منتدى الملوك
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات الملوك ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
منتدى الملوك
مع تحيات " ادراة المنتدى
✯ ملكة منتدى الملوك✯
منتدى الملوك
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتديات الملوك ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
منتدى الملوك
مع تحيات " ادراة المنتدى
✯ ملكة منتدى الملوك✯
منتدى الملوك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ترفيهي اجتماعي تعليمي ابداع تالق تواصل تعارف - مع تحيات : طاقم الادارة : ♥нαɪвατ мαℓєĸ ♥+ ✯ ملكة منتدى الملوك✯ +! ! آلأميرة »°♡
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
<الســلام عليكم ورحمة الله , عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة منتَدَاكمً مُنتَدَى الملوك يُرَحبُ بكـُمً .. إنً كنتَ تَرغَب في الإنضمَامً إلى أسًرَة المنتَدَى سَنتَشَرَفُ بتَسًجيلَكَ .. فَمرُحَبا بالزَائرينَ , وَ العَابرينَ , وَ الأصدقَاء , واَ لأعضَاءَ , بالطَيبينَ وَ الطَيبَات .. وَ بكًل مَن يَثًرَى , أوً تَثُرَى المًنتَدَى بالحِوَارً , وَ المُنَاقَشةَ , وَ المسَاهَمَاتً المُفيدَةَ .. فَلَيًسَ للبُخَلاَء بالمَعرفَة مَكَانُُ هُنَا ..سَاهمَ / سَاهٍمي بكَلمَة طَيبَة , أوً مَقَالً , أوً لَوًحَة , أوً قَصيدَة , أوً فِكرَة , أوً رَأي , أوً خْبرَة تَدفَعً حَيَاتُنَا للأمَامً ... تحيَآت إدَارَة منتَدَى الملوك ")
رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 N3u5p1

 

 رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 12:42 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الســــــــــــــــــلام عليـــــــــــــــــكم جميعــــــــــــــــــا بدون إستثنـــــــــــاء...

بدء الكلام **

الحقيقة أعترف ...إن التوتر ونقصان الشجاعة هي سيدة الموقف لتأخير إنزال روايتي هذه...
لكن ... حاولت قهر هذا التوتر والتخوف لأني أحببت فكرة أن أولد قصة من مجتمع عماني...لكاتبة مبتدئة عمانية...وكانت هذه بدايتي...

كل الشكر والعرفان لـ (( أبلا إرادة...وساااعة ...وبنوتة وزارا))... لتشجيعهم لي...{ يالله نردها بالأفراح لكم يا بنات}...

وهذي مجرد البداية... للكل أطالبكم بنقدكم ورأيكم... لإني محتاجة لدفعة تشجيع

وإن كانت مجرد كلمات...

.

.

((( أحرف مطمورة بين طيات الورق ...)))


((( تمهيد )))
أشرت له بإضطراب: أنا مو كتلة مشاعر خداعة... أنت إلي ما تكف عن الإهانات والنظرة المزدرية وأساليبك القاسية...

قال ببرود: هذا أنا...

تشجعت وأشرت له بكل قوة: وهذي أنا إلي ما تتشرف بلمسة من حديد...وقلب من حجر... طلقني...

لحظة صمت مرت علينا بعد هالكلمة... جمدت حركته وهو ينقل أنظاره من يدي لوجهي... وكلها ثانية وكان للقسوة والغضب نصيب من تعابير وجهه... مسكني من كتفي وهزني...

وصر على أسنانه: إياني وإياك تذكرين هالكلمة وإلا...

دفعت يده وأنسليت منها... وأنا أأشر له بعناد: طلقني... طلقني أنا ما أطيق لك وجود بحياتي..
.
وكانت هالكلمة إلي عاندتها فيه هي إلي أشعلت غضبه... سحب شيلتي إلي كانت تتأرجح ورماها... وما حسيت إلا ويده تنسل خلف رقبتي... زاغت عيني رعب... هذا شكله ناوي يقتلني... شد على شعري من الخلف وقرب وجهي له وأنا أتوجع ...

قال بهسيس الأفعى: والله ثم والله...ثم والله...وهاذاني حلفت بالثلاث...إذا فيوم جيتي تأشري لي بهالكلمة...لتشوفين النجوم فعز الظهر...

.وبعدها شد على شعري حتى مال راسي لورا...
وشدد على كلماته وهو يهمس: زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل....

إرتجفت شفاتي حاولت أصرخ عليه بكل حره ...حاولت ...وحاولت... لكن من دون فايدة..صح ما تنقصني الكلمات ...لكن ببساطة أنا خرساء...والصراخ بالنسبة لي نوع من الجنون والهستيرية...

حسيت بأنفاسه الحارة تلفح رقبتي...تجمدت وتسمرت... وبعدها سرت رعشة على طول ظهري...فجأة تركني بتقزز وأرتميت بقوة على الكنب...

قال بصوت أجش : وهذا ردي على قولك إني من حجر...

ولف طالع من المجلس... وتاركني ألملم بقايا نفس تبعثرت من المشاعر الجديدة والغريبة علي...
.
.
.

((وهذه البداية)).....
.
.
فتح باب الغرفة .. .وشتت أنظاره فكل بقعة.. .يحاول يختلق لها طيف بكل مكان... يشم من عبير أنفاسها العالقة ... ويحس بالحرارة الباقية على السرير...

سرت رعشة على طول ظهره... وغمض عيونه... يعزي أمل... الغضب طعنه بالتسرع...وبأسمى غايات الندم...اهتز جسمه برعشة خجل... ارتمى على ركبته... يبكي... ومن قال إن من الخجل... الرجل يبكي... هو...(كاذب)...

بعد فترة...

لفت نظره الدفتر الثقيل إلي كان محطوط عالكومدينة... فقرأ أول كلماتها... وعرفها...
سرت شفايفه برقة على مجلد الدفتر.. .ولملم رجوله يقرأ الصفحات ... الذكريات ... المدفونة كلماتها بين نبضات الورق...
.
.
.
(((((((((((((((الفصل الأول)))))))))))))

~~**الذكرى الأولى..**~~


جونو...

