عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

الإساءة الكبرى

بعضهم يسيء إلى نفسه وأهله وبلده وأمته وهو لا يعلم أو لا يشعر ربما.. وذلك
بما يفعلونه ويقولونه ويكتبونه وينشرونه في الواقع أو على النت.. إنها إساءة
كبرى على وزن الخيانة العظمى.. كيف لا؟ وهم يسخرون من بني جلدتهم،
وينشرون عيوبم، ويفضحون أسرارهم.. بل يشوهون الجميل الراقي العظيم من
انجازات بلدهم.. مثل أولئك الذين يخرجون للاحتفال بتأهل فريقهم، فيتصرفون
تصرفات طائشة تقلب الفرحة رأسا على عقب.. والأدهى أن يتم ذلك في بلد
أجنبي.. المفترض فيه أن نكون خير سفراء لوطننا.. فلا نتصرف إلا بما يزيد وطننا
رفعة، ومكانة ومهابة، واحتراما واكبارا وتقديرا، في عيون العالم الذي يشاهدنا..
كان الأولى أن نعطي صورة جميلة، تعبر تعبيرا حضاريا عفويا صادقا، عن أصالتنا
وقيمنا وأخلاقنا، ومقومات شخصيتنا الوطنية التاريخية والحضارية التقدمية الراقية..
أما ما يفعله أمثال أولئك، وربما هم أنفسهم ، على النت فحدث ولا حرج.. كوارث
يندى لها الجبين.. عندما تطلع عليها تخجل أن تنتسب الى بلدك...
ولم كل ذلك؟؟ ليس إلا للتسلية.. يقولون.. باسم التسلية والضحك والفرفشة
والمرح والفرح... يقلبون القيم ويحولون الحياة كلها إلى أكبر نكتة مبكية...

التسلية

يحتاج كل واحد منا إلى تنظيم حياته على أساس إشباع كل حاجاته وتلبية كل
مطالب نفسه وأهله ومجتمعه وبلده والإنسانية جمعاء. فلا بد لنا من اعطاء كل
ذي حق لدينا حقه. وكما يحتاج كل منا إلى وقت للعمل وآخر للأكل والشرب،
وآخر للنوم... يحتاج كذلك إلى وقت للتسلية والمتعة واللهو.. وهو حق مشروع
لكل واحد منا بشرط عدم تجاوز حدود المعقول والقيم والأخلاق والأعراف..
أما أن تصبح التسلية ديدنا وأصلا وشعارا وتخصصا، وتأخذ كل وقتنا وجهدنا ومالنا
ومتاعنا.. فتلك كارثة الكوارث.. ذلك لأن التسلية في الحقيقة لا تحتاج منا إلى
كل ذلك.. فهي تأتي غالبا وحدها.. وهي متوفرة في كل زمكان وبكل الأنواع
والأشكال والأذواق.. فحياتنا مليئة بكل ما يسلي ويضحك إلى حد البكاء.. فلماذا
نتعب أنفسنا كل ذلك التعب من أجل شيء متوفر بعدد الحصى والنجوم؟؟؟

النكتة المبكية

هذه الايام كل شيء يتعطل ويتقطع وينقطع عندي.. الكومبيوتر.. النت.. الكهرباء..
وكان أشدها ما عليََّ اضطراب النت وتقطعه ثم انقطاعه بالمرة..
ومن فرط غضبي دعوت عليهم بكل شر ومنكر..
يا رب اقصم ظهر من قطع النت عني إلى خمسين قطعة؟ لماذا خمسين؟
يا رب اعط الشركة اياها خسارة لا تقل عن خمسين مليون دولار.. لماذا خمسين؟
لأنهم سرقوا مني ما يقرب من خمسين دينارا جزائريا.. فقط.. ههههه
ذاك غيض من فيض الدعاء الذي سكبته عليهم، كما يسكب البنزين على النار...
شركات الاتصال هذه فيها من الغباء بقدر العاملين فيها والمتعاملين معها.. إلا ما
رحم ربك.. احداها تحضر هذه الايام لتغيير اسمها لست ادري لماذا؟ فإسمها
الحالي جميل ومناسب بل رائع.. ومع ذلك يريدون استبداله بإسم آخر غريب بشع..
لا شك سيعجل بضعفها وانكماشها وسقوطها وانقراضها بالتالي..
ولو شاوروني أنا.. هههههه أو على الأقل عملوا استبيان لزبائنهم في شكل
سؤال واحد بسيط مثل: ما الاسم الذي تفضله لشركتك؟ لو فعلوا ذلك لأتاهم
ما لم يتوقعوا من الأسماء الجميلة الرائعة الخلابة المناسبة.. بل أكثر من ذلك
سيكسبون مزيدا من الحب والثقة وبالتالي المزيد من الزبائن..
لكن السؤال الآن الذي يفرض نفسه: أين النكتة؟ وأين البكاء في كل ذلك؟
لا يوجد؟ إذن لا تضحكوا ولا تبكوا.. بل أدعوا معي وقولوا: آمين.....
فالدعاء هو كل ما تبقى لنا.. لقد جردونا من كل شيء.. في زمن الرداءة هذا..

