عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

لتقييم والتقويم

أقصد بالتقييم التثمين أو التنقيط أو التصنيف أو اعطاء قيمة لشيء. وأقصد بالتقويم
الإصلاح أو النقد أو المساعدة أو الدعم أو ابراز المساويء والمحاسن في شيء،
ومن ثم العمل على تصحيح الأخطاء لتحويل المساويء الى محاسن.
الجدير بالتنبيه أن عمليتي التقييم والتقويم يجب أن تسيرا جنبا الى جنب في كل
مشروع أو عمل جاد. وإلا فلا من فائدة في القيام بعملية منهما دون الأخرى.
والملاحظ في المنتديات أن العمليتين تتمان بشكل ناقص حتى لا نقول فوضوي.
فهما ينصبان أكثر على الجانب الكمي دون الكيفي أو النوعي. وكل عملية منهما
تتم غالبا بمعزل عن الأخرى. بل ان التقييم يأخذ حصة الأسد على حساب التقويم
في الأغلب. والنتيجة أن المساهمات لا تتحسن ولا تتطور إلا من حيث الكمية.
فتجد معظم الأعضاء يحرصون على رفع عدد مساهماتهم دون الاهتمام بتحسين
أدائهم ومحتوياتهم واساليبهم، حتى بالنسبة للأعضاء الذين يتمتعون بالمواهب
والمهارات والخبرات في المجال، تجدهم يجرون مع التيار ويقدمون مساهمات
جادة حقا لكنها ناقصة من جوانب عدة كامتلائها بأخطاء تقلب المعاني قلبا....
وإذا كان هذا يحدث في المواضيع ففي الردود حدث ولا حرج..
أما الأخطر في كل ذلك أن تصبح هذه الطريقة عادة مستحكمة في الشخص، فلا
يستطيع التخلص منها حتى في كتاباته الجادة التي تحدد مصيره، كما يظهر ذلك
في مذكرات التخرج ومقالات الامتحانات والبحوث. وإذا عرفنا أن أغلب مرتادي
المنتديات هم من طلبة المدارس والثانويات والجامعات والمعاهد، تبين لنا حجم
الكارثة التي نصنعها بأيدينا ونحن نتهاون في العناية بعمليتي التقييم والتقويم.
إن العقل والضمير يدعواننا الى مزيد من الاهتمام والاحتياط ولو بالأقل لكن
مع الدوام والإتقان..

الدوام والإتقان

لست أفهم كثيرا لماذا يحرص الكل على الكم والتسلق والسرعة في كل شيء.
ها قد وصلت إلى مئة ألف مساهمة أو حتى مليون، فماذا بعد؟ هل طاولت السماء؟
هل خرقت الأرض أو بلغت الجبال طولا؟
ها قد وصلت الى القمة.. فماذا بعد؟ هل تعلم ما الذي يوجد بعد؟
لا يوجد سوى الانحدار يا مسكين، والعودة من حيث اتيت.. وتذكر أنك لن تستطيع
الصبر ساعة واحدة وأنت على القمة دون أكسجين.. والأكسجين كما تعلم ضروري
للحياة ويقل كلما ارتفعنا الى السماء.. وينعدم ان خرجنا من جو هذه القوقعة
الجميلة التي خلقنا الله فيها وسخرها لنا لنعيش فيها بسلام....
فلم كل هذا العبث؟ لم نحرص على التسلق بمبرر وبدون مبرر؟ لم نسرع كل هذه
السرعة الى حتفنا، وربنا الذي خلقنا لم يطلب منا ذلك؟ بل العكس طلب منا أن
لا نسعى وراء المناصب.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن لأبي ذر
الغفاري وهو من الصحابة وكان قد طلبه في منصب: إننا لا نولي أمرنا هذا من
طلبه.. أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ثم إن الإسلام يطلب منا الدوام على العمل أولا ثم الكثرة وليس السرعة. فقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحَبُّ الأعْمَالِ إلىَ اللهِ ماَ دَاوَمَ علَيْهِ صَاحِبُهُ وَ إِنْ قَلَّ.
كما يطلب منا الإسلام إتقان العمل. يقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إذَا
عَمِلَ أحَدُكُمْ عَمَلاً أنْ يُتْقِنَهُ.
فالمطلوب منا في المنتديات الدوام والإتقان في المشاركات وليس السرعة ولا
الكثرة. لأن الكثرة والسرعة تؤدي الى كثرة الأخطاء وانتشارها وشيوعها، وهذا
يودي الى تدهور سمعة المنتدى وقيمته، ومن ثم نفور الكفاءات منه ونزوحها.
إن الوفاء للمنتدى مرتبط بعمق الصلة والأخوة والصداقة والاحترام المتبادل
والاحتكام الدائم الى العلم والحكمة والعقل والعدل بين الطرفين..

العلاقات بين الحب والأخوة والصداقة

يخلط كثير من الناس بين الحب والصداقة والأخوة. وهذه هي الأسئلة التي يمكن
أن تدور حول الموضوع على سبيل المثال لا الحصر: ما هو الحب؟ ما هي الأخوة؟
ما هي الصداقة؟ وما الفرق بينها؟ سأحاول الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال
رأيي الخاص الذي تكون لدي بالتجربة وان كانت قصيرة وقاصرة، وبالمطالعة
والتأمل والفكر والإحساس.. الحب أنواع أسماها وأجلها حب الله سبحانه وتعالى
ويبلغ أوجه عند الصوفيه ويعرف بالحب الإلهي، ثم حب رسوله صلى الله عليه
وسلم.. ثم يأتي الحب في الله وهو أن تحب شخصا لوجه الله لتدينه وصلاحه
وتآنس روحك وروحه. فقد جاء في الحديث الشريف بما معناه أن الأرواح جنود
مجندة، ما تألف منها ائتلف، وما اختلف منها تخالف وتنافر.
ثم هناك حب الدين والخير، والأصول والفروع وحب الناس من قرابة وجيران ومعارف،
ثم يأتي حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل
المسومة والأنعام والسيارات والفيلات والموبايلات... الى غير ذلك من ضروريات
الدنيا وكمالياتها. وهناك نوع مشهور من الحب لا يكون إلا بين رجل وامرأة وهو
الحب المتعارف عليه بنوعيه: العفيف أو أو العذري أو الرومنسي، و الحب الجنسي
أو الإباحي أو حب الرغبة أو الشهوة. وهو الحب اللازم والمفترض أن يؤدي الى
الزواج عاجلا أو آجلا. لكن الإنسان كثيرا ما يشوهه ويحيد به عن غايته..
أما الأخوة فهي رباط بين شخصين أساسها غالبا القرابة الدموية والعرقية. كما
يمكن أن تأتي الأخوة امتدادا رائعا لصداقة عميقة أو حب جارف، أو تمسك شديد
بالدين، ومنه الأخوة الدينية التي نعبر عنها أحيانا بالحب في الله.
أما الصداقة فهي صلة بين شخصين ليس بينهما قرابة دموية أو عرقية بالضرورة.
لكن الظروف أو الحياة جمعت بينهما فأصبح كل منهما مرتبط بالآخر ارتباطا روحيا
قلبا وعقلا وضميرا، بحيث يصبح كل منهما لا يستغني عن الآخر.
لقد استنتجت من هذه الرؤى شخصيا ان الحب والأخوة والصداقة تشترك في عدة
أمور منها: كل منها يعتمد على جوارح الإنسان ومقومات شخصيته وفلسفته في
الحياة عند النشوء والاستمرار والفناء. كل منها له درجات وسلم يصعد فيه أو
ينزل. كل منها يمكن أن ينمو ويكبر ويستمر ويدوم، أو يخفت ويضعف الى أن يموت..
كما وجدت أن التداخل يمكن أن يحول كل منها إلى آخر.. فالأخوة في الله قد
تتحول الى حب في الله أو تعيشان معا في شخص واحد أو أكثر.. والصداقة يمكن
أن تتحول إلى حب اذا كانت بين رجل وامرأة.. وان أنا شخصيا لا أؤمن بالصداقة
بين الرجل والمرأة.. كما يمكن أن يتحول الحب الى صداقة في هذه الحالة...

الصداقة بين الرجل والمرأة

هناك شباب همهم الوحيد اصطياد البراءة والسذاجة والجهل والحماقة في
الفتيات بعنوان الصداقة أو باسم التحرر والتطور والتفتح والتقدم والعولمة...
وهلم جرا من الكليشيهات المنهوكة المملة.. يستدرجونهن الى غرف الدردشة
المظلمة فيعبثون بمشاعرهن وعقولهن وقلوبهن وضمائرهن وقناعاتهن.. حتى
اذا اقتنعت احداهن فعلوا فيها المنكر ثم رموها ولفظوها كنواة.. ثم يفتخرون
بإنجازهم.. ألا تبا لكم ألف مرة يا أوغاد.. لا تستحقون حتى كلمة أشباه الرجال..
أنتم حيوانات مفترسة.. أنتم كلاب وذئاب..
هل هناك من سيؤمن بالصداقة بين رجل وامرأة بعد حدوث كارثة مثل تلك؟
أخبروني بعلم ان كنتم صادقين؟
لكن ما الذي يدفع الفتاة للبحث عن الصداقة والتعارف؟
إنه الخوف.. الخوف من المستقبل.. الخوف من العنس.. الخوف من الوحدة..
الخوف من شماتة القريب قبل البعيد............. ثم ماذا؟
إنه الشوق.. إنه الحلم المشروع أن يكون لها بيت ككل النساء من أهلها وقرابتها
وصديقاتها وزميلاتها واترابها.. لماذا تتزوج تلك وأنا أكبر منها وأفضل في كل شيء
ولم يأت نصيبي بعد؟؟؟ سؤال تردده كل البنات وهو سؤال مشروع..
إنه ضغط داخلي لكن سببه ضغط آخر خارجي.. إنه ضغط الأولياء والمحيط والمجتمع
ككل.. فعلى الأولياء وعلى المحيط وعلى المجتمع كله أن ينقذ فتياتنا من هذه
الدوامة وهذا الضياع.. عليهم الكف عن الضغط والأخذ بالأسباب عوض ذلك.. علينا
الرجوع الى الإسلام في هذا الأمر وفي كل الأمور.. علينا تطبيق تعاليم الإسلام
في التعارف والرؤية الشرعية والخطوبة والزواج والسكن والعمل.....
علينا سد الأبواب في وجه الفئة الضالة.. تلك الكلاب والذئاب التي تنهش قيمنا
وأعراضنا ونحن نتفرج عليها وربما نضحك أو نتلذذ ونستمتع...

الغيرة الحيوانية

هناك أشباه رجال يغارون على بنات بلدهم غيرة الذئب على الغنم. الذئب طبعا
يغار من الكلب والراعي اللذان يحرسان الغنم. وفي غفلة منهما يقوم بغارة
خاطفة نحو شاة قاصية، ابتعدت قليلا عن القطيع لتلعب مع الذئب الذي ظنته
كلبا او راعيا، ما وجد هناك إلا ليحرسها ويدافع عنها.. فإذا به ينقض عليها..
هكذا يفعل أولئك بالفتيات.. يدخلون المحافل والمنتديات بأقنعة براقة مثيرة من
العفة والشهامة والكلمة المعسولة والوعود المغرية.. ويرتدون ثياب الزهد والدين،
ويتقمصون شخصية يوسف النبي.. ويدافعون عن البنات ضد أوهام ليست إلا في
رؤوسهم المهترئة وقلوبهم العفنة.. تراهم أشبه ب: دونكيشوط الذي أعلن الحرب
على طواحين وخيالات فرسان لم توجد إلا في مخه المريض..
وإنما الخطر الحقيقي.. كل الخطر في نواياهم الخبيثة المبيتة، ومظاهرهم الخادعة
الماكرة، وسلوكاتهم المريبة المشينة..
ومن عجيب الصدف أن تجد بعضهم يفضح نفسه بنفسه وهو لا يدري.. وذلك مثلا
باختيار لقب أو اسم مستعار يعبر تماما عن نواياه الخبيثة.. أو يختار لمزاجه كلمة
أو عبارة تدل بالظبط على سلوكه المشين.. أو يتحدث في موضوع أو يرد على
موضوع بمقولة تنطق بكل ما يحمله في باطنه من الكوارث...
وصدق من قال: يستطيع الرجل أن يحمي المرأة من كل الرجال إلا من نفسه.

أهلا بك وشكرا لك على هذه الطلة الرائعة المنعشة
مرورك شرفني وأسعدني
يسلموووووو