عندما ترتعش الأقلام
تتضور أمعاء الكلمات
جوعا في الكتابة
لم نجد سوى أحلام
وبقايا أمنيات
تعانق الحزن بغرابة
..
الأفق تطارده الغيوم
في فضاء طلق
يهرب بعيدا ..ثم بعيدا
في نفس الفلك يحوم
يصاحبه القلق
إذا لا مفر من الغيوم
إن أمطرت الغرق
فألطف بنا يا حي يا قيوم
بعدلك الحق ..
..
لم تكن تنبؤات أو تكهنات
وإنما آيات فاقت على المعجزات
لم تكن السواحل
بالزئير تهذي
وإنما حقيقة مدهشة
أتتنا من المحيط الهندي
أتتنا على هيئة نار باردة
لتلتهم حضارة بالمجد شاردة ..
..
عراك في بحر العرب
وخطر .. إلينا يقترب
إعصار وبرق ورعد
وطوفان يغرق (رأس الحد)
يرشح الدمار والرعب
..
في صخب الموج بقايا أمنيات
حرب مع الطبيعة وتوسلات
أغرقت (مسقط وقريات)
فلم رعب
في قلوبنا يدّب
لم يكن أبطاله ستالوني وتوم كروز
وإنما جونو والطبيعة ولغز
ظهر بعيدا عن الخيال
وعانق الواقع والحقيقة في الحال
..
مسقط الغارقة تحت الطوفان
كلنا في دهشة و حيرة
عندما إلتهمك الإعصار
وضل ينحت في شواطئك
الجميلة بحقد وغيرة
وشرّد أهل الدار
أتتك العاصفة على حين غرّة
على هيئة وحش غدّار
سحق معالمك الغفيرة
واغتصب حسنك البار
آه منك أيها الغضب القادم من الشرق
الساكن في بطن البحار
أتيت بالخوف والدمار
..
الحضارة مسقط
ومسقط الحضارة ..
عزاء لجمالك .. لعنفوانك
وعلى دمار في مجدك هبط
انه الماء
أتت به الريح
وغضب السماء
الماء الذي من دونه لا حياة
والماء بسببه يفتك بالحياة
غضب السماء
أتى بقسوة مظلمة
بيوت محطمة
والأخرى مبهمة
تحت المياه غارقة ومهشّمة
أشجار سحقها الإعصار
ومركبات التهمتها الأخطار
جثث ابتلعها
الطين والرمل ..
الطريق موحشة من (مسقط إلى العامرات)
أطفال يبحثون عن زجاجة ماء وبضع تمرات
تائهون بين الأنقاض والمغارات
مقبرة ممتدة وحزن يرافقهم
في الشوارع المكسرة ينافقهم
منظر كالخيال ..
مشاهد و ذهول وسيارات
تسبح في صخب البرك
كأنها حيتان تئن للزواج
الجميع في دهشة
عطش وجوع وتعري
وحنين طائرات
وطن تائه في مغبة الضياع
فوضى وابتهالات
آذان يكبرّ ودعاء
يرتجي رحمة السماء
البيوت غارقة
والمدارس مكتظة
بحزن عظيم وبأس اليم
من الماء ..في الماء
..
هذا .. ما تركه جونو ورحل
ترك وراءه الأسى والدمار
وغادر بتكبر وافتخار
..
غدا ستعود مناطق عمان المتضررة
تلبس حلة العمران بمفخرة
ستعود مثلما كانت شامخة حرة
متزينة بالحلي كالجوهرة
..
شهامة من الشرطة والجنود
والمواطنين جهدهم مشهود
كلهم في عمليات الإنقاذ مشاركين
وبأرواحهم مخاطرين
لتقديم المساعدات بلا حدود
هم أهل عمان
شجاعة وجود
من أصل الشهامة والصمود
في المخاطر وللمواقف أصحاب رسالة
يمشون على نهج قائدهم
ذوي بسالة
كرم وجراءة وقلب ودود
هنيئا لكِ بهم يا عمان
فلن يهزّكِ الطوفان ..
ستظلين دوما محفوفة بالأمان
و برعاية الرحمن
..

(((للأمانة منقول....لابوالحسام - 9/6/2007م)))

.
.

((يتبع))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 1:04 pm

الأربعاء.. الفجر...
18-7-2007...

أتذكر الوحدة إلي عشتها لساعات... متكورة على نفسي أفكر كيف صارت حالتي... تسآءلت ليش أتعذب كذا؟ ليش أنا بالذات؟ أستغفر الله العظيم... أستغفر الله العظيم... لكل شيء حكمة... وهذي إرادة الله... كنت أتوجع بكل ما للكلمة من معنى... هذي أنا متكسرة من الضرب... توني خارجة من صدمة وجا أبوي وكملها...
مشيت للحمام (تكرمون) وغسلت وجهي... ناظرت المرايه... أخخخ يا أبوي... أنا بنتك .. قطعة منك... تعاملني بهالوحشية؟؟... وهو من متى أنا بنته؟؟ آآآآه... شفت وجهي مليان كدمات وجروح... شفايفي منتفخة... وعيوني مخضرة ومحمرة ومزرقة من الضرب... ابتسمت أسخر من شكلي... حمادة قص شعري بغباء وأبوي عفس خريطة وجهي...
رجعت تمسكت بالمغسلة وأنا أناظر المرايه أبكي... آآآآآآآآه متى ينتهي هالعذاب... متى ينتهي؟؟؟... طلعت لي لبسه وخذت لي دوش ساخن... أحاول أسكن الألم فجسمي... وبعدها توضيت وأستقبلت قبلتي... دعيت يكون فرجي قريب... يهدي ويحنن قلبين تجمدت فيهم الرحمة وتركوا طفلة ضايعة...
لما وقفت على رجولي إلي مازالت ترتجف فتحت الضوء بالغرفة... لأحظت لأول مرة الغرفة رغم بساطتها وصغرها إلا إنها قمة فالذوق... السرير كان منفرد متوسط وألوان الغرفة مشرقة... كنت تعبانة بسبب ما بكيت ... ورميت نفسي عالسرير... تذكرت أقوال أبوي {ليتك متي وأنت نطفة برحم أمك... ليتك متي وأنت جنين لما قالت لي أمك إنها حامل وإنها ما تتشرف يكون لها طفل مني... ليتك متي لما حاولت تتخلص من جنينها... ليتك متي لما عرفنا إنك خرسا...}...
وتبقي يالخنساء حلقة مفقودة ضايعة بين إثنين ما أرادوك تكوني بهالحياة... وغصب عنهم جيتي... غصب عنك صرتي معنى للمرارة والعذاب... غصب عن الكل...

ومشيئة الله فوق كل مشيئة...

* * * * *

قمت على الساعة وحدة الظهر... الضوء كان يمليء المكان بإشراقة غريبة... نزلت من السرير وحركاتي ضعيفة... وصليت ورجعت أناظر من الشباك... ولاحظت الحوش كبير ومتوشح بخضرة بديعة... ناظرت للباب ... كنت أتوقع أبوي يدخل علي ويصرخ فوجهي... لكن شكله نساني هنا... من أمس العصر وأنا محبوسة بهالغرفة... كنت عطشى وجوعانة... أكيد مو نيتهم يجوعوني... لكن متى؟؟؟ متى أخرج من هالسجن؟؟؟...

الساعة 4 العصر...

