عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

التواصل

أحببنا أو كرهنا نحتاج إلى الآخرين.. الى المجتمع.. لنعيش حياة سوية..
فالإنسان كائن اجتماعي بالطبع والفطرة.. مهما حاولنا الابتعاد أو التخلص
من المجتمع سرعان ما يلسعنا الحنين للعودة إليه.. لأننا نحتاج كثيرا إلى
التواصل مع الآخرين والتواد والتراحم والتعاون والتشارك.. وهذه من أهم
انجازات وغايات وفوائد المحافل الاجتماعية في الواقع وعلى النت..
ففي الواقع هناك كثير من الناس لا يحلو له مشاهدة مباراة أو فيلم أو
استعراض، أو حضور حفلة أو حتى التجوال في المدينة أو الريف، إلا بوجود
انسان بجانبه يفضل أن يكون من أقرب الناس إليه، ليشاركه الفكر والتأمل
والمتعة والفائدة، والإحساس والتعبير.. وكذلك الأمر على النت..
بعض المواقع والمنتديات مثلا عندما تدخلها، منذ اللحظة الأولى تشعر
بنبض الحياة فيها، ودفء المشاعر، وروح الأخوة، ونبل الصداقة التي تملآ
قلوب أعضائه.. وتشعر أنك تدخل بيت أسرة حقيقية متماسكة متحابة،
يزينها التواصل الدائم والسلوك الحضاري الراقي، وتظلها العواطف
السامية والمشاركة الوجدانية الصادقة.. وأرجو أن يكون منتدى الملوك
من هذه الفئة.. وليس من الفئة الأخرى التي بمجرد تسجيلك فيها، تشعر
كأنك حللت بـ (سيبيريا) في عز الشتاء.. تلسعك قشعريرة من البرد وكأنك
حبست في ثلاجة محكمة الإغلاق.. كل شيء فيها بارد وجامد وجاف..
والغريب أن تجد عدد أعضاء المنتدى يقرب او يفوق العشرة آلاف.. لكن لا
حياة بينهم.. كل ما يجمعهم وجود أسمائهم في قائمة الأعضاء.. حتى
القراءة والكتابة لا تجمعانهم كلهم.. فبعضهم يقرأ ولا يكتب.. وبعضهم
يكتب ولا يقرأ حتى ما كتبه ههههه

الكتابة في المنتديات

ما الذي يدفعنا الى الكتابة في المنتديات؟؟
في رأيي أهم سبب أو دافع هو: حاجتنا الى التعبير بحرية عما يجول في
خواطرنا، ثم حاجتنا الى التواصل مع الآخرين، ليشاركونا التفكير والإحساس
والانطباع، ثم حاجتنا إلى معرفتنا موقعنا من الإعراب في هذا العالم..
وينك يا معلمة العربية؟؟؟ ههههه
والمنتديات توفر لنا فرصا عديدة لتحقيق ذلك، من خلال التفاعل مع المواضيع
والردود.. وهنا تبرز أهمية اختيار الموضوع المناسب والرد المناسب..
فعندما نتصدى لكتابة موضوع يجب أن نختار له الفكرة أو الأفكار المناسبة،
ونختار التعبير أو الأسلوب المناسب، ونختار القالب أو النوع الفني من قصة
أو شعر أو مقال أو خاطرة، كما نختار العنوان والمقدمة والخاتمة والاقتباسات
اذا لزم الأمر.... الخ لكن لا ننسى أن يكون أساس اختيارنا التمييز بين الذات
والمتلقي. فعندما تكتب لتعبر عن نفسك فهذا يحتاج الى اختيارات تختلف
عن الاختيارات التي يجب أن تهتم بها حين تريد أن توجه موضوعك الى غيرك
من الناس، تريد أن تخبرهم بشيء مثلا قد لا يعرفونه، أو تريد أن تتنبههم أو
تذكرهم وتغظهم، أو تريد أن تحصل على آرائهم في مسألة معينة، أو تريد
محاورتهم في قضية ما، أو تريد فقط امتاعهم وتسليتهم...
أما اذا كان هدفك جلب الناس الى ما تكتب، وعرض قدراتك أمامهم للإعجاب
بها، كما يحدث عند المشاركة في المسابقات، فستكون مهمتك أصعب ربما..
لأن أول شيء يجب أن تقوم به هو اجراء مسح ولو جزئي، لاهتمامات المتلقين
وشخصياتهم حتى تستطيع أن تكتشف النقاط، والمجالات التي تؤثر فيهم
وتجذب اهتمامهم وتركيزهم.. فإذا لم تحصل على الاهتمام المطلوب فاعلم أنك
أسأت في اختيار الموضوع أو في طريقة عرضه أو زمن طرحه.. إلا أن تكون قد
قصدت ما قمت به، لأن هدفك الأساسي من الموضوع كان تمرير فكرة أو تبليغ
رسالة أو نشر معلومة أو ترسيخ قناعة، أنت تعلم مسبقا أن محتواها لن يعجب
الأغلبية على الأقل.. فهذه عملية تجريع أو ترويض ليس الجميع قادرا عليها،
كما أنها غير مضمونة النتائج ولا مأمونة ولا محمودة دائما.. ومن يتصدى لها فعلى
مسؤوليته الخاصة في الكسب والخسارة.. ولنأخذ كمثال ما يفعله بعض الدعاة
وأصحاب الإيديولوجيات والبرامج ومشاريع الإصلاح.. فمنهم من يعمل على بصيرة،
ومنهم من يخبط خبط عشواء نتيجة الغرور أو التهور..

