عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

الإدراك

ثبت بالعلم والتجربة والمشاهدة أن حواسنا تخدعنا أحيانا، فلا ندرك الأشياء
كما هي على حقيقتها. خذوا كمثال السراب الذي يشاهده الظمآن في
الصحراء.. وخذوا عملية ادراك الألوان وفرزها والتمييز بينها.. وخذوا الصوت
والذوق والشم واللمس.. اختلاف الناس فيها دليل على الخداع والانخداع..
أكثر من ذلك ثبت بالعلم والتجربة والمشاهدة أن عقولنا قاصرة عن ادراك
بعض الأشياء على حقيقتها.. وفي هذه الزمرة يندرج أولئك الذين لم يصلوا
الى الإيمان بالله بعقولهم القاصرة.. لأن عقولهم عاجزة عن ادراك الغيب..
والأدهى والأمر أن تزين لهم عقولهم أن ذلك هو الحق المبين، وتلك هي
الحقيقة الدامغة.. لا أدرك الغيب إذن لا وجود له، إذن لا أؤمن به..
ولا يكتفون بذلك بل يعمدون الى نشر تلك الفكرة الزائفة الجهنمية على أنها
الحقيقة الزائغة.. وكأني بهم يريدونها عوجا، و يريدون أن يجعلوا كل الناس
مثلهم.. يعطلون عقولهم وحواسهم وجوارحهم مثلهم فيكونون سواء...

يبغونها عوجا

هناك أناس همهم الوحيد قلب الأشياء رأسا على عقب. أولئك لا يعجبهم
النظام والترتيب والتنسيق والإتقان والتناسق والتناغم والانسجام..
بل يدينون بالفوضى والتسيب والتساهل والتماطل، والدناءة والرداءة والهوان
والسفالة والحقارة.. فتجدهم يحاولون ترك بصماتهم المعوجة، في كل مكان
يحلون به وفي كل شيء يلمسونه.. إنهم عبيد أهوائهم ونفوسهم المريضة..
يبغون حياتهم وحيوات الآخرين كلها عوجا.. ولا يرضون بذلك بديلا.. وكأنهم
من طينة أخرى، لا يرون في ما يعتقدونه ويعشقون ويدمنون أي اختلال..
إنهم فعلا كالأنعام أو أضل سبيلا..

الفوضى

في العالم مذاهب كثيرة تسيطر على حياة الناس، منها مذهب الفوضى..
شخصيا لا أملك أية معلومات عن هذا المذهب ونشأته ومبادئه وأتباعه..
لكنه ولا شك أسوأ مذهب في تاريخ البشرية، ان كان محتواه ما نعيشه
ونراه في حياتنا، من تسيب وانحلال وتفكك وفساد ورداءة وتهاون واهمال..
وكيف لا يكون أسوأ وهو يعارض أصل الخلق والكون؟؟
فقد أثبت العلم الحديث أن لا شيء يسير في هذا الكون دون نظام وتدبير
وقوانين.. وأن لا شيء يخضع للفوضى أو الصدفة أو الطبيعة كما كان يشاع
في السابق.. بل كل شيء خاضع لترتيب وتنظيم وفق حسابات دقيقة،
تشمل كل كبيرة وصغيرة مما يحدث في هذا الكون...

الصدفة

أحيانا يفاجؤنا القدر بأشياء جميلة لم نتوقعها. ألا يقولون: رب صدفة خير من
ألف ميعاد؟؟ ذلك ما حدث لي أنا على الأقل في ذلك الصباح الجميل..
لم يدر بخلدي أبدا أن ألقاك للمرة الثانية، في الموعد نفسه الذي التقينا به
في المرة الأولى.. ولم أدر في الوقت نفسه أن تكون تلك المرة الأخيرة..
وكما في المرة الأولى أحسست بنبضات قلبي تتسارع، حتى خلت أنه
سيخرج من بين أضلعي.. انتابني شعور لم أتبين كنهه.. كان مزيجا من الفرح
والسعادة والدهشة والخجل والارتباك والحيرة.. فأشحت بوجهي وأردت
الاختباء حتى لا تقع عينك عليَّ.. لم أرد ازعاجك.. ولم أكن مستعدا للقياك..
لم أرد أن تضطري للاقتراب مني لتحيتي.. أحسست أني لا أستحق تحية
منك ولا كلمة ولا نظرة.. أين أنا منك حتى استحق اهتمامك؟؟
أحسست أني لن أستطيع حتى الرد على تحيتك لو بادرتني بها..
فانزويت محاولا الابتعاد.. لكنك ما أسرع ما لمحتني.. وما أسرع اقترابك مني..
وعلى ثغرك ابتسامة خدرتني.. حتى كدت أتعثر وأنا أعود مهرولا نحوك.. لقد
خذلتني ركبتاي، كما خذلني لساني وأنا أرد عليك التحية..
ارتباكي لم يشجعك على البقاء معي أكثر من لحظات معدودة.. سرعان ما
أنهيت اللقاء بعبارة لا تزال ترن في أذني: أردت فقط السؤال عن أحوالك..
الى لقاء آخر ان كان في الحياة بقية.. وابتسمت.. ورحلت.. وأنا أشيعك
بلوعة من قلبي قبل عيني.. فقد أحسست أن ذلك سيكون آخر عهدي بك..

لوعة الفؤاد

لوعة فؤادي أن أعشق فتاة لم أرها في حياتي إلا لحظات معدودة.. ثم
تختفي بالسرعة نفسها التي ظهرت بها.. بعد أن تركت في نفسي أثرا
لا يمحى وجرحا لا يندمل.. لا بل يمنعني ذلك الجرح وذلك الأثر، أن أتقدم
في حياتي قيد أنملة.. لم يعد في قلبي أي مكان لمشروع، أو طموح
أو أمل أو حتى حب جديد.. كل ما بقي هو النزوع الى الرحيل بعيدا...

الجرح

ما يصيب الإنسان من جروح في حياته يكفي لتسويد مجلدات كاملة. لكن
تبقى جراح القلب أقلها قابلية للتعبير عنها، رغم أنها أكثر تأثيرا وبقاء من
غيرها.. مهما تتحدث لا تشعر بالارتواء والإشباع والتفريغ والتنفيس..
احيانا التعبير نفسه هو الذي يكشف لك جوانب مجهولة من الجرح، لم
تتوقغ وجودها.. فتصبح تلك الجوانب مصدر إلهام آخر لا تعلم كنهه ومداه..

الإلهام

كل شيء قابل للاستيحاء والإلهام عند الموهوبين بنسب متفاوتة طبعا..
أما لغير الموهوبين فتلك مشكلة حقيقية تعرض حياتهم الأدبية للخطر..
الموهوب فنان يرى كل شيء صالح لتحويله الى لوحة فنية قيمة.. كل
ما يحتاج اليه الموهوب هو اختيار زاوية النظر او التناول، ثم الوقت اللازم
للتجربة والإنجاز.. الزاوية قد تأتيه من هدفه أو دافعه أو اهتمامه..
أما غير الموهوب فيبحث في الأشياء، عما يملك في ذاته خواص الجمال،
أي ما يصلح لتحويله الى شكل فني مؤثر.. فإذا وجده لم يبق له سوى
نسخ، أو سلخ العناصر الجمالية في ذلك الشيء، وافراغها في عمله..
ولو تقارن بين انجاز الموهوب وانجاز الآخر.. لوجدت أن عمل الموهوب
جاء طبيعيا عفويا جميلا بل رائعا بلمسة ذاتية ذكية تأخذ الألباب.. أما
عمل الآخر فالغالب أن يأتي جافا متكلفا، تنقصه الحياة ويعوزه الجمال
الذي حتى وإن وجد، يبقى سطحيا كالذي تحويه الصور الفوتوغرافية..