خلاص ما عدت قادرة أوقف بطولي... مرت 24 ساعة وأنا ما دخل الماي والأكل فمي... فكرت إن من الوحشية يتركني أبوي بهالغرفة بدون حتى كوب ماي... جلست عالأرض مستندة بالجدار... دموعي تنزل وشفايفي جافة ... وحلقي ناشف... ودي بشربة ماي... متى يتذكروني؟؟ متى؟؟
وكأنه سؤالي إجابته حاضرة... أنفتح الباب ودخل أبوي ... فتح عيونه مصعوق... أستغربت إندهاشتة... وقفت شوي شوي وضلوعي يتكسروا... طاحت عيني على المرايه... وتذكرت إني ما لابسه شيلتي... وشعري منسدل على كتفي وقصته الغريبة الغبية مع خريطة وجهي ودموعي كأني بنت شارع ... مشيت لشيلتي وسحبتها ألبسها بإهمال ولفيت الشيلة أغطي وجهي... وبحرة ألم أعطيته ظهري... مو قلة أدب إلا ألم... ألم وحرج...
سمعته يقول متردد: لا تعطيني ظهرك... ولا تغطي وجهك...
لفيت له...غريب كيف عذابي يتلذذ فيه أبوي... رفعت راسي له وما نزلت الشيلة أنتظر صوته يجيني... غاضب... وناقم... لكن على العكس...
تكلم أبوي بهدوء: أجلسي يالخنساء...وأسمعيني...
ناظرته بغرابة... وجلست بعيد على طرف السرير... وأبوي واجهني جالس على الكرسي...
قال: ما راح أطول... لأني جاي أذكرك بكلمتي... أنت إلحين صرتي مسؤوليتي بما إنك تعيشي تحت سقف هالبيت... بتكون لك حرية التصرف فطريقة عيشتك... لكن تذكري أنا لي قوانيني إلي راسمها... وما أسمح لأي أحد يتخطاها ويتجاهلها لأني... (وشدد عليها ) لأن عقابي شديد...
سكت شوي وكمل بعدها: زوجتي رفضت وجودك لكني أقنعتها... وجودك فهالبيت مثل عدمه بحضورها... وما أتوقع هذا صعب...
دريت إنه يقصد لساني الأخرس... ناظرت لبعيد بشرود... أسمع إهاناته مثل فحيح أفعى تنفث سمومها... وأنا بكل بساطة الصمت عاقد لساني... لأني تذكرت فغمرة هاذي الأحداث كلها إن هذا الشخص الجالس قدامي... هو أبوي رغم كل شيء... وله مني إحترام واجب...
وكأنه حس بضعفي قال: ما أخفى عليك رفضي لوجودك...
دمعت عيني بضعف ...لكني بكل قوة كبتها... وسمعته يكمل بتجرييييح...
أبوي: لكن أنا مرغم ... مرغم بسبب موقعي فالمجتمع... بوجودك تذكرت فشلي وأنا شاب بلا خبرة بزواجي من أمك... وأنت كنت الدليل... عاقتك أثبتت لي فشلي الكبير... ووجودك فهالوقت ذكرني بالفقر والعدم والفشل... لما أرتقيت سلم النجاح رفضت أدخل عنصر الماضي فحياتي... لكن...
ناظرني بقهر... عرفت وقتها إن أبوي ما ضمني له إلا لأنه يخاف المجتمع ينظر له بطريقة مختلفة إذا هو رفض وجودي...
مشيت للمسودة إلي ما تفارقني وكتبت : ورغم كوني عالة عليك يا بوي ...أنا بشر ولي كيان وحتى بعاقتي... لي أحاسيس... ومشاعر...
قرأ أبوي المسودة ...قال بعد صمت وبإحتقار: أنتي بعتي شرفك بكل بساطة...
هزيت راسي بعنف... كتبت له: مو أنا يا بوي إلي أبيع شرفي ببساطة... ما كنت بسلم نفسي لأي أحد حتى ولو كان موتي... لأن مخافتي بالله أكبر من خوفي بنزوة خالي...
مسكت مصحفي وحركت شفايفي بقسم بلا أي صوت... السكون أعطى القسم الصامت رهبة... حسيته جمد بجلسته... وبعدها ناظرني بنظرة جديدة... تختلف كلياً عن الغضب...والشك... ممكن تسموها نظرة شفقة...
كتبت: أنا خرسا لكن مو مجنونة أو متسربة يا أبوي... تتشمتوا وتعايروني على خرسي... على شيء أنا مالي قدرة فيه... هذي إرادة الله... والحمد لله على نعمه...
لفيت للشباك ونزلت شيلتي ورجعت ألف عليه... وأنا أأشر على وجهي... وهذا هو ردك علي... وبدون ما أحس نزلت دمعة حارة لخدي وأنا أناظره...
أهتزت شفايفه وهو يقول: أنتي وأمك...
قاطعته وأنا أمشي للمسودة وأكتب: والله أنا ما أعرف عن أمي أي شيء غير إنها تزوجت وعندها بنت... وأنا لما رحت لها طردتني من بيتها وكان هاليوم نفس اليوم إلي جيتك فيه... وطردتني... ذاك اليوم إلي ترددت فيه أبات بالمسجد أو عند خالي إلي غرتني طيبته...
وتم يناظرني بتشكك...حتى ما قدرت أستحمل شكه...
وكتبت : سؤال واحد يا أبوي والله حسيب بكل فعل وقول... شو ذنب طفلة خرساء بكل هذا؟؟ أي ذنب أقترفته حتى أتعذب؟؟ أي ذنب أقترفته حتى ترفضوني وتطردوني ؟؟ أي ذنب أقترفته لما جيت خرسا؟؟ أي ذنب أقترفته لما وثقت بخالي وطالبت بسند؟؟ أي ذنب أقترفته حتى تجي وتضربني بهالشكل؟؟ أي ذنب يا أبوي؟؟ أي ذنب؟؟...أي ذنب؟؟...
وطاحت المسودة ويدي ترتعش... وطحت أنا على رجولي ضعف... وأغمى علي... ويا كثر هالإغماء إلي يستقبلني بأحضانه بكل شفقة...

* * * * *

ما أذكر الوقت أو التاريخ بهالوقت...

حط شخص كوب على شفايفي... آآه ... آآآه ماي؟؟!... وبدون وعي حطيت يدي على هاليد والكوب ...شربت بكل لهفة... وشفايفي ترتجف ... لثمت هاليد وأنا ابتسم... أشكرها على رشفة الماي هذي... كل هذا وأنا مغمضة... وبعدها حسيت بيد حنونه تمسح على راسي وترجعني للوسادة... كلام ما فهمت منه أي شيء... وقطرات ماي تنسكب على وجهي... حتى وصلت لشفايفي وأكتشفت إنها من ملوحتها... دموع؟!...

غريب من يبكي علي؟؟!!

* * * * *
.
.
((نهاية الفصل الثالث))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 1:07 pm

(((((((((((((((((الفصل الرابع))))))))))))))))

~~**أخفضي جناحيكي..**~~

الخميس...
19-7-2007...

فتحت عيني وقمت مفزوعة... جلست أناظر المكان... وتذكرت إني ببيت أبوي... لاحظت لزق جروح على يدي ووجهي إلي لامسته... فجأة إنفتح الباب ودخلت منه شغالة جايبة معها كاس عصير... ابتسمت لي وأشرت على أكل كان محطوط على الكومدينة... هزيت لها راسي وطلعت... كنت محتاجة للأكل والشرب... وحطيت يدي على الصينية... رغم جوعي ما أكلت إلا شوي وحسيت نفسي برجع الأكل إذا أكلت أكثر... تركته وشربت العصير... وأنا أسند نفسي على الوسايد... شو صار لي؟؟ ومن حطني بالسرير؟؟...

