منتدى الملوك
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات الملوك ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
منتدى الملوك
مع تحيات " ادراة المنتدى
✯ ملكة منتدى الملوك✯
منتدى الملوك
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات الملوك ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
منتدى الملوك
مع تحيات " ادراة المنتدى
✯ ملكة منتدى الملوك✯
منتدى الملوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ترفيهي اجتماعي تعليمي ابداع تالق تواصل تعارف - مع تحيات : طاقم الادارة : ♥нαɪвατ мαℓєĸ ♥+ ✯ ملكة منتدى الملوك✯ +! ! آلأميرة »°♡
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
<الســلام عليكم ورحمة الله , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً مُنتَدَى الملوك يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنضمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ .. فَمرُحَبا بالزَائرينَ , وَ العَابرينَ , وَ الأصدقَاء , واَ لأعضَاءَ , بالطَيبينَ وَ الطَيبَات .. وَ بكًل مَن يَثًرَى , أوً تَثُرَى المًنتَدَى بالحِوَارً , وَ المُنَاقَشةَ , وَ المسَاهَمَاتً المُفيدَةَ .. فَلَيًسَ للبُخَلاَء بالمَعرفَة مَكَانُُ هُنَا ..سَاهمَ / سَاهٍمي بكَلمَة طَيبَة , أوً مَقَالً , أوً لَوًحَة , أوً قَصيدَة , أوً فِكرَة , أوً رَأي , أوً خْبرَة تَدفَعً حَيَاتُنَا للأمَامً ... تحيَآت إدَارَة منتَدَى الملوك ")
رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 N3u5p1

 

 رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 12:42 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الســــــــــــــــــلام عليـــــــــــــــــكم جميعــــــــــــــــــا بدون إستثنـــــــــــاء...

بدء الكلام **

الحقيقة أعترف ...إن التوتر ونقصان الشجاعة هي سيدة الموقف لتأخير إنزال روايتي هذه...
لكن ... حاولت قهر هذا التوتر والتخوف لأني أحببت فكرة أن أولد قصة من مجتمع عماني...لكاتبة مبتدئة عمانية...وكانت هذه بدايتي...

كل الشكر والعرفان لـ (( أبلا إرادة...وساااعة ...وبنوتة وزارا))... لتشجيعهم لي...{ يالله نردها بالأفراح لكم يا بنات}...

وهذي مجرد البداية... للكل أطالبكم بنقدكم ورأيكم... لإني محتاجة لدفعة تشجيع

وإن كانت مجرد كلمات...

.

.

((( أحرف مطمورة بين طيات الورق ...)))


((( تمهيد )))
أشرت له بإضطراب: أنا مو كتلة مشاعر خداعة... أنت إلي ما تكف عن الإهانات والنظرة المزدرية وأساليبك القاسية...

قال ببرود: هذا أنا...

تشجعت وأشرت له بكل قوة: وهذي أنا إلي ما تتشرف بلمسة من حديد...وقلب من حجر... طلقني...

لحظة صمت مرت علينا بعد هالكلمة... جمدت حركته وهو ينقل أنظاره من يدي لوجهي... وكلها ثانية وكان للقسوة والغضب نصيب من تعابير وجهه... مسكني من كتفي وهزني...

وصر على أسنانه: إياني وإياك تذكرين هالكلمة وإلا...

دفعت يده وأنسليت منها... وأنا أأشر له بعناد: طلقني... طلقني أنا ما أطيق لك وجود بحياتي..
.
وكانت هالكلمة إلي عاندتها فيه هي إلي أشعلت غضبه... سحب شيلتي إلي كانت تتأرجح ورماها... وما حسيت إلا ويده تنسل خلف رقبتي... زاغت عيني رعب... هذا شكله ناوي يقتلني... شد على شعري من الخلف وقرب وجهي له وأنا أتوجع ...

قال بهسيس الأفعى: والله ثم والله...ثم والله...وهاذاني حلفت بالثلاث...إذا فيوم جيتي تأشري لي بهالكلمة...لتشوفين النجوم فعز الظهر...

.وبعدها شد على شعري حتى مال راسي لورا...
وشدد على كلماته وهو يهمس: زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل....

إرتجفت شفاتي حاولت أصرخ عليه بكل حره ...حاولت ...وحاولت... لكن من دون فايدة..صح ما تنقصني الكلمات ...لكن ببساطة أنا خرساء...والصراخ بالنسبة لي نوع من الجنون والهستيرية...

حسيت بأنفاسه الحارة تلفح رقبتي...تجمدت وتسمرت... وبعدها سرت رعشة على طول ظهري...فجأة تركني بتقزز وأرتميت بقوة على الكنب...

قال بصوت أجش : وهذا ردي على قولك إني من حجر...

ولف طالع من المجلس... وتاركني ألملم بقايا نفس تبعثرت من المشاعر الجديدة والغريبة علي...
.
.
.

((وهذه البداية)).....
.
.
فتح باب الغرفة .. .وشتت أنظاره فكل بقعة.. .يحاول يختلق لها طيف بكل مكان... يشم من عبير أنفاسها العالقة ... ويحس بالحرارة الباقية على السرير...

سرت رعشة على طول ظهره... وغمض عيونه... يعزي أمل... الغضب طعنه بالتسرع...وبأسمى غايات الندم...اهتز جسمه برعشة خجل... ارتمى على ركبته... يبكي... ومن قال إن من الخجل... الرجل يبكي... هو...(كاذب)...

بعد فترة...

لفت نظره الدفتر الثقيل إلي كان محطوط عالكومدينة... فقرأ أول كلماتها... وعرفها...
سرت شفايفه برقة على مجلد الدفتر.. .ولملم رجوله يقرأ الصفحات ... الذكريات ... المدفونة كلماتها بين نبضات الورق...
.
.
.
(((((((((((((((الفصل الأول)))))))))))))

~~**الذكرى الأولى..**~~


جونو...

عندما ترتعش الأقلام
تتضور أمعاء الكلمات
جوعا في الكتابة
لم نجد سوى أحلام
وبقايا أمنيات
تعانق الحزن بغرابة
..
الأفق تطارده الغيوم
في فضاء طلق
يهرب بعيدا ..ثم بعيدا
في نفس الفلك يحوم
يصاحبه القلق
إذا لا مفر من الغيوم
إن أمطرت الغرق
فألطف بنا يا حي يا قيوم
بعدلك الحق ..
..
لم تكن تنبؤات أو تكهنات
وإنما آيات فاقت على المعجزات
لم تكن السواحل
بالزئير تهذي
وإنما حقيقة مدهشة
أتتنا من المحيط الهندي
أتتنا على هيئة نار باردة
لتلتهم حضارة بالمجد شاردة ..
..
عراك في بحر العرب
وخطر .. إلينا يقترب
إعصار وبرق ورعد
وطوفان يغرق (رأس الحد)
يرشح الدمار والرعب
..
في صخب الموج بقايا أمنيات
حرب مع الطبيعة وتوسلات
أغرقت (مسقط وقريات)
فلم رعب
في قلوبنا يدّب
لم يكن أبطاله ستالوني وتوم كروز
وإنما جونو والطبيعة ولغز
ظهر بعيدا عن الخيال
وعانق الواقع والحقيقة في الحال
..
مسقط الغارقة تحت الطوفان
كلنا في دهشة و حيرة
عندما إلتهمك الإعصار
وضل ينحت في شواطئك
الجميلة بحقد وغيرة
وشرّد أهل الدار
أتتك العاصفة على حين غرّة
على هيئة وحش غدّار
سحق معالمك الغفيرة
واغتصب حسنك البار
آه منك أيها الغضب القادم من الشرق
الساكن في بطن البحار
أتيت بالخوف والدمار
..
الحضارة مسقط
ومسقط الحضارة ..
عزاء لجمالك .. لعنفوانك
وعلى دمار في مجدك هبط
انه الماء
أتت به الريح
وغضب السماء
الماء الذي من دونه لا حياة
والماء بسببه يفتك بالحياة
غضب السماء
أتى بقسوة مظلمة
بيوت محطمة
والأخرى مبهمة
تحت المياه غارقة ومهشّمة
أشجار سحقها الإعصار
ومركبات التهمتها الأخطار
جثث ابتلعها
الطين والرمل ..
الطريق موحشة من (مسقط إلى العامرات)
أطفال يبحثون عن زجاجة ماء وبضع تمرات
تائهون بين الأنقاض والمغارات
مقبرة ممتدة وحزن يرافقهم
في الشوارع المكسرة ينافقهم
منظر كالخيال ..
مشاهد و ذهول وسيارات
تسبح في صخب البرك
كأنها حيتان تئن للزواج
الجميع في دهشة
عطش وجوع وتعري
وحنين طائرات
وطن تائه في مغبة الضياع
فوضى وابتهالات
آذان يكبرّ ودعاء
يرتجي رحمة السماء
البيوت غارقة
والمدارس مكتظة
بحزن عظيم وبأس اليم
من الماء ..في الماء
..
هذا .. ما تركه جونو ورحل
ترك وراءه الأسى والدمار
وغادر بتكبر وافتخار
..
غدا ستعود مناطق عمان المتضررة
تلبس حلة العمران بمفخرة
ستعود مثلما كانت شامخة حرة
متزينة بالحلي كالجوهرة
..
شهامة من الشرطة والجنود
والمواطنين جهدهم مشهود
كلهم في عمليات الإنقاذ مشاركين
وبأرواحهم مخاطرين
لتقديم المساعدات بلا حدود
هم أهل عمان
شجاعة وجود
من أصل الشهامة والصمود
في المخاطر وللمواقف أصحاب رسالة
يمشون على نهج قائدهم
ذوي بسالة
كرم وجراءة وقلب ودود
هنيئا لكِ بهم يا عمان
فلن يهزّكِ الطوفان ..
ستظلين دوما محفوفة بالأمان
و برعاية الرحمن
..

(((للأمانة منقول....لابوالحسام - 9/6/2007م)))

.
.

((يتبع))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:24 am

(((((((((((((((الفصل السابع)))))))))))))))


~~** ألحدتكي بيني وبين أطواق الياسمين...**~~



الخميس...
25-10-2007...

كان آخر موقف لي مع وليد ذيك الليلة إلي هربت فيها وتركته بمكانه وما قد شفته لحد هاليوم... يوم زفتي... تخبيت فبيت عمي أتحاشى وليد... أجتمع مع أفكاري وأرثي لها... وأبد ما فكرت بتعابير التوجع إلي أرتسمت على وليد... أعتبرتها ولاشيء بالنسبة لي... إذا هو جمد قلبه فأنا قلبي تجمد ألف مرة...
ولأني بحكم الضعيف وافقت على كل شيء... المهر... أو فلوس وليد إلي إشترى فيها نفس ضايعة... وهالمهر وصل مع هدى بعد 3 أيام من موقفي مع وليد...ما رفضت بعدها لما قالت لي هدى إنها وعمي بياخذوني للسوق وأشتري كل شيء تحتاج له العروس... ضحكت ضحكة جوفاء لهالشكليات الغريبة... هو ما فرقت إذا أنا رحت بفستان عرس أو بخيشه... ترى كله عند وليد واحد...

تنهدت وأنا أبعد عن الشباك ...و أتسحب للحمام (تكرمون)...توضيت وصليت الظهر ورجعت رميت نفسي بالسرير... أتذكر محاولات هدى لتعرف شو يصير بيني وبين وليد حتى نتشاد بالإهانات والسخرية... لكن أنا صديتها... هذي معركة بتكون بيني وبين إلي ما يتسمى وما لأحد دخل فيها...
كلمة قالتها لي هدى رسخت فبالي ((مو كل يوم تعرسين)) ... لذا سلمت نفسي لهدى ووافقتها على كل شيء... بداية من المهر لحد فستان العرس الأبيض... وقفت ورحت للدولاب إلي علقت فيه الفستان... القماش من الحرير الخالص والدانتيل ...والشيفون الأبيض الرقيق يغطي الظهر والجزء العلوي من الصدر ويمسك بحمالات رقيقة... كان بذيل صغير وورود بيضاء مذهلة... الطرحة كانت متصلة بتاج من الإكسسوار... والنعل كان بكعب عالي أبيض بشرائط تمسك بالساق...
كان قمة فالجمال وأعجبت فيه... حبيت جرأته لأنه يعكس نفسيتي بهالأيام... العناد... التمرد... الجرأة والشجاعة... هي إلي تحكمني مع وليد... يمكن بحس بحرج قدام وليد...بس أنا خلاااااص صرت ما أهتم... بعيش حياتي لنفسي ولرضى ربي... أما هالإنسان فقررت بطريقة وحدة بس راح أقدر أنتقم منه بخطة رسمتها...

* * * * *

الساعة... 10 بالضبط...

إبتسمت لـ (نور) إلي عملت لي المكياج وصففت لي شعري بطريقة ملكية... وبعدها ثبتت لي التاج ونثرت ورد أبيض على شعري الأسود... كان الفستان مناسب للمكياج ولكل شيء... طبعاً كملتها بالجزمة والذهب الأبيض... الأقراط والقلادة والأسورة...
قالت لي (نور): والله طالعة أمر...أمر بسم الله عليك...
كتبت لها بفرحة: شغلك الحلو... ذوقك قمة فالرقة...
قالت: لك تكرم عينك... عيونك الحلوة...
وقتها سمعنا دق عالباب... دخلت هدى بعدها وهي حاملة مسكة الورد والمبخرة... فاجأتني لما صرخت وجات تركض لي... وهي ترفع فستانها العنابي...
هدى وهي تبخرني: ما شاء الله... قمر 14 ... بسم الله عليك...
وضحكت وعيونها تلمع: تدرين شو تشبهين؟؟ والله مو مبالغة إذا قلت إني أقدر أوصفك بحورية...أميرة من أميرات الخيال...رسمة فنية رسمها فنان وأبدع برسمها... نسخ بلوحته جمال وصفه جنوني... كان مختبي وفجأ وبشوي أهتمام ظهر وبان وأشرق...
أرتعشت يدي لهالوصف... لا...لا... لايا هدى... إذا تبين توصفيني فأنا... أقرب لوصف عذراء... جُهزت... زُينت....عُطرت وبُخرت... لكن للأسف ما راح تقدم قربان لوحش أو آلهه... إلا قربان لوليد... وهذا مقابل الحماية إلي أرادها أبوي لي...
وأيقضني صوت هدى من شرودي وهي تقرا المعوذات... ابتسمت لها أنفض الأفكار الغريبة براسي... بعدها أخذت مسكت الورد إلي كانت هم بعد ناصعة البياض...
قالت لي بلهفة: الخنساء حبيتي... الضيوف واصلين من زمان... والزفة راح تبدأ...
تنفست بقوة من الربكة... سبحان الله... أحس بفقدي لأمي... كل عروس بيوم عرسها تتمنى أمها بجنبها... تبكي لطفولتها ومراهقتها ولشبابها...وتسلمها بكل فخر لعريسها وتوصيه عليها... وأنا؟!... هزيت كتوفي بألم... أمي ماتدري عني إذا أنا حية او ميته... فكيف بيوم عرسي؟؟ أنا طلبت من هدى توصل لعمي خالد إني ما بنزف إلا بشرطين... وهو إني بنزف بدون أغاني بدون فرقة وبدون قاعات... والزفة تكون عائلية والأصدقاء القريبين من هدى والجدة مريم... وحاولت هدى تقنعني لكني رفضت بصورة قاطعة... وما كان لعمي إلا يوافق لأنه لاحظ إني مازلت متأثرة بموت أبوي...
هدى: ياللااا... لما تسمعي الموسيقى أمشي مثل ما علمتك... خلك هادية ولا تتوتري... وأقرأي المعوذات إلحين...
ابتسمت لها وأنا أبوسها... كانت نعم الرفيقة لي... إذا رحت لبيت وليد ما راح ألاقي أحد يفهمني مثل هدى...
.
.
سمعت صوت الموسيقى... وبديت أتحرك للسلالم بهدوء... رفضت أنزف على أغنية ووافقت على موسيقى هاديئة رومانسية... كانت عيني تناظر درجات السلالم ... وبعد فترة رفعت عيني وناظرت هدى وهي تمسح دمعة من عينها... والجدة مريم وهي تناظرني وتناظر الناس ولسانها يتحرك بالمعوذات... أذكر إنها وصتني للخمسين مرة إني ما أنسى أقرا المعوذات على نفسي عن الحسد... وبعدها ناظرت عمتي وبناتها...
غريبة وطت عمتي رجولها بيت عمي وهي إلي طلعت منه متحلفة ومتوعدة بعمامي... وهذا قبل يومين بس... جات وتعذرت مني... أمممم نقدر نسميه إعتذار... لكن مع درزينة غرور.. مدري ليش حضرت زفتي؟؟ هو لتتشمت فيني أو لأنها تبي تقيم هالزفة إلي كانت بسيطة أو لأن لها غرض ثاني... ورجحت السبب الثالث وهذا من بريق عيونها إلي كانت قاسية وواعدة ... أما عيون بنتها نشوى فكانت ذبلانه ومتحسرة... بغيت أقول لها والله لو بيدي لكنت تخليت عن هالوليد لك... بعدها ركزت على الكوشة إلي كانت بتصميم من الزجاج والمرايه والقماس الأبيض المخرم بتشاكيل مبدعة والورد الأبيض... وجلست بعد ما خلصت الموسيقى على الكرسي وهدى تساعدني... يمكن عدد المدعوين ما يتجاوز الثلاثين بس حسيت إن المكان مليان...

سلموا علي وباركوا لي الحريم وأنا أبتسم بكل فرحة وأهز راسي... بقت عمتي إلي ما زالت فمكانها هي وبناتها رافضين يسلموا علي... هزيت كتوفي بدون إهتمام... ما ينقص مني أويزيد أي شيء إذا ما سلموا علي... بعد ساعة تقريباً جاتني هدى تقول بيدخل وليد... وطبعاً بيكون معاه عمامي... صح التوتر والخجل ويمكن اللذة فالهروب تملكتني... حتى إني حسيت برجولي ترتعش وأنا أوقف... إلا إني وقفت بهدوء بعد دقايق وأنا أسمع صوت الموسيقى تبدا بالزفة...

غشت عيوني بركة دموع... وصرت أرفرف بها علشان أناظر للبوابة إلي إنفتحت ودخل منها فالبداية علاء وعماد وطارق... وهذا إلي شجعني ورفعت راسي ... وبعده وليد إلي لبس الدشداشة البيضاء وتمصيرة باللون الأزرق ووشاح مماثل له لف حوالين الخنجر... وما كان يلبس البشت... بإختصار كان قمة فالوسامة والهيبة... عيونه بها بريق غريب وهي تناظر الكوشة... وطبعا ورا وليد عمامي إلي إبتسامتهم بينت كثر فرحتهم... والغريب... الغريب بكل هذا إن وليد كان شايل أختي ليلى بين يديه... عضيت على شفايفي تحت الطرحة وأنا أحس بأستسلامي وخذلان شجاعتي... أبد ماتوقعت وليد يحن ويشيل ليلى بين يديه ويكونوا أخواني حاضرين بزفتي... أبد ماتوقعت هالحنان وهاللفته من وليد...