الدعوة الى الله

يزخر النت والواقع المعيش بالدعاة الى الله. ولكل داعية زاده ومشاربه وأساليبه
وقدراته ومريدوه. والحقيقة الملموسة أن كثيرا من الدعاة وخاصة الجدد منهم
يتصدون لمهام لا يقدرون عليها أو لا تليق بهم يالمرة.. ذلك لأنهم لا يملكون من
الزاد والأسلحة ما يؤهلهم للنجاح في ما يقدمون عليه.. ربما يملكون الجرأة
والحماسة واللسان السليط والنخوة وحتى مهارات الحوار والإقناع.. لكن سرعان
ما ينكشفون وينفضحون نتيجة هفوة بسيطة وعثرة لم يحسبوا حسابها.. فتبرز
بعض عيوبهم مثل جهلهم بحقيقة موضوع حشروا أنفسهم فيه دون وعي..
هكذا تزعزعت ثقتنا في علماء كبار كنا نعدهم قدوتنا في كل شيء، وقد تعلمنا
من آثارهم وسلوكهم الكثير والكثير.. ثم كادوا يحطمون كل شيء جميل لهم في
قلوبنا عندما سمعنا أو قرأنا مواقفهم وفتاويهم بخصوص قضايا طارئة للأمة..
ذلك لأن الدعوةالى الله ليست مجرد علم أو أقوال أو أفعال عادية، بل هي قبل
كل شيء حكمة في استعمال العلم والحجة والأقوال والسلوك لبناء موقف إزاء
قضية من القضايا الحساسة خاصة.. فبغير تلك الحكمة لا نستطيع الوصول إلى
موقف صحيح مناسب جامع مانع كامل.. صحيح أن الداعية له وزن معتبر وكلمة
مسموعة في الأمة، ويستطيع بمجرد اشارة بسيطة أن يحرك العالم.. لكن حين
يتصدى لصنع موقف له من قضية، يجب أن يفكر ألف مرة قبل صياغة موقفه، حتى
يأتي موقفه مناسبا لسمعته وكلمته ومكانته وثقة الأمة فيه، وكذلك مناسبا للقضية
اي جامعا للناس على رأي عام واحد وليس ممزقا ومشتتا للرأي العام الواحد..
بهذا فقط تبقى له سمعته ومكانته، وكلمته وثقة الأمة كل الأمة فيه.. أما إذا سبق
السيف العذل وحدثت الكارثة، فعلى الداعية جبر موقفه بتصحيحه لا التمادي فيه،
فذلك فقط ما يعيد له ما فقد عند الأمة.. فالاعتراف بالخطإ فضيلة.. وكل بني آدم
خطاء وخير الخطائين التوابون الأوابون.. اللهم اجعلنا وعلماءنا منهم..
هذا ما يقع فيه الدعاة الكبار وما بالك بالصغار او الجدد.. من ذلك قلة الزاد أو ضعفه
من علوم الدين والدنيا، كعلوم القرآن والحديث واللغة والفقه والفتاوى والتاريخ،
وعلوم الأحياء والجغرافيا والفلك والفلسفة والأدب والنفس والاجتماع والاقتصاد...
ومن ذلك أيضا جهلهم أو تجاهلهم لأحوال المستهدفين بالدعوة والمتلقين لها...
ومن ذلك جهلهم او تجاهلهم لقدراتهم الحقيقية الفكرية، والنفسية والاجتماعية
وحتى الجسدية في الدعوة.. مما يجعلهم يغامرون ويتهورون فتكثر أخطاؤهم...
فعلى كل داعية أن ينظر في نفسه قبل التصدي للدعوة ويسأل نفسه: ماذا له؟
وماذا عليه؟ ما الذي يملكه؟ وما الذي ينقصه؟ ما الذي يستطيعه؟ وما الذي لا..؟
عليه أن يستعين بأهله وأصدقائه ومعارفه ومعلميه وأساتذته ليعرف نفسه أكثر..
وعندما ينتهي من معرفة نفسه وحدود قدراته ومهاراته، عليه أن يتأمل بمساعدة
غيره اذا لزم الأمر، عليه أن يتأمل في أي ميدان أو مجال أو محيط يستطيع أن
يمارس الدعوة... فمنا من لا يصلح للدعوة إلا في بيته مع أهله.. ومنا من يقدر
على ذلك في محيطه فقط لا يتعداه أي في بيته وحيه أو مدينته أو قريته.. ومنا
طبعا من يتعدى ذلك ليكون داعية في وطنه أو أكثر حتى يصبح بعضهم مؤهلا
للدعوة في كل مكان وزمان وحال.. وهؤلاء قلة في الحقيقة رغم كثرتهم...
والدليل على ذلك الفضائح التي نسمعها يوميا عن الذين يحشرون انوفهم في
قضايا أكبر منهم بكثير، قضايا الربيع العربي التي ورطت حتى كبار العلماء والدعاة..

