ستشعر بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقك ، ستشعر بالأمانة الملقاة عليك .

سورة الأحزاب : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)

وورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الأعظم الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)).

سر السعادة


سورة الرعد : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
سورة طه : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)


إذا خَسِرتَ الدنيا كلّها ، وأنتَ مع اللَّه ، فما خسرتَ شيئاً ، وإذا ربحت الدنيا كلّها ، وأنتَ بعيدٌ من اللَّه ، فقد خسرت كلّ شيء.

كلما زاد ذكرك لله كلما اطمئن قلبك ، وكلما زاد أعراضك عن ذكر الله زادت معيشتك الضنك .

جاء في كتاب التفسير ( في ظلال القرآن ) لسيد قطب رحمه الله.

سورة النساء : وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)


إنها اللمسة التي تستجيش مشاعر كل قلب، فيه ذرة من خير وفيه بذرة من صلاح وفيه أثارة من التطلع إلى مقام كريم في صحبة كريمة، في جوار الله الكريم.. وهذه الصحبة لهذا الرهط العلوي.. إنما هي من فضل الله. فما يبلغ إنسان بعمله وحده وطاعته وحدها أن ينالها.. إنما هو الفضل الواسع الغامر الفائض العميم.

ويحسن هنا أن نعيش لحظات مع صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهم يتشوقون إلى صحبته في الآخرة وفيهم من يبلغ به الوجد ألا يمسك نفسه عند تصور فراقه.. وهو- صلى الله عليه وسلم- بين ظهرانيهم. فتنزل هذه الآية: فتندي هذا الوجد وتبل هذه اللهفة.. الوجد النبيل. واللهفة الشفيفة:

قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب السقمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير. قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو محزون. فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم-: يا فلان. ما لي أراك محزوناً؟» فقال: يا نبي الله. شيء فكرت فيه. فقال:

ما هو؟» قال: نحن نغدو عليك ونروح. ننظر إلى وجهك، ونجالسك. وغداً ترفع مع النبيين، فلا نصل إليك.. فلم يرد عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- شيئاً. فأتاه جبريل بهذه الآية: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) .. الآية، فبعث النبي- صلى الله عليه وسلم- فبشره.

وقد رواه أبوبكر بن مردويه مرفوعا- بإسناده- عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله. إنك أحب إليّ من نفسي، وأحب إليّ من أهلي، وأحب إليّ من ولدي. وإني لأكون في البيت، فأذكرك، فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك. وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت ألا أراك. فلم يرد عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى نزلت: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)

وفي صحيح مسلم من حديث عقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن كثير، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، أنه قال: كنت أبيت عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأتيته بوضوئه وحاجته. فقال لي: سل» . فقلت يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة. فقال: أو غير ذلك» . قلت: هو ذاك. قال: فأعنّي على نفسك بكثرة السجود» .

وفي صحيح البخاري من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال: المرء مع من أحب» .. قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث..

لقد كان الأمر يشغل قلوبهم وأرواحهم.. أمر الصحبة في الآخرة.. وقد ذاقوا طعم الصحبة في الدنيا! وإنه لأمر يشغل كل قلب ذاق محبة هذا الرسول الكريم.. وفي الحديث الأخير أمل وطمأنينة ونور ...

نهاية التفسير ........................................



اللهم أرحم سيد قطب رحمة واسعة وأجعله من رفقاء نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .



سورة الكهف : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)




اللهم أجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .
اللهم أجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .
اللهم أجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .
اللهم أجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .
اللهم أجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .
اللهم أجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .
اللهم أجعلنا من رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .

سورة الشمس

بسم الله الرحمن الرحيم
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) ..................


في سورة الشمس أطول قسم في القرآن الكريم كله ، حيث أقسم الله 11 مرة :

أحد عشر مقسماً به:

1- الشمس.
2- وضحاها.
3- والقمر إذا تلاها.
4- والنهار إذا جلاها.
5- والليل إذا يغشاها.
6- والسماء.
7- وما بناها.
8- والأرض.
9- وما طحاها.
10- ونفس.
11- وما سواها.

ثم جاء جواب القسم : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)



يقسم الله 11 مرة بأن الذي يزكي نفسه فقد أفلح .
ويقسم الله 11 مرة بأن الذي يدسي نفسه فقد خاب .



هذه هي نفسك التي بين جنبيك ، فزكها أو دسها ، زكها بالعمل الصالح أو دسها بالعمل السيء .

فأنت الذي تربي نفسك ، وأنت الذي تنشئها ، فتكون نفسك ناشئة ، فنشئها تنشئة صالحة ، وخير تنشئة لنفس هو قيام الليل .


سورة المزمل
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)...............


سورة المزمل : إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)




(نَاشِئَةَ اللَّيْلِ): هي النفس الناشئة في الليل .
أو النفس التي يقوم صاحبها بقيام الليل .



(أَشَدُّ وَطْئًا): تأثير هذه القراءة للقرآن الكريم أشد من أي وقت آخر ، أشد تأثيراً في القلب ، وأشد رسوخاً ، يعني يأثر على القلب تأثيراً شديداً جداً ، هذا هو سر قيام الليل ، حيث يأثر القرآن أكثر وأشد وأوضح وأرسخ من أي وقت آخر .

ترتيلك وقراءتك للقرآن في هذه اللحظات وأنت تقوم الليل له سر عجيب ، وغريب جداً ، تأثير مدهش للقرآن على القلب ، سماعك وإنصاتك لكلام ربك في هذا الوقت بذات ، له من التأثير على القلب واللسان ما لا يتم لنفس ناشئة أخرى في توقيت آخر من اليوم ، هذا هو سحر قيام الليل .

أن التوقيت الزمنى في هذا الوقت بالذات مقصود بذاته ، الثلثين الأخيرين من الليل قبل الفجر ، أو النصف الأخير من الليل قبل الفجر ، أو الثلث الأخير من الليل قبل الفجر ، فذكر الله الليل مرتين :

سورة المزمل : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)

لأن أحد ما قد يقترح القيام في الصباح مثلاً ، فلا تقترح على الله ، فالله أعلم منك :

سورة البقرة : ... قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ... (140)

عبر الله بتأثير القرآن الكريم على القلب في وقت قيام الليل بأنه (أَشَدُّ وَطْئًا) والوطئ قدم تطئ الأرض ، فهي راسخة ، لا تزل فتوقع صاحبها ، بل هي تطئ الأرض برسوخ وقوة وشدة فلا تزل ولا توقع صاحبها ، كذلك القرآن يأثر في القلب حينما يقرأ في قيام الليل ، فيحمي القرآن قلب من يقيم الليل من الزلل والوقوع في المعاصي والذنوب ، ويحميه من الشهوات ، ويدفع عنه الشبهات ، أنها قدم راسخة (أَشَدُّ وَطْئًا) .

وهذه القدم ذكرها الله في سورة النحل :

سورة النحل : وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)

كانت القدم ثابتة وراسخة ، لكنها زلت ، والله يريدنا هنا أن نستحضر القدم (أَشَدُّ وَطْئًا) التي لا تزل .

فرغم أن كثير من المسلمين يقرأون القرآن لكن هذه القراءة لا تأثر في القلب كثيرا لأنهم لا يقرؤونه في قيام الليل ، فيتفلت القرآن منهم ، وهم يشكون من ذلك ، فيجب عليهم قيام الليل إذا أرادوا أن يرسخ القرآن في قلوبهم .

وهنا نجد أن الكثير من المسلمين يرتكبون أعمال محرمة ، وهم يعرفون أنها محرمة ، لكن يرتكبونها لأنهم تعودوا عليها ولا يستطيعون الإقلاع عنها ، ولا تركها ، فهم أدمنوا عليها ، لذلك ننصحهم بقيام الليل .




(وَأَقْوَمُ قِيلًا ) : وقراءة القرآن الكريم في قيام الليل لا يأثر على القلب فقط ، بل تأثر على اللسان أيضاً ، فيثبت وينطق بالقرآن بشكل صحيح ، بدون أخطاء في نطق الحروف وتأتأة بها ، ويصحح مخارج الحروف ، وتفك العقد من اللسان فينطلق بقراءة القرآن الكريم وتلاوته .

ونجد الكثير من المسلمين عندما يتكلمون في أي موضوع ، فإنهم يتكلمون بأريحية وانطلاق وسرعة وعدم تردد ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالقرآن وقراءة القرآن وترتيله ، تجدهم يتلعثمون ويترددون وكأن القرآن مكتوب بلغة أخرى ، فهو يرتجف وتتسارع ضربات قلبه ، فهو صعب القراءة بالنسبة لهم ، فعليهم بقيام الليل لكي يصححوا تلاوتهم وقراءتهم للقرآن الكريم .

كذلك قيام الليل وقراءة القرآن الكريم في جوف الليل ، تساعدك على أن يكون أسلوبك(َأَقْوَمُ قِيلًا ) من حيث تبليغ القرآن ، وتوصيله إلى الناس ، فالداعية إلى الله بالقرآن الكريم يجب عليه قيام الليل ، لأن هذا يساعده على أن يكون شخصية داعية قوية ، لها تأثيرها ولها منطقها ، ولها قوتها في الإقناع وتوصيل الأفكار والمعاني .

سورة الأحزاب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)

كثير من الناس أوقعت بهم ألسنتهم في المهالك والمصائب ، لأنهم لا يقولون قولاً سديدا ، فما أحوجنا إلى القول السديد ، فكيف نحصل على القول السديد ؟

قيام الليل يحمي اللسان من الزلل ، ويقومه ، فلا يقول إلا الحق ، فيصبح لساناً سديدا يقول قولاً سديداً .

ممنوع لضعاف القلوب ( قد يأثر هذا الكلام عليك لبقية حياتك )

سورة الزمر : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)

الله يتوفى الأنفس وليس الجسد ، الله يأخذك نفسك (جوهرك وحقيقتك) وليس جسدك ، جسدك هذا يهتم به أقاربك وأصدقائك ، ليس له قيمة الآن ، يوارى في التراب ليأكله الدود ، ويتحلل .

وعند إعلان وفاتك يتسارع كل أهلك والديك وزوجتك وأولادك وإخوانك وأقاربك وزملائك وأناس لم ترهم من 20 عاماً ، يأتون ليروا جثة هامدة ، الآن فقط أهتموا بك ، وعشرات السنوات وأنت بينهم ولم ينصحك واحد منهم ، كانوا يساعدوك في الدنيا في التخلص من مشاكل بسيطة ، لكنهم لم يفكروا يوما في كيفية مساعدتك لتنجوا من عذاب القبر وعذاب نار جهنم ، تسمع نحيبهم وصياحهم وعويلهم .

والله أعلم ، هل يبكون أنك رحلت عنهم بدون أن ينصحوك ، أم يبكون فقط أنك رحلت هكذا بدون وداع .

هذه أمك تذرف دموعها عليك ، أمك التي لطالما أحببتها لكنك لم تكن باراً بها إلى أبعد الحدود ، أحياناً تعقها ، وهذا والدك يمسك يدك ، بنى لماذا ترحل عنا في ريعان الشباب ؟ ، وجميع أهلك حولك كل يمسك من طرف من أطراف جسدك المسجى على نقالة عالم الأموات ، تشعر بدموعهم تتساقط على جسدك الذي بدأ يتحلل من الداخل ، لأول مرة تشعر أنك ستغادر البيت الذي ولدت فيه بلا رجعة .

أنها الأشبار الخمسة بين الحياة والموت ، بين عالم الأحياء وعالم الأموات ، هنا أنت وحيد ، لا أحد معك يواسيك ، فبعد دفنك ذهب الجميع ، وهل تعتقد أن أحد منهم سوف يستطيع أن ينام ولو لليلة واحدة فوق قبرك لكي يواسيك في أول ليلة لك ، لا يقدرون على ذلك رغم أنهم أحياء وفوق الأرض ، فكيف بك وأنت تحت الأرض وميت .

هذا الجسد الذي أهتمت كثيرا بغسله ونظافته ، وتلبيسه أفضل الملابس ، ليبدوا جميلاً أمام الناس ، ها هو الأن بين العقارب والأفاعي ، تأكله وتنهشه .

يقام العزاء لعدة أيام في خيمة كبيرة ، لا تقلق فلن يتأخر أحد من معارفك وزملائك ، فكلهم سيأتون ويأكلون الرطب والقهوة ، وقد يأكلون اللحم ، أنهم يتغذون جيداً .

أما زوجتك التي لطالما قالت لك أنها لن تتزوج بعدك وأنها تحبك أكثر من نفسها ، فالحق يقال أنها ستحزن كثيراً جداً لعدة شهور ، وبعدها سيأتيها أعز أصدقاءك ليخطبها ، فتوافق لأنه لا شيء تفعله غير ذلك ، وعند يوم الزفاف ، يسألها صديقك هل تحبين زوجك السابق المدفون في المقبرة ، فتقول : أسكت لا تتكلم عن الأموات ، دع الأموات في شأنهم ولنحيا حياتنا .

لا تقلق أبداً فالعالم لم ولن يتوقف بسبب رحيلك أبداً ، أنت مجرد واحد من مئات الآلاف الذين يتوفون كل يوم ، فلن يتوقف العلم ، ولم تتوقف التكنلوجيا ، ولم يتوقف المطر عن النزول ، وستستمر السيارات في السير في الشوارع ، ويستمر الناس في التسوق .

الآن أنتهى كل شيء ، لكن أنت كيف حالك؟

هل قبرك روضة من رياض الجنة ؟

أم حفرة من حفر نار جهنم ؟

فإذا كانت روضة من رياض الجنة ، فهنيئاً لك ، ولفوزك العظيم ، لكن إذا كنت في حفرة من حفر النار ، فالقبر مجرد مقدمة لعذاب أكبر في نار جهنم .

لا تقل أنك مت قبل أن تستطيع أن تتوب ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، لو علم الله فيك خيرا لما أماتك قبل أن تتم توبتك ، فلو عشت مليون سنة لما تبت ، والأكثر من ذلك أنك لو وقفت على نار جهنم قبل دخولها ، وسألت الله أن يردك إلى الدنيا ، ففرضا أن الله ردك .

تصور الآن أنك مكثت في القبر آلاف السنين وأنت تعذب ، ثم رأيت أهوال يوم القيامة ، ثم رأيت نار جهنم ، نعم رأيت نار جهنم ، وحينها سألت الله أن ترجع إلى الدنيا ، فأرجعك الله إلى الدنيا بقدرته .

الأن هل ستتوب وتعمل صالحا ؟

الحقيقة المرة تقول أنك لن تتوب وولن تعمل صالحا أبداً !!!!!!!!!!!!!!!

بعد كل الذي رأيته ، لن تعمل صالحا !!!!


سورة الأنعام : وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)


(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
(وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)

هذه حقيقة تقشعر منها الأبدان ، ويشيب لها الولدان ، لكن هذه الحقيقة تقول أن الله لو علم فيك ذرة من ذرات التوبة الصادقة لما أماتك قبل أن تفعلها ، لقد أخذت فرصك كاملة في الدنيا .

أما أن كنت في روضة من رياض الجنة ، فأنت في مكان خير من الدنيا وما فيها ، فلنستمسك بكتاب ربنا ، يوصلنا إلى جنات الخلد .