قمت من سريري أخذت دوش ولبست جلابية بسيطة... كان الوقت الساعة 7... فتحت الباب ونزلت السلالم... مشيت شوي شوي لأني كنت تعبانة... وقفت عند مدخلها وسمعت أصوات هرج ومرج... أصوات ضحك وسوالف... لاحظت المطبخ فـ رحت له... حصلت الخدامات جالسات يسولفن... عددهن كان 6 ... ثنتين منهن قاموا لما شافوني... إلي كانت جايبة لي العصير جابت لي كرسي أجلس... والثانية جابت شاي بالنعناع...
وهي تقول بإبتسامة حنونة وشفوقة وعيونها تتنقل على وجهي المعفوس: ماما هذا واجد زين...
أبتسمت لها وهزيت راسي... وراحوا لصاحباتهم يكملوا سوالفهم... أما أنا فجلست شاردة أفكر... وما حسيت باليد إلي إنحطت على كتفي... لفيت وجهي وناظرت حرمة كانت تبتسم بكل حزن...
قالت بصوت هادي رغم إني شفت إستغرابها على وجهي: كيفك الخنساء؟؟
هزيت راسي وأنا ألف الشيلة على وجهي ...
وقالت مرة ثانية وهي تحاول تكون طبيعية: أكيد ما تعرفيني... أنا هدى زوجة عمك سيف...
ابتسمت بضعف... وفاجأتني لما تكلمت بلغة الإشارات: أنا أفهمك يا الخنساء... كلميني...
أشرت لها: أنتي تعرفي تتكلمي بهاللغة؟؟
جلست عالكرسي... وابتسمت وقالت بصوت حنون: أيوه... أمي كانت بكماء وصماء لما صار لها حادث هي وأبوي قبل عشرين سنة... توفى أبوي وصارت أمي تعاني هالمرض... بس ربتني أنا وأخوي وتعلمنا لغة الإشارات علشانها وما كأن شيء صار... بس هي توفت قبل سنتين...
أشرت لها: الله يرحمها... ويسكن روحها الجنة...
قالت لي:آمييين.... أكلتي؟؟
هزيت راسي بأيوه... وقالت وهي تحاول تخترق شيلتي وتناظر الكدمات: أبوك خبرنا إنك كنتي عند خالك وطحتي من السلالم... ونقلك للمستشفى وتميتي كم يوم... كنت أريد أزورك بس هو قال إنك عنده...
سكتت شوي... وبعدين رجعت تقول مترددة: الخنساء...؟!
ناظرتها وأنا أفكر كيف أبوي خبر الكل عن الأيام إلي طلعت فيها من البيت لحد اليوم... والله شيء غريب...
قالت وهي تمسح على يدي كأنها شاكة بشيء أكبر من هالسالفة: محتاجة لشي؟؟ تريدي تقولي شيء؟؟ أنا وسيف موجودين...
ابتسمت بألم وهزيت راسي وأشرت لها.. لا... ما ودي بشيء... وطلعت من المطبخ ورحت لغرفتي... فكرت إني لما كنت محتاجة لسند ما احد وقف معي... ولما طاح الفاس بالراس سألوني عن حالي...

* * * * *

الثلاثاء..
24-7-2007 ...

مرت أيام عشت فيها ببيت أبوي... ورغم إهانات زوجة أبوي إلي أسمعها بصورة مستمرة يومياً.. عشت بإرتياح... أخوتي علاء وعماد أستغربوا وجودي ...عيونهم تفضح فضولهم ورغم كذا كانوا حذرين... ولا مرة تقربوا مني... وأما طارق وليلى فأمهم ما تفارقمم ...وترفض وجودي بقربهم حتى ما أأثر عليهم... أما أبوي فكنت ما أشوفه إلا قله... وإذا طاحت عينه بعيني ...أشوف بنظرته شيء ما أعرف أحدده...
ورغم هذا النفور... كان لي غرفتي إلي كانت ملجأي معظم ساعات وقتي... ووجباتي اليومية كنت أكلها مع أهلي بوجود أبوي... وبغيره مكاني فالمطبخ مع الخدم... وهذا إلي كنت أرتاح له... بس بعدين صارت عادتي أكل فالمطبخ بحضور أبوي أو عدمه... كنت أحب أتمشى فالحوش الواسع... ومن بعيد أناظر المسبح وأخواني الصغار يسبحون فيه وضحكاتهم تملي المكان... وكانت إبتسامتي باسمه مرة... وحزينة مرة... وما تجرأت أتقرب منهم فيوم... لأني وبكل أسف أدري إنهم ما راح يفهمون لخرساء غريبة...

كان الوقت 8 باليل لما نزلت من غرفتي ... شفت أبوي يلاعب أخواي ويتكلم معاهم برقة وأبوية... وزوجة أبوي تسولف له... كانوا بالصالة وغالباً ما يتجمعون فيها... تعودت لما أشوف أهلي متجمعين بالصالة... أطلع لغرفتي أو الحديقة أو مجلس الحريم... وقفت لما حسوا بوجودي... ابتسمت بضعف وهزيت راسي بسلام لهم... وطلعت للحوش... لأني ما أحب أحسس نفسي إني عالة وثقل لهم...

كنت أبكي وأنا أشخبط على المسودة... أتذكر الصورة إلي إنطبعت بذاكرتي لما شفت أهلي مجتمعين مع بعض...عايلة متكاملة... ما هي بحاجة لفرد جديد غريب...
وسمعت صوت فضولي من وراي: ليش تبكين؟؟
لفيت لعلاء إلي قرب مني شوي... وسأل مرة ثانية: ليش تبكين؟؟
كتبت: أنت تعرف من أنا؟؟
قرا الكلام وقال:أيوه... ليش ما تتكلمي؟؟؟ أمي قالت لي إنك خرساء ...صح؟؟
كتبت له: صح.. أنا لما كان عمري أربع سنوات مرضت... وصرت خرساء ما بقدرتي أتكلم..
سألني سؤال فاجأني: ليش ما رحتي للطبيب؟؟ ليش ما تعالجتي؟؟
فكرت بسؤاله وجاوبت: أنا ما قد رحت لطبيب يكشف حالتي من وأنا بنت 10 سنوات... لأن الدكتور قال ما في أمل... وبعدين خلاص تعودت ... هذي حياتي...
قال وهو يفكر: أنزين... ليش يعني صرتي خرسا؟؟
وعدت أكتب له وأنا أبتسم: كنت مريضة... يقول جدي كنت ضعيفة ومحمومة وبعدين تأثرت وصابني الخرس...
علاء بكل فضول: وليش ما كنت تعيشي معنا؟؟ أعني...
ابتسمت وكتبت: أنا كنت أعيش مع جدي أبو أمي... لكن الله يرحمه توفى قبل شهرين...
علاء: وأمك؟؟ أنا سمعت...
قاطعته لما مديت يدي مترددة لشعره... مسحت عليه بحب... وابتسمت له ... ابتسم لي بإشفاق كأنه درى ليش أمي رفضتني...
وعلى هذي الصورة تفاجأنا بدخيل... لفيت أشوف أبوي متسمر عند الباب يناظرنا بتردد... نزلت يدي وخبيتها ورا ظهري... وبعدت عن علاء... حسيت بالخوف من عصبية أبوي... والحزن لأني شفت نظرة التردد... كأني كائن غريب... مو مسموح له يأثر على غيره... مو مسموح له يعطي أو ياخذ...
أهتزت شفايفي بعبرة... وبتردد كبير وقفت ومشيت من جنبه... وطلعت لغرفتي أحبس نفسي...

* * * * *

الخميس...
2-8-2007 ...