الدعاء

جاء في الأثر أن الدعاء بعد أن يتلفظ به الإنسان يصعد إلى السماء، ويحلق في
الفضاء كالنسر الباحث عن صيده.. فإذا استحق المدعو عليه ما تضمنه الدعاء
نزل عليه كالقضاء.. وإذا لم يستحق عاد الى التحليق، حتى يجد من يستحقه
فينزل عليه.. فإن لم يجد عاد إلى صاحبه إن خيرا أو شرا..
لذلك لا ينبغي الدعاء بالشر في كل الأحوال، إلا للمتيقن من أنه مظلوم.. ودعوة
المظلوم لا ترد بل مستجابة، كما ورد في السنة النبوية الشريفة:
اِتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإنَّها لَيْسَ بَيْنَها وبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ
وطبعا العفو عمن ظلمك أفضل، فالعفو عند المقدرة من شيم الكرام..

الظلم

جاء في الأثر أن الظلم ظلمات يوم القيامة. وأن الظالم لن يفلت من العقاب مهما
فعل ومهما طال الزمن، إلا أن يتوب ويرد المظالم ويعفو عنه مظلوميه.. تدبروا في
ذلك مثلا قوله تعالى في آخر آية من سورة الشعراء:
وَ سَيَعْلَمُ اللَّذِينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون
هذا وما لا يعرفه كثير من الناس أو لا ينتبهون له أن الظالم حتى وإنْ بدا مطمئنا
مرتاحا ومزهوا بنفسه، فهو في باطنه وسريرته يرتعد خوفا مما ينتظره.. حتى
يبلغ به الأمر أن لا يشعر ولا بذرة من الثقة فيمن حوله ناهيك عن الأمن والأمان..
وقد ينقل ذلك الشعور قصدا أو دون قصد إلى محيطه فيتجنبه الجميع..

الأمن والأمان

ارتبط مفهوم الأمن بالجانبين السياسي والعسكري. مع أن له علاقة وطيدة بكل
جوانب الحياة الأخرى. حتى ظهرت الآن أنواع عدة من الأمن يتحدث فيها الناس.
فهناك مثلا الأمن الاقتصادي، والأمن الغذائي، والأمن الثقافي...الخ
ولكل نوع من هذه الأنواع دوره في استقامة الحياة ومناعتها ورقيها وسلامتها..
فلا بد من الاهتمام بكل الجوانب الأمنية وليس بجانب واحد فقط أو جانبين..
وذلك لأن الناس يحتاجون أن يشعروا بالأمن الشامل والأمان الحقيقي، حتى
يقوموا بأعمالهم وأدوارهم في الحياة، على أكمل وجه وفي أحسن الظروف..
إن الناس لن يشعروا بالأمان الحقيقي إلا إذا كان الأمن يحتوي كل جوانب
حيواتهم، ويحمي ممتلكاتهم ويرعى مصالحهم، ويحفظ مقومات وجودهم،
ويساهم في بناء شخصياتهم، وتنمية مواهبهم وتحقيق ذواتهم..

بناء الشخصية

عوامل كثيرة تتدخل في بناء شخصيتنا أهمها الفطرة والوراثة والبيئة والنشأة.
فهناك من المقومات الشخصية ما نولد به، وينقسم الى: ما نشترك به مع كل
الناس، وما نرثه عن آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا. وهناك ما نتلقاه بالتربية
منذ الولادة على يد مربينا من الأهل والأقارب، ثم المعلمين والأساتذة، ثم
الأصدقاء والمعارف الدائمين والمؤقتين.. وهناك ما نستمده من البيئة التي
عشنا أو نعيش فيها، فمن تربى في المدينة مثلا ليس كمن تربى في القرية.
وهناك ما نستمده من خبراتنا وتجاربنا، والاحتكاك بالآخرين والتواصل معهم..
فالنت مثلا يساهم كثيرا ليس في بناء الشخصية فقط، بل قد يغيرها ويعيد
بناءها وفق معايير جديدة نتأثر بها، ونحن نبحر عبر المواقع أو نتواصل...