ولما قربوا حسيت بنظرة وليد إلي تحمل وصفين... نظرة تحدي ونظرة تردد... ونزل ليلى عالأرض وأخذ السيف المطرز بالفضة من يدين عمي سيف...
وقف مقابل لي... وطلبت منه هدى ينزل الطرحة...
شعور غريب أنتابني وأنا أحس بيده القاسية تمتد لطرحتي وتنزلها...
شعور غريب أنتابني وأنا احس بنظرته مشتته والدنيا صارت خرسا...
شعور غريب أنتابني وأنا أحس بعيون وليد العميقة إلي تمعنت بملامحي وهو تيبس وجمد بمكانه...
دريت إني أبهرته... كنت متأكده... متأكده إني بدهشه أو عالأقل ألفت نظره... والله مو غرور إلا ثقة إني بقدر أوصل له رسالتي...
وبهاللحظة مرت مواقفي مع وليد مثل الشريط قدام عيويني... وتذكرت... تذكرت خطتي... رفعت ذقني مو غرور إلا شجاعة... أناظر إلانسان إلي حطم كرامتي بطريقته الوحشية... أناظره والبسمة ترتسم على شفاتي بكل خجل العذارى... أناظره والتحدي لمع بعيوني...أناظره وتركيزي عليه أحاول أسبر أغوار تفكيره ...لرأيه بالبياض إلي إتخذت منه سبب فزفتي... للبياض الناصع إلي أعبر له إني شريفة النفس...عفيفة... بريئة الطبع... مشبوبة بالعواطف... مسجونة للألم والضياع... مأسورة للوحدة... ومشحونة بالشجاعة والقوة والعناد...

ابتسمت بكل جرأة وأنا أأشر له بعد ما وقف وقفة طويلة: ما في مبروك؟؟
ناظرني بتردد وبعدها بقسوة ضعيفة ... وإحساسه إني مو طبيعية وإنه شاك بحركاتي بينت على وجهه... وما كان له إلا يتحرك بطواعية ويلثم خدودي...
ويهمس بكل بجفاف: مــبروك...
ابتسمت وتجاهلته بعد ماتركني وبست أخواني وأنا مغتبطة لوجودهم فزفتي... وعمامي إلي حنو علي كثير... حضنوني وهمسوا لي بدعواتهم وأمنياتهم بالسعادة... لسبب واحد إني وحيدة... يتيمة الأب ومحرومة من الأم... جلست قرب وليد ببرود والإبتسامة شاقة الحلق... والتجاهل مابينا كان له النصيب الكبير...

* * * * *

الجمعة...
26-10-2007...
الساعة 1 ونص...

رميت جزمتي (تكرمون) عند عتبة الجناح ... ومشيت حافية ورجولي تلامس نعومة السجاد العجمي... ناظرت لصالة الجناح كانت عربية شرقية الطبع... وبعدها دخلت للمطبخ إلي كان كبير نسبياً ومجهز بكل شيء... بعدها رحت لغرفة النوم إلي كانت مثل غرف القرن القديم ... واسعة وطبعها شرقي وسجادها عجمي لونه أزرق...والسرير كان كبير وفيه أعمدة ومنسدل عليه ستارة من قماش رقيق مخرم باللون الأزق... ومفروش بفرش من المخمل الأزرق والحليبي (البيج) ومطرز بطريقة عجيبة... أما الستاير فكانت من المخمل الأزرق والحليبي مشابهة للسرير... كانت الغرفة الزرقاء قمة فالأناقة والجمال... والثريا بوسط السقف عملاقة ...
كانت الغرفة متصلة ببلكونة تطل على الحوش الخلفي والمسبح إلي كان مصمم على شكل دمعة... تركت الشرفة ورجعت أناظر الغرفة وبعدها لاحظت بابين واحد منهم كانت لغرفة تبديل واسعة بدولابها العملاق... والثاني لحمام وسيع (تكرمون)... وهالمرة بلون سماوي وبيجي... ومجهز بكل إكسسواراته...
طلعت للغرفة المقابلة وكانت مقفلة... توجهت أنظاري لغرفة جنبها كانت هم بعد غرفة نوم شبيه بالغرفة الرئيسية إلا إن هذي أصغر وسريرها لفرد واحد وألوانها بتدرجات الأحمر... وعلى الطرف الثاني كان فيه باب رابع... فتحته شوي وعرفت إن هالغرفة مكتب وليد... ورجعت للمطبخ أفتح الدواليب وأغلقها... أكتشف إلي فيها وأتسائل عن الأشياء الغريبة علي إلي أبهرتني... بعدها طلعت للصالة أناظر التلفزيون الكبير وأنا أتعجب من كبره لما إنفتح الباب ودخل وليد...

ناظرته بدون مبالاة... بعد الزفة طلعنا للتصوير... وكل ما كانت المصورة تطلب منا وضعيات جريئة أبتسم فوجهه وأنفذ... أما هو فكان متوتر حييل... ولما خلصنا جينا عالبيت بسيارتين... عمي خالد يسوق ووليد جنبه وكنت أنا معهم... وسيارة عمي سيف وهدى والجدة مريم... ظلوا عمامي والجدة تحت... أما أنا ووليد وهدى فطلعنا للجناح إلي أخذ معظم مساحة الطابق الثالث... تركتني هدى فالصالة وهي توصيني وبعدها نزلت هي ووليد لتحت...

مديت يدي الثنتين وشلت التاج وسحبت الطرحة... وبعدها نزلت شعري وبسبب طريقة تصفيفه إنسدل على كتوفي وهو ملفوف... رفعت ذقني ومشيت لوليد إلي كان واقف متسمر فمكانه... يناظر كل حركة بتعابير جامدة... وصلت له ووقفت مقابل له... لأني كنت أقصر منه فوقفت على أطراف أصابعي... إبتسمت بجرأة وحرارة... ولثمت خده القاسي...
إنت يا وليد جرحت المشاعر وأدميتها... وأنا ما عاد فيني شعور طيب إتجاهك... الكره هو إلي يسري فشراييني...وأنا أدري إني ألعب بالنار... لكن أنا قد هالعبة يا وليد... قدها حتى آخر رمق بحياتي... إن ماخليتك تطلع عن برودك هذا... إن ماخليتك تنغاظ ... وإن ما خليتك تتوتر وترتبك لوجودي... ما أكون أنا الخنساء...
حسيت بيده قاسية على خصري... وبدون مقدمات دفعني بشراسة... إرتميت على الأرض وشعري يغطي وجهي بجنون... ورجعت له ملامح القسوة والجمود... وكان معها التوتر والإحساس بالإستغلال يتصارع على وجه...
همس بكل شراسة: فسري لي حركاتك هذي...
رجعت شعري ورفعت ذقني وأشرت له: أي حركات؟؟ إنت ناسي إني زوجتك...؟!
ابتسمت بقسوة وأنا أعيد كلماته بإشارات بطيئة: للأسف أنا زوجة عابثة ولعوبة... الحياء تخلى عني لأخلاقي الوسخة... ولكوني شيء مستعمل... إرضى يا وليد بهذا الواقع...
حسيت بعد هالمعاني إني مهزوزة الحيل... مدمومة القلب... وهو بكل حنق مشى لي... وجلس على ركبته يسحب شعري ويشده... رفع راسي بقسوة وحطيت عيني بعينه بشجاعة...
صاح بحنق وغضب: وإنت يشرفك... يشرفك هذا الشيء؟؟ يشرفك بكل نفس باردة...؟!
شفت إرتجافة شفته شيء غريب... وإرتعاشة جسمه أغرب... إلا إني تجاهلته... وسحبت يدي بعنف...
وأشرت له: صدقني... عافاني الشرف... وأنا راضية بهذا الترتيب... فرضى بهالشيء وتعايش معاه... تعايش معاه يا وليد...
أرتفع الدم بوجهه من الكبت والقهر... وبان التقزز والإشمئزاز على ملامحه... وما قدر يتماسك فغرس بأظافره على زندي وعيونه نار تشتعل... حسيت إن يدي تخدرت بسبب الألم الحاد... لكن أبيت أبين له مقدار ألمي... وبكل برود ناظرته... وهنا إنفجرت عصبيته... صفعني بكل قوته وأنا ألف وجهي أتحاشاه... صرخت بخفوت لما حسيت بألم كبير بأذني وبلزوجة الدم تسيل عليها... وبعدها طاحت الحلق (القرط) بالأرض... غمضت عيوني بألم...
صاح والكبرياء صرخت معاه وهو يرتعش: وأنا ...أنا مسحيل أتعايش مع هذا الشيء... مستحيل... مستحيل... إنتي... إنتي ...
إنتظرت بلهفة كلمة "طالق" منه... إنتظرتها وقلبي يرتعش... لكن وبكل قهر سكت ونفض يده مني...
قال بقسوة وجمود: لو مو معاهد عمي إني ما أنطق بهالكلمة لكنت... رميتك بأول الطريق...
ولف طالع خارج الجناح... حطيت راسي على السجادة وأنا أرتعش... أرتعش من الخوف إلي مستحيل أتجاهله وأنا بين يدين وليد... رغم إني حاولت أكون بمنظر الشجاعة...

* * * * *

3 ونص الفجر..
سمعت صوت باب الجناح ينفتح... وبعدها صوت خطوات تقرب... وأختفت بكل بساطة... لملمت بقايا نفسي قبل ساعتين ومثل ما توقعت ثقب أذني إنشرخ والدم مارضى يوقف... رحت المطبخ وحطيت بُنْ (قهوة) وتوقف بعد 10 دقايق... وتسحبت للغرفة الحمرا وقفلتها بالمفتاح مرتين ...ونزلت الفستان وشلت المكياج وخذيت دوش سريع...ودخلت تحت الفراش أحاول أنام وأنسى إلي صار...
ولما حاولت أنام وما قدرت قمت وفتحت شنطي إلي تأكدت منها قبل لا أدخل الغرفة... وفتحتها وأخذت المصحف... قريت نص جزء لحد ما أذن وأقيمت الصلاة... كبرت وصليت ولما تسحبت للفراش... كنت من التعب إني نمت مع أول غمضت عين...

قمت على الساعة 9...قفزت من السرير وأخذت لي دوش... جدتي مريم قالت إن الضيوف عادتهم يجون على هالوقت والعصر... خذيت لبسة الصباحية... كان لبس عماني مطور... لونه عنابي وبيجي... وتطريزه قمة فالإبداع... جلست أناظر الجرح فأذني... المشكلة إني ما بقدر ألبس الذهب عليه... لذا لبست القلادة والأساور الثقيلة الذهبية إلي إشتريتها مع هدى... صففت شعري وربطته وأخذت خصلة كبيرة فغطيت بها أذني اليمنى المصابة...وحطيت المكياج بكل حذر وخطوة خطوة مثل ما علمتني هدى... ولبست شيلة الثوب وتعطرت من العطور الكثير إلي ملت ربع الشنطة...
وبعد ما تأكدت إني جهزت بصورة كاملة طلعت من الغرفة... كان الجناح هادي فطلعت وأنا متأكدة إن وليد مو فيه... نزلت من السلالم وتجاهلت المصعد إلي إستخدمناه أمس... مشيت بكل حذر وخاصة إن الكعب عالي وأنا مو متعودة عليه... نزلت وحصلت هدى فالصالة تبخر البيت... إبتسمت لما شافتني...
وقالت بفرحة: صباحية مباركة يا عرووس... ما شاء الله عليك يالخنساء... الألوان مرة حلوة عليك...
أشرت لها: الله يبارك فيك... مشكوورة... متى وصلتي؟؟
قالت وأنا أتبعها لطاولة الطعام: تعالي كلي فطورك... وصلت قبل نص ساعة... كنت بطلع لك بس شفت وليد نازل قلت أكيد قمتي...
تجاهلت كلامها وأشرت: وين جدتي؟؟
قالت وهي تجلس مقابل لي: بالمجلس... ثلاث حريم من أهلها وصلوا قبل عشر دقايق... بس خلنا منهم بتدخلي بعد شوي... كيف ولد أختي معاك؟!
أحمرت خدودي مو خجل إلا من ذكرى حرارة الموقف وأشرت: الحمد لله... أريد أسلم على جدتي...
ناظرتني بنص عين وهي تدري إني أتهرب من اسئلتها... وبعدها تنهدت وقالت: ياللااا...

وبكذا مر اليوم... حريم داخلة وحريم طالعة... تغديت على الساعة 3 وطلعت لغرفتي بعدها... وبعد صلاة العصر أخذت فستان من قماش زاهي أخضر وشك بديع... عبارة عن قميص بنص كم وتنورة لتحت الركبة بشوي (برمودا)... لبست بوت (تكرموا) وحزام أخضر باللون الأبيض... وأسدلت شعري ولفيته لجانب أذني المصابة... وما لبست غير سوارة رقيقة وقلادة مثلها... والمكياج كان بسيط وناعم ما حبيت أكثر فيه... ناظرت فالمراية وكانت النتيجة حلوة... عمتي وبنتها بيحضروا لقهوة العصر مع حريم أهلنا...ولازم أكون مستعدة لها.. نزلت بهدوء من السلالم...وأنا أسمع أصوات الضيوف يجيني من الصالة... ما قد شفت وليد اليوم...تخيلوا عروس ما شافها زوجها بصباحيتها؟؟ عادي هذي أنا... أصلا ما أدري فيه وين راح... جاتني هدى وعيونها تلمع بفخر... إبتسمت وهي تسحبني تهمس...
قالت: الحمد لله خلصتي... سلمى جالسة وتحش فيك... بس حلو لما أخترتي هاللبسة راح تصيبها فالقلب ... خلك قـــ...
قاطعتها وأنا أعض شفتي بوعيد وأأشر: لا توصي... خلك إنتي معي وبتشوفين...
ناظرتني محتارة وبعدها ضحكت وقالت يالله خلنا نروح... مشيت بكل عزة للصالة...سلمت عالحريم وسلمت على عمتي بنفس طيبة وهي وشوي تتقزز مني... وسلمت على بنتها نشوى إلي ماشاء الله كانت مسكته باللبس والمكياج الثقيل... غريبة هالإنسانة أحسها ذبلااانة... لكن أكيد تكون ذبلانة وأمها عمتي السمكة المفترسة...
قالت الجدة مريم وهي تعقد حواجبها لما شافتني: إلحين يا بنتي ما كان لك أحسن لابسه الثوب العماني... وش زينه عليك الصباح...
إنحرجت وإبتسمت وأنا أشر لهدى تتترجم إلي أأشر به: والله يا يمه هذا تغير... عييل وشو فايدة الملابس الكثيرة إلي إشتريتها...؟؟
قالت العمة سلمى بنغزة: قولي هذي فرحة من النعمة إلي نزلت عليك من السماء...
إبتسمت لها وأنا أأشر وأغيظها: إلا النعمة إني زوجة وليد... العقيد... الشجاع...الشرس المقدام...
ضحكت الجدة بفرحة وهي تقول: الحمد لله يا بنتي... الحمد لله... أهم شيء أنتي مرتاحة...
إسود وجه عمتي لما إنقلب الموضوع بشكل ثاني... وحاولت مرة...
تقول لي بغرور: كيف شفتي الحياة فهذا البيت؟؟ قصدي القصر..؟! طبعاً لأنك جاية من البلد فكل شيء غير عليك...
ضحكت بخفوت وأشرت: صح فيه أشياء غريبة... بس...
قالت عمتي بغرور كبير تقاطعني بصوت عالي: هذا تخلف... وجهل...سبحان الله الناس إلي يجوا من البلد مثل الجهلة إلي يحسبوا مسقط لندن...
وضحكت أكثر بنشوة من موقف عمتي إلي تحاول تبين للحريم إني متخلفة بجانب إني خرسا...
أشرت لها وأنا أبتسم بكبرياء: هذا مو جهل يا عمتي... لأن هالأشياء ما تعتبر لها قيمة عندهم مثلها مثل إن أهل المدن يحسبوا الفلج بحر...
ولما ترجمت هدى لهم ضحكوا الحريم بشراهة... كأنهم يهنوني على ردي هذا...
وعلقت الجدة مريم: تو الفلج صار بحر؟؟ ...الله يخلف علينا بس... ترا الناس تخلفت ... (قصدها تمدنت)...
قمت بحب وأنا أبوس راسها... هذي الإنسانة أحبها... وتعجبني سوالفها...
قامت عمتي من الغيظ : المهم ما علينا... الخنساء وين الحلوى والمباخر؟؟
أشرت لها تروح للمطبخ...
وقالت متقصدة كل كلمة تقولها: شو تخربط هذي؟؟ أنا ما أفهم عليك... تكلمي مثل الناس يا بنت...
مرت لحظة صمت عالمجلس وأنا حسيت بخجل كبير... وحاولت هدى وحتى جدتي تتكلم...
لكن عمتي ما أعطتهم فرصة وكملت تجرح ما درت إن الجرح مندمي من زمان: تصدقي... إلحين العلم تطور... الطب تطووور إذا ما تفهمي... بس تدري ما أعتقد هالخرس إلي فيك بيروح عنك... الحمدلله إلي عافانا مما بلاهم به... اللهم لا شماته...
قالت جدتي بعصبية: سللللمى...
أشرت لهدى وجدتي حتى ما يكملوا...وقفت ومسحت على شعري... عديت للعشرة أكبح القهر إلي فيني... ثلاثة... خمسة... تسعة... عشرة...
ابتسمت بشر متصنع وضحكت وأنا أأشر: لا تخافي عمتي صح هالخرس لازق فيني بس ماراح أدعي عليك...
أسود وجهها بسرعة لما كانت هدى تترجم لها وهي فرحانة...
وقمت من المجلس وأنا أسمع أصوات الحريم يزيد... ودريت وقتها إني ضربت قلب عمتي بالصميم وفشلتها قدام الحريم... وأكيد بتردها لي... مو مشكلة تحاول تردها وأنا لها... كرهت أرجع للحريم مرة ثانية فتخبيت بالمطبخ لحد ماجات هدى وضحكت حتى قالت بس...
قالت وهي تمسح دموعها: أخخخ يالخنساء... والله إنك عن عشر حريم...
ضحكت محرجة وأشرت بشرود: تدرين؟! الخنساء الضعيفة راحت... وجات من بدلها هذي إلي واقفة قدامك... الخنساء الجريئة المتمردة...
وكملت هدى ضحكها وبعدها سكتت لفترة...
ورجعت تقول: الخنساء...؟! صحيح أنا لاحظت هالتغيير لما...
وقفت شوي ورجعت تقول بجد: لما لقيتك بالغرفة الزجاجية... الخنساء!! هذي المرة بسأل مو بنظرات محتارة... إنتي مو موافقة على زواجك من وليد؟؟
وقفت بضيق... هذي هدى تكلمت... كنت لأيام أتهرب منها... تنهدت ورجعت أناظرها من جديد...
وأشرت: شو فايدة كلامي يا هدى؟؟ خلاااص ضرب الفاس بالراس من يوم أبوي زوجني بوليد بدون رضاي...
فتحت هدى فمها تبي تتكلم... تستفسر... أدري إن أهلي وكل الناس على بالهم إني تزوجت برضاي... إلا أنا وهالوليد وأبوي رحمة الله عليه...
وقاطعتها لما ضحكت بحزن ورجعت شعري لورا وأشرت: ناظري يا هدى... هذي هي عمايل وليد... اليوم ضربني وبكرة بيدفني...
شهقت بالأول وعيونها تفتحها على وسعها... وبعدها شفت إرتعاشة فمها وعينها على أذني...
قالت تتجرع ريقها: كذا... كذا وصلت بوليد...
وكملت ضحكي بألم ورجعت أقولها: وأكثر... هذا شوي عليه...
قالت هدى بخفوت: بتكلم... بتكلم معاه... أو لا... بتكلم مع سيف... هو...
أشرت لها بالرفض بكل سرعة وأنا أمسك يدها...
أشرت: لا يا هدى...لا أرجوك ... أنا ما أريد حرب ثانية تصير بالعايلة... وبعدين هذا الشيء بيني وبين وليد... هذي حرب بيني وبينه...
قالت هدى وهي تعبس: الخنساء... الزواج مو حرب وصراع وكلام جارح وإهانات... الزواج حب وتفاهم وعطاء وإحترام...
مسحت على يدي وناظرتها مباشرة وأنا أأشر: وهالشيء منعدم بيني وبين وليد... والسبب كله إعتقاداته وكبرياءه التافهين...
وحاولت تتكلم أكثر لكني قاطعتها: أرجوك هدى... خلينا نغير هالموضوع...
وبديت أسأل: منو بيتعشى عندنا هالليلة؟؟
قالت وهي باين عليها إنها مو مقتنعة وقفتنا بنص الكلام: ماغير عمتك وبنتها...

* * * * *
.
.
((يتبع))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
! À ß !
عضو ملكي
عضو ملكي
! À ß !


ٱلبّـلـدُ : المغرب
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 6163
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 19/08/2013

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:26 am

رواية رااائعة بل في قمة الروؤعة

يسلموؤز ع الرواية و ع الطرح الراقي و الرائع

تحياتي


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 <a href=رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 583998399" />

و تبقي القطط افضل من بعض البشر



رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 <a href=رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 775252264" />



رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 2282808621 رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 2282808621 رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 2282808621 رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 2282808621
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:34 am

الساعة 8 بالليل...

نزلت السلالم وأنا أسمع صوت عمتي يوصل لي... وقفت أصلح لبسي وشعري... ورفعت راسي بشموخ ومشيت للصالة... لحظة صمت مرت وأنا أقرب منهم... صوت نعلي هو الصوت الوحيد إلي ينسمع بالمكان... ابتسمت بكل جرأة وطاحت عيني على وليد إلي جلس بكل هيبة على الكنبة... وعيونه علي يناظرني من فوق لتحت... تجاهلته وسلمت على أعمامي بكل حب وفرحة... ومشيت بقصد لحد ما وصلت الكنبة إلي جالس عليها وليد... كانت كنبة لإثنين وجلست قربه...رغم إحساسي بالحرارة إني جالسة قرب وليدإلا إني بكل برود ابتسمت...

سألني عمي خالد: أخبار عروستنا؟؟
أشرت بخجل مصطنع: الحمدلله عمي...
قالت عمتي من بين أسنانها: وكيف ما تكون هالعفريتة بخير...؟!
إنقلب وجه عمي سيف اسود وهو يناظرها... قال بصوت عالي: سلللمى... رجعنا؟!
سكتت عمتي وهي تتأفف... : أووووووف...
ناظرت عمي بحب وأشرت له بدلال مقصود: عمي الله يخليك لي يا رب ذخر وسند... بكرة بعد ماتجيب التوائم من المدرسة جيبهم لي طوال...
قال عمي بابتسامة: إن شاء الله... وإحنا كم خنساء عندنا؟؟!
ضحكت بخجل حقيقي هالمرة وأشرت بدلع: ما عندكم غير الخنساء وحدة... الله يسعدك يا رب يا عمي... ويطول بعمرك أنت وعمي خالد يا رب...
وحسيت بحركة وليد بقربي... عضيت على شفايفي أكبح إبتسامتي وناظرت عمتي إلي كانت مقهورة مررررة...
ومن بين السوالف قفزت عمتي تقول لوليدبكل إهتمام وتدليل: يا وليد... كيف علشان موضوع نشوى؟! هذي هي خلصت الثانوية ودخلت كليتين وما توفقت وهذي الكلية الثالثة إلي سحبت فيها أوراقها... مايصير تسوي لنا واسطة؟!... ترى البنت متمملة بالبيت وتبي شغلة محترمة...
ناظرت نشوى وهي تسمع أمها وتهز راسها بكل خضوع وعينها متعلقة بوليد...
كملت عمتي: يعني أنت عندك واسطاتك ما شاء الله... سوي لنا واسطة من هنا وهناك... شو فايدة 12 سنة من كرف الدراسة؟!
قالت الجدة وهي عافسة حواجبها قبل لا يتكلم وليد: وشوله تبغي تشتغل ؟خلها بالبيت تنفعك أحسن...
سمعت صوت عمي سيف يقول ساخر: مو السالفة كذا يا خالة... السالفة هي شو الشغل إلي تبيه إن شاء الله؟؟
حاولت نشوى تتكلم لكن عمتي وقفتها... وقالت بفخر: شغل بشركة محترمة طبعاً... أو حتى دائرة حكومية راقية...
عض عمي سيف على شفايفه يحاول لا يضحك: أقول بلاا هالخرابيط... بما إن ما عندها غير شهادة ثانوية خلي تنفعها تكون مدرسة حضانة أو...
شهقت عمتي ذيك الشهقة ونشوى سوت مثلها... وما قدرت أتحمل وضحكت بدون خجل... شوطت عمتي... ودخنت... ووقفت بعصبية وهي تناظرني بحقد...
قالت وشفايفها ترتجف من القهر: وعلى شو تضحكين؟؟ وإلا من الهواء الطاير...؟! عالأقل بنتي عندها شهادة مو أنتي الجاهلة ... المتخلفة...
وقبل لا يسكتها إي أحد من الموجودين... شفت وليد يوقف...
قال بنبرة حادة وجامدة لعمتي: ما عندي أي واسطة لبنتك يا عمتي... والعلم والجهل ما ينقاسوا بالشهادة... إلا بالعقل والتفكير والعمل...
وقفت هدى وهي متشققة من الوناسة تصفق بيدها: يلاااااا... العشا جاهز... كفاية سوالف...
ناظرت وليد بطريق مختلفة وإحنا نمشي للسفرة... أحاول أشكره بأمتنان حقيقي لأنه وقف معي... إلا إنه ما أعطاني وجه...
وأشر لي ساخر: هذا مو لك... أبوي كان يناظرني وينتظر مني تعليق...
وناظرت عمي خالد إلي كان هادي لكنه يهامس عمتي... شكله يعاتبها على نغزاتها الواضحة... ورجعت أناظر وليد بقهر... وجيت جالسة جنب كرسيه بكل قصد... وبديت متحمسة أسولف مع هدى والجدة...وبنذالة كبيرة أتدلع وأحث وليد يآكل... وأقدم الأكل وأصب العصبير له... بإختصار... بإختصار... أمثل دور الزوجة المحبة المهتمة... ووليد جامد ما يسولف غير قليل إلا مع أبوه وعمه ونفسه تتوق ليصرخ علي من ملامحه المتضايقة... وصار إن من ربكة وليد ترك كوب العصير المليان على الحافة... وبدون قصد منه ضربه بكوعه وإنكب علي...
قفزت من الكرسي أشهق بأسف وأنا أحس بلزوجة العصير تلامس بشرتي... والقهر... القهر إنه كان عصير عنب... يعني الثوب صار في رحمة الله ...
وقفت هدى وهي تجري عالمطبخ تجيب منشفة...وعمامي يعلقوا ...أما عمتي فضحكت بتريقه لأنها سجلت نقطة علي... ناظرني وليد مبتسم بنذالة... كأن هالشيء فرحه ...
وقال بدون إهتمام وأول مرة يضحك معي أو بالأصح علي: لو ماكنتي صابة لي للمرة الثالثة ما كان الكوب مليان...
عضيت على شفاتي... عاجبنه الوضع مرة والعمة تضحك علي... أخذت المنشفة من هدى ومسحت العصير من الطاولة ... ولاحظت إن قميص وليد صابته بقعة...
أشرت له بإبتسامة: فيه بقعة على قميصك...
ناظرني وناظر قميصه... ولف لأكله مسفهني... تمااااام يا وليد ...طيييييييييب... يصير خير... وبأكبر نذالة مسكت بالمنشفة إلي تشبعت بالعصير وصرت أمسح على قميصه... وسحبت يدي حتى تنزلق المنشفة على ركبته بكل قصد...
قفز من مكانه ورمى الكرسي يطيح عالأرض وهو يصرخ: شو سويتي؟؟؟
أشرت له ببراءة: آآآآآسفة ما كان قصدي... كنت بس أنظف قميصك...
ضحكت هدى وهي تترجم الحرب الطفولية إلي كانت بينا... وأنفجر بالضحك عمي خالد وجدتي مريم ... وعمي سيف علق بدفاشة...
ومشيت له وبيدي مناديل أخذتها من الطاولة...
قال محتار: شو ناوية تسوين؟؟
أشرت: بنظفه لك...
قال متردد: لا... لا... بطلع أبدل... أنعدم القميص والبنطلون...
أشرت له وأنا أتصنع الإهتمام: مو مشكله هاتها بنقعها لك بالماي البارد... والله أعرف كيف ينقعوها...
همس بعصبية: لا... لا...
عضيت على شفايفي وتقدمت له وهو تراجع لوراه... حسيت وجه إنقلب أحمررر... والتوتر خلى جسمه يرتبك... مسكت ساعده وناظرت بقعة العصير على قميصه...
وبنذالة كبيرة هالمرة مسحت على البقعة وأنا أتصنع التفكير...
أشرت: تدري يا وليد... الظاهر هالبقعة ما راح تروح حتى لو نقعناها بالماي البارد...
حسيت برعشة سريعة عليه... وناظرني محتار ومرتبك... غريبة شو مقدار هالربكة إلي سوت بوليد كذا... وعلقت عيوني على عيونه وأنا كلي براءة...
قال بهمس... زين سمعته: بطلع أبدل...
سمعنا صوت كرسي تحرك بهالوقت... لفينا على عمتي إلي وجها صفر وحمر وزرق وأسود بالنهاية...
قالت بعصبية: تأخرنا ولازم نروح... يلااا نشوى...
ولما أطلعت عمتي لف وليد للسلالم وطلع... وكان الضحك مستمر وهدى تترجم لهم بكل حماس ولهفة وهي تزيد كلمة كلمتين على إلي صار... وحتى عمي سيف علق على عمتي إلي طلعت من هنا وبدون سلام...
أشرت لهم بابتسامة: بطلع أبدل...
قال عمي سيف وهو يحاول يوقف ضحكه: إحنا بنروح بعد نص ساعة لأن الأولاد بالبيت مع خالهم...
قال عمي خالد بابتسامة: شوي شوي على ولدي...
وسلمت عليهم ولما كنت أطلع سمعت جدتي تقول: هذي هي البنت السنعة إلي تشتغل لزوجها...
وتبعتني ضحكاتهم لحد الطابق الثاني...

* * * *

عضيت إبهامي بتوتر... وأنا أنزل جزمتي (تكرمون) قبل لا أدخل الجناح...مشيت بكل خفة حتى أوصل لغرفتي من دون صوت... وما حسيت إلا بإيد تمسكني وتثبتني عالجدار... كان وليد وهو مابدل لبسته أبد... شكله كان ينتظرني على جمر...
قال يصرخ يفرج عن كبته: شو يعني هالحركات السخيفة تحت؟؟!
عضيت على شفتي وابتسمت بكل براءة وأشرت: أي حركات؟!
وبطريقة مختلفة عن السحب والضرب وإطلاق الإهانات ... نقرت على كفه...
أشرت بحلاوة: ممكن يا أستاذ... عقيد وليد... تنزل يدك... أعني لو سمحت... ناظر هالثوب... جديد وأنعدم بالعصير... صرااحة عجبني كثير لما شفته بالمحل حتى إني لابسته بصباحيتي... أوه... صحيح... مو حلوه هاللبسة؟؟
سألته بلهفة وأنا أحط عيني بعينه... إرتعشت شفايفه... حلوووو... بكمل...
وأشرت مرة أسأله: حتى تصفيفة شعري خليتها على جنب... لاحظ... هذا علشان ثقب أذني إلي أنشرخ ما يبان...
وشلت (بنسة) من شعري وخليته يناظر الثقب...
وكملت بابتسامة: هااا ما قلت لي رايك بهالبسة؟!
ناظرني... بكل توتر... عيونه مره على أذني ومره على عيوني...
أشرت بصبر وإبتسامة حلوة: هااا... ما قلت لي شو رايك بلبستي؟؟
وجاني صوته هامس ومتوتر: صفوة الصفوة...
كلمة ورماها وابتسمت بكل إشراق... رغم إني أحس بخذلان برجولي وقلبي... إلا إني كملت تمثيليتي وناظرته بعيون وساع... وفمي يتسع بإبتسامة وعيوني تلمع بالنصر...
وكانت هذي الضربة القاضية إلي أفاقته من توتره وربكته...
عض على شفته ورجع يصرخ: لا تفرحي... وبعدين... بعدين حركات النذالة هذي ما تمشي علي... أنا مو طفل تلعبين عليه... فاهمك وعارف قصدك...
ابتسمت وأنا أسحب يدي منه... أشرت له بنكران وأنا أرفع حاجب: قلت لك أنا ما أقصد حاجة؟؟ شو قصدي يكون يعني..؟!
مد يده يرفع ذقني يجبرني أناظره... وهمس:أدري عن لعبتك التافه هذي... لكن إنتي سألتي نفسك إنك قدها هاللعبة أو لا؟؟؟
ضحكت وأنا ألعب بحاجبي وأشرت: أنا قدها... قدها ونص يا وليد... وإلا نسيت إني مره لعوبة... الحياء والشرف عافوا مني...
وأرتفع الدمع بعروقه... مسكني من شعري وصرخ: وهالشيء يشرفك؟!
هزيت راسي بعنف وعيوني تلمع... أشرت: أيوه يشرفني... يشرفني...
وما حسيت إلا بالصفعة من هالخد والخد الثاني... صرخت وضربت صدره بألم...
أشرت: أكرهك... أكرهك... أتركني... إنت ناسي إن الدم إلي يسريي فشراييني دم أمي؟!
ظنيته بيتركني ويطلع بعد ما يصفق بالباب لكن حساباتي أخطأت لما عدت كلماته... أخطأت لما حسبت إني بترديدي لكلامه راح ينفجر من العصبية ويطلقني... أخطأت وأخطأت...
مسكني يغرس يده على كتفي... وتنقلت لوجهي يغرسها ويطبع فيه الألم...
همس وأنفاسه تتلاحق: لا تجربيني يالخنساء... وإلا والله...
ما تركته يكمل... ومديت يدي للمرة الثانية وصفعته بكل قوة... أفرج وأسرح عن غضبي بأوامره وتوعداته إلي كرهتها... وإلي تحسسني إني نكره ما أسوى شيء...
أشرت بكل عنف وشراسة وأنا أبعد وهو يقرب مني وعيونه شرر: أنت مو تقول إني رحت برضاي لبيت خالي؟! أنت مو تقول إنها نزوة بنفسي وإني بايعة الشرف والحياء؟! أنت مو تقول إني مسؤولية انحطت على كتفك؟! أنت مو تقول إنك عايف المستعمل؟!
ورغم إني أدري إنه هددني إلا إني أشرت بكل قوة وشجاعة: خلااااص... اتركني وريح وأرتاح... طلقني... طلقني... طلقني...
جمد بمكانه... ورفع راسه... وبعيونه شرر وهو تيقظ لكل إشارة أشرت بها...
الصمت صار مرض...
والغضب أصبح دوا...
التعقل صار منسي...
والتسرع أصبح صاحب...
الوليد صار قنبلة موقوته... وأنا صرت روح هايمة... هايمة.... هايمة...
وهمس بلسعة: ما زلت عايف المستعمل... عايفه... بس... والله لذوقك من القهر إلي يسري فيني... من ألم الشرف المطعون إلي راح يحرق صدرك...
بنظرة غضب مكتوم...مسك كتوفي بإيد شرسة... يهز فيني... روح من الضيم تداعت...
وتجرد... من قيم...دعوها فسالف الزمن... بالأخلاق... وأتخذ... من العنف... صديق... ضيفه ...وأضافه... في قاموسه...
.
.
بكيت ...على جنين ... يدعوه بالمشاعر ...بأكثر الأساليب قسوة... جهض... و توسلت له ... يرأف...بمخلوق...هو يتيم...قبل كونه...وحيد ...
لكن وليد صم أذنه الغضب... وعمى عينه القهر... وأخرست فمه الإهانات...
.
.
ظلم... ليلة سودا... وحيرة... وندم على تسرع... وعيون دامية...
تكورت على نفسي...لامه فرش السرير علي... وشعري متناثر بجنون... عيوني عاصفة عنيفه ودموع ماطرة...ما عاد للدموع قدرة على الكبت... وما عادت النفس لها قدرة تدفن المحظور... كفاية ذل يا نفس...وكفاية جروح يا قلب... كفاية... كفاية...

* * * * *

السبت...
27-10-2007...
الساعة 4 الفجر...

تسحبت للحمام وأخذت لي دوش... وتوضيت وأستقبلت قبلتي... صارت يدي ترتعش وأنا أدعي للواحد الأحد إلي يحمل أسمى معاني العدل... أسأله فرج همي... ورضاه عني... أسأله السعادة بعد الشقا... وأسأله الثبات بالدنيا والآخره... وبصورة آليه حطيت خدي عالسجادة ولميت نفسي أبكي... أشاهق وأئن...
ما أدري كم بقيت على حالتي هذي... بس سمعت صوت من وراي... ما أهتميت ولا قمت من مكاني... وظليت على ما أنا عليه...
وحسيت بيد إنحطت على كتوفي...
همس مرتجف قريب مني: الــــ..ـــخنـــــ...ـــساء...
وما تحركت... ومسكني ولفني له... ورغم إن دموعي بركة إلا إني قدرت أشوف الألم والندم على وجهه... لكن أنا ما همني... ما همني أبداً... أي تعبير أو أي ندم عليه...
حاوط بيده وجهي وأنا مازلت أبكي...
همس وشفته ترتعش: الخنساء...
وسكت... رغم إن الكلمات ما تنقصه إلا إنه مو عارف شو يقول...
ورجع يهمس: أدري إني ظلمتك... ظلمتك بكل إتهاماتي... وأدري إن كلمة آسف ماتكفي... ما تصلح الوضع...
وما تحركت أبداً... رجع يناظرني وهو يمسح على شعري...
ويكمل همسه بشجون : أرجوك... أرجوك... سامحيني... سامحيني على إتهاماتي... على قسوتي... على الذل... على التجريح... على كل شيء جاك مني... أرجوك يالخنساء... أرجووووك... أرجوووك...
ودفني بحضنه وهو يرتعش وأنا صابني الصمم مقابل أسفه: آآآآآآآه يالخنساء... سامــ..ــحــ..ــيني... أرجوك...

وليد؟! وليد يعتذر؟! ولمن؟! لي؟! بغيت أصرخ... أتهمه... أصفعه... أرمي يده إلي تحاوطني... أهرب... وأترك هالإنسان...
لكن عكس كل هذا ضحكت... ضحكة ميته... ضحكة خالطها البكاء... ضحكه شابها الأنين والوجع...
أبعدني شوي وهو محتار ومتألم...
وسأل بكل توتر وعينه مرة على عيني ومرة على شفايفي إلي تصدر الضحكة مرة والبكاء مرة: الخنساء...؟! شــ..ــو فيك؟!
ولما ما جاوبته وكملت ضحكي وبكاي هزني... هزني يحاول يرجع لي صوابي... هزني علشان أتعقل... وأنا... أنا ما وقفت هالضحك حتى وفجأة رميته عني...
وقفت شوي شوي وأنا أحط عيني بعينه وأأشر: أسامحك؟! تبيني أسامحك؟! وليش؟! هو أنت غلط؟!
وجا بيتكلم إلا إني هزيت راسي بعنف ويدي ترتعش وأنا أأشر عليه: لا...لا أنت ما غلط... ما غلط... هذا حقك... هذي أنا... أنا الخنساء... إلي أتهمتني إني وطيت دار خالي وبنفسي بعت شرفي... أنا إلي أتهمتني إن مكاني فالحضيض... أنا إلي أتهمتني إني لعوبة لأني أحمل دم أمي... أنا إلي أتهمتني بأبشع أتهاماتك... أنا الخنساء إلي ذاقت المرارة منك ورغم كذا... أبقى أنا زوجتك... وأنت ما قصرت أثبت بقسوتك وظلمك لي هالشيء... عاملتني مثل السبية... الجارية... كبش أضحية... وأبقى أنا الخنساء زوجتك... فما غلط بكل هذا... لا... لا... ما غلط بأي شيء...
نزلت يدي بعنف وهو تيبس بمكانه يستوعب كل إشارة أشرت بها... وبعد صمت طويل حاول يتقرب مني...
همس بضعف وهو يمسح على شعره ووجهه: أرجوك... أرجوك يالخنساء... أنا...أنا كنت... كنت...
وغمض عيونه بعد ما تخلت عنه الكلمات... ولما فتحها أشرت...
أشرت بكره وأنا أضحك: أدري... أدري... الكبرياء أعمتك عن شوفة إني مظلومة من خالي إلي ما حافظ على حرمته... وحاول بوحشية يبيعني لأصحابه... ومن أبوي إلي تركني بسبب أنا مالي دخل فيه وهو وأمي... ومن أمي إلي رمتني ثلاث مرات لأني خرسا... ومن هالخرس إلي صابني بالهستيرية بسببك أنت... من ظلمك... من ظلمك... من ظلمك...
وصار قريب مني وخطفني لحضنه... يمسح وجهه على شعري وهو يهمس: أرجوك... أرجوك... كفاية... كفاية... أدري إني ظلمتك... أدري... أدري... والله والله أدري... أدري...
وناظرت دمعه على جفنه تعلقت ورفضت تنزل... غريب... كيف صرت أنا أقرب للقسوة والشراسة... صرت أنا بقلب جامد... وضحكت... ضحكت على توتر وليد... على ضعفه... على إنه تبدل هالمرة مية وثمانين درجة... على إنه مهزوز ومرتبك ونادم... والأهم إنه أذى مسؤولية عمه...
ودفعته عني بكل شراسه وأشرت بعزة: لا... لا تحسبني إنكسرت ...وخضعت للحزن والألم... صح أنا عاجزة ...أنا خرساء... بس أنا أقوى من الخنساء إلي فبالك... إبتسمت ببرود وأنا أمد يدي لكتفه أنقر عليه بالخفيف وكأني أفكر ... ودرت حوالينه بغباء وجنون...
ووقفت مقابل له وأنا أأشر بكل فخر وكبرياء: الورد الأبيض...البياض الناصح إلي بزفتي...تدري شو كان؟!... كان هو سلاحي إلي بغباءك وإستنتاجاتك عني ما عرفت له قيمة عندك... أنا يا وليد عفيفة... أنا يا وليد طاهرة شريفة... أنا يا وليد حرة أصيلة... وأنت... أنت...
وقفت وضحكت وأنا أكمل: وأنت سلبت حقك بكل نفس باردة...
وحط يده على فمي يوقف ضحكاتي المجنونة... وعيونه تعلقت بعيوني يرسل لي الأسف والرجاوي حتى أسامحه وإلي ما أعتبر لها أي قيمة عندي...
قال بيأس يغرس يده على شعري بكل حنان مرتجف : شو تبيني... شو تبيني أسوي لك حتى تعذريني... تعذري تسرعي... كبريائي... تعذري قسوتي... شو تبيني أسويه لك...؟! أنا حاضر... حاضر لطلبك... أمرك...
بعدت نفسي عن حضنه... وأشرت: أريد الكثير... الكثير...
سكت وبعيونه أمل... وقال بلهفة: شو تبين أنا حاضر...
أشرت بابتسامة: أريد ترجع لي أبوي...
جمد... وحل الصمت برهبة عالمكان... رهبة أخرست كل أنواع الأصوات ... إلا النفس السريع لوليد والضحكة الرنانة إلي أطلعت مني...
وأشرت وأنا أبكي: تقدر؟! تقدر ترجع لي أبوي؟!
وهو متيبس بمكانه وساكن... هز راسه يجاريني بجنوني... وكأنه يجاري طفلة عقلها تبرأ منها... يهز راسه ويهمس: لا...لا ما أقدر...
وكملت أأشر: وأنا كذا... هذا مات...
وأشرت على قلبي... ورجعت أأشر: هذا مات... ومستحيل تقدر ترجع هالي مات...
ما أكذب إنك كسرت أشياء بداخلي...
لكن إذا سألت النفس عن الحال ...
بتجاوبك إني بألف ألف خير...
وعايشة ألملم شتات نفسي...
وأبني أساسها من خفقات كرهي لك...
كرهي لك إلي يسري فشرايين دمي...
وأنتقم لإنكسار مشاعري بصمودي وعنادي...
أنت سجلت شريط حياتي معاك بكل وحشية...
دفنتي... كفنتني... ألحدتني...
وما بقى لك إلا ترويني من ماء عينك... من نزف دمعك...
ما بقى لهالروح بقايا يا وليد...
ما بقى لها... ما بقى...
.
.
حسيت به تيبس... جمد... وألمه ووجعه يبان على ملامحة... حسيت بضعفه... حسيت بإنكساره... حسيت بالصراع بداخله... ورغم كذا هزيت كتوفي...
وأشرت بدون مبالاة: صدقني ما عاد يهمني أعيش معك مثل جثة بلا روح...
وفجأة تبدلت حالي... وابتسمت بكل وجع... مشيت له وحضنته... وحسيت برعشته بين يدي... بست خده وهو جامد بمكانه...
وأشرت ببرود على مشاعر ساخرة: تصبح على خير يا زوجي الحبيب... تلاقيني قريبة منك بلياليك... ولا تخاف راح أكون بنهارك مثل الظل لأوامرك وطلباتك...
وتركته يرتمي على ركبته وهو يصرخ بوجع ولوعه...
وأنا... أنا ضحكت ضحكة ميته بدون أسف أو شفقة عليه... إلا متلذذة بلي أشوفه...

* * * * *
.
.
{{نهاية الفصل السابع....


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:39 am

(((((((((((((((((الفصل الثامن)))))))))))))))


~~**رويتكي من ماء عيني...**~~


بعد أقل من ساعة...

وقفت قدام المرآية جامدة وشاردة... أناظر الجرح إلي على رقبتي وإلي لاحظته إلحين... وآثر صفع وليد على خدودي... غمضت عيوني... وشريط أحداث الليلة تمر علي وتألمني... تألمني وتزيد قلبي طعنات...

وبلحظة ضعف...........
طحت على ركبتي... وبكيت... بكيت وشاهقت... وأنا أسند جبيني على الدولاب... ما دريت يالخنساء... مادريت إن بك هالقساوة... هالجمود... هالضحكات اليائسة المجنونة... مادريت إنك بلحظة تجردتي من الشفقة... من التسامح... من التعاطف... وكله... كله... لأن وليد أخذ حقه...
:آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه....
ضميت يدي لحضني وأنا أحس بدوخة... أحس بالدوار بسبب البكاء إلي ما وقفته... وليد صح أخذ حقه... لكن أبقى أنا أنطعت منه... أنطعنت بأنوثتي... أنطعنت بكل قسوة ووحشة... ومستحيل... مستحيل أسامحه... مستحييييل...
: آآآآه...
حطيت يدي على فمي أكبت هالشهقات والآهات... كفاية يالخنساء... أكبتي هالبكاء وهالشهقات... البكاء ماراح ينفعك... ماراح يصلح الوضع... مديت يد مرتعشة أغرسها على شعري وأنا أتأوه وأبكي وأرجع أستند عالدولاب... كفاية هالدموع... كفاية...
سمعت صوت وراي... وبقيت مثل ما أنا أحس ببرودة الخشب على جبيني... أكيد هو... أكيد جا يطلب السماح والغفران... يطلبه لأنه نادم على إنه حسب وحسب... وكان غلطان... يطلبه لأنه آذى المسؤولية إلي حملها له عمه... غريب... غريب كيف ندمه وإعتذاراته ما أثرت فيني... غريب...
وقفت شوي شوي ألملم رجولي أوقف على حيلي... وطاحت عيني على إنعكاس صورة وليد بالمراية وإلي واقف إلحين بوسط الغرفة... وبسبب نور الغرفة الخفيف وجهه ما بين... ما أهتميت له... ورجعت أناظر الجرح برقبتي وأنا أجلس عالكرسي... سحبت دولاب أدور على مناديل أو أي شيء أنظف فيه هالجرح...
وما حسيت إلا بيد أنحطت على كتفي... رفعت أنظاري له من المرآيه... وتعلقت أعينا لثواني... نزلت نظري لحظة... لحظتين... أستجمع قوتي... ورجعت أرفعها أبتسم بكل توجع... ولما حاول يتكلم سبقته...
وأشرت بابتسامة: ما بقى على دوامك غير ساعتين... تبيني أحضر لك فطور من مطبخ الجناح؟!
ارتعشت شفايفه وناظرني مشتت... ما قدر يتكلم... ولا تكلم... وقمت بكل ثقل ونسيت جرحي... وقفني لما مسكني ورجعني أجلس على الكرسي...
قال بضعف يدفن راسه بحضني: الخنساء...آآآآآه يا الخنساء... أرجوك أسمعيني... أسمعيني... أدري والله إني غلطاااااااااان... غلطااااااااااان بحقك ... لكن... لكن... أرجوك... سامحيني... ولا تعذبيني أكثر من كذا... كل ثانية وكل لحظة... أحس فيها إني قتلت نفس... أحس إني خنت عمي... خنته وهو إلي أمني عليك... هو إلي ترجاني... وبكى علشان أوافق عليك... أرجوووك ... أرجوووك... سامحيني... سامحيني...

ناظرت بشرود لشعره الأسود وهو بحضني... ودمعت عيني... أبوي بكى وترجى حتى يتزوجني وليد؟!... وليد إلي حسبني بعت شرفي وافق يتزوجني فدى لأبوي... وافق وهو مقتنع بأخلاقي الوسخة... وإلحين... إلحين... لما عرف الحقيقة... هو ندمان لأنه خان ثقة عمه... خان وصية عمه... هو ماهمه شو مقدار ألمي... همه بس إنه ندم لأنه خان وصية عمه... همه يريح باله... فخلاااااص... خلااااص يالخنساء... هذا هو وليد... ضعيف ومهزوز... كفاية يالخنساء... ريحي ضميره... وطمنيه إنه ما آذى مسؤولية عمه... ما آآآذاها... غريبة... غريبة يكون وليد بهالضعف... من يوم عرفت وليد ما تخيلته إنه بيوم راح يكون بمثل هالضعف...

ورغم كذا... قلبي ما حن... ما رحم... الحرقة بصدري ترفض... الكبرياء المجروحة إلي أفتخر فيها وليد من قبل صارت دوري إلحين... الأدوار أنقلبت... أنثوتي إلي طعنها وليد ترفض أسامح وأنسى...
مسحت على شعره ورفع راسه يناظرني بأمل... ينتظرني بلهفة كلمة تريحه...
ابتسمت بحلاوة وأشرت: وليش تبي مني السماح؟! ليش تبي مني كلمة؟! أنا قلتها لك من قبل... راح أكون لك نعم الزوجة إلي تبيها... جارية... خادمة... ظلك... أو طيفك... سمني شو تحب وراح أكون لك... أنت أشر بإيدك وتلقيني عند رجولك أنفذ أوامرك وطلباتك... وما يحتاج تعتذر لي... ما يحتاج أبدا...
أرتعش جسمه وناظرني محتار متألم... وقفت وتركته رايحة المطبخ وهو يضرب الكرسي بكل قوته...

حضرت الفطور عالسريع... وجلست على كرسي طاولة الأكل أنتظر وليد يجي...
بعد تقريبا ربع ساعة دخل وليد... كان بلبس الشرطة... شعره مبلول وجسمه مشدود والألم باين على وجهه... ناظرني لحظة بصمت وجلس مقابل لي...
قدمت له الأكل وصبيت له الحليب... ما حاول يتكلم... عرف إنه ماتت فيني الرحمة أو هذا إلي فكر فيه... وقف بعد دقايق وهو ما أكل حاجة غير قطعة صغيرة...
سألته بأهتمام: ما أكلت حاجة... تبيني أحضر لك شيء ثاني؟!
ناظرني وقال بسرعة: أريد كلمة منك يالخنساء تريحيني فيها...
ابتسمت بألم: وهذا شيء صعب مالي قدرة فيه...
عض على شفايفه بألم ولف طالع... تذكرت ومشيت له... مسكت ساعدة...
أأشر: وليد...
ناظرني محتار وعيونه بها بريق أمل...
أشرت أحبط آماله: أريدك تتصل بعمي سيف... خبره إني ما أقدر أستقبل التوائم هاليوم... أعتذر له عني...
همس: ليش؟!
أشرت أسخر منه وأنا أأشر على جروح رقبتي وآثار الضرب على خدودي: وهذا شو؟! تظن إنهم ما بيسألوني عنه؟! يكفيني الجدة وعمي خالد...
غمض عيونه يكبت موجة ألم وهز راسه موافق... وطلع...

ولأني قدرت أغطي آثار خدودي بطبقة من بودرة الخدود... نزلت لجدتي وسمعتني كم كلمة... على قولتها شو هالخرابيط بوجهي... ابتسمت لها بوجع وأنا أسمعها تتكلم عن زمان أول... وحريم أول... ومر اليوم طويل وممل علي بشكل كبير ... حتى بدون ما أشوف وليد للساعة 8 بالليل... ولأني رحت غرفتي أريح ماحسيت إلا وأنا نعسانة... وما سمعته لما طلع باليوم الثاني...

* * * * *

الأحد...
28-10-2007...
الساعة 11 بالليل...

كنت جالسة بالصالة مع جدتي وعمي خالد... وكان عمي وهو يمشي يرفع موبايله يطلب رقم على كل دقيقتين...
قال عمي: مدري؟! مدري وين هالولد...؟! ما يرد علي...
قالت جدتي وهي وحدها قلقانة: صلي عالنبي يا ولدي...
رد عمي وهو يجلس: اللهم صلي عليه وسلم... يا خالة أحس بقلق... أحس بنغزة تأكد لي إن وليد فيه شيء... اليوم بطوله من الصباح ما رجع... حتى أتصال يطمنا فيه ما أتصل...
كتبت لعمي: يمكن يكون بدوريه... أتصلت على مكتبه؟!
رد عمي: ما في من يرد على المكتب هالحين... وموبايله مسكره... حتى ربعه يقولون ما يدرون عنه...
تساءلت وين يكون وليد بهالوقت؟! عمي يقول مو من عادته ما يقول له عن تأخيره بدورياته...
كتبت: يمكن تكون دورية مفاجأة...
تنهد عمي وهو يقول بتوتر: آآآه يا بنتي... ما كنت أبيه يشتغل هالشغلة الخطيرة... بس وليد عنيد ويقول نفسي فدى وطني... وكم مرة يجينا من دورياته إما مجروح أو مضروب...
حسيت إلحين بخوف على قلق... وأنتظرت معهم نسمع خبر... حتى وصلت الساعة وحدة وتحركت جدتي بضيق...
قالها عمي: يا خالة روحي نامي وبنطمنك على وليد...
هزت راسها وهي تعبانة: حاشا لله... ولدي ما فالبيت تبيني أرتاح وأنام؟!
قال عمي يحاول فيها: أنتي تعبانة والساعة إلحين وحدة... ياللااا يا خالة... روحي نامي وبخبرك لما يوصلنا بالجديد...
وبعد ما أقنعها عمي تروح تنام بغرفتها ويطمنها على وليدطلعت وهي تدعي بصوت مسموع... دعاها زادني رهبة على أمل برجعة وليد... شعوري كان مهزوز ممزق... كنت جامدة بجلستي والخوف جمدني...
وبعد ربع ساعة حسيت بالنعاس يجافيني ونمت على جلوسي بالكنبة...

سمعت صوت يناديني: الخنساء يا بنتي... قومي...
كان صوت عمي خالد... قمت نعسانة وتذكرت...قفزت وكتبت بسرعة: رجع وليد؟!
هز راسه وقال بوجع: لا... ما رجع... لكن...
مسكت يده وأنا أحس بشيء غريب...
كتبت: شو فيه يا عمي؟! صاير لوليد شيء؟!
قال وهو يمسح على شعري: لا تخافي يا بنتي... كان بدورية مفاجأة وواحد من الحثالة غرس بصدره زجاجة خمر...
أرتعش جسمي... وبلعت ريقي... رغم كرهي لوليد ومعاملتي له يبقى هو ولد عمي... من لحمي ودمي... وحزن عمي من حزني... وحتى الوجع بعدوي ما أرضاه له...
كتبت: الساعة كم إلحين؟! ووين هو إلحين؟!
قالي يوقفني: الساعة 3 الفجر... وهو إلحين بالمستشفى... يلاااا يا بنتي روحي ألحين أرتاحي... أنتي تعبانة... بروح له الصباح وبطمنك على حالته...
كتبت: بروح معك...
قال: الزيارات تفتح العصر...
كنت بعترض لكنه قالي بتعب: يا بنتي هو كلمني يقول إنه بخير... وإذا بتجون تعالوا العصر... والصباح الزيارات مغلقة...
هزيت راسي وجسمي متكسر من نومتي عالكرسي... وطلعت أريح بغرفتي...

أرتميت على السرير أتنفس بقوة... ما فهمت مشاعري... ما فهمت خوفي... قلقي... وألمي... ما فهمت هالمشاعر... مديت يدي للمصحف أحاول أهدي دقات قلبي وأقرأ الكلمات إلي تطمني وتنساب بعروقي أنسياب الماء...
رجعت راسي وأسندته وحضنت المصحف لي... يارب يرجع وليد بخير... لأبوه وجدته وأهله... أدري إني ما زلت شايلة عليه بس ما أتمنى له يصير له مكروه... أهله محتاجين له... محتاجين لوجوده بس أنا... أنا مازلت رغم كذا متألمه منه...

* * * * *

الأثنين...
29-10-2007...
الساعة 4 العصر...

أول ما أنفتحت الزيارات بالمستشفى كنت مع عمي وجدتي بالسيارة... ولما قربنا من الغرفة دق قلبي بقوة... وخانتني شجاعتي أدخل... وقفت عند الباب مترددة... لا تسألوني عن سبب ترددي وربكتي... بس حسيت بهالمشاعر ولفيت بسرعة لوراي أدور على عمي... وأنقذني عمي من ربكتي و مسكني ودخلني معاه...
وهو يهمس بطيبة: خلك شجاعة ما فيه إلا الخير...
ودخلت شوي شوي... وشفت بالغرفة هدى وعمي سيف... وكانت جدتي واصلة له وتحضنه ومنها ماقدرت أتبين ملامحه...
جدتي هامست بدعاوي وعتاب مرة وحدة: الله يحفظك يا أبوي... الله يطمني وتقر عيني بشوفتك صحيح ومعافى... ما كان أحسن لك تهجع (تجلس) بالبيت... بدل ما ترهب هالبنت الضعيفة عليك؟! وتخليها قلقانة عليك نهار وليل؟!
ضحك وليد شوي وطمن جدتي: يمه هذا شغلي... ومستحيل أستغنى عنه...
ولف لي وبعيونه أكبر سؤال... أكيد يتساءل عن قلقي الغريب... وألتقت أعينا لحظات... أرتبكت وأنا أحس بأحساسيس مو المفروض أحس فيه... أحاسيس محظورة بالنسبة لي...
قالت هدى بدفاشة: سلمي على زوجك...
وناظرتني متوترة لأنها شافت فيني التردد والألم... تنهدت بالخفيف ومشيت لوليد بكل ثبات... كان مربط بالشاش من صدره وكتفه اليمين... أرتعشت شفايفي وقربت أكثر... أستجمعت شجاعتي وبست خده أتحمد له بالسلامة...
أشرت: كيفك إلحين؟!
همس: بخير... كيفك أنتي؟!
أشرت: بخير الحمد لله...
وسكتنا... ما كان عندنا كلام علشان نقوله... فبقيت بالظل حتى جات عمتي وبنتها نشوى وطلعتني من ظلي...
قالت تناظرني بحقارة: وهذي شو فايدتها هنا؟! ما أظـــ....
سكتها عمي سيف بصرخة فاجأتنا: سلمى والله... والله إذا تكلمت زيادة بتشوفين....
وسكتت عمتي منفوخة من القهر...
همس وليد وقال: الخنساء صبي لي كوب ماي...
صبيته له ومن باب الدور الزوجي شربته الماي...
عمتي قالت تهامس: من يشوفها يقول وحدة مهتمه فاهمة وإلا هي بالأصل جاهلة... متخلــــ...
وهنا مو عمي إلي صرخ... وليد إلي همس بشرر: عمتي الله يخليك هالكلام ما أبي أسمعه مرة ثانية...
أنتفخت أكثر وطلعت حرتها على بنتها تقول لها بصرخة: أعطيني كوب ماي...
عضيت على شفايفي... وكنت بضحك... والله موقفها ضحكني... ولما شافتني أبتسم عصبت وأحمرت ... وما شفناها إلا وهي طالعة من الغرفة ساحبة بنتها الظل...
ضحك عمي سيف وقال: تستاهل... خلها تتأدب وتثمن كلمتها قبل لا تطلقها...
: ههههههه... أمففف...
كبت ضحكتي من موقف عمتي... ولفيت لوليد ... وفجأة سكنت لما شفت نظرات وليد علي... مازال بوجهه سؤال محيره... طولنا بالنظرات وما حسيت إلا عمي سيف يتمسخر علينا...
يقول بدفاشة: هلووووو إحنا هنا... ممكن نتعرف؟!...
ضحكنا كلنا على تعليقه... ولفيت منحرجة أسكن دقات قلبي...
قالت هدى معصبة عليه: سياف أقول خلنا نطلع... نفسي بعصير ينشف ريقي...
وسحبته معاها للخارج... أما عمي خالد فقال بكل هدوء: أنا بخليكم تاخذون راحتكم... يمه تطلعين معي؟!
وقفت الجدة بصعوبة وقال: إيه يا ولدي... خلي العرايس بروحهم...
وطلعوا بكل بساطة... وبكل بساطة وقفت بوسط الغرفة وخدودي حمر من الحرج... أنا مو محتاجة أجلس مع وليد... لفيت بطلع بلحظة جنون ورا أهلي...
لكني سممعته يهمس: ما يهمك يالخنساء؟! ما يهمك تسمعي شو أخباري؟!
بلعت ريقي ورجعت أناظره وسكت ومارديت عليه...
رجع يسأل محتار: عيييل شو هالقلق إلي سمعته من جدتي؟!
ما عرفت شو أرد عليه إلا وأنا أأشر بغباء: أنت ولد عمي إذا كنت ناسي...
تنفس بقوة وشفت يده تنضرب بكل قوة على السرير يكبت قهره...
تنهدت وسألته بالإشارات بعد ما رجعت أمشي بكل بطء... أحاول أبين له أهتمامي: شو صار لك؟!
ناظرني بأسف وإحباط... وقال وهو شارد: واحد من هالحثالة فاجأني وأنا أقتحم عليهم المكان بزجاجة خمر مكسورة... غرسها أسفل كتفي...
وأشر على كتفه وأنا بلعت ريقي بخوف...
وأشرت برجفة: وليد...ليش... ليش رميت نفسك بهالمهمة؟!
مسح على شعره وقالي بصوت خفيف: أقربي يالخنساء... تعالي هنا...
وقفت مرتبكة وهو يأشر على حافة السرير...
طلب مني للمرة الثانية: تعالي...
ترددت ثانيتين... و بالأخير قربت وجلست محتارة...
قالي يمسك بيدي ويهمس: تدرين ليش رميت نفسي من هالمهمة؟!... من قهري... من ألمي... من رفضك لي ولأعتذاراتي... من إحساسي بكرهك إلي يسمني... رميت نفسي بدون تفكير...
سحبت يدي وقلبي يدق بكل قوة... وناظرت لبعيد وأنا أفكر... كفاية عذاب يالخنساء... ريحيه وسامحيه... لكن... ليش بنفسي هالقد من حب تعذيبه... حب تذويقه من كاسة الألم...؟!
رجع يقول: الخنساء... ناظريني...
رجعت أناظره وهمس بأمل: قولي إنك سامحتيني... سامحتيني على كل شيء... قوليها...
تعلقت أعينا لحظات... وابتسمت بوجع... بوجع أأكد له إني مازلت قوية... مازلت مسجونة عنده... وهو سجاني إلي ظلمني... وهزيت راسي بالرفض...
غمض عيونه يكبت موجات الألم... ويغرس راسه على السرير...
فتحها بسرعة وتنفس بكل قوة: ما عدت قادر يالخنساء... ما عادت تكفيني الكلمات...
وقفت ولفيت معطته ظهري ونزلت دمعة يتيمة لخدي... ليش كل ما رفضت طلبه تنغرس طعنات الألم بقلبي؟!

* * * * *

الثلاثاء...
30-10-2007...
الساعة 4 العصر...

استقبلت أنا وجدتي وليد عند باب البيت... كان يبان عليه ضعيف وشاحب من الألم... ويغتصب أبتسامة لجدتي وعمي كل ثانية وإلحين... وبعد ما حصل بوسات ودعاوي من جدتي...سندته مع عمي نوصل للمصعد ونطلع لجناحنا...
قال عمي يعاتب: شفت يا ولدي عاقبت كلامك وعنادك... فهالمرات سلمت... لكن...
لف وليد لعمي يقاطعه وإلي حسيت فيه هادي بشكل كبير: أرجوك يا أبوي... ما بي بهالوقت عتاب... ما أبي إلا أرتاح...
تنهد عمي وسكت... دخلنا الجناح وقال وليد لأبوه: لا تتعب حالك بنام وبشبع نوم... بس أنت لا تهتم... ولا تكدر نفسك... طيب؟!
قال عمي: وكيف ما تبيني أهتم وأتكدر؟! الخنساء يا بنتي أهتمي فيه... ما أوصيك... وهذي أدويته... إذا زاد الألم خبريني... تمام؟!
هزيت راسي وطلع هو من الجناح...
ارتمى وليد على الكنب بتعب...
أشرت له: تبيني أحضر لك شيء تاكله؟!
هز راسه بلا وقام على حيله يمشي متسحب للغرفة... وقفت بمكاني أغمض عيوني متألمة... ورجعت أفتحها أتنهد وطلعت لوليد... شفته رامي نفسه على السرير وهو مغمض عينه...
أخذت الغطا وغطيته... همس وهو ما تحرك ولا فتح عينه: ما كفاك تعذبيني بهالطريقة؟!
تراجعت بدون كلمة وطلعت من الغرفة...
.
.
تقريباً على الساعة 2 الفجر ...
قمت من نومي مفزوعة... حسيت بنغزة بصدري... ما أدري السبب وتميت أناظر السقف... وبالأخير إستسلمت وقمت رايحه للغرفة الزرقا... فتحت الباب شوي وبعدها دخلت... المكان بارد مرة... مشيت للسرير... ولاحظت بضوء اللمبه إن وليد مرتمي عالسرير بإهمال... كان نايم ببنطلون البيجامة والقميص مرتمي عالأرض... والفرشمعفوس ومرماي على جنب...
قربت من وليد ولاحظته يتنفس بصعوبة... المكان بارد وهو بدون غطا وبدون قميص... خليت يدي على جبينه... ولاحظتها حارررة مرة... عرفت وقتها إن الحمى صابته...
جلست على طرف السرير أفكر شو بسوي... أنزل وأقوم عمي أو شو؟!... بس بالأخير رحت طفيت التكيف... وجبت منشفة وبللتها وحطيتها على جبينه ...وصرت لساعة كاملة أغير له الكمادات... كان يهذي بكلام مو مفهوم أبداً طول ما أنا جالسة أناظره... وتبلل من العرق... الدنيا برد وهو جسمه حارررر... ونفسه سريع...
مسحت على شعره بشرود... رغم كل لحظة تمر علي أحس بطعنات بقلبي... لكني حاولت أكون قوية...
قمت أجهز شوربة... وأخذتها له... لاحظت من بين الأدوية إلي حطها عمي بالصالة حبوب خافض الحرارة ...كان تنفسه بدا ينتظم شوي... ضربت خدوده بهدوء أريده يقوم... وبعد محاولات فتح نص عين... حطيت وسادة وراه وهو يأن من الألم لأنه تحرك مو مرتاح...وجلست على طرف السرير مقابل له... وبدفعات صغيرة أحاول أشربه من الشوربة...
بعدها قال لي والحمى سكرته: كفاية... ما عدت قادر أبلع...
بعدت الصحن وأخذت الحبوب وأعطيتها له وشرب الماي ومنها غط بالنوم... ولساعة ثانية تميت أغير الكمادات حتى إني نمت على طرف السرير من السهر...
.
.
سمعت صوت الآذان يصدح ويعلو... وخاصة إن المكان هادي... حطيت يدي على جبينه ولاحظت إن الحرارة إنخفظت... وقمت تسحبت أصلي... ورجعت له وضربت خدوده بلطف حتى يصحى... رفرف بعينه وفتحها يقاوم النعاس...
أشرت له: أذن الفجر يا وليد...
حاول يقوم وهو يحس بجسمه متخدر... أسندته حتى يجلس...
سمعته يقول بهمس: أكيد الشاش مليان دم...
وصحيح لاحظت بقعة دم كبيرة على أعلى صدره... وأكيد السبب تحركه السريع بنومه وضيقه من الحمى...
أشرت له: بجهز لك الحمام... خذلك دوش ساخن بيفيدك وخاصة بتنزل الحرارة أكثر... وبربط لك الجرح مرة ثانية...
ما جاوبني لأن كل همه يقاوم سكر الحمى والألم...
رحت وجهزت الحمام (تكرمون) ورجعت له وأنا أسنده...
أشرت له: حاسب لا تصب الماي بالجرح...
إنتظرته لعشر دقايق وبعدها طلع وليد وهو لاف منشفة حوالين خصره ومنشفة رامنها بإهمال على كتفه ويبان عليه بدا يصحصح شوي...
أشرت له بعصبية وطلعت مني عفوية: وليد ...المكان بارد وأنت طالعة كذا متبلل...
دخلت الحمام وأخذت منشفة أكبر هالمرة ولفيتها على كتفه... ورحت لغرفة التبديل وأخذت بيجامة... طلعت له وأعطيته ورجعت للحمام أخذ مقص من الصندوق... بعدها طلعت وشفته جالس عالكنبة ولابس البطلون والقميص بيده... شكل الحركة تعبته... هزيته شوي بعيد عن كتفه... وفتح عيونه يناظرني...
أشرت له: بنظف لك الجرح...
همس: لا... بنظفه لوحدي... كفاية ...روحي نامي...
أشرت: وكيف بتلف الشاش عليه؟؟
قال بتعب: روحي يالخنساء... لا تتعبين حالك..
أشرت له بعنف: لا... أجلس ساكن علشان ألف الشاش...
وجلست جنبه بعد ما جبت الشاش والمعقم... وبديت أقص الشاش القديم وهو سكن... يمكن لأنه يدري إنه ما بقدرته ينظفه لوحده أو لأن التعب خدره... ولما فكيته فتحت عيوني مذهولة من ثغرات الجروح... بلعت ريقي متألمة...
حطيت المعقم ولفيت له الشاش وضبطته... وساعدته بلبس القميص...وأسندته ليتوضى وتركته بعدها يصلي... رحت للمطبخ... وجهزت عصير برتقال طازج حتى يستفيد من الفيتامين... ورجعت له وحصلته يطوي السجادة... ساعدته ينام عالسرير براحة أكثر...
أشرت له: إشرب هالعصير راح يفيدك...
هز راسه بتعب... كان مفعول الدواء بدا يقل ...فجلست على طرف السرير... وصرت أشربه بجرعات حتى هز راسه رافض... غطيته بالفراش وناظرته لدقايق وهو يصارع النعاس...
قال لي بهمس أرهبني: ما كفاك... حتى... بكل... نفس... باردة... تداويني...؟!
وما كمل كلامه لأنه غط بالنوم... طلعت حاملة العصير والكمادات وجلست بطاولة المطبخ... وحطيت راسي على الطاولة وبكيت... والله من كثر ما أبكي أحس بعيني تألمني... وبراسي يدوخ... والله ... ما كنت باردة لما داويته... لما كنت معاه طول هالوقت... كنت كل لحظة أحس بألمه ووجعه وأحاول أسكن هالألم بمداواته... وأهتمامي فيه... تنهدت بألم... ورغم كل إلي صار قمت وتسحبت لغرفتي ونمت...

* * * * *
.
.
((يتبع))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:47 am

الأحد...
4-11-2007...

ناظرت الساعة 2 الظهر... عمي خالد عنده شراكة شركة للأقمشة هو وعمي سيف... ورغم كذا يحب يتواجد على الغداء بالبيت... عكس وليد إلي رجع لشغله بالأمس... بعد مناقشات حادة مع أبوه... رجع يرمي نفسه بمهماته وشغله... ورغم كذا ما وقفت نظرات الإعتذار منه... إلا إني مازلت بقلب متجمد... كل إلي مر بوليد هو نغزة ألم وقلق عليه لأنه يبقى ولد عمي... بس إلحين أستمديت من بعدي عنه قوتي... ورجعت أعامله ببرود وجمود...

هزيت راسي أنفض أفكاري... وقمت أجهز السفرة لي ولعمي لأن جدتي اليوم طالعة تزور أخوها المريض...

وكنت بشغلي لما سمعت صوت باب البيت ينفتح...
ناداني عمي: الخنساء يا بنتي... في ضيوف معي... ألبسي شيلتك وتعالي...
قمت وشلت شيلتي ولبستها... كنت لابسه جلابية بلون ليموني ووردي وتطريزها إبداع... ورحت لعمي بالصالة... شفت مع عمي شاب طويل لابس دشداشة سودا وبلا كمه... شعره مسرح بعناية... وكان يلبس نظارات طبية... بس وجهه ما كان غريب عني كثير... والثاني كان يلبس بنطلون وقميص أسود... وكان يلعب بموبايله... ووجهه كمان مو غريب علي كثير...
قال عمي بابتسامة: يا بنتي... تعالي... قربي لا تستحين...
مشيت لهم وقربت... وقف الشاب صاحب الموبايل بعد ما رماه عالكنبه...
وقال وعينه علي: السلام عليكم... كيف حالك الخنساء؟!
هزيت راسي بالسلام وأنا متحيرة...
وكمل عليه صاحب الدشداشة بلغة الإشارات: شو أخبارك يالخنساء؟! ومبروووك الزواج...
فتحت عيوني مدهوشة... منو هذولا... ؟! وهذا بعد يعرف لغة الإشارات...؟!
قالي عمي خالد يجاوب على أفكاري: هذا جلند أخو هدى... خال وليد...
وأشر على صاحب الدشداشة...
وأشر بعدها على الثاني: وهذا ولد عمتك سلمى... طلال...
ابتسمت بالخفيف وأنا أقول بفكري إنهم مو غريبين علي... طلعوا أهلي...
قال جلند: تفضلي يالخنساء...
وعينه تعلقت بعيني ووجهي... استحيت بسبب نظراته... وجلست بدون راحة...
تكلم عمي: جلند وطلال كانوا يدرسوا بنيوزلاندا...
وكمل طلال: بجامعة أوكلاند...
أحمرت خدودي لهالمسميات الغريبة علي...
أشرت وأنا أحس بخجل من نظراتهم: أعذروني أنا ما قد سمعت مثل هالمسميات... هي طلاسم بالنسبة لي...
قال جلند بسرعة: ما عليك من جامعتنا... إحنا خلصنا وتخرجنا... وجينا عالبلد بعد غيبة طويلة... وصلنا صباح هاليوم وقلنا نجي نشوف قريبتنا إلي تفاجأنا بوجودها ونسلم عليها...
وابتسم طلال يكمل: ونبارك لها... ونكتشف قريبتنا إلي خطفت وليد وقدرت تقنعه بالزواج...
أشرت بطيبة وأنا خجلى: مشكورين... ما تقصروا... والله يبارك فيكم... والعقبى لكم...
ترجم جلند وقال طلال يضحك: ههههههه... وليد... شيخ العزابية وتزوج... مابقى غير هالأخ إلي جالس هنا...
ناظره جلند بنص عين: والأخ إلي جالس جنبي ليش ما ذكرته؟! وإلا هو ولد البطة السودا؟!
قال طلال يتمسخر عليه: لا يابوك... وشو أبي بالزواج؟! تبني أنجلط وأموت وأنا بعز شبابي؟! زوجة تزعجني ليل ونهار... ودزينة أطفال يركضون وراي... ونعم الحياة صراحة... هذي مخليها لك يا أخوي...
ضحكت على مزاحهم الخفيف... وحسيت بعيون جلند علي وسكت بسرعة...
وناظرت عمي خالد إلي قال: إن شاء الله زواجكم بيوم واحد... أنتو أشروا وإحنا بنخطب لكم...
طلال وهو يجلس على طرف الكنبة ويقول متحمس: تصدق خالي أعطيتني فكرة حلوووة... جلند... شو رايك نتزوج خوات ؟! وقتها بينخفض سعر المهر للنص؟! خذ وحدة وأحصل على الثانية مجاناً...
ضحكت وكممت يدي بفمي أكبت هالضحكات... والله إن هالإنسان غيييير عن أمه... من يصدق إن عمتي سلمى هي أمه؟!... ونشوى هي أخته؟!
وقف جلند يضحك: ههههههه الله يقطع بليسك... أسكت بس وخلنا نروح... يلااا عمي بنترخص (بنطلع)...
وقف عمي: وشو تروحون؟! أجلسوا تغدوا... يمكن وليد بيجي هالحين...
قال طلال وهو يناظر الساعة : صحيح إحنا ما إلتقينا بوليد... هذا مدري وين يتخبى... بس مواصلين ما نمنا من...
وسمعنا صوت الباب... ودخل وليد...
قال جلند بإبتسامة كبيرة: الطيب عند ذكره...
ناظرنا وليد مستغرب متفاجأ... وطاحت عينه بعيني فترة طويلة... ورجع أهتمامه للشباب مو مصدق... يضم جلند إلي جاه...
وقال له: هلاااااااااااا والله بالعقيد... هلااااااا بالغالي إلي تزوج وما أعطانا خبر...
قال له وليد مستغرب: أنتو متى جيتو؟!
جاوبه طلال وهو يسحب جلند من حضن وليد ويحضنه: والله وصلنا اليوم الصباح... وقلنا نجي نبارك لك على زواجك السريع...
وضحك عليه يمزح: هههههههه بنبدل لقبك من شيخ العزابية لشيخ المتزوجين...
ضربه وليد على كتفه بالخفيف وهمس بفرحة بعد ما أستوعب وصولهم: ليش ما أعطيتوني خبر بوصولكم...؟! قلتوا بتوصلوا بآخر الشهر؟!
ضحك طلال وقال: إحنا خلصنا ومابقت لنا إلا الإجراءات إلي سرعنا فيها... وقلنا نسويها لكم مفاجأة... حتى أهلنا ما كانوا يدرون...
ابتسم وليد لهم وسألهم عن أحوالهم وأخبارهم وهم يرجعون للكنب... وقفت مع تنهيده قصيرة ورفع وليد نظره لي... نظرته كانت مترددة... ابتسمت ولفيت بروح المطبخ... ولاحظت وقتها جلند إلي ما فاتته هالنظرات...

زدت عدد الصحون والملاعق... ورجعت للصالة أأشر لوليد بإبتسامة مقصودة: وليد... خلي ضيوفك يقربوا للسفرة... الغدا جاهز...
ولما جلسنا عالسفرة... ناظرت وليدبإهتمام وأشرت وأنا أبتسم: تبي عصير عنب أو أكتفيت منه؟!
هز راسه وهمس: لا... صبي لي عصير برتقال...
وعرفت إنه يدري إن تمثيلتي هذي هي وحدة من مهماتي الزوجية إلي قررتها بنفسي...
وجلست كل وقتي مستمعة لسوالفهم... وإلي قدرت أتبين حب هالشابين لوليد... حتى إنهم ينادوه بالعقيد أو بالشيخ دليل على إحترامهم له... رغم إن أعمارهم بين 24 و26 إلا إنهم متعلقين بوليد... ولاحظت بنفس الوقت نظرة جلند إلي تتنقل بين وليد وبيني... غريب هالإنسان شو سبب هالنظرات؟! عرفت إنها ما نظرة أعجاب لأني تأكدت إنها نظرة فضول... أحسه مثل أخته هدى عيونه تطاردك بتساؤلات...
قاطع أفكاري طلال وهو يحكي: تدري يا عقيد؟!... أستغربت أنك مداوم... توك معرس... خذلك إجازة وروح لشهر العسل... أو حتى أسبوع العسل هذا...
ضحك جلند وكمل عليه: صحيح والله... بنشر بالجرايد إنك تزوجت علشان أصحاب الممنوعات ياخذولهم فترة راحة...
وكانت ردت فعل عمي خالد إنه عبس: إيه يا شباب أقنعوه... أنا عييت أقوله... يرد علي... ما أقدر شغلي... شغلي... يا أبوي الشغل ما بيخلص... وهذاك إلي جاك الأسبوع الماضي مو سهل...
تنهد وليد وناظرني شوي ورجع يناظر أبوه يبتسم بالخفيف: هذا شغلي... وما أقدر أسافر خارج البلاد يا أبوي... لازم أكون متواجد قريب...
هز عمي كتفه بقلة حيله ورد عليه: شو أرد عليك؟! مدري... والخنساء؟! أكيد ما سألتها وين تبي تروح...؟!
شفت وليد ينزل نظره شوي ويرجع يناظر أبوه ويرد: لا...
سمعت صوت جلند يقول: أنا عندي فكرة...
ناظرناه كلنا وكمل يقول وعيونه تلمع: شرايكم بما إنا وصلنا ومن زمان عن بلدنا الحبيب... يوم الخميس الفجر نطلع من مسقط متوجهيين للجبل الأخضر ونمر على كهف الهوته... بتكون رحلة عائلية أكثر منها أيام عسل لكم...
أحمرت خدودي ونزلت أنظاري...
وكمل طلال وهو يترك ملعقته: حماااااس... والله من زمان وأنا نفسي أطلع الجبل... أقول يالأخو وافق وخلنا نطلع برحلة حلوة بعد هالغيبة...
ناظرني وليد متردد... وسأل: شو رايك؟!
أرتعشت شفايفي... لكني هزيت راسي وأنا أبتسم... وأشرت: أنا ما رحت من قبل للجبل... سمعت عنه من جدي كثير... بس ما قدر رحت له من قبل...
ابتسم جلند وهو يقول: حلوووو... بيكون لك وليد مرشد سياحي ممتاز...
وكانت لوليد نظرة طويلة علي وبعدها قال: أوكي... تم...

* * * * *

طلعت غرفتي تاركه الرجال تحت يخططون لهالرحلة... يا الله كيف بتصرف بيومين مع وليد وقدام أهلي... تنهدت بحيرة... أحس بنظرات جلند الحادة علينا... وأكيد هدى أخته بتلاحظ الفتور بيني وبين وليد... وهذا غير عمتي وبناتها... والقهر أخواني الصغار ما شفتهم وماراح يكونوا موجودين معنا...
مشيت بأسف وأرتميت على الكنبة وأنا أفكر... ما بقدر أعترض...
وحسيت بالنعاس... تثاوبت وناظرت السقف أفكر... أمممممم... بخبر عمي يحاول مع أرملة أبوي علشان تسمح لخواني يكونوا معي... ورجعت أتثاوب... أخخخ... نعسانة وما يخلصني أروح للغرفة... ونمت...
ولأن نومي خفيف حسيت بأحد يشيلني... ما حسيت بردة فعلي ذاك الوقت... إلا إني فتحت عيني مفزوعة ورفست برجلي... وضربته على صدره أصرخ...
نزلني وليد على رجولي... كان قلبي يدق بكل قوة... أهتزت شفايفي وأرتعش جسمي... ومد يده يحاول يهديني...
يقول بتوتر: أهدي... أهدي يالخنساء... أهدي...
تنفست بقوة وأشرت: أنت شو تبي؟! أتركني... أبعد أيدك عني... أبعدها...
ناظرني محتار... ورجع يمد يده على كتفي... وكانت ردة فعلي إني قفزت ولفيت أهرب... مسكني من خاصرتي وأنا أصارعه... صرخت بوجع ولوعه حتى يتركني...
قال بألم ووجع: الخنساء... الخنساء... أهدي... أهدي... أنا ما كنت أبي إلا أشيلك لغرفتك... شفتك نايمة على الكنبة وباين عليك مو مرتاحة...
سكنت حركاتي بالتدريج... وتنفست بكل قوة... نزلت عيوني للأرض وأنا ظهري لوليد... وأرتعشت... الشجاعة خذلتني... خذلتني بردة فعلي بهالموقف... وعرفت... عرفت إني ما زلت أخاف من وليد... مازلت رغم كل شيء أخاف منه... وبكيت... بكيت لهالشيء إلي أعترفت فيه بقرارة نفسي...
لفني له وأنصدم من دموعي... أرتجفت شفايفه وهمس: الخنساء...
سحبت يدي وأشرت بوجع: كفاية... كفااااية أتركني... لا تلمسني... لا تلمسني...
وما سمع لي مسك وجهي بين يديه وأرتعشت... قال بنظرة متألمة: تبكين؟! تبكين؟! الخنساء أنا... أرجوووك... أرجوووك لا تبكين...
أشرت وجسمي يرتعش: أتركني... أتركني...
لكنه رفض وضمني له وهمس بشجون: الخنساء... أنسي... حاولي تنسي... حاولي حتى نبدا من جديد... نبدا بصفحة جديدة...
جمدت بمكاني وأنا مازلت أبكي... دريت وقتها إني بصدمة... بصدمة إكتشافي إني مازلت أخاف من وليد... وإن شجاعتي تركتني بدون أسلحة...
قال يمسح على شعري: أعيدها لك... أعيدها إني غلطان وأعترف... وما أطلب منك إلا السماح... سامحيني يالخنساء وريحيني...
فجأة تحولت شهقاتي وأنتحاباتي لضحكات ضعيفة وبعدها لعالية... يطلب مني أريحه؟!... أريحه؟!... ومديت يدي ودفعته عني بكل قوه...
أشرت بعنف وأنا أبعد عنه: تبي مني أريحك؟! أريحك يا وليد؟ليش؟! ليش؟! أنت مو مرتاح؟!... وبعدين إحنا خلاص فتحنا هالصفحة الجديدة... أنا زوجتك ولك إلي تبيه مني...
وضحكت ورجعت أقرب منه بجنون وأنا أأشر بحلاوة: لا...لا... أنسى ردة فعلي إلي قبل... ورفضي الغبي... تذكرت إني زوجتك ولك حق علي... أنا جاريتـــــ...
قاطعني بشراسه وهو يتنفس بسرعة ماسكني من كتوفي: كفاية... كفاية تذكريني بمكانتك عندي... كفاية يالخنساء... كفاية...
دفعته وأنا أصرخ بخفوت أأشر بجنون: وأنا؟! أنا لما قلتها لك من قبل... كفاية قسوة... كفاية إتهامات... كفاية جروح... سمعتني؟! سمعتني؟!
وهزيت راسي بأسف وبكل عنف: لا... لا ماسمعتني ولا لفت لي أبداً... وإلحين أقولها لك... كفاية تحاول تاخذ مني كلمة سامحتك... كفاية... لأني وحتى وبفراش الموت ماراح أسامحك... ما راح أسامحك...
تركني وكور يده وهو يغمض عيونه بألم ووجع... ورغم كذا فتحها يناظرني بنظرات مترجية ومتأسفة... أنا كنت بالسابق أكثر منك أذوق هالعذاب يا وليد... أذوقه أكثر منك... وإلحين أشربك من كاستي... أشربك منها...
عض على شفايفه وخطفني يدفني لحضنه يهمس ويهمس بإعتذار... يهمس وأنا على كل همسه أكبت رعشه ألم... لكني أبد ما كنت بموقف ضعيف... أبد... هو يحاول بهمس أعتذاراته وأنا صرت صماء... حتى حس بالهزيمة وتركني يناظرني...
أشرت بجنون: لا تحاول... أنا ميته المشاعر وهمساتك هذي ما تنفعني...
فاجأني لما ضرب الجدار بقبضته... وصرخ بوجع: أنتي ما تفهمين؟! ما تفهمين؟!
وشد على شعره بقوة ورجع يصرخ وهو يصارع الكلمات: أنا... أنا... لا... لا... كفاية... ما عدت أتحمل أكثر...
وبكل حرة طلع من الجناح يصفق بالباب... وأرتميت على ركبتي... أعض على شيلتي أكبت ضحكة مجنونة مرة... وبكاء مؤلم مرة...
ليش؟! ليش؟! صرت بهالشكل؟! أنا شو صابني؟! شو صابني وأصير بشخصيتين ممزقة؟! ليش أصنع لنفسي الألم؟! ليش؟!

* * * * *

الخميس...
8-11-2007...

تأكدت من أغراضي... وشنطتي... وليد بالأمس قالي بكل برود لازم أجهز بعد الصلاة بنطلع بعد ما يرجع هو وعمي من المسجد... أممممم ما نسيت شيء؟!... رجعت أتأكد من الأشياء... سمعت صوت وليد يناديني: الخنساء...
طلعت له وبيدي عبايتي وشنطتي... أخذ الشنطة مني ولبست عبايتي...
همس ببرود: بنطلع لبيت عمي سيف بالأول...
هزيت راسي ومشيت وراه... كان لابس دشداشه رمادية وحامل شنطتين ويمشي بكل هيبة... والبرود يحاوطه...
وهذي حالة وليد من موقفنا الأخير... بارد وهاديء وما يصارخ أبد... حتى إنه توقف عن إعتذاراته... مثل ماتوقفت نظرات التردد والأسف... وطبعاً ضحكت على هالمشاعر الباردة... تأكدت إن همسات الأعتذار كانت زايفة... وإلحين ما همه إذا أنا سامحته أو لا... وأنا طبعاً ما أهتميت... إذا صارت بينا مواقف أجرحه وأسخر منه وهو يناظرني ببرود ويطلع تارك لي المكان... وبعدين أعاتب نفسي وألومها... ويرجع المشهد يتكرر وينعاد...

وصلنا بيت عمي سيف... نزلت من السيارة وأنا أشوف الكل متجمع حوالين السيارات... طبعاً علشان إننا بنروح للجبل فأأمن يكون بسارات دفع رباعي...
كانت عمتي تتذمر: مدري ليش وافقت أرافقكم...؟! أووووف... ملل من إلحين...
قال زوجها (محمد) إلي لأول مرة أسمعه يتكلم بحدة: يا سلمى أقصري حسك... وإلا إذا تبنيا نرجع مو مشكلة عندي...
قالت لجين بصوت خفيف: لا يا أبوي... ما صدقنا على الله نطلع تبي تكنسل هالرحلة...؟!
ما عرفت لجين أبد من قبل بس لمحات عنها... هي طالبة بالثانوية العامة... هادية مرة ومزعجة مرة... وهذا على حسب المزاج...

جانا طلال يقول: هاااا إلحين أكتملنا؟!... أووووه الخنساء بنت خالي هنا؟! كيف حالك ؟! على قولة الزنجباريين "خباري ياكو؟!"... وقولة أخوانا البلوش"شوتوري؟"...
ضحكت لهالترحيب إلي فهمت نصه ونصه الثاني لا... أما عمتي أنقهرت من ولدها...
أشرت أقهرها زود: أنا ما أفهم هاللغات... ما شاء الله متعلم...
ضحك طلال يقول: والله ربعي معظمهم يعلموني... أخذ كورسات من أيام الثانوية...
وسمعت جلند يقول: الأخ قصده كان من دون ما يتعلم الأنجليزية ويفلح بالعربية... كان يكتب بآخر دفاتره كلمات بلوشية وسواحلية ويترجمها بالعربي...
ضحكنا كلنا عليهم... هالثنائي عجيب... من يوم رجع وهو ينكت ويضحك أهله...
قالت هدى وهي تناظر أخوها: وأنت؟!
ضحك جلند وقال: أنا؟! ما أعرف سواحيلي غير... خباري ياكو؟! "كيف حالك؟"... ومزوري "بخير" ... وأنتظر طلول يعلمني بلوشي...
قال طلال ساخر: لا والله هذا إلي تعرفه... عز الله فلحت إذا علمتك...
قال وليد بابتسامة: كفاية سوالف... وين عمي سيف؟! ما رجع؟!
هدى: أيوه وصل مع الأطفال داخل... يعطيهم درزينة نصايح...
وبهالوقت طلع عمي سيف والتوائم وراه... وتفاجأت لما شفت علاء وعماد وطارق وراهم... رحت لهم ركض أبوسهم... والإبتسامة شاقة الحلق...
أشرت على عمي: عمي؟! أنت جبتهم؟! كيف وأرملة أبوي؟!
قال عمي سيف: أنا ما سويت إلا إني جبتهم... وليد زوجك هو إلي أقنع أرملة أحمد تخليهم يجون معنا...
أرتجفت شفايفي ولفيت أناظر وليد... إلي كان يناظرني وعيونه تلمع...
أشرت بفرحة كبيرة ونسيت كل إلي بينا: مشكووور...
هز راسه بإبتسامة خفيفة ولف لأبوه يتكلم معاه... أما أنا أنشغلت بأخواني... فرحتي بوجودهم كبيرة... تمنيت ليلى لو كانت معنا بس للأسف هي طفلة وأمها راح ترفض بشدة تكون معنا...

وطلعنا لسياراتنا... أنا وعمي خالد ووليد وأخواني بسيارة... وعمي سيف وجلند وهدى والتوائم بسيارة... وعائلة عمتي بسيارة...
وأنا جلست ورا مع أخواني أسمع سوالفهم وهم يحكون... يسولفوا لي على كل شيء... ضحكت لمعظم سوالفهم... وحزنت لأنهم يذكروني كم مرة إنهم بيرجعوا يسكونوا بصحار...
قال علاء: الخنساء... أنتي طلعتي الجبل؟!
أشرت لا...
قال عماد وهو يضحك: إحنا طلعناه من قبل مرتين مع أبوي وعمامي... لكن الكهف يخوووف ما دخلناه غير مرة وحدة... الكهف يخوووووف...
وقلب بعينه... أبتسمت لعماد وعاتبته بنظرة وأنا أشوف طارق هادي...
كتبت لعلاء: ليش طارق هادي؟!
علاء ضحك: هذا عماد أمس بالليل يحكيله عن الكهف... أما أنا ماقلت له شيء...
لفيت يدي حوالين طارق أطمنه وكتبت لعلاء علشان يعاتب عماد ويسكت عن أخوه...
.
.
وصلنا لولاية "الحمراء" على الظهيرة... وكان بناخذ جولة على كهف الهوته لمدة ساعة تقريبا... نزلنا وإحنا نحس بالتعب من جلوسنا بالسيارة... خاصة إن الأطفال كان يركضون هنا وهناك بعد هالفرج...
وقفت مع هدى وعمتي وبناتها لما الرجال راحوا يتشاورون و يدفعون الرسوم...
سمعت عمتي تتمسخر علي: والله ونعم رحلة شهر العسل... الناس تروح أوروبا... أمريكيا... مو تجي لهالكهوف والجبال...
ناظرت عمتي وأنا رافعه حاجب...
سمعت لجين تقول لها: ماما... الله يخليك خلنا نتهنا بهالرحلة... لازم يعني هالسوالف؟!
ناظرتها عمتي بنظرة تسكتها...
وقالت هدى بفخر: الأولى بلدنا نترحل فيها وبعدها نسافر للخارج... وبعدين هالكهف والجبال متعة... وجمال ما ينمل منه...
قالت عمتي: يوووووه هدى بتصيريلنا مرشدة سياحية... يكفينا إلي بنلاقيه بعدين...
لفيت عن عمتي إلي غاظني كلامها و ناظرت للرجال وهم يقربوا مننا...
قال عمي سيف: يلااااا بندخل... وين الأولاد؟!
وجمعهم طلال وهو يقول: يلااااا بدون إزعاج وراي.... وما أبي واحد منكم ينطق بكلمة... مازن... خلي مزون بأول السيد هي البنت الوحيدة بينكم يالعفاريت... يلااااا... سر...
ابتسمت وأنا أمشي مع المجموعة... كانت هذي المرة الأولى إلي أطلع فيها برحلة مثل هذي... مع أهل... عائلة... وزوج... ناظرت وليد إلي يمشي مع أبوه ويكلمه... وفجأة وقف ولف لي... قرب ومسكني من يدي ومشى قربي...
قال بهدوء: مثل ما قال لك جلند بكون لك مرشد...
أشرت وأنا أرفض أحط عيني بعينه: مشكووور...
هز كتوفه وكملنا مشي...
دخلنا من بوابة الكهف... كان المكان مضاء ويبين كل شيء فيه...
قال وليدبصوت ما يسمعه إلا أنا: أمممم... هالكهف يسمى بكهف "الهوته" وهو يعتبر ثاني أكبر كهف في السلطنة وهذا طبعاً بعد كهف "مجلس الجن"...
أشرت: ليش سموه بكهف الهوته؟
جاوبني: في قرية قريبة منه أسمها الهوته وسمي بأسمها...
وكمل: طبعاً الكهف ممكن نوصفه إنه وادي متطور... ويقولون إن البحيرة الموجودة بالكهف تمتد لوادي تنوف "بنزوى"... لاحظي هنا عند المدخل...
وأشر على صخور بألوان مختلفه... وأعمدة بأشكال مخروطية وأعمدة نازلة...
وكمل وأنا أسمعه بنهم : هذي الصخور بألونها تدل على أجيال مختلفة... طبعاً هالكهف طوروه حتى يقدروا السياح يمشوا فيه براحة... جسور ومممرات ومكتب أستقبال... تعالي بنشوف متحف صغير عن الإستقبال...
وناظرت بفضول لصخور ومعادن معروضه بالمتحف...
كمل وليد وهو يأشر: شوفي هناك فيه قاعة يسموها قاعة العرض... يعرض فيها أفلام وثائيقية... وهذيك قاعة الإنتظار وانطلاق القطار... تعالي بنركب القطار...
مشيت وراه وأنا أقل ما يقال عني مسحورة... وكنا أنفصلنا عن أهلي أنا ووليد... القطار فيه ثلاث مقصورات... وركبت مع وليد بالمقصورة الأخيرة...
مرينا أول بنفق بديع... والمرشد كان يتكلم بصوت عالي يأشر على كل شيء ويحكيلنا عنه... وبعدين وصلنا للمكان إلي أذهلني...
مسكت يد وليد وأنا أأشر برهبة على البحيرة: وليد... ناظر... فيه أسماك...
ناظرني شوي وأبتسم يقول: هذي الأسماك عمياء... لاحظي فبعضها عيون صغيرة بس رغم كذا عندها شعيرات تقدر تتوصل لأكلها... ولاحظي بعد ألوانها كئيبة لأنها تعيش فمكان مظلم...
ووصلنا لنقطة النهاية... نزلت ووليد يساعدني...
وأنا أحس بأحاسيس غريبة... فرحة على سعادة على فضول وأكتشاف شيء بديع...
قال بصوت غريب علي: عجبك المكان؟!
هزيت راسي أأكد له إني فرحت بهالمكان وتناسيت بهاللحظات أحزاني وأنا مع هالطبيعة الساحرة... حسيت براحة تغمرني... بهدنة بيني وبين وليد...
أشرت له بكل مصداقيه وأنا ما أحس بنفسي: سحر هالمكان غير طبيعي... بديع... وغريب...
ناظرني وليد مدة طويلة وبعدها ابتسم ولفني أمشي معاه وهو يقول: وبيعجبك الجبل الأخضر...

أشرت لنا هدى: وليد... الحنساء... هنا... هاااا الخنساء كيف المكان عجبك؟!
هزيت راسي بحماس وجلست أسولف لها عن إلي شفته...
قال عمي سيف: يلااا يا شباب خلونا نطلع...
قال محمد: ياللاا لازم نوصل الجبل ونسأجر شقق...
ومشيت وراهم وكنت بالفعل مسحورة من كل إلي شفته... أعجبني المكان وأعجبني شرح وليد... مثل ما أعجبتني هالراحة إلي تغمرني...

* * * * *

بعد ساعتين من طلوعنا للجبل ودوارتنا لشقق نبيت فيها الليلة... نزلت من السيارة وأنا نعسانة...
أشرت لوليد: الأولاد نامو...
قال: مو مشكلة بصحي علاء وعماد وبشيل طارق... أطلعي شوفي الشقة... وخذي هذي...
مسكت شنطتي وكمة ونظارة وليد... وطلعت مع هدى...
قالت لي: أخخخخ والله جوعااااانه بس فيني نووووم...
ابتسمت لها وأنا أتركها عند باب شقتها... كانت الشقة الأولى لعائلة عمتي... والثانية لعمي سيف وزوجته وأولاده... والثالثة لعمي خالد وجلند وطلال وأخواني... والرابعة لي ولوليد... من نعاسي ما لاحظت إلا إنها شقة بغرفتين الأولى بسرير كبير والثانية بسريرين صغار... وصالة وحمامين(تكرمون) ومطبخ... تركت الأغراض عالكنب... وتثاوبت طالعة للغرفة الواسعة... رميت عبايتي وشيلتي على الكرسي... وأرتميت على السرير وقامت النعاس... لكني ما قدرت ونمت...
.
.
وقمت بعدها وأنا مفزوعة من المكان... تنفست بقوة وقمت جالسة على السرير... حس فيني وليد إلي الظاهر كان يريح من تعب السياقة...
قام شوي وسأل: شو فيك؟!
دق قلبي بقوة من الفزعة إلي قمتها وأشرت: الساعة كم؟!
ناظرني شوي بكل بطء وقال: الساعة خمس... كنت أنتظرك تقومي علشان نتغدى...
وقام على حيله ومشى بهدوء للباب... ناظرته وأنا أغرس يدي على شعري والكسل ملازمني...
قال رافع حاجبه: يلاااا الخنساء...
أشرت وأنا أرد أرتمي عالسرير: أبي أنام...
غمضت عيوني... وما حسيت إلا وهو فوق راسي...
جاني صوته هادي: أهلنا أطلعوا للجبل... وكلهم تغدوا... وبنلاقيهم بمكان حددناه علشان نسهر الليل ونشوي...
وفتحت عين وأشرت بتعب: خلني أنام... ما أبي أطلع...
هزني من كتفي: يلااا الخنساء ما بقى غيرنا...
غمضت عيوني متجاهله كلامه... فيني تعب غير طبيعي... وأبي أنام...
همس: الخنساء بروح أجيب الغدا... وألقاك وقتها قايمة من النوم... طيب؟!
وما سمعت غير خطواته تبتعد... ولفيت على جنبي وكملت نومي... ولأن نومي خفيف فسمعت صوت خطواته...
وصوت همسه المدهوش: الخنساء؟! بعدك...
وما حسيت إلا وهو وشايلني... فتحت عيني مفزوعة... هذا وين شايلني؟!... رفست برجولي وضربت صدره...
وكلها ثانيه وأشوف نفسي تحت الدوش الدافي...
صرخت وأنا أضرب برجولي بعد ما تخرست (تبللت) بالماي... هذا شو سوا؟! ناظرت نفسي ورجعت أناظره...
وأشرت: أنت شو سويت؟!
قال وبشفايفه بسمة لأول مرة أشوفها بسمة حقيقية: أمممم هذا لأنك ما سمعتي كلامي...
عصبت عليه... ومسكت علبة صابون كانت قريبة مني ورميتها عليه لكنه قدر يبتعد... ضحك وصرخت معصبة... ومشيت له وأنا مقهورة من حركته...
أشرت: وليش أسمع كلامك؟! بكيفي أبي أنام... أنام... مالك خص فيني...
وضربته على صدره... وكملت أأشر: تبي تروح تمزح وتضحك روح لعمتك وبنتها الظل...
عبس وهو يناظرني: وليش وأنا عندي زوجة؟! تسمعني وتسولف لي...
صرخت بقهر... وأشرت: أسولف لك؟! أسولف؟! وكيف تبيني أسولف؟!
أرتجفت يدي وكملت أأشر وأنا أرتعش: تبيني أسولف لك بشو؟! بحركات يدي إلي تعتبرها عمتي مجنونة...؟! روح لنشوى وبتسولف لك بلسانها... وبلاش تبتلش بخرساء...
ضاقت عينه وهو يتمعن بنظرته فيني... وتراجع... ظنيت بيطلع لكنه فتح شنطتي وطلع منشفتي ولفها علي... وردة فعلي كانت إني رميت المنشفة وضربت برجلي من القهر... ليش أنقلبت الأدوار مرة ثانية؟! ليش صرت إلحين أحس بالخوف؟! وليش وليد أحس فيه هادي بشكل غير طبيعي؟!
أشرت بكل عنف: أنا أكرهك... أكرهك... روح لها وريح قلبك...
ومشيت للسرير وأرتميت عليه متجاهلة إني خرسانة بالماي...
شفته يشيل المنشفة ويجيني للسرير... ورجع يلفها علي...
قال بهدوء: بتمرضي إذا ما بدلتي ملابسك... الجو هنا بارد بالليل... تنزل عن الدرجة العادية بالظهيرة بـ 10 درجات...
حاولت أتخلص من يده لكنه أصر...
صرخت وأشرت: شو تبي أنت؟!
ناظرني بنظرات طويلة وهمس بصوت مشجون: ما أبي إلا تمنحيني فرصة... نقدر فيها نبدا من جديد... أنتي شفتي التوافق بينا لما كنا بالكهف... حياتنا ممكن تكون كذا وأكثر إذا منحتيني هالفرصة...أعذري فيني القساوة والألم إلي شهدتيه مني... أعذري فيني التسرع وأرحمي الندم إلي يسري فيني...أرجوك ما أبي منك إلا كلمة سامحتك نابعة من هنا...
سكنت حركاتي بلحظة صمت... وزادت دقات قلبي سرعة وهو يأشر على قلبي...
وكمل وهو يضمني: أبيها نابعة من قلبك...
وليد رجع لإعتذاراته؟!... رجع لها...؟! بعد البرود إلي ظنيته يعاملني فيه رجع لإعتذاراته؟! لكن... لكن... أكيد كل هذا علشان هو يرتاح... يرتاح...
بعدت عنه وسألته مسحورة بالهدوء الغريب وأنا أحس بقلبي مدموم: ليش تكرر أعتذاراتك؟! ليش؟! كل هذا علشان يرتاح ضميرك من جانب وصية أبوي؟!
زاد ضغطه علي وهمس: من قال؟! من قال يالخنساء؟! من قال إني ما أبي إلا أريح ضميري؟!... أرجوك كفاية... عتاب... كفاية آلآم... وكفاية جروح... أنا كنت غلطان بحقك ونادم... تدرين شو يعني نادم؟!
دمعت عيني... وأنا؟! أنا أحس نفسي إني مشتته... أبي أسامحك لكن... لكن... هزيت راسي وكبريائي المجروحة ترفض...
غرس يده على شعري وسند جبينه بجبيني يهمس: أرجووووك... أرجووووك يالخنساء... إذا مو لي هالسماح فلعمي... لعمي إلي سوا المستحيل قبل موته علشانك...
أرتعشت بين يديه وأنا تدمع عيني أتذكر أبوي... أبوي إلي بكى... وترجى وليد علشان يتزوجني... سبحان الله سوى هالشيء وبنظرته إني بقدر أشوف طريقي وأتلمسه بالظلام مع وليد... أبوي ما أختار أي أحد غير وليد... ورغم إنه يدري أن وليد شافني فبيت خالي إلا إنه هو إلي أختاره أبوي لي... كانت هذي حكمته ورغبته... وكانت هذي رجاويه ووصيته...
مسح على دموعي وهو يكمل: الخنساء...؟! ممكن ننسى؟! ممكن نبدا من جديد؟! ممكن نحط كل آلآمنا ورانا؟! ممكن يالخنساء؟!... ممكن؟!
نزلت أنظاري لتحت وأنتحبت... وما حسيت إلا وأنا أقرب من حضنه أبكي... أبكي فقد جدي... أبكي موت أبوي... أبكي نبذ أمي لي... أبكي جروح أنوثتي المطعونة... وأبكي أطالب براحة ولو كانت قصيرة... ولو كانت قصيرة...
قال بهمس يبعدني ويسأل مترجي بلهفة... يترجي كلمة مني: الخنساء...؟!
تأوهت بصوت مسموع وهزيت راسي ودموعي تسيل... أهز راسي موافقة... أهز راسي وأطلب هدنة ولو قصيرة مع السعادة...
زاد تشبثه فيني وهمس بأذني وأنا أحس بصوته مشحون بالمشاعر: هذا هو الحل يالخنساء... صدقيني... صدقيني نقدر نبدا من جديد... بس... خلني أكون... لك... محل ثقة...
محل ثقة يالخنساء...
محل ثقة......

* * * * *
.
.
{{ نهاية الفصل الثامن...



للي ما يعرف شو معنى أسم جلند
{{هوأسم معروف عندنا بعمان... (((ههه خاص للعمانين)))
جلند "بضم الجيم" ومعناه الرجل الصلب القوي
كما ان آل الجلندى هم من ملوك عمان قديما... يعني معنى وتاريخ كاشخ...}}


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:51 am

(((((((((((((((((((الفصل التاسع))))))))))))))))


~~**أين ترتحلين تسكن النبضات..**~~



الذكرى الأولى}}... كانت ألم بالنسبة لي...
جونو ... فقد جدي... ونبذ أمي لي آلمني... أخذ مني كل فتات أفراحي... صار الحزن هو سيدي...و البكاء هو ونيسي...
..
و عشت بين ... صرخات الصمت}}...
ضياع ونبذ جابهته من أبوي بكل شجاعة... وخالي ما ترك لي خيار... جرحني بشرفي... وصدمني بأفعاله...
..
و... من بين آهاتي و آهاتي}}...
أنتشلني أمل مجروح من شهامة أبوي... عشت منبوذة بينهم... وما لاقيت إلا الذل من زوجة أبوي... والجحود من أهلي...
..
وبلحظة....
تسجل شريط حياتي...
هو بقسوته... بشراسته... بقوته... بهدوءه... وشهامته... سجلها...
..
أخفض أجنحتي}}... منعني أطير وأحلق لبعيد... وثقني فيه وشد على الوثاق... وختمني بختم خاص به... وصرت ملكه...
آلمني... أوجعني... وهز كياني... أتعبتني مواجهاته...وأرقتني...
..
وبليله حالكه... قرر مصيري...
شال معوله على كتف... وحملني بين يديه... ومشى بكل برود وهدوء لمصيري...
غسلني بدموعه}}
..كفني بأضلعه}}
..ألحدني بينه وبين أطواق الياسمين}}
...رواني من ماء دمعه}}
ونزف دمه...
تركني أتخبط وحدي... وترك للضياع مصيري... إلا مو للضياع...
للقبر...
..
وبلحظات...
أنتشلني... يصافحني... وينفض الألم عني... ويرويني من الأمل...
حسبته يفتح جروحي... ويزيد ذرف دمعي... ويقتل كل نبض فيني...
لكن...
زرع بنفسي شعور غيير... شعور صعب علي فهمه... وتركت للقدر تسميته...
طلب مني أسامحه... أفهمه... نفتح صفحة بيضا ونسطر حروفها بأنفسنا...
ووافقت...
وافقت...أنتظر منه بلهفة بداية تسطير أول حرف بهالصفحات...
...
..
.
((يتبع))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:57 am

بعد مجرد دقايق...

تنهدت بكل بطء... وأنا أحس براحة تغمرني... سكنت دقات قلبي المتسارعة... وجفت دموعي على خدي... رفعت راسي شوي شوي... وألتقت أعينا بأسئلة كثيرة... أسئلة رميناها بالوقت الحالي نحاول ننعم بهالراحة والإستقرار إلي لأول مرة يجمعنا...
غرس يده بشعري وأجبرني أناظره...
قالي يبتسم: مو كفاية هالدموع يالخنساء؟!
مد إبهامه يمسح دمعاتي... ويهمس: من يوم ورايح ما أبي هالدموع... كفاية إلي ذرفتيه...
خجلت من نظراته الجديدة إلي سارعت من دقات قلبي... وحاولت أبعد من حضنه... لكنه مسك يدي...
وكمل يقول بلهفة: صدقيني قرارنا هذا هو عين الصواب...
هزيت راسي مترددة...
رفع ذقني وقال: يلااا بدلي لبستك وتعالي المطبخ... بيصير غدانا عشا...
أشرت له بتوتر: إن شاء الله...
وطلع تاركني... وقفت أسكن دقات قلبي الجنونية... ما فهمت أي مشاعر تتضارب بقلبي إلا مشاعر الراحة والهدوء... وإلي أكثرها همتني... وقفت على حيلي وأخذت لي تنورة خضرا خفيفة لنص الساق... وبلوزة بأكمام ضيقة لونها أبيض مع بنطلون أبيض... سرحت شعري وأسدلته ... ترددت شوي وبعدها أخذت كحل أخضر وجلوس وحطيته بتردد... تعطرت وطلعت بكل ربكة للمطبخ... ترددت أدخل بس بالأخير وصلت عند العتبة... شفت وليد جالس على الكرسي يناظر بشرود ويده على ذقنه...
لاحظني وابتسم إبتسامة أربكتني... إبتسامته لي شيء مختلف... أسعدتني مثل ما أربكتني...
قالي: أقربي الغدا برد...
ومن ربكتي جلست على حافة الكرسي...
لاحظ ربكتي وأخذ ملعقته يقول: يلااا سمي بالله...
وأنغمس بأكله... أما أنا فمسكت ملعقتي وتجرعت ريقي وأنا أناظر الأكل... أخذت آكل من السلطة وشوي من الرز وتحاشيت صالونة (مرقة) الدجاج...
كنا نلملم الأكل الباقي لما قال وليدوهو يناظر ساعته: الخنساء... أكيد أهلنا يسألوا عنا... يلااا خلينا نطلع...
وهو عند الباب لف لي وقال: أيوه صحيح... لا تنسي تاخذي لك الجاكيت... الجو بالخارج بارد...
طلعت وراه وأخذت عبايتي وشيلتي ولبستهم ومسكت الجاكيت وشنطتي بيد وطلعت لوليد بالصالة... كان هو لابس بنطلون أسودوقميص أرزق... وجاكيته على يده...
ابتسم: يلااا مشينا...
.
.
كان الظلام يغطي المكان فما قدرت أتبين معالم الجبل بوضوح... وقفنا بعدها عند منطفة صح موحشة بظلامها لكنها خلابة...
قال وليد وهو يأشر على مكان أهلنا: هذي المنطقة تسمى "حيل المسبت" ... وهنا المكان صح بارد بس بديع... وطبعاً هالمكان مناسب الواحد يسهر ويشوي فيه...
حسيت بالبرد أول ما نزلت من السيارة... أخذت الجاكيت ولبسته... وليد قال هالمكان بارد تنزل درجة الحرارة لـ 5 درجات تحت الصفر بالشتاء... وحتى بالصيف توصل درجته لـ 10 درجات... وأنا من إلحين أحس بالبرد...
حسيت بوليد وراي... ولف يده على كتفي وضمني شوي له...
قال يبتسم: يلااا نمشي لأهلنا...
كان الكل متجمع حوالين النار إلي مشعلينها... نار خذت مساحة حتى يشوون فيها ونحس بالدفء منها... وحسيت بقمة الحرج لما تركزت نظرات أهلي علينا...
قال طلال يغمز: هاااا... المعاريس وصلوااا أخيراً...
وعاد تعالوا شوفوني شو صرت... تخبيت من الحرج ورا وليد...
قال وليد يبتسم: أركد بس... أقول جلند مو كأن هالنار محتاجة زيادة خشب...
قام جلند وهو شايل موبايله وعينه عليه: تمام... بدور هنا وهناك...
وقف طلال ومشى وراه وهو يقول: وأنا بجي معاك... يا أولاد تعالوا بتنفعونا شوي...
وقاموا الأولاد تلحقهم مزون وهي تصارخ تضرب رجول طلال... ليش لأنها بنت وهو يناديهم يا أولاد كل مرة... وجلست أنا جنب هدى ونشوى ولجين...
قالت هدى تهمس بنص عين: أممممم... أشم ريحة حدث طازج... أشبعوا فضولنا يا عرب...
ضحكت بصوت عالي... ولفوا لي أهلي... أبتسموا كلهم عدا عمتي إلي ناظرتني بتقزز وبنتها نشوى إلي كانت عيونها مشتته علي مرة وعلى وليد مرة...
قالت عمتي تهامس: عظمة تطبق لك فبلعـــومك...
ما أحد سمعها غيري بحكم إني خرساء وحاسة السمع عندي أفضل من البقية... وطبعاً سمعها زوجها الجالس جنبها وعمي سيف...
وقف محمد قبل لا يصرخ عمي سيف وقال: سلللمى... قومي أشوف... أريدك بكلمة راس...
أسود وجهها... ووقفت ماشيه وراه...
ناظرها عمي سيف بنظره مغتاظة وقال: صدق لسانها تبرأ منها...
ورجع لاف لي وهو يقول: هااا الخنساء شو إلي يضحكك؟!
ناظرته شوي وأشرت: ما في شيء... بس هذي زوجتك أذتني أبعدها...
قرصتني هدى على يدي وهي تهامس: أنا مأذتك؟!... أقول ياللاا تكلمي... ما فيش حاجة يختي بتتخبى علي...
رجعت أضحك وأنا أأشر: لا... ماراح أقول لك... بس صدقيني ما كنت سعيدة بحياتي قد هاليوم...
رفعت أنظاري لوليد إلي عيونه كانت مسمرة على وجهي الضاحك...
نزلت راسي وسكنت...
قالت هدى تهمس وبعيونها دمعة فرح: الحمد لله... الله يديم فرحتك وسعادتك مع وليد...
أشرت: وكيف عرفتي إن سعادتي هي مع وليد؟!
ابتسمت وعيونها تلمع: يا ماما أنا محدش قدي... أدري... أدري وبس...
ابتسمت أضحك عليها: أكيد تدرين مو خالتنا العجوز؟!
رجعت هدى تقرصني وهي تقول: أنا عجوز يا بنت؟!... محد عجوز غير زوجك...
ضحكت بقوة وأنا أحاول أبعد عنها... ورجعت أناظر وليد وهو مازال يناظرني...
قال وليد فجأة: هدى أتركي زوجتي لحالها...
رفعت هدى صوتها شوي وقالت: يالله يا زمان أول... كنت خالته... وإلحين هدى حاف منتف...
ضحكنا عليها... وقال وليد: ومن متى سميتك خالتي؟! أصغر مني بسنتين وتبيني أناديك خالتي...؟!
قالت بغرور متصنع: ولوووو خالتك... وبتناديني خالتي...
ضحك عمي خالد وقال: من يومكم صغار وهو يرفض يناديك خالتي جيتي على وهو بالثلاثين تبينه يناديك خالتي؟!
وكمل عليه عمي سيف: لاااا وبعد لما تزوج...
قالت هدى منغاظة: خلاص... خلاص... ما نبيها... وأصلا أنا بعدني بعز شبابي...
قال عمي سيف يأيدها: وهي الصادق...
ضحك وليد وقال: ترى قالوها القرد بعين أمه غزال...
رمت هدى عليه كوب ورقي: أنا مقرودة؟ أنا؟! ! تمااااام يا ولد سارة... تماااااام...
ضحك وليد بصوت عالي... بصوت مشبوب بحيوية الشباب... صوت تخلخل بكياني... أناظره وأنا أحس بأحاسيس عظيمة تتراقص بقلبي... تيقظت لما سمعت صوت همس الأخوات إلا كانن جالسات على طرف الحصير (البساط)...
لجين بهمس: إييييه أنتي بسك...
همست نشوى وهي تسمر نظراتها على وليد: وشو بس؟!
لجين همست: نزلي عينك قبل لا تطيح...
ضربتها نشوى على يدها: اسكتي بس...
قالت لجين بهمس أخف ما سمعت منه غير: أتحداك إذا هو بس يفكر فيك...
ناظرتها نشوى شوي ووقفت تقول مغتاظة: أنا بمشي ورا أمي...
ومشت تاركتنا...
قال عمي خالد بحب: هااا لجين... كيف الثانوية معاك؟!
قالت لجين بابتسامة: حلووه يا خالي... الحمد لله...
سأل وليد بإهتمام: وشو المواد إلي ماخذتها؟
قالت لجين تناظرني وتناظر وليد: لا هي مواد علمية ولا هي مواد أدبية... على قولتهم علمي متأدب... نصه أدبي ونصه علمي...
وليد: وكيف الدراسة معك؟!
قالت بابتسامة: الحمد لله... صراحة أتمنى أدخل كلية الآداب وآخذ ترجمة...
قال وليد ناصح: إن شاء الله... خلك متفوقة وجيبي النسبة العالية إلي تدخلك هالتخصص... شدي حيلك بس وبتحصلي إلي تبينه...
هزت راسها: إن شاء الله... مشكورر يا ولد الخال...
وناظرتني شوي وفأجتني بسؤالها: وأنتي الخنساء ما ودك تكملين دراستك؟!
ابتسمت لها وأنا أأشر... أتعرف على لجين أكثر: لا... راحت علينا... أصلا أنا ما درست علشان أكمل...
ابتسمت لجين: بس حلووه الدراسة... أنتي بنفس عمري... 18 صح؟!... وإنتي ما شاء الله باين عليك ذكية وتعرفي معلومات أكثرمن المتعلم تقدري تمتحني وبيرفعوك...
ابتسمت وأشرت: جدي كفى ووفى... كان هو معلمي إلي ماله مثيل...
وبكذا كملنا سوالفنا أنا وهدى ولجين... وقدرت أتعرف على نفسية لجين الحلوة... ومزاحها وآرآها إلي تؤمن فيها وتحاول تقنع غيرها... وكانت هي بعد مختلفة عن أمها وأختها... صحيح خصلة من شعرها البني تنسدل على جبينها بكل جرأة لكنها كانت طيبة وحبوبة...

* * * * *

الساعة... 11 بالضبط...

بعد ما خلصوا الرجال شوي... قربت الصحون وبدينا نآكل... وللمرة الثانية أتجرع ريقي وآكل السلطة والخبز وأتحاشى المشاوي...

وقفت أمشي شوي بعيد لما كانوا الرجال يلملموا الأكل ويشربوا الشاي الأحمر...
قال لي وليد إن إلي يميز الجبل هو طبيعته الخلابة... وطبعا الجبل هو المكان الوحيد إلي تنمو فيه شجرة "العلعلان القديمة" بشكل واسع وكبير... وهالأشجار الضخمة رائحتها زكية ومنعشة وبالأخص وقت الصيف...
وقفت ورا شجرة أتمتع بالمنظر والهدوء لما سمعت وراي أصوات مميزة... لفيت شوي وشفت جلند واقف ولجين مقابله... ما كان ودي أتنصت بس هم أجبروني لما سمعت صوتهم الحاد... شكلهم يتنازعون...
لجين بعصبية: أيييييه ما أسمح لك... أنت من علشان تقولي غطي شعرك؟! إذا أبوي أبوي ما قالي غطي شعرك... تجي أنت تقولي غطيه؟! وبعدين أنا وأختي نشوى نفس الستايل... وجيت علي أنا تكلمني؟!...
قال جلند مناظرها بنص عين: أحشمي نفسك يا لجين وهذي السوالف كبرنا عليها... أنا جيت أكلمك أنتي بدل لا أكلم أختك...
ضحكت ساخرة وهي تكتف يدها: لاااااااااا والله... حلو وشو شايفني أنا؟! وبعدين طلال ولا مرة قالي هالخرابيط إلي تقولها أنت...
قال معصب من حركاتها: العتب مو عليك علي أنا إلي جاي ومكلمك... كنت أحسبك كبرتي وعقلتي... ومالك بسوالف أختك...
كنت بلف وأرجع لكني سمعت كلماته الأخيرة وإلي لفتت سمعي... ووقفت ساكنة وأنا مشتته بين أمشي وأتركهم أو أتم أتسمع...
قالت لجين مدهوشة: شو قصدك؟!
قال: قصدي واضح... وانتي فاهمته... خبري أمك بالأول... وأختك نشوى إن مالها فوليد نصيب... ولا حتى بأحلامها...
همست لجين: وأنت... أنت شو إلي يخليك متأكد؟!
قال: أنتي ما عليك وصلي هالكلام لأمك وأختك وخليهم يتركوا وليد والخنساء لحالهم...
لجين بفضول: لحظة... لحظة... أنت شو بالضبط جاي تكلمني عليه؟! أول شيء تقولي غطي شعرك... وبعدين تجي وتقولي خبري أمك وأختك يبعدون عن وليد وزوجته... أنت بالضبط شو قصدك من هالنصايح؟!
رفع حاجب: شو قصدي؟!
لجين عصبت لأنه يقهرها: يعني بالعربي يا فالح... أنت شو موقعك بهالأحداث بالضبط؟!
ناظرها جلند بنص عين: والله وأنا محترمك لأنك أخت طلال ربيعي وصديقي وأخوي... أصلك ما تستاهلين أحد يكلمك بإحترام...
من غيظ لجين شاتت حصاة صغيرة وضربت برجله... ناظرها بعصبية وكانت هي ماتقل عنه بهالعصبية...
وهمست: أحترم نفسك... ولا تقول هالكلام...
ضحك جلند وقال: وإذا قلته؟!
صرخت: بخبر طلال عن سوالفك...
وكمل جلند ضحكه: جربي... وبعدين إذا ما تذكرين طلال ما كان حلقة فبلعومنا...
أرتعشت وأنغاظت زود وجات بترمي عليه حصاة ثانية...
وهي تهامس بعصبية: أكرهك... أكرهك...
قال وهو يعض على شفته يكبح ضحكاته: ما كان هذا كلامك قبل ثلاث سنوات...
همست وشفايفها ترتجف: كنت غبية... طفلة وعمري ما تجاوز 16 سنة ...جاهلة... ما كنت أعرف إنك نذل بهالشكل... إنك بـ... بـ..
وكمل عليها: إني أتركك...
نزلت راسها شوي ورجعت ترفعه: إيوه... بعد علاقة دامت سنتين بالموبايل والماسنجر... والأكاذيب الحقيرة والتافهة إلي كنت تضحك فيها علي...
وكملت مشمئزة: وكلمتك التافهه ... بتزوجك... أتزوجك لما تكبرين... كانت كذبة دمرتني وعدت بسببك سنة من دراستي...
حسيت بالجو ما بينهم تكهرب وحتى وأنا واقفة متسمرة بمكاني...
وبالأخير تكلم جلند يقطع هالصمت: وإذا قلت لك إني بتزوجك... شو بيكون ردك؟!
حاولت أشوف ردة فعل لجين إلي وقفت متسمرة تناظره بغباء...
فجأة ضحكت : هههه... أقول يالــــ... دور لك على وحدة تضحك عليها لأني كبرت على هالأكاذيب يا حقيــــ...
همس جلند معصب: أسسسسكتي يا لجين...
وبعدها ناظرها من فوق لتحت: المهم... بخطبك رسمي من أبوك... وموافقتك أبيها إلحين...
ضربت الأرض برجلها وقالت: لا... لا... لا... إنت شو تخربط؟! شو تقول؟! تجي تعاتبني وتهددني بأمي وأختي وإلحين ترغمني أتزوجك... شو أنا؟! غبية؟! هايمة مالي رب؟!... أحلم بس تطب رجولك باب بيتنا...
همس جلند وهو يناظرها معصب: قولي موافقة وبلا هالدلع والرفض... أنا عارفك... وعارف زين إلي بقلبك...
صرخت لجين وقالت بشراسة: وليش؟! علشان تذلني؟! علشان تثبت لي أنك شهم وقد كلمتك؟! وإلا علشان إني رافضتك؟!
قال وعينه تلمع: بحتفظ بجوابي لنفسي... وصدقيني... صدقيني يا لجين... رفضك ما يودي ولا يجيب... ومصيرنا لبعض...
صرخت عليه: نذل... والله إني ما بوافق... وما في أحد يجبرني عليك...
قال يضحك بشر: بنشوف يا لجين... مصيرك بتكونين لي وما لغيري...
وما شفت إلا لجين تجري بعيد... وهي تبكي... وقف جلند لحظات يناظر طيفها... ورجع لوين ما جالسين أهلي بعد ما مسح على وجهه...
وقفت بمكاني أحاول أستوعب الكلام إلي إنقال... غريب شو سر هالإثنين؟! ما فهمت إلا قليل... أتكيت على الشجرة وجلست أفكر بكل إلي قالوه... صح كانت غلطة كبيرة أتسمع لكلامهم بس فضولي كان عذري...

: شو مجلسك هنا؟!
انتفضت بخوف... وشفت وليد واقف يناظرني... تجرعت ريقي وتنفست بقوة من الفزعة...
أشرت: الله يسامحك... خوفتني...
سألني وصوته تغير علي: كنتي هنا لوحدك؟!
أشرت أناظره: أيوه...
ناظرني بنظرات غريبة...
ورجعت أأشر: شو فيه وليد؟!
همس وهو يتنهد شارد: ما في أي شيء... تعالي خلنا نرجع إنتي بعدتي كثير...
مشى شوي ورجعت ماسكه ساعده...
أشرت: وليد...
وقف مقابل لي... وعيونه بعيوني... وبدون سؤال جاوبني...
قال بتردد: شفت جلند جاي من هالمكان و...
وماكمل... ضغط على يده وأنا أناظره بألم...
أشرت: وليد... أنت... أنت...
أرتعشت يدي وأشرت على نفسي مو مصدقة: تشك فيني؟! تشك؟!
ما تكلم ورجعت أأشر وراسي رافعته فوق: مشكووور... ما تقصر...
ولفيت عنه لكني رجعت أأشر مرة: هذي هي الصفحة البيضا إلي تبينا نسطرها...؟! هذي هي نوعية الحياة إلي تبيها تكون مابينا...؟!
قال بهمس: الخنساء... أنا ما قلت أي حاجة... لا تفسري كلامي بشكل ثاني...
ضربت الأرض برجلي وأنا أصرخ: وشو تبيني أفسرها؟! كلامك واضح... وبعدين هذا خالك قبل لا تشك فيه...
ومن قهري ضربت صدره: وأنا؟! أنا إلي عرفتها... عرفتها زين... تجي تشك فيني للمرة الثانية...
مسك يدي وقربني وهو يقول بعصبية: الخنساء أركدي... وقبل لا تقولي أي كلمة زيادة... أنا سمعت آخر الكلام إلي إنقال بين جلند ولجين...
جمدت لحظات بعد ما أستوعبت كلامه... ونزلت راسي أتجرع ريقي... يا ربي خليت نفسي بموقف حرج... وجيت لافه بهرب منه... لكنه رفض وأجبرني أناظره...
قال بكل هدوء: ومن قال إني أشك فيك؟! ما عاش من يشك فيك يالخنساء...
نزلت نظري وسمعته يغايظني: سبحان الله... كلمة مني وتستحين وتنزلين راسك... وتوك تضربيني من قهرك علي...
رفعت عيني له... وعصبت من كلامه ورجعت أحاول أضربه... لكنه مسك يدي ...
همس: والله ترى الجرح بكتفي يصرخ وجع من كثر هالضرب إلي يجيني منك...
أشرت بخوف: آسفة... مو قصدي... أنا... أنا نسيت...
لف يده على كتفي ومشينا: على قلبي أحلى من العسل بس أنتي خفي شوي...
ضحكت بخجل وأشرت: ما طلبت شيء... المرة الجاية على الكتف السليمة...
ضرب خدي بأصبعه بكل لطف وهمس: لا تتحسسين بسرعة من أي كلمة أقولها... تمام؟!
صعب إني ما أتحسس وخاصة إني لازلت خايفة من القادم... من مصيري مع وليد... من خوفي إني أعطيه ثقتي ويجي يوم وأنصدم... غمضت عيوني لحظة... إذا ما خاطرت بحياتي ما بيكون فيها أي تغير...بالنهاية هزيت راسي بخجل كبير وخاصة إنا قربنا من أهلنا...
سمعت طلال يعلق علينا: ياهوووو... في أطفال هنا...
ناظر وليد الحصير وقال: الأطفال نايمين... وإلا قصدك إنك إنت الطفل؟!
قال عمي سيف: إيوه وهو الصادق... محد طفل غيرك يا طلالوه...
ضرب طلال على صدره وقال متصنع الدهشة: أنا؟! أنا يا خالي يا عزيزي...؟! أمسكوني بس قبل لا أرطم خدودي وأشئـــ هدومي...
ضحكنا عليه وعلق عمي خالد: الله يغربل بليسك بس... من زمان وما ضحكنا كذا...
كملت هدى: إيوه والله كنا مفتقدينكم لما سافرتوا...
قال جلند بهدوء غريب وعينه معلقه على لجين إلي متخبيه ورا أبوها: وهذا إحنا رجعنا... وظيفة وكلها أيام وبنحصلها... وبنوقف على قلوبكم وبتملوا منا وقتها...
ضربته هدى على كتفه وقالت: شو هالكلام الغامض يا خوي؟! أوقفوا على قلوب زوجاتكم... شدوا حيلكم بوظايفكم وبندور لكم على عرايس...
ناظرها جلند شوي وقال فجأة: وليش تدورين عليها وهي موجودة؟!
سكتنا كلنا وناظرناه مدهوشين... أفكارنا انا ووليد وحدة لأنا نعرف من هي... لكن البقية كانت بنظرتهم فضول كبير... ولهفة حتى يعرفوا من هي...
قالت هدى بفضول: من هي؟!
سكت فترة... وتكلم وهو يبتسم لـ (محمد): عمي... هذا أنا قدامك... أنت تعرف إني يتيم ومالي إلا أتكلم بنفسي... أدري العم خالد وسيف ووليد ما بيقصروا بس أنا أتقدم بكل شرف وعزة نفس إني أكون لك سند... وأخطب بنتك لجين...
لحظات قصيرة وساد المكان الصمت...
وما سمعنا غير شهقة لجين وصرختها العظيمة: لا... لا...
وحل الصمت للمرة الثانية وإحنا نشاهد هالمسرحية الواقعية إلي أقطعت أنفاسنا...
محمد ناظرها مستغرب: لجين؟!
وكملت عمتي وهي تناظرها بنظرات غريبة: شو فيك يا بنت تكلمي؟!
تنفست لجين بقوة وهي تقول بصوت مقطوع: ما أبيه... ما أبيه وبس...
كنا نسمع بصمت... وبدون صوت... نترقب ردة فعل جلند...
وإستغربنا من جلند وهو يبتسم بكل حيوية ويقول: وشو فيني يعني؟! مزيون وكشيخ... بس علتي هالنظارات إلي ما تفارقني... وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني يا لجين؟!
ناظرناه والإبتسامة حزينة عليه... وما حسينا إلا ولجين توقف وشفايفها ترتجف...
قالت تكبت دموعها: رجعوني الشقة... أبي أرجع... أبي أرجع...
وقف عمي خالد ولف يده حوالين كتفها وضمها يقول: خلاااص إنتهى الموضوع... يلاااا شباب قوموا شيلوا الأغراض... جلند أبيك بكلمة راس بعد ما نوصل الشقة...
وبدا الكل يشيل أغراضه... لاحظت جلند واقف مع محمد وطلال ووليد قبل لا يطلع الكل بالسيارة...

بعد ما وصلنا الشقة...
أرتميت على الكنبة لما وليد طلع لـجلند... جلند ولجين قصة غامضة أحتلت أفكاري... عرفت إن أهلي مع جلند لأنه أختار كلمة هزت كيانهم... " وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني؟!"... سؤال قدر فيه جلند يخترق فيها طيبة محمد... موقف ورفض لجين أدهش الكل... وخاصة إن الرفض جا بكل سرعة وهذا إلي أكد لهم إن ما بين الإثنين سالفة... لازلت مو مستوعبة إن هالخطوبة والرفض صاروا بنفس اللحظة... سبحان الله... هذا وأنا مريت بكل إلي صار لي... أشوف العجب عند غيري... الحمد لله على كل حال... حالنا أحسن من غيرنا...

* * * * *
.
.
((يتبع))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 3 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 7انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رواية عمانية (ضحك مخبي حب)
» وردة احمد رواية عمانية
» من اغرب ماراته عيني فن الورق.. على الورق
»  بعثرة احرف
»  اربعة احرف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الملوك  :: القسم الثقافي و الأدبي العام ودردشة القلوب :: القصص والروايات والحكايات-
انتقل الى: