عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

العمل الفني

ليس كل ما نراه في حياتنا من أعمال أعمال فنية، حتى تلك التي
يطلقون عليها هذا الاسم.. أول شيء يحتاج إليه العمل الفني هو
الذاتية.. الذاتية التي لا تتوفر في أغلب الأعمال التي يطلقون عليها
جزافا الأعمال الفنية.. والدليل على ذلك أن أيا من تلك الأعمال يمكن
لأي كان انجازها، حتى من غير الموهوبين.. ولذلك يستغل بعضهم
هذا الأمر لسرقة أعمال الأخرين، ونسبتها لأنفسهم دون أن يكتشف
ذلك أحد.. فكم من لوحة وقصة وموسيقى وفيلم آل الى هذا المصير..
ان ما يميز الأعمال الفنية فيما بينها وعن غيرها هو الذاتية، أي بروز
شخصية الفنان في عمله الفني في كل الجوانب، أو في جانب دون
آخر، بنسبة كبيرة أو أقل، بشكل معين أو بآخر..

بين الذات والموضوع

المجال الذي نعمل فيه أو نكتب أو نرسم هو الذي يحدد مقدار بروز
الذات في انجازنا.. فأنت عندما تعمل في مجال النقد مثلا، يجب أن
تحاول اخفاء ذاتك قدر الإمكان.. لأن المجال يتطلب منك أن تكون
موضوعيا، ليس في حكمك فقط، لكن في وصفك وسردك كذلك..
أما عندما تريد انجاز عمل فني، في شكل لوحة أو قطعة موسيقى،
أو رواية أو عرض مسرحي، فالذاتية هي المطلوبة أكثر..

النقد والانتقاد

قليلون من يميزون بين النقد والانتقاد.. أوالنقد البنَّاء والهدَّام..
النقد هو اظهار المحاسن والمساويء معا في العمل او الشخص
أو الشيء.. أما الانتقاد فهو التحطيم والتدمير بإظهار المساويء
فقط.. وواضح أن الحكم يختلف بين النقد والانتقاد.. فالحكم في
النقد يأتي في النهاية بعد تعداد كل المحاسن والمساويء، فإذا
غلبت المحاسن لا بد أن يأتي الحكم ايجابيا، أما إذا جاءت الغلبة
للمساويء فيأتي الحكم سلبيا، أما إذا تساوت فالحياد هو الحكم..
أما في الانتقاد فالحكم يكون قد اتخذ قبل بداية التحليل عن سبق
اصرار وترصد، حتى وإن ذُكِرَ في النهاية.. لأن الغرض من التناول
يكون غالبا التحطيم والهدم والتدمير والتقويض والتعطيل...

المعطلون

في أمتنا كثير من الناس يعملون على تعطيل الحق عن قصد أو
غير قصد.. وقد وصل بعضهم الى تعطيل العمل بأحكام الشريعة
القاطعة، التي وردت واضحة بنص الكتاب والسنة.. من ذلك مثلا
تعطيل بعض الأحكام الخاصة بالنساء كأحكام الميراث.. فالمرأة
لا ترث في بعض المناطق.. والأسباب واهية مثل قولهم:
إذا ورثت المرأة ذهبت أملاكنا الى الغرباء.. ومن هم الغرباء؟ انهم
زوج المرأة وأصوله وفروعه.. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو:
كيف تعطي بنتك أو أختك لغريب كما سميته، وتبخل بما يعينها
على الحياة من الميراث؟؟ هل الأموال أغلى من ابنتك أو أختك؟؟
كيف تبخل بما أعطاك الله عن أولاد بنتك وأهل زوج ابنتك؟؟
ألا تعلم أن المال مال الله، وأن الملك ملك الله، وأنه إذا أراد أن
يحرمك من كل أملاكك، حرمك دون أن تقدر على شيء؟؟
لست أدري بأي عقل تفكرون؟؟ كيف لا تميزون بين الشيء
والإنسان؟؟ كيف تتساوى عندكم قيمة الشيء وقيمة الإنسان؟؟
كيف تنظرون الى زوج ابنتكم كغريب، والإسلام يحثنا على اتخاذ
كل المسلمين إخوة، وليس الأقرباء والجيران فقط؟؟؟
لست أدري بأي عقل تفكرون، وبأي قلب تشعرون، وبأي ضمير
تعيشون؟؟؟

التميز والتمييز والتمايز

اللغة العربية غنية جدا بالمعاني والمفاهيم. فاللفظة الواحدة قد
يكون لها اكثر من معنى ودلالة تفهم من سياق الكلام. كما يتجلى
ثراؤها في كثرة الاشتقاق والمشتقات في اللفظ الواحد. وكمثال
فقط ناخذ كلمات: التميز والتمييز والتمايز، وهي كلها من أصل
واحد: ميز.. لكن لكل منها معنى محدد يجب استعمالها فيه، ولا
ينبغي الخلط بينها. فالتميز والله أعلم هو التفرد بجودة نادرة في
شيء او مجال او عمل.. أما التمييز فهو التفريق بين شيئين او
مجالين او عملين او انجازين.. أما التمايز فهو الاختلاف المستمر
بين امرين او عملين او مجالين.. هذه التعاريف تقريبية ظنية وذاتية،
اكثر منها قطعية علمية كاملة، اذكرها هنا على سبيل الاستئناس
فقط، لأنني لست خبيرا لغويا.. فنحن نحتاج هنا الى متخصصين في
اللسانيات وعلوم اللغة.. كما تبقى هذه الالتفاتة مجرد دعوة وتنبيه
وتذكير، بضرورة التأمل والتأكد والبحث، من اجل استعمال اسلم
واصوب وادق، للألفاظ والمصطلحات والتعابير..

اللغة العربية

يكفينا فخرا ان تكون لغتنا اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم،
كلام الله عز وجل. وهذه ليست الميزة الوحيدة لهذه اللغة العظيمة،
بل ان مميزاتها اكثر من ان تعد وتحصى. وقد اخترت ان اذكركم اليوم
بميزة واحدة، يعدها بعضهم من اعدائها وغيرهم مشكلة بل عيبا،
مع أنها من احسن مميزاتها واكبرها، تلك هي ميزة كتابتها وقراءتها
من اليمين الى اليسار.. عكس اغلب لغات العالم..
ولا شك ان في هذه الصفة ابلغ حكمة. يكفي أن نتذكر لفهم ذلك
احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تفضيل التيامن في كل
شيء.. اي البدء من اليمين في كل شيء حتى في المصافحة..
أما حروفها والفاظها وقواعدها فهي في قمة الجمال والفن والرقي
والإبداع.. والذين لا يدركون ذلك انما العيب في قدراتهم واذواقهم
وعاداتهم التي نشأوا عليها.. ذلك لأن اللغة، اية لغة تحتاج لتعلمها
الى السليقة والبيئة المناسبة، واستدعاء الفطرة وتربيتها منذ الصغر..
لست خبيرا في هذه اللغة لكني احبها كثيرا.. واحب استعمالها في
الكتابة والقراءة والتعبير.. ولا اجد نفسي ولا احقق ذاتي إلا فيها..
وجزا الله خيرا من علموني اياها وربوني عليها.. فقد منحوني كنزا لا
يفنى ولا ارضى به بديلا.. كنز افتخر به ايما افتخار..
وكم يؤسفني ان ارى اناسا يحسنونها ورغم ذلك يختارون غيرها في
الاستعمال دون اي مبرر معقول.. وكم يؤلمني ان ارى السيل الجارف
يكتسحهم على النت وفي الواقع المعيش.. فيستعملون العامية أو
الدارجة أو حتى الأجنبية نطقا وكتابة.. بل ويعمدون الى تشويه بعض
حروفها، او يكتبونها بحروف لاتينية.. كل ذلك باسم التقدم والتحرر..
وكم تسخطني تلك المجازر التي يرتكبونها حتى في ابسط قواعدها..
أو حين يقلبون حركاتها حروف مد.. فيكتبون منتديات هكذا: منتادايات..
وهذا كله في الوقت الذي يحافظ فيه الناس، في الضفة الأخرى على
لغاتهم، ويحاربون حتى ابسط الغلط فيها.. ذلك للوعي بأهمية اللغة
كمقوم من مقومات شخصيتهم ووجودهم.. أما هؤلاء المدمرون من
بني جلدتنا، فيعتقدون أن مجرد استعمالهم للغة الأجانب، أصبحوا
في مرتبتهم متقدمين مثلهم.. مثلهم مثل المحتفلين باعياد الميلاد..

اعياد الميلاد

يفتخر كثير من بني جلدتنا بتقليد الغرب في عاداتهم، كما في احتفالهم
باعياد الميلاد. صحيح ان احتفالاتهم تجذب الاهتمام والأنظار والإعجاب،
تماما مثلما تعجبنا نساؤهم الكاسيات العاريات، التي نشاهدها ربما فقط
في قنواتهم وصحفهم وافلامهم.. وما بالك بمن يذهب لقضاء النويل في
باريس او لندن او روما.. ان ما يحدث في الحقيقة ان تلك المناظر، كل ما
تفعله هو استثارة غرائزنا الجائعة الجامحة.. وبما أن أكثرنا غير محصن، أو
لم يترب على التحكم في غرائزه وشهواته.. سرعان ما يستجيب للمثير،
ومع تدخل النفس الأمارة بالسوء، ومع تدخل الشيطان الذي يحرص كثيرا
على استغلال هذه الفرص.. مع كل هذا الهجوم لا بد ان تحدث الكارثة..
وهو نفسه ما يحدث عند الاستجابة لتلك الاحتفالات والقيام بها..
وحتى لا يظن أحد اني ضد الفرح والاحتفال دعوني اقترح عليكم حلا:
دعوا الاحتفال بالنويل وراس السنة الميلادية.. واحتفلوا بما هو اقل ضررا
مثل المولد النبوي، راس السنة الهجرية، راس السنة الأمازيفية، راس
السنة الفرعونية، راس السنة البابلية.. ولم لا راس السنة الصينية؟؟
ثم هناك اعياد ميلاد الأشخاص من الأهل والأقرباء والأصدقاء..
دعوا الاحتفال بالنويل والميلاد رجاء.. فقد اصبحنا اضحوكة في العالم..
يستهزيء بنا اللي يسوى واللي ما يسواش.. مناظر ومظاهر يقوم بها
بعضهم في هذه المناسبة اقل ما يقال عنها أنها تسيء الى انفسهم
واهلهم وبلدهم ومجتمعهم.. وتجرح كرامتهم واصالتهم ومقوماتهم..
فرفقا بهذه الأمة، أمتكم المثقلة بكثير من الآفات والأزمات والكوارث التي
لا قبل لكم بمواجهتها، فتعمدون الى زيادة الطين بلة.. فاتقوا الله في
انفسكم واهاليكم طانكم ومجتمعاتكم...