الربيع العربي

عجبا لأولئك الذين يرون في شتائنا ربيعا.. أزاغت أبصارهم أم خمدت بصائرهم؟؟
أجسادنا وأرواحنا وحواسنا وكل جوارحنا غارقة في أوحال الشتاء.. وهم يرقصون
مهللين بربيع لا يوجد إلا في خيالاتهم... فكرنا وتراثنا وآثارنا وثقافتنا، وحضارتنا تئن
داخل أقماع الجليد.. وهم يفتحون النوافذ والأبواب، بل ويقلعونها والأسقف والجدران،
ليدخل الصقيع والسيول والجيف، بدل الربيع الموهوم المعشش كالفيروس فيهم...
أشلاؤنا يبعثرها الرصاص والقنابل، ودماؤنا تغسل الأرض وتشق عنان السماء.. وهم
يحترفون الإقناع والإشهار لربيع لن يأتي أبدا، بما قدمت أيديهم وأرجلهم وجلودهم..
مشاريعنا وخططنا وابداعاتنا وطموحاتنا وآمالنا كلها معلقة ومؤجلة إلى حين لا يعرف
أحد مداه.. وهم يعزفون على مسامعنا كل يوم الأسطوانة الفاشلة نفسها.. أسطوانة
الربيع الكاذب المشؤوم.. ألا متى يستيقظون من سباتهم العميق..؟ ومن غفلتهم
المدمرة..؟ متى يدركوا الحقيقة ويعترفون بها..؟ متى يروا الحق حقا، والباطل باطلا؟؟
متى يروا السراب سرابا، والشتاء شتاء؟؟ متى يفهموا أن الربيع ليس هذا، ولا يمكن
أن يكون أو يأتي هكذا؟؟ الربيع الحقيقي أكبر وأجمل وأسمى وأنقى وأجل من هذا...
الربيع الحقيقي ليس رصاصا وقنابل وأشلاء ودماء تملأ الأرض والسماء..
الربيع الحقيقي ليس دمارا وخرابا وحرائق، تيتم الأطفال وتثكل الأمهات وترمل الزوجات،
وتشتت العائلات وتشردها وتجوعها وتقتلها بالبرد والمرض والفساد...
الربيع الحقيقي ليس تنازعا وتناطحا وتصارعا وتهافتا على دنيا زائلة من الكراسي
والمناصب والأموال والشقق والقصور والشركات والريوع..
الربيع الحقيقي ليس انتخاب فلان وعزل علان، أو تنصيب ديلان وتنحية رومان، أو تزكية
فورمان ومحاكمة رولان، أو تعليق سنان بدل روثمان، أو استبدال الكيوي بالرمان...
الربيع الحقيقي أكبر من هيك.. وأجل وأسمى من أن تحققه أجيال ممزقة بين فئة
من لا تعرف سوى التعصب والتشدد والتزمت، والقتل والتدمير والتخريب والترويع
والتنكيل والتآمر والتدابر والتنافر والتناحر... وفئة من لا يدين سوى باللهو والخلاعة،
والكسل والفوضى، والكذب والنفاق والحسد، والجبن والغدر والخيانة..
الربيع الحقيقي سيأتي يوم يبدأ كل منا بنفسه، يخلصها من تلك العيوب والآثام..
يوم نصبح كلنا كالجسد الواحد تجمعنا القيم والمثل الإسلامية والإنسانية العليا..
يوم توزع ثروات أوطاننا بالعدل حتى لا نجد ولا فقيرا واحدا من الخليج إلى المحيط..
يوم ننشر العلم في كل شبر من أراضينا فلا نجد ولا جاهل أو أمي واحد فيها..
يوم نفتح خزائننا المكدسة في الداخل والخارج لكل المستضعفين و المشردين
والمحتاجين، ثم الموهوبين والمخترعين والباحثين من أبناء الأمة.. يوم نعيد الاعتبار
لكفاءاتنا في جميع الميادين، ونسلمها جميع المفاتيح، يومئذ فقط يمكن لنا ويحق
أن نفرح، ونستبشر ونهلل ونرقص ونهتف: مرحبا بالربيع...
لكن قبل ذلك يجب أن نعلم ونضع في أذهاننا ونرسخ، أن الربيع يحتاج إلى جيل ورجال
حقيقيين.. تربوا ومردوا ونشأوا على الإيمان والتقوى، وحسن الخلق والتعاون والتكافل،
وحب الخير للناس.. أي التدين الصحيح غير المغشوش...

كالعادة إبداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

شكرا جزيلا لك على هذه الطلة المعبرة المؤثرة
يسلمووووووووووووووووو