عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

حسن الخلق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري: إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إلَيَّ وأقْرَبِكُمْ
مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أحَاسِنُكُمْ أخْلاَقًا.
وقد وردت أحاديث أخرى وآيات قرآنية كثيرة في مدح حسن الخلق. حتى عده بعض العلماء
أفضل من العبادة، استنادا الى ما رواه الطبراني بسند جيد أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: إنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ وشَرَفِ الْمَنَازِلِ وإنَّهُ لَضَعِيفُ
الْعِبَادَةِ.
وربما السر في ذلك والله أعلم أن حسن الخلق يمنع المسلم من ارتكاب كثير من السيئات
والموبقات، وبذلك تثقل حسناته على سيئاته، فيدخل الجنة بل وينال فيها أرفع الدرجات..

جزاك الله خيرا أخي العزيز нαɪвατ мαℓєĸ على كلماتك الطيبة
مرورك اسعدني وشرفني وأرجو أن أكون عند حسن ظنك دائما
أنت الذي تستحق كل الشكر والعرفان والإجلال لأنك أتحت لنا هذه الفرصة
لنعبر عما يعتلج في أعماقنا.. فتحية شكر وتقدير لك ولكل الإداريين والمشرفين معك

درجات حسن الخلق

لا بد أن يكون لك موقف أو رد فعل، عندما يسيء اليك أحدهم بقول أو فعل. فموقفك ازاء
السيئة، ورد فعلك وتصرفك تجاه المسيء، هو الذي يحدد درجة حسن الخلق عندك..
اقرا هذه القصة لتخبرك بدرجات حسن الخلق وأي درجة تناسبك:
يروى أن أحد الصالحين أغضبه عبد خادم لديه. أغضبه غضبا شديدا حتى هم أن ينتقم
منه. فقال له الخادم: والكاظمين الغيظ. فقال الرجل: كظمت غيظي. فقال الخادم:
والعافين عن التاس. فقال: عفوت عنك. فقال الخادم: والله يحب المحسنين. فقال:
إذهب فأنت حر لوجه الله تعالى.
فهل تستطيع أن تفعل ذلك أنت يا قاريء هذه الكلمات تجاه كل من يسيء اليك؟؟

الإحسان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري: الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ
تَرَاهُ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإنَّهُ يَرَاكَ
فالإحسان كما أفهمه من هذا الحديث، والله أعلم، أن تُحسِن الى نفسك بتأديبها وتهذيبها
بحيث لا تتركها تجرك الى قول أو فعل، إلا وقد وضعت في ذهنك أن الله يراك، ويعرف كل ما
تنويه وتسره وتعلنه، وسيريك كل ما فعلته يوم القيامة كبيرا أو صغيرا، خيرا أو شرا..
الإحسان بعبارة أخرى هو التقوى.. تقوى الله في كل ما تقوله وتفعله.. وهو أعلى درجات
الإيمان وحسن الخلق.. وبالإحسان يمحو الله سيئاتك ويبدلها حسنات.. بالإحسان توفي
حق الله تعالى عليك، وتؤدي ولو جزء يسيرا من شكره على نعمه التي لا تحصى، والتي
لا تستطيع استيفاء أبسط نعمة منها بكل عملك طول حياتك.. بالإحسان تتزود بنور الله تعالى
الذي سينير لك طريق الخير والاستقامة والسعادة في الدنيا والآخرة..
فلا تبخل على نفسك وعلى غيرك، بهذه النعمة التي حباك الله بها وسخرها لك..

نور على نور

آية رائعة بليغة معجزة ككل آيات الله عز وجل، تلك التي وصف فيها نوره سبحانه وتعالى، وهي
قوله في الآية 35 من سورة النور:
اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فيهاَ مِصْبَاحٌ، الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ، الزُّجَاجَةُ كَأنَّها
كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍٍ، زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ ولاَ غَرْبِيَّةٍ، يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ولَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ
نَارٌ، نُورٌ علَى نُورٍ، يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ، ويَضْرِبُ اللهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ، واللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
من ذا الذي لا ينبهر بهذا الوصف الخلاب والتعبير الجذاب..؟؟ ومن ذا الذي لا يتأثر بهذه المعاني
السامية والأفكار الخصبة، والعبارات المتناسقة والكلمات الموحية..؟؟؟
سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك مما قصرنا فيه، من مدحك والثناء
عليك بما أثنيت به على نفسك، ومن ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. فاللهم اغفر لنا وتقبل منا
ما قدمنا وما أخرنا، إنك أنت السميع المجيب، وأنت الغفور الرحيم، وصل اللهم على سيدنا محمد
وسلم، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، أجمعين الى يوم الدين.. آمين يا رب العالمين،
برحمتك يا أرحم الراحمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

على غصن زيتون

موسم جني الزيتون انطلق عندنا منذ ما يقرب من شهر. من حين لآخر أرافق العائلة الى الحقول،
لأجرب حظي مع الزيتون كما حدث البارحة..
رآني جدي حفظه الله متحمسا. فأخذ بيدي وذهب بي الى شجرة كبيرة معمرة وارفة. وقال لي
ونحن تحت الشجرة:
أتدري من غرسها؟ إنه جدي أنا.. يقال أنه غرسها قبل ان أولد بحوالي أربعة أعوام.. كانت أكبر مما
عليها الآن.. كنا نجتمع عليها كلنا لجني زيتونها.. تصور اكثر من 15 فردا حولها.. منهم من يلتقط
على الأرض ومنهم من يقطف فوقها.. ولا ينتهون منها إلا بعد يومين كاملين.. كانت تدر وحدها أكثر
من 10 قناطر في الموسم العادي.. الآن ها هي كما ترى.. انظر الى ذلك الغصن في أعلى الجذع..
لقد يبس.. اذهب وابدأ به.. حتى لا تتأذى الشجرة.. خذ المنشار واقطعه..
ناولني المنشار، وما هي إلا لحظان حتى وجدتني على الغصن.. جدي يعرف أني أكره وأتأذى من
التقاط الزيتون على الأرض.. وأفضل صعود الشجر والقطف.. فأسند إلي تلك المهمة..
لكن عندما وضعت المنشار على الغصن لأشرع في القطع، سمعت فجأة أصواتهم تتعالى بالصراخ
والضحك.. فالتفتت فإذا هم جميعا ينظرون إلي ويلوحون ويقهقهون ويصرخون:
- احذر.. انتظر..انظر..ماذا تفعل؟ انزل.. لا تفضحنا.. وأنا أتساءل: ماذا هناك؟ ماذا يحدث؟ لماذا..؟
ثم عدت الى نفسي ونظرت في وضعي.. فإذا أنا جالس على الجانب الذي سيسقط من الغصن
لو قطعته.. ورجلاي الطويلتان تتدليان تحت الغصن وكأنهما امتداد له..
ضحكت ملء شدقي وأنا أعدل من وضعي.. وصوت ابن اختي وقهقهته يرنان في أذني:
- هذه الصورة لا نراها إلا في الرسوم المتحركة..
لحظات من المرح والمتعة والأنس لا تنسى ولا تقدر بثمن.. يحلو لي أحيانا أن أصطنع مثلها حتى
أثري الذكرى وأزينها وأرسخها في الذاكرة والتاريخ.. لهذا قلت لابن أختي:
- سأعيدها الآن وعليك أن تلتقطها جيدا لننشرها على الفيسبوك.. ونكتب عليها: تعلم الغباء...

الذكريات

عن قريب ستصبح هذه الكلمات مجرد ذكريات.. كلمات طيبة أوسيئة، حزينة أو سارة، مشجعة
أو مثبطة، مفرحة أو مؤلمة.. كلها ستصبح مجرد ذكريات تستريح في أعماقنا..
كثير من الناس لا يستطيعون العيش بلا ذكرياتهم.. ذكريات الطفولة والشباب، ذكريات الدراسة
والتخرج، ذكريات العسكرية والعمل، ذكريات المناسبات المختلفة..
بعض الناس تجلس إليه فلا يحدثك إلا عن ذكرياته.. كأنه لا يزال يعيش ماضيه، أو يحن إليه ويريد
الرجوع إليه أو استعادته..
بعضهم لا يتذكر إلا اللحظات السارة. وبعضهم العكس تماما، لا يتذكر إلا المرارة والألم.. وبعضهم
يتذكر كل شيء ويهتم بكل شيء.. وبعضهم لا تعني الذكريات له أي شيء..
أما أنا فيبدو لي أني أميل إلى الزمرة ما قبل الأخيرة.. أي أني أتفاعل مع كل شيء.. والغريب
حقا أن أحلى ذكرياتي وأمرها تتعلق بكي أنتي.. هل تعلمين؟ لا أظن ذلك..
أحلى ذكرى لي هي يوم رأيتك لأول مرة.. هل تذكرين؟ لا أظن.. فأنت لم تعيري لي بالا يوما..
بل ربما لا تعلمين بوجودي أصلا، ناهيك أن تعلمي بشعوري نحوك..
يوم رأيتك لأول مرة لم أحظ منك إلا بنظرة قصيرة خاطفة.. في حين كنت أنا مسمرا في مكاني،
أتأملك منبهرا بك، وبكل شيء فيك.. وجهك.. رشاقتك.. أناقتك.. حجابك.. صوتك.. حركاتك..
كل شيء فيك أخذ بعقلي وحواسي وجوارحي وكل شيء في كياني..
منذ تلك اللحظة وأنا أرتاد ذلك المكان فقط لأراك.. كل يوم أحضر في الموعد لأراك دون أن أجرؤ
على الاقتراب منك.. كانت ولا تزال عليك مهابة ووقار وسمو يزلزل رجولة اي رجل..
كنت أكتفي بتلك اللحظات القليلة التي تقع فيها عيناك الجميلتان عليَّ.. وفي ملامحك بعض
الدهشة والاستغراب.. وفي ذهنك السؤال نفسه: مابال هذا ينظر إليَّ بكل تلك الوقاحة؟
وسرعان ما أشيح بعيني ووجهي خجلا.. ثم استغفر الله في نفسي مرددا في سري:
كفاك تأملات وتهويمات وخيالات.. فهي لن تكون لك ولو انطبقت السماء على الأرض..
لوعة ما مثلها لوعة تصفعني كلما تذكرتك بهذه التساؤلات والحقائق المرة القاسية المحبطة:
من أنت حتى تتطاول الى مثلها؟ أين أنت منها؟ أنت مجرد حجر صغير تتقاذفه الحوافر والأقدام
على الطريق.. أما هي فنجمة متلألئة لامعة براقة تطل عليك من السماء...