عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

النهاية

لكل شيء بداية، ولكل شيء نهاية. فهل هي النهاية لهذه السطور والكلمات
والحروف؟ هل أنا الآن أكتب آخر سطوري وكلماتي وحروفي؟ هل أنا الآن
بصدد تسويد آخر صفحاتي؟ هل أنا الآن أسطر آخر تهويماتي وخلجاتي على
جدار الزمن؟ هل أنا الآن بصدد القيام بآخر رحلاتي في هذا العالم الرحب؟
هل أنا الآن بصدد تدبيج آخر رسائلي.. رسالة الوداع؟ هل أنا الآن بصدد توديع
أحبتي.. وبيتي.. ومكتبتي.. ومدينتي.. وبلدي.. وكل العالم.. وكل البشر؟؟
ثم ماذا؟ ماذا بعد؟ ماذا بعد النهاية؟ ماذا بعد الرحلة؟ ماذا بعد الرسالة؟ ماذا
بعد الوداع؟ لا شيء.. سوى القبر.. والظلمة.. والوحدة.. والوحشة......

الرحلة الأخيرة

لم أكن أدري أنها الرحلة الأخيرة.. ليس له فقط ولكن لي ايضا لو أطعته..
كان هناك شيء ما يمنعني من الصعود الى السيارة.. بعد صعوده هو
أخذ يتأملني وينتظرني ويحثني على اللحاق به في مجلسه داخل السيارة..
الأصدقاء كلهم ركبوا.. وأنا لا أزال واقفا في الخارج.. حائرا شاردا.. انا أعلم
وهم يعلمون اني لا استطيع مرافقتهم لظروف.. ورغم ذلك حين ذكَّرتهم
انزعجوا وصرخوا في وجهي: لم نتفق على هذا؟ هيا اصعد ولا تكابر.....
وجاء السائق وبادرني وهو يمسك بالباب: تصعد أم لا؟ الوقت متأخر..
ولم اصعد لكني وعدتهم باللحاق بهم في الغد.. فأكدوا علي بضرورة
الحضور.. وشددوا علي أن لا أخيب ظنهم.. فوعدتهم دون أن استطيع
الوفاء بالوعد.. وكأنه كان يعلم بذلك.. فأخذ يشيعني بنظراته منذ انطلاق
السيارة حتى توارت عني عند المنعطف.. ولم أدر أن تلك كانت آخر
نظراته.. وأن تلك الرحلة كانت آخر رحلاته.. وأن آخر ما تبقى لي منه ليس
سوى الرسالة التي وضعها في جيبي وطلب مني وألح، بل استوعدني
أن لا أقرأها إلا بعد ثلاثة ايام.. وكان ما أراد نتيجة غبائي وسباتي..

رسالة الوداع

حين ستقرأ هذه الكلمات، يكون جسدي قد بدا يتعفن تحت التراب، بينما
روحي تحلق في السماء. أرجوك أخي أكمل جميلك ولا تخبر أحدا بهذه
الرسالة ولا تسلمها لأحد. انها رسالة خاصة اليك. أنت الوحيد الذي أشفق
عليه مما سيحدث لك بعدي. في كل الأحوال لا تفعل مثلي. فأنت لك
حياة ومستقبل رائع. أعرف أنهم لا يحبونك كما لا يحبونني. لكن أنت قد
تخلصت منهم باستقلالك. وستجد نفسك أكثر بمزيد من الاستقلالية..
هم لا يهمهم سوى أنفسهم.. أنت تعرف ذلك أكثر مني.. لقد تحدثنا في
هذا الأمر أكثر من مرة.. هل تذكر؟ فلا تهتم بهم.. اشتغل بنفسك أكثر...
لم استطع اكمال القراءة.. كنت اعرف ماذا سيقول.. ضغطت على الورقة
حتى كومتها كالكرة.. ثم أشعلت فيها النار.. ثم خرجت هائما على وجهي..
لا أعرف لي هدفا.. وسيل من الهواجس والأحاسيس يجرفني.. والحيرة
تغرقني.. والألم يعتصر في قلبي.. والندم ينهش ضميري.. حتى لم يعد
لي من مفر سوى.. أن أحذو حذوه.. وأقتفي أثره..

الوداع

هذه هي الدنيا.. عام ينقضي وآخر يأتي.. طفل يولد وشيخ يموت..
عضو يسجل ويدخل وآخر ينسحب ويرحل.. عضو يرتقي وآخر ينزل..
فارس يمتطي فرسه فيجمح به نحو الآفاق.. وآخر يترجل لأن رجليه لا تقوى على حمله ناهيك عن فرسه..
ثقل السنين تفعل الأفاعيل في العقول والقلوب والضمائر وكل الجوارح والأجساد..
هذه هي الدنيا.. كل يترك مكانه لآخر..وكل شيء فيها الى زوال.. وفناء.. ووداع..
وداع أخير.. ليس بعده لقاء ولا عناء ولا وداع..

كلامك جد رائع اخي

و مدونتك مليئة بأإآلآبدأإآع ة التميز

واصل.

شكرا جزيلا لك على كلماتك الطيبة المشجعة
مرورك الأروع أسعدني وشرفني
يسلمووووووووووو

إلى أخي الذي لم تلده أمي

لم أعرف لي أخا قبلك، ولم أعرف أخا لي بعدك. كنت أنت مؤنسي في وحدتي
مثلما كنت لك. كنت مستودع أسراري وأحزاني وأفراحي وآلامي وآمالي، مثلما
كنت لك. كنت لعبتي التي افعل بها ما أشاء دون أن تضجر، مثلما كنت لك..
وإن نسيت فلن أنسى تلك اللحظات الممتعة التي نلعب فيها، حتى بعد أن كبرنا،
ثم نتشاجر.. أو نصطنع التشاجر لأتفه الأسباب.. كنت أحب أن أستثير غضبك الذي
سرعان ما يرتسم على وجهك وملامحك وكل تصرفاتك، فأضحك.. وأضحك.. بينما
يزداد غضبك.. حتى تلقمني بأي شيء تعثر عليه قربك.. تماما مثلما كنت أفعل
معك.. وما أكثر ما نتبادل الرشق بكل ما لدينا.. حتى نتعب..
فننتقل إلى الكلام والنقاش والجدال، وهو أقوى أسلحتي مثلما الرشق بالأشياء
أقوى أسلحتك.. وعندما أغلبك في الكلام تتسمر أمامي كالصنم وتنظر إلي بشزر..
وقبل أن تمتد يدك الى أي شيء لترشقني به، اطلق ضحكة مدوية وانهال عليك
محتضنا اياك حتى اكتف ذراعيك ويديك.. فتضحك وأنت تردد: ابتعد عني.. لا تدغدغني..
فأتركك وقد اطمأننت أن الغضب قد ذهب عنك.. هكذا كان كل شجارنا.. مجرد سحابة
صيف، سرعان ما تنقضي.. ونعود كما كنا.. أخوين.. كأحلى ما يكون عليه الإخوان..
واليوم هاءني وحيدا أزور الأماكن التي اعتدنا الجلوس فيها واللعب.. فقد رحلت عني
في مقتبل العمر.. وتركتني أواجه هذه الحياة الشرسة وحيدا.. فلم أجد في كل
حياتي من يملأ مكانك.. ويعوضني عنك.. لا من الأهل ولا من القرابة ولا من الأصدقاء..
تصور كل هذا الجيش العرمرم من الأصدقاء ولا واحد منهم يستحق مكانتك وثقتي
بك.. فلم يعد لي من مؤنس ومسنودع ولعبة سوى ما نقش في الذاكرة معك.. لقد
تجمد كل شيء في حياتي.. وتحولت حياتي كلها الى مجرد شاهد على قبرك...