كنت قدام المراية أناظر قصة شعري... ابتسمت أسخر من نفسي... من يشوفني يقول صح مجنونة... تحسن منظره لما حاولت أساوي بين الخصلات... بس يحتاج يد خبيرة تصلحه...
رحت لدولاب ملابسي... أناظر الكم ثوب إلي تبرعت بها أمل لي... اليوم أهلي... أو بالأصح...أهل أبوي وزوجة أبوي... راح يتجمعوا ببيت أبوي... أمممم شو ألبس؟؟... مو من كثر الخيارات بس فكرت ألبس التنورة البنية السادة... والبلوزة البيج بأكمام طويلة وياقة طويلة... كانت الملابس شوي واسعة... أضطريت ألف التنورة حتى تمسك بخصري... سويت من ملابسي بيدي... وناظرت المراية وصادف إني ابتسمت بسخرية لأني متأكدة من أن أهلي راح يضحكون علي... صح بدت الكدمات والجروح تقل أثرها... إلا إنها ما زالت مدموغة بوجهي...ابيضت بشرتي إلا أني شاحبة مثل الأموات... عيني كانت كحيلة واسعة ولونها بلون العسل ... وشعري أسود كاحل بقصته الغريبة... أنفي حاد وشفايفي وردية... مافيوم فكرت أتوجه لمتطلباتي الأنثوية... وأنعشها... لأني كنت بعيدة بأميال والأحزان رفقتي...
فجأة سمعت دق على باب غرفتي... فتحت الباب... وبعاصفة دخلت زوجة أبوي... ناظرتني بتحقير... وبعدها ضحكت باشمئزاز وعيونها على شعري...
قالت: شنو هذا؟؟؟
وكأنها تذكرت إني ما بقدرتي أتكلم قالت: والله إلي يشوفك يقول طفلة خبلة... شو مسوية بنفسك أنتي؟؟ على بالك هذه آخر صيحة فعالم الموضة؟؟... المهم ما علينا... أسمعي...
وبكل حقد قالت بعصبية: أنا ما كنت موافقة تطلعين لأهلي... بس أحمد أجبرني... ما أبيك تنزلين إلا وقت العشاء يصب... تجلسي تسممي بالأكل وبعدها تقومي تاكلي بالمطبخ... ما أبيك تجلسين مع أهلي... بيتقززوا منك... خرسا وكلك على بعضك غلط...بس شسوي.. هذي تعليمات أحمد... فاهمة؟؟؟
هزيت كتفي بسخري ووافقت... أصلا مو نيتي أقعد مع أهلي... وإذا هذا الحل يفرحها أنا يسعدني أكثر...
ناظرتني بتحقير وطلعت...

كانت الساعة على 9 لما نزلت من السلالم... كنت لافة شيلتي لكني كاشفة... مو من عادة الحريم والبنات يتغطوا هم يكتفوا بالملابس الساترة الوسيعة والشيل... وتكون معظم جلساتهم مع بعض رجال على قسم والحريم قريب منهم بقسم ثاني... وبكذا ترددت أنزل... خجلت من إنهم يتذكروا موقفي لما جيت لأبوي ويلمحوا له... كانت الصالة مليانة... ضحك وسوالف... وأطفال يلعبوا هنا وهناك... والشغالات يجيبوا السفرة ويجهزوها...
تقربت من الحريم مترددة... كنت أمسك بطرف تنورتي متوترة وبالمسودة بطرف ثاني... وبلحظة حسيت بهدوء يعم الصالة... رفعت وجهي وحصلت الكل يناظرني... قسم منهم يناظروني يشفقة والقسم الثاني ممتقزز من شكلي... هزيت كتوفي ما يهمني رايهم فيني ...وتشجعت... إذا ما كنت أنا مرغوبة عندهم ...هذا مو سبب يخليني متوترة... خلك قوية يا الخنساء... أنتي بخير بتعليقاتهم وبدونها... هزيت راسي بسلام ...وابتسامة شقت شفايفي...
ناظرت أبوي... تقرب مني وقالي بهدوء غريب: تعالي يالخنساء...
مشيت ووصلت لعنده... أشر على عمي خالد وسيف...
وقال: هذولا أعمامك خالد وسيف..
هزيت راسي بمعرفة وأنا أسلم عليهم... وأشر عمي سيف على هدى وتوأم ولد وبنت أعمارهم 8 سنوات...
قال لي: هذولا زوجتي هدى وأولادي مازن ومزون...
وبعهدها أشر أبوي على عمتي سلمى...إلي رفضتني بعيونها الحادة القاسية...
أبوي: هذي عمتك سلمى... وبناتها نشوى ولجين... وولدها طلال يدرس بالخارج...
ابتسمت لهن وأنا أدري عن الرفض فعيونهم...أنا مو خرساء بس بالنسبة لهم إلا إني مضيعة...ومجنونة... ومخبولة... وأنا بكل بساطة ما أهتميت لهن...
وقتها سمعنا صوت الباب من ورانا ينفتح...
وصوت مو غريب علي ...صوت حسيت بالرهبة منه يقول: السلام عليكم...المعذرة تأخيرت...
أرتعشت وأنا ألف للصوت... لأني بكل أسف طاحت عيني على شخص مو مرغوب... شخص أعتبرته عدو لي... شخص كرهته بسبب وبدون سبب... وبدون ما أحس لفيت شيلتي على وجهي... أخفي تعابيرها وملامحها عنه...
قال أبوي مرحب: أهلا يا ولدي...تفضل يا وليد...
صريت على أسناني ... وكمل أبوي: والعقيد وليد ولد عمك خالد...
عضيت على شفايفي... فالأخير طلع قريب لي.. ولد عمي... حبيت أصرخ فيه إني أكرهك... وما يشرفني أبد أتعرف عليك...
كانت نظرته لي هادية... بغضب مكبوت... وإشمئزاز واضح... أبوي حس بالشرر بينا...
فقال: روحي للحريم تعشي...
هزيت راسي لأبوي... بجلستي مع الحريم ما أحد تجرأ يكلمني فابتسمت ساخرة... إلا هدى إلي كلمتني بالإشارات... نشوى ولجين كانوا نسخة طبق الأصل من أمهم إلا إني حسيتهم ضعيفات الشخصية... أما عن العمة فكانت مسيطرة وأستلمت حش فيني هي وزوجة أبوي من بداية ما جلست...
لكن لما جلسنا عالسفرة كانت الجدة ((مريم)) تسولف لي بحرية ودون قيود... ما أنتظرت مني تعليق أو كلمة لأنها أستلمت دفة الكلام... كنت أسمعها بحب وفضول... كانت تتكلم عن كل شخص فعائلتي...
لكنها صدمتني لما قالت بكل بساطة: ووليد ولدي الغالي... عييت معه أخطب له...كل ما عددت له بنت من الأهل أو الجيران يقول لي دوم يا يمه أنا لما راح أتزوج بخبرك تزفينها لي... ومتى هاليوم؟؟ مدري... يبي يكمل عزبته وهو بعمر الثلاثين... لو كانت بنيتي حية ما كانت خلته فحاله... بس الله يرحمها توفت وهي تولده... وربيته أنا بعد ما رفض خالد يتزوج غيرها... يقول ما بعد سارة مكان لأحد... طيب وشهم وكريم... ووليد مثله بالطباع إلا إنه عصبي زوود والضحك ما يعرفه إلا معي ومع أبوه...
عرفت إنها جدة وليد...أخخخ... أكره هالإنسان وكرهه يسري بدمي بشكل غير طبيعي... حمدت الله بعد ما لاحظت إني جلست لحد نهاية السفرة... زوجة أبوي كانت تناظرني بقهر... بقهر خلى منها تمثال الشر بعينه... ابتسمت لها ووقفت طالعه للمطبخ...

* * * * *

الأحد...
5-8-2007...

كنت أمشي رايحة للحوش لما سمعت أبوي يقول لزوجته: أشتري لها لبسات على ذوقك...
ما سمعت رد زوجة أبوي لأني ما أهتميت وطلعت... وبعدين لما كنت جالسة بغرفتي... جاتني زوجة أبوي ودخلت علي فجأة... ناظرتي بحقارة ورمت كومة ملابس كانت بيدها...
وقالت: أحمدي الله واشكريه ألف مرة... هذي الملابس تبرعتها لك يا الخرساء...
رفعت حواجبي أسخر منها... أما هي فطلعت مشوطة من حركتي... مشيت للأثواب... كانت لبستين... وسيعات مررة بس حالتهن زينة...
كنت ملانة فرحت أدور على مقص وأبرة وخيط... قلت لعلاء يدور لي... هو وعماد ما قصروا راحوا للخدامات وأعطنهم...
كتبت لهم: مشكورين حبايببي...
قال عماد: شو بتسوي؟؟
كتبت: بصلح هالبسات إلي أعطتني إياهم أمك...
علاء: وليش ما تشتري جديدات؟؟ هذولا قديمات...
كتبت: عادي... أنا عندي أقدم من هذولا... بصلحهم ويجوا زينات علي...
وجلست متربعة أخيط... وعلاء وعماد يناظروني ويسولفوا... وما حسينا إلا وشخص واقف فوق رأوسنا... رفعت راسي وكان أبوي... أختفت بسمتي بسرعة وأرتجفت شفايفي... هذي المرة الثانية إلي يشوفني فيها مع أخواني... مسكت لبستي وضميتها لصدري...
سألنا: شو تسوون؟؟
جاوبه علاء: الخنساء تخيط هاللبسات إلي أعطتهم لها أمي...
عماد قال وهو يمسك لبسة: شوف هذولا قديمات ووسيعات... هي تقول عادي... بتصلحهم ويجوا زينات...
رفعت أنظاري لأبوي ولاحظت وقتها إنه معصب...
كتبت له: آسفة... آسفة... بس هي جابتهم لي وقالت إنها تبرعت بها لي...
ناظرني وزادت عصبيته... وطلع من الغرفة... قلت لعلاء وعماد يروحون ... ورتبت اللبسات وجلست ساعة وأنا خيفانة أبوي يجي يضربي... يمكن عصب لأنه مو مصدقني إنها زوجته أعطتها لي... يمكن ظن إني سرقتهم... فتحت عيوني لهالفكرة... وطلعت من الغرفة وشلت اللبسات... شفت أبوي بالمكتب... مشيت له وخليت الملابس بالطاولة...
وكتبت: والله ما سرقت هاللبسات... هي تبرعتها لي... إسألها...
ناظرني وعيونه تلمع: أنا ما قلت إنك سرقتيهم...
وبعدين قال بعصبية: أنا قلت لها تشتري لك ملابس جديدة...بس الظاهر...
إرتحت يعني السالفة ما هي لأنه ظن إني سرقت هاللبسات...
وابتسمت: خلاص أنا عندي غيرهم... الجمعية إلي ساعدتنا بأعصار جونو والدكتورة أعطوني كم لبسة... أعطيها إياهم وأشكرها... جزاها الله ألف خير...
وقف وهو متضايق وبعيونه نظرة تردد وسأل: أنت ما قد شريتي لك لبسة؟؟
كتبت: لا الحمد لله كنا أنا وجدي نحصل على لبسات نظيفة من جمعيات خيرية بالعامرات... وكنت أصلحها حتى يجوا زينات... ولما ضاعت ملابسي بجونو أعطوني لبستين غيرهم...
وقف وناظر الشباك وسألني بصوت مخنوق: أنتي درستي بالمدرسة؟؟
ابتسمت لأني أستغربت أبوي يسألني هالأسئلة... بس جاوبته وكتبت: لا... بس جدي هو كان معلمي... علمني الكتابة والقراءة وحفظت أجزاء من القرآن على يده...
سأل مرة: كيف كنتوا تدفعوا الفواتير ؟؟
كتبت: كان جدي الله يرحمه يشتغل بدكان قريب من بيتنا... وأنا كنت أنجم (( أخيط))الكمة العمانية ...
ناظرني فجأة وسأل: تعرفي تخيطي؟؟
هزيت راسي بأيوة وراويته يدي يشوف آثار الأبر على أصابعي... بس كان فيه آثار الكدمات والجروح... فسحبت يدي بسرعة وخبيتها ورا ظهري...
حسيت بالحرج... فلفيت للباب حتى أطلع... لكنه وقفني لما قال: الخنساء؟؟
لفيت شوي شوي ولاحظته يطلع بوكه من جيبه... وطلع منها صورة أعطاني إياه متردد...
وقال بصوت أول مرة يجيني حنون: تعرفي من هذي؟؟
ارتعشت شفايفي... غريبة شو معناة هالشي؟
لكني ...ابتسمت... هذي الطفلة أعرفها...
أعرفها زين...
هذي أنا...

* * * * *

الأثنين...
6-8-2007...
ما أدري كم كان الوقت بالضبط بس توقعت يكون الفجر...
كنت بسريري نعسانة لما سمعت صوت باب الغرفة ينفتح... حسيت بشخص واقف عند السرير... وجلس هالشخص على طرف السرير... وحسيت بيد تمسح على شعري... ووجهي... و بقبلة على عيوني... يعني ما كنت أحلم... ما كنت أحلم بالمرة الماضية... وبعدها سمعت صوت خفيف... كنت مغمضة... إحساسي قالي لا تفتحي عينك هالوقت... حتى سمعت صوت الخطوات تبتعد... ولما انفتح الباب ودخل الضوء... فتحت عيني...شفت ظهر أبوي وهو يطلع....

* * * * *
.
.
((نهاية الجزء الرابع))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 1:10 pm

((((((((((((((((((الفصل الخامس)))))))))))))))

~~**غسلتكي من مدمعي...**~~


الثلاثاء...
14-8-2007 ...

مرت أيام على وجودي فبيت أبوي... كان لي ملاذي براحة تامة... ما كدرها إلا إهانات زوجة أبوي... وحقدها إلي كل ماله يزيد... ولأني خرساء فهذا سبب سكوتي عن إهاناتها... كلامها ماهو إلا حرقة تسري فكيانها لأني قدرت ألفت نظر أبوي لي... قدرت أرسم فشفايفه إبتسامه ولو كانت حزينة... مثل ما قدرت أطبع فقلبه إحترامه لي...

كان أبوي ليومين يشكي من ألم بصدره... وهذا إلي خلاه يترك شغله لفترة ويرتاح فالبيت وأتقرب منه أكثر... كان كتفي السند إلي يستند عليه ... وكنت الأبنة إلي مستعدة لألبي أي طلب وحاجة يريدها... خلال هالأيام الأخيرة شفت نظرة الألم بعيون أبوي... نظرة التردد إلي كانت تلاحقني وين ما أروح... نظرة الندم إلي كنت أشوفها لمحات... وخاصة بوقت الليل لما ينفتح الباب ويدخل أبوي ويتم عندي دقايق ويطلع...
طريقته غريبة... عجيبة... بس أنا ما فكرت بدوافعه لأن كل فكري هو أرتوي من هاللحظات إلي أحس فيها بيد أبوي حنونة... وقبلة أحن منها ما حصلت...

وجا اليوم إلي إنكسر الحاجز بيني وبين أبوي...
مثل كل مرة جاني بالليل... كان يكح ويمشي بضعف... ومثل عادته جلس على حافة السرير وباس خدي...
وكانت هالمرة الأولى إلي يتكلم فيها...قال بصوت حنون ضعيف مشبوب بالندم: آآه... يالخنساء...
وبكى وهو يحط راسه على يدي ويبوسها... : ســـ ...سامحيني يا بنتي... سامحيني... سامحيني... الندم ياكلني... ياكلني...
تميت ساكنة...وما حسيت بدموعي تنزل... حاولت أفهم الكلام إلي إنقال... حاولت أستوعبه... أبوي يعتذر؟؟ أبوي يطلبني أسامحه؟؟ أبوي ناداني "بنتي"؟؟... أنا..أنا...
مديت يدي ومسحت على شعره... رفع راسه وناظرني أبكي... مسكت يده وبستها من ظاهرها وباطنها... وأنا أحرك شفايفي بكلمة صامته "آآه يا أبوي"...

وبدا يحكي وهو يبكي: كان بختياري... بختياري لما تزوجت أمك... حبيتها وأمنتها على حبي لما سافرت للخارج أكمل دراستي... ولما رجعت لقيتها تغيرت علي... تغيرت حتى إني قلت هذي وحده ثانية بدلوها بزوجتي... صحيح كان غيابي عن البيت متواصل ومتزايد فقصرت بحقها... لكن أبد ما توقفت عن حبها كل إلي سويته علشانها هي ... علشان أتحدى الفقر وأعيشها مثل ما كانت تطلب مني... علشانها هي وبس... وخانتني بكل بساطة لما سمعتها تكلم بالتلفون واحد وثاني وثالث...وأشتعلت فيني الحمية ومديت يدي عليها وطلقتها... وكانت الطلقة الأولى بس ما هي طلقة لأنها أطلعت حامل... حولت حياتي لجحيم... حولت حبي لها لوحش جبار ما يريد إلا الإنتقام لما حاولت تتخلص من الجنين...لكن كملت معها أربع سنوات إلي كانت بالنسبة لي عذاب وكنتي أنتي طفلة منعزلة... كتومة... خجولة... مرضتي بالحمى بأهمالنا وصابك الخرس... وصار كل منا يتهم الثاني بتقصيره... وبعد ما تزلزل كياني وأنهزمت... طلقتها بالثلاث حتى ما أضعف وأرجعها... كرهت حياتي وكرهت كل شيء يتعلق بهالإنسانة إلي خانت حبي لها... وحلفت إني مستحيل أتقبلها هي وبنتها بقلبي... وآخر كلمة قالتها لي كانت إنها بتكون لها الكلمة الاخيرة...
وسكت شوي ورجع ينتحب ويقول: لما جيتيني قلت هي إلي رسلتك لي... ظنيت إنك أنتي كلمتها الأخيرة فطردتك ... ولما جاني وليد وخبرني عنك قلت هذي عمايل سعاد ورفضت أجيك حتى بعد يومين من أصرار وليد... ضربتك لأني كنت أشوفها فيك... كنت أحسبك تتكلمي بلسان أمك...وتنازعت مع أخواني حتى ما يضعفوا لكذبتك أنت وأمك...لكن... لكن... أنتي غيرتي كل المفاهيم... سألت عن أمك قالوا لي صح إنها تزوجت ونستك...وعرفت من مصادر الحقيقة إلي قلتيها أنتي... إنها رمتك لأبوها كل هذي السنوات الـ12... وأنا... أنا إلي كذبتك... كذبتك وطردتك وضربتك... و...آآآآه...
رفع راسه وقال بآآآهه: المرض علمني... علمني وين هي الحقيقة... علمني والندم ينخر عظامي...
ابتسمت بكل حزن... وبست يده... عرفت بالأخير سبب طلاق أبوي وأمي... الله يسامحك يا أمي بس... الله يسامحك... حب أبوي لك تحول لإنتقام وكره أعماه عن الحقيقة... وكنت أنا الضحية...

* * * * *

الأربعاء...
15-8-2007...

كنت جالسة مع أبوي عند الكراسي بالحوش...
قالي وهو يمسح على يدي: أدري إني حتى ولو أعتذرت من اليوم لحد موتي ما راح أوفي بـ...
قاطعته وأنا أكتب له:محشوم يابوي... أنا ما ودي إنك تنقص من نفسك وتعتذر لي... أنت إلي المفروض تسامحني على إني عبء عليك... ولأني أجبرتك بدون إرادتك إنك تعيشني تحت سقف بيتك...
ناظرني بإبتسامة حزينة: ورغم إلي سويته فيك... ترمي اللوم على نفسك... آآآه يا بنتي صدق إنك أصيلة ... جدك رباك وما قصر فيك... وأنا...أنا...
نزلت دمعه من عينه... مسحتها بلهفة... وأنا أكتب له...
قلت: لا يا بوي... إلا دمعتك ما تنزلها علي... الأيام لنا... ونقدر فيها نبدا حياتنا من دون ندم...
قال بإنكسار وآهة: أحس بسكاكين الألم والوجع تنغرس بصدري... ما ندري إذا عشت بعد هاليوم...
أنتفضت بخوف... كان كأنه يقرر مصيره... يا أبوي أنا بديت أتعلق فيك... بديت أحس بسند حقيقي فهالدنيا...
كتبت برجفة: لا تقول هالكلام يابوي... الأعمار بيد الله...
قال: ونعم بالله... كنت طول حياتي غلطان فحقك... وما ودي بعد موتي أخليك تتخبطي فالظلام...
أرتعشت يدي وأنا أمسك بساعده... هزيت راسي بلا... لا... إحنا ما بدينا حتى نفترق بأول الطريق يا أبوي...
كتبت: أرجوك يا بوي... كفاية هالكلام...
ابتسم لي وقال: تأكدي إني راح أكون لك سند حتى بعد موتي...
وغير الموضوع لما وقف...قال: تعالي ساعديني يا بنتي... خليني أطلع لغرفتي أرتاح...
وقفت ونفذت أمره وأنا أفكر بكلامة... والخوف عشعش فقلبي...

* * * * *

الأحد...
26-8-2007 ...
الساعة 8 بالليل...

تاريخ هاليوم راح ينطبع بذاكرتي دوم... مستحيل أنسى هاليوم إلي كان بالنسبة لي طعنة قاسية دمرت كل شيء...
كنت فغرفتي أحس بنقباض... مدري ليش أحس نفسي ضايقة... وفجأة ينفتح الباب بقوة... قفزت من مكاني بخوف...
كان عماد يقول:الخنساء أبوي يريدك... يقولك أنزلي بعبايتك بسرعة...
أستغربت مرة... شو يريد أبوي؟؟... وليش بعبايتي؟؟... لبست عباتي وشيلتي... نزلت السلالم... شفت أبوي عند باب مجلس الرجال ووجهه شاحب مرررة... خفت عليه ورحت له جري... مسكت يده وبستها... وأنا أأشر له شو فيه...؟؟!..
قال لي بتعب: يا بنتي... الضيوف بالمجلس ينتظرونا ...
ورجع يرفع وجهه يقول وشفايفه ترتجف: طلبتك يا بنتي توافقيني... هذا منيتي وأتمنى ما تخالفيني فيها...
هزيت راسي موافقة... وأنا ما همني أي شيء إلا وجه أبوي التعبان...
كتبت له: إلي ودك فيه ياأبوي راح يصير... بس أنت تعبان...
هز راسه: وهذا إلي يجبرني يا بنتي... تعالي وراي...
ترددت أدخل ...لكن تشجعت ومشيت وراه... وأنا أحس بقبضة القدر تقبض صدري... ناظرت للداخل... كان عمامي خالد وسيف يتكلموا بهمس متوتر... وواحد من أهل أبوي ما أذكر أسمه كان جالس مع رجال شيخ... وهناك بكل هيبة كان الشخص إلي كرهته يجلس... وعيونه مثل العاصفة السودا الغايمة... يناظرني والإشمئزاز ينبض بوضوح...
تمسكت بإيد أبوي بخوف... أكره هالوليد لأنه يحسسني بالخوف والضعف... أكرهه لأن نظرة الإشمئزاز ما تفارق عينه... أكرهه لأنه عيونه تفضح إتهاماته لي...
قاموا عمامي وسلموا علي...وبعدين قال الشيخ بهداوه وسماحة: كيف حالك يا ابنتي؟؟ أنت الخنساء بنت أحمد الـ...؟؟!
هزيت راسي بأيوه وأنا أناظر أبوي بنظرة إستفهام... وهنا بدت ضربات قلبي تتسارع...
قال الشيخ: والنعم فيك يا بنتي... يا الخنساء جاوبيني على موافقتك... لأني جيت كاتب وعاقد على زواجك بوليد بن خالد الـ...؟؟!
سكنت ثواني أستوعب إلي قاله... يمكن صابني الصمم وأنا ما أدري... زاغت عيوني بفزع... أرتعشت يدي وهي ماسكة بساعد أبوي... ناظرته بخوف...ليش؟؟ ليش يا بوي؟؟ ليش تحطني بهالموقف؟؟ ... ابتلعت ريقي وعيوني تغشاها الدموع... ناظرت بتردد لوين ما وليد جالس بكل هدوء... كانت فعينه نظرة تحدي... أهتزت شفايفي خوف من المصير القادم... رجعت أناظر أعمامي وأبوي إلي كانت وجوههم تفضح قلقهم وتوترهم...
ما حسيت إلا والشيخ يقول: يا بنتي ما سمعت ردك... أنت موافقة على وليد بن خالد الــ...؟؟!
سمعت أبوي يهمس لي وهو يضغط على يدي: ردي يا بنتي... ردي...
كانت يده باردة... ووجهه شاحب... خفت عليه مرة... ناظرت وليد إلي ما أهتزت شعرة منه... وتركت يد أبوي ولاحظت إنه زاد وجهه شحوب...
هزيت راسي بموافقة وأنا أحس بقلبي يهتز ويرتعش...وقتها أنولدت إبتسامة أبوي... وخفت حدة شحوبة...
قال الشيخ بإبتسامة: تعالي وقعي هنا يا بنتي...
مشيت مثل المسحورة وحطيت يدي المرتعشة على الدفتر... أصابعي ترتعش والقلم رفض يوصل للمكان إلي المفروض أوقع عليه... حتى حطيت يدي الثانية على يميني أحاول أوقف هالرعشة... والدموع بركة على جفوني... وقعت... كنت أحس نفسي وقعت على ورقة إعدامي... وهو أصلا من متى كان قرار الإعدام من قرار المعدوم؟؟!
سمعت أبوي يقول بفرحة: مبروك يا بنتي... مبروك...
وحضني وهو يبوس عيوني المتبللة بالدموع... حسيت بحضنه غريب علي...
همس لي بتعب: سامحيني يابنتي... ما كان لي غير هالحل...كل هذا علشان أحميك...
مباركة أعمامي لي كانت رنين ألم فأذني... وطول ما أنا واقفة رفضت أناظر لغريمي إلي صار زوجي... زوجي؟؟ وكأن هذي الفكرة كانت لي صاعقة... لفيت للباب وطلعت من المجلس جري... وأنا ما زلت أحس بعيونه تتابعني...
.
.
أرتميت على السرير أبكي... أبكي بنحيب... آآه يا بوي؟؟ ليش تسوي فيني كذا؟؟ ما كفاني أعيش محرومة من كل شيء... جيت إلحين ترميني بين مخالب الشيطان...؟؟ الشيطان نفسه... ما أعرف كم مر علي وأنا على حالتي هذي... إلا إني سمعت صوت صرخة تهز الجدران... انتفضت... وبعدها سمعت أصوات صراخ وركض...
.
.
طلعت من غرفتي جري... حسيت بقبضة تلوي قلبي... نزلت السلالم ... فجعني المنظر... كان أعمامي ووليد حوالين أبوي... إلي كان مرتمي على الأرض ونورة زوجة أبوي ماسكة صدره تبكي... أرتعشت وأنا أنزل الخطوات الأخيرة...
وما حسيت بصراخهم وأصواتهم... كل إلي سمعته كلمة مثل السم سرت فشرايين دمي...
(( مــــــــــــــــــات...مــــــــــات...مـــــات...مـات)) ...
أرتميت على ركبتي ودموعي تسيل... أمسك براسي وأرتعش... أبـــ ... ــــوي ... أنــ..ــا... مــــ...ـــــات؟؟ مات؟؟؟ ...
وأرتخت أطرافي وأنا أحس بالإغماء...
.
.
حسيت إني مكومة وراسي يروح مرة عاليمين ومره عاليسار... كان حد شايلني بين يديه... ما كنت بكامل وعي علشان أعرف من يشيلني... نزلت دموعي وأنا ما أحس بأي رغبة أفتح فيها عيني وأواجه الواقع... الواقع إن أبوي مات...

* * * * *
.
.
((يتبع))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 1:25 pm



الساعة 12 ... منتصف الليل...

شفت أبوي بالحلم يطلب مني أسامحه وأنا أبوس أيده وأبكي أترجاه يرجع... لكنه كان يتجاهلني ويعيد لي كلامه ((سامحيني يا بنتي... سامحيني... ما كان لي غير هالحل ... وهذا علشان أحميك... علشان أحميك))...
نهضت من نومي مفزوعة أبكي... وما حسيت إلا بإيد تمسكني من كتوفي وتجبرني أرجع أنام... فتحت عيني وأنا أرتعش بألم... حاولت أبعد الغشاوة عن عيني... ملت براسي أناظر إلي يمسكني من كتوفي... وكان هو..هو... وليد... تذكرت أبوي... وتكونت براسي فكرة غريبة وأنا أدري إنها غبية... هو السبب... هو السبب... كان أبوي صح مريض بس كان يتحسن... وجا هو قلب كل شيء...
شلت إيده عن كتفي بقوة... وحاولت أنزل من السرير... عرفت إني بالمستشفى من السرير الأبيض...
جاني صوته وأشعل رجفة فيني: وين ودك تروحين؟؟
لفيت له وأنا أصلح من شيلتي... ودموعي جامدة على خدي... تجاهلته وأنا أدور على نعلي (تكرمون)... ولما ما حصلتها نزلت حافيه عالأرضية الباردة... وبكل ضعف مشيت حتى أطلع من الغرفة... ودي أشم ريحة أبوي... ريحة الأب إلي بديت أتعلق فيه... ريحة السند إلي بديت أحس فيه... وما حسيت إلا وهو يشدني من إيدي...
قال بحدة: ما في طلعة من هنا...
هزيت راسي بلا... سحبت يدي ...
وأشرت له: أتركني... بطلع..بطلع أشوف أبوي...
قال: مالك قدرة تشوفينه...
اهتزت شفايفي وأشرت له برعشة: أنت شنو؟؟ ما تفهم؟؟ أريد أشوف أبوي... أريد أشوفــــــــه...
مسكني من إيدي وقال بعصبية: الظاهر إنتي إلي ما تفهمي... أقولك ما تقدري تشوفينه... يعني ما تقدري...
حاولت أسحب يدي منه... لكن كنت كأني مقيدة بيده...
وهو يكمل بدون ذرة حزن: عمي الله يرحمه ساعته جات... وهذا المكتوب والمقدر... الدكتور يمنعك تشوفينه وأنتي بهالحال...
سحبت يدي وقلت وأنا أرجع لوراي: أتركني... أتركني...أنت ما عندك ذرