أسرار وخفايا ( ذكر الله تعالى ) : قد تتغير حياتك بسبب هذا الموضوع !!!

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :









عندما يذكر الإنسان الله ، فإنه يكون مثل السمك عندما يكون في الماء ، وعندما تنسى ذكر الله فإن قلبك يموت ، مثل السمك عندما يخرج من الماء ، فيصبح جسمك مقبرة لقلبك ، فالذكر غذاء القلوب وقوتها ، والذكر عمارة الديار التي متى توقفت عنه صارت بورا .

قال الله تعالى :
سورة الفرقان : قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)





والذكر سلاح المؤمن ، فهل يصلح أن تسير بدون سلاح في طريقك إلى الله والأعداء يتربصون بك ، وأول أعدائك هي نفسك :

سورة يوسف : وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)

النفس الأمارة بالسوء التي هي منبع الشهوات ، ومصدر الشبهات والرذائل ، ومأوى الأخلاق السيئة ، تخيل أنك تسير بدون سلاح ، ستجد نفسك تسير نحو النظر الحرام ، نحو التكبر ، نحو النميمة ، فالنفس بدون ذكر كالليل المظلم ، فمتى دخلها ذكر الله أنارها ، فالشهوات داخل النفس الأمارة بالسوء مثل الحطب والأفاعي والعقارب فمتى دخلها ذكر الله أحرقها .




كذلك الشيطان عدوك :

قال الله تعالى :

في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)

في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)

في سورة الأنعام : وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)

في سورة الكهف : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)

في سورة فاطر : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)

في سورة يس : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)

في سورة الزخرف : وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)



وماذا يريد الشيطان :

قال الله تعالى :


في سورة المائدة : إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)

في سورة المجادلة : اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)

حيث أن الشيطان يعرف القاعدة جيداً ، ويريد أن يبعد سلاحك عنك ( ذكر الله ) ، فشيطان يقطع طريق الذكر عليك ، يقطع الطريق الذي يوصلك إلى الله ، فإذا أردت محاربة الشيطان فأمسك سلاح الذكر ، فإذا أمسكته خنس الشيطان . وكف وأندحر وتوقف عن وسوسته ، فالشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، يرسل وساوسه إلى قلبك الذي في صدرك .



سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) .







فإذا أردت أن تصد الشيطان عن قلبك ، فأذكر الله كثيرا ، هذا مثل المنطقة العسكرية مشددة الحراسة ، لا أحد يستطيع الوصول إليها ، حتى إذا حاولت دبابة الدخول إليها تفجرت ، والطائرة إذا طارت فوقها احترقت ، فالشيطان جاثم على صدرك ، موجه سلاح الوسوسة نحو صدرك ، فإذا ذكرت الله تكونت هذه المنطقة العسكرية حول صدرك فابتعد الشيطان ، واحترقت كل وساوسه . لكن إذا نسيت ذكر الله ألتقم الشيطان قلبك ، فيرسل وساوسه ، مثل الفيروس عندما يدخل جهاز الحاسوب ، فتتدمر كل البرامج ، ويصبح الفيروس هو الذي يقودك ، فترى العين الحرام وتسمع الأذن الحرام وتمسك اليد الحرام وتذهب الرجل إلى الحرام . فلا يعمل جسمك بالطريقة الصحيحة ، فذكر الله هو مضاد الوسوسة الذي يحميك .

يتبع ...

الله يجزيك كل الخير

عرفنا الأن أن :

القرآن الكريم = الكون ( السماوات والأرض)


والقرآن الكريم : هو سيد الأذكار العامة .

أما التسبيح : فهو سيد الأذكار الخاصة .


وبالإضافة إلى ما ذكر سابقاً :

نستطيع أن نتعرف على قيمة التسبيح بأنه القاسم المشترك بين المخلوقات ، فكل ذرات الكون تسبح الله ، تذكر الله بالتسبيح ، كل ذرات السماوات والأرض تذكر الله .

ركز : عندما نقول ((((( ما ))))) تدخل تحتها كل ذرات السماوات والأرض .

سورة الحديد : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)

سورة الحشر : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)

سورة الصف : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)

سورة الجمعة : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)

سورة التغابن : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)

سورة الأسراء : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)

سورة الحشر: ... يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)





السماء والأرض تطيعا الله لأنهما تسبحان الله :

سورة فصلت : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)

(قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) السماء والأرض تطيعان الله .

ذرات الكون ما دامت تسبح الله فهي في حالة طاعة لله دائمة غير منقطعة ، فهي تسبح الله دائماً ، مثلما الملائكة تسبح الله دائماً .

لكن الناس والذين يقولون بألسنتهم ( آمنا ) ، ويقولون بألسنتهم ( نحن مؤمنين ) وهم لا يسبحون الله ، فهم ما داموا لا يسبحون الله فمن أين يجدون القوة على الطاعة .

أنظر إلى الكون ، يسبح الله ويطيعه ، فكيف تستطيع أن تطيع الله وأنت لا تسبح الله ؟





الآن ركز :

سورة الصف : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) .

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) (لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)

وكأن الآية تقول لنا :

الكون كله يسبح الله لذلك هو يطيع الله ، وأنتم تقولون ما لا تفعلون لأنكم لا تسبحون الله .

قل ( سبحان الله ) لكي تنسجم مع الكون بأجمعه .











وحدة الصف :

سورة الصف : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)

نأتي الأن إلى وحدة الصف والصف هو عنوان السورة :

( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ )

ذرات الكون ما دامت تسبح الله فهي في حالة نظام ، لا فوضى ، فالتسبيح ينظم الصفوف .

تسبيح حق = طاعة حق = نظام = وحدة .






تأمل ماذا يفعل التسبيح في الكون : تسبيح حق = طاعة حق = نظام = وحدة .

سورة يس : وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)











كذلك الملائكة : تسبيح حق = طاعة حق = نظام = وحدة .

سورة الصافات : وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)

(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) الملائكة صفوفهم مرصوصة ، تسبيح حق = طاعة حق = نظام = وحدة .








وأخيراً نأتي إلى الأنسان ، وخصوصاً الذين يدعون الإيمان بألسنتهم وهذا الإيمان لم يدخل حتى الأن في قلوبهم :

سورة الصف : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)

يا أيها الذين قلتم بألسنتكم أنكم مؤمنين ، لم تقولون ما لا تفعلون .

فهؤلاء تسبيحهم شكلي عندما يركعون يقولون ( سبحان ربي العظيم ) وعندما يسجدون يقولون ( سبحان ربي الأعلى ) فهذا تسبيح مزيف لأنه لم يوقف المعاصي لديهم ، فهم يقولون ما لا يفعلون .

هم يقولون (سبحان ربي العظيم ) و ( سبحان ربي الأعلى ) بألسنتهم وليس بقلوبهم فهذا التسبيح ليس هو التسبيح الحق .

فهذا التسبيح الشكلي يأدي إلى المعاصي ولا يأدي إلى الطاعات .

والمعاصي تأدي إلى الفوضى ، والفوضى تأدي إلى كسر وحدة الصف والتفرق ، وهذا هو حال المسلمين اليوم .

وعدم التسبيح يأدي إلى الفساد وسفك الدماء :

سورة البقرة : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) .

قال الله تعالى :

سورة الأسراء : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)

(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ ) يدخل تحتها كل ذرات الكون ( السماوات والأرض ) .

(وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ومن الأشياء التي لا نفقه تسبيحها الرعد ، الرعد أصلاً صوت و نموذج للأصوات التي لا نفقه تسبيحها :

سورة الرعد : وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ...(13)

والطير نموذج للأشياء المتحركة بسرعة التي لا نفقه تسبيحها:

سورة النور : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)

(كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) الطير يعلم ويعرف كيف يسبح الله ، فمتى نتعلم كيف نسبح ربنا ؟.

سورة الأسراء : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)

(إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) وخاتمة الآية مهمة جداً ، لأن كل ذرة تسبح الله تعالى ، وهي في حالة طاعة دائمة ، لكن أكثرية البشر لا يسبحون الله التسبيح الحق ، والله لا يعجل لهم العقوبة ، وذلك ليس عجزاً من الله بل يعود إلى حلم الله ، فنحن ننزهه عن العجز ، فهو تعالى قادر على أن يعجل لهم العقوبة ، لكن الله حليم بهم ولا يعجل لهم العقوبة

داوود عليه السلام قدوتنا في التسبيح


نجد أن داود عليه السلام لقيامه بالتسبيح الحق نجد أن الجبال والطيور تسبح معه ، أي تتابعه في التسبيح :


سورة الأنبياء: ...وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)

سورة ص : اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19).

وهذا بأمر من الله :

سورة سبأ : وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)





ونجد أن داود قد قطف ثمار هذا التسبيح في الدنيا قبل الآخرة ، ذلك أننا عندما نتأمل في السياق الآيات في سورة الأنبياء وسورة ص وسورة سبأ نجد الثمار تأتي بعد التسبيح :

سورة ص : اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) .

التسبيح
( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ، إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ )

ثمار التسبيح
(وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ )

ومعنى ذلك أن الأنسان ( أي أنسان في كل زمان ومكان ) عندما يسبح التسبيح الحق ، فإنه ينسجم مع ذرات الكون ، وعندما ينسجم مع ذرات الكون في تسبيحها يأمر الله ذرات الكون بخدمته ، يسخر له ذرات الكون تخدمه ، وهذا ما نجده في الثمرات التي قطفها داوود عليه السلام .





(وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ )

كذلك نجد تصرفات داوود عليه السلام تصرفاته تتسم بالحكمة وليس بالفوضى ، لكن نجد تصرفات معظم المسلمين الأن تتسم بالفوضى وذلك لأنهم لا يسبحون التسبيح الحق .
وكذلك داوود عليه السلام يتسم بفصل الخطاب وهي القدرة على الفصل بين المتخاصمين أو القصاء بين الناس ، فإذا أردت أن تحكم بالعدل في حياتك وفي أسرتك وفي عملك وبين الناس فسبح التسبيح الحق .
كذلك حكم داوود عليه السلام كان مستقراً لا ينازعه فيه أحد ، فإذا أردت أن تكون حياتك مستقرة ومطمئنة في أسرتك وعائلتك وجيرانك وأصدقائك ومجتمعك ووطنك وعالمك فسبح التسبيح الحق .




ركز : (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ )
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ : فعل يعود إلى الله ، الفاعل هو الله ، وهذا يأتي بعد التسبيح الحق ، وقد ذكر الله هذه القصة لكي نقتدي بداوود عليه السلام في التسبيح الحق ، فإذا نحن سبحنا التسبيح الحق نحصل على الثمار .



وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ : فعل يعود إلى الله ، الفاعل هو الله .





وفي سورة الأنبياء نجد نفس الأمر ، نجد الثمرات وجدت بعد مقدمة التسبيح :

سورة الأنبياء : ... وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)
التسبيح :
(... وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ )

ثمرات التسبيح :
( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ )




في سورة ص ( وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ ) أي قوينا ملكه وأصبحت لديه مملكة قوية من الناحية العسكرية والناحية الاقتصادية .

لكن كيف أصبح لداوود هذه المملكة ، نجد جواب هذا في سورة الأنبياء : ( وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ) أي أن بسبب تسبيح داوود عليه السلام علمه الله صناعة ( صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ ) وهي الدروع العسكرية التي تحمي المملكة ، فإذا أصبحت مملكة داوود عليه السلام لها جيش قوي يحمي حدودها أصبحت الأنشطة الاقتصادية والتجارية في الداخل ناشطة وقوية وزاهرة .





ونجد تفصيل ( صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ )

في سورة سبأ : وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)


أي أن (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) بسبب تسبيح داوود عليه السلام ، الله تعالى ألن له الحديد ، أصبح الحديد في يديه ليناً ليصنع الدروع العسكرية التي تحمي مملكته من الأعداء ومن ثم تقوى و ينشط الاقتصاد وتنمو المملكة .








والخلاصة تقول :

من خلال قصة داوود عليه السلام التي ذكرها الله في سور ص و الأنبياء وسبأ ، نجد أن الثمرات تأتي بعد التسبيح ، وأن داوود أستمر في تسبيح الله والثمرات تأتيه ، ولم يتوقف عن التسبيح أبداً ، لذلك الثمرات لم تتوقف .
فإذا أردت ثمرات التسبيح تتوالى في حياتك ، فجعل التسبيح يتوالى على قلبك ولسانك .

سورة يونس : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)


أنتيه : لقد جاءنا من الله ، القرآن الكريم جاءنا من الله .

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )

القرآن الكريم هو ::::

1) موعظة .
2) شفاء لما في الصدور .
3) هدى للمؤمنين .
4) رحمة للمؤمنين .


وهل نشعر أن القرآن الكريم هو فضل من الله ورحمة من الله ؟؟؟

(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

((( أمسك كتاب ربك ، وقل : هذا فضل من الله ، هذا رحمة من الله )))












( فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا )

هل تشعر بالفرح وأنت ممسك بالقرآن ؟

هل تحس أن القرآن شيء يشعرك بالسعادة والفرح ؟

سورة الرعد : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)

سورة طه : مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)

مضاد الشقاء هو السعادة ونجد ذلك في :

سورة هود : يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) .

وكأن الآية تقول : أنزلنا عليك القرآن لتكون سعيداً .

أمسك كتاب ربك وقل :

((( أنت يا كتاب ربي : فرح للروح وطمئنينة للقلب وسعادة لنفس ))))












لو أمسكت في يدك مليون ريال ( ركز : مليون ريال ) هل تشعر أنها خير من القرآن ؟

أم أن القرآن هو خير من كل أموال الدنيا ؟؟؟

((( أمسك كتاب ربك وقل : يا كتاب ربي ، لو وضعت في كفة ميزان ووضع الكون بأجمعه في الكفة الأخرى لتساوت الكفتين )))
لتفاصيل أكثر : أرجع للمشاركة 140# في هذه الصفحة .

فيا فرحتي وأنا أمسك شيئاً يساوي الكون بأجمعه !!!


فمن الناس من هو على أتم استعداد على أن يخالف أوامر القرآن الكريم مقابل 100 ريال !!!






هل تشعر أن القرآن الكريم مصدر للفرح ؟؟؟


سورة الزمر : اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)

سورة الزمر : وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)

تسبيح الله باسمه العليم

عندما نسئل عن شيء لا نعلمه ، نجيب ( الله أعلم ) وهذا يقتضي تسبيحاً ، مثلما فعلت الملائكة :

سورة البقرة : وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) .

(سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ) أي سبحانك ننزهك أن نشاركك في أسمك العليم ، أي نحن لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نحصل على أي معلومة من المعلومات ألا بعد أذنك ، وبتعليم منك ، فلا يمكن أن نحصل على معلومة هكذا بدون أن تأذن بذلك ، وهذا تسبيح مهم في طلب العلم ، فعلى المسلم أن يستحضر دائماً أن كل معلومة يحصل عليها هي بتوفيق وعون من الله ، فلا يتوهم أنه حصل على تلك المعلومات بذكائه وخبرته وذاكرته وتحليله واستنتاجه ، وينسى أن تلك المعلومات حصل عليها بأذن من الله ، فلولا أذن الله ما تعلم شيئاً .

وعندما نتقن هذا التسبيح يوفقنا الله في قول : ( لا ندري ) عندما نسأل عن معلومة لا نعلمها ، فكثير من المسلمين عندما يسألون عن أشياء لا يعلمونها ، فإنه يصعب عليهم قول لا ندري ، فهو يجيب على أي سؤال يعرفه أو لا يعرفه ، لكن الملائكة الكرام لم تقع في شيء من هذا ، وذلك لتسبيحها اسم الله العليم .

تسبيح الله باسمه العليم

عندما نسئل عن شيء لا نعلمه ، نجيب ( الله أعلم ) وهذا يقتضي تسبيحاً ، مثلما فعلت الملائكة :

سورة البقرة : وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) .

(سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ) أي سبحانك ننزهك أن نشاركك في أسمك العليم ، أي نحن لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نحصل على أي معلومة من المعلومات ألا بعد أذنك ، وبتعليم منك ، فلا يمكن أن نحصل على معلومة هكذا بدون أن تأذن بذلك ، وهذا تسبيح مهم في طلب العلم ، فعلى المسلم أن يستحضر دائماً أن كل معلومة يحصل عليها هي بتوفيق وعون من الله ، فلا يتوهم أنه حصل على تلك المعلومات بذكائه وخبرته وذاكرته وتحليله واستنتاجه ، وينسى أن تلك المعلومات حصل عليها بأذن من الله ، فلولا أذن الله ما تعلم شيئاً .

وعندما نتقن هذا التسبيح يوفقنا الله في قول : ( لا ندري ) عندما نسأل عن معلومة لا نعلمها ، فكثير من المسلمين عندما يسألون عن أشياء لا يعلمونها ، فإنه يصعب عليهم قول لا ندري ، فهو يجيب على أي سؤال يعرفه أو لا يعرفه ، لكن الملائكة الكرام لم تقع في شيء من هذا ، وذلك لتسبيحها اسم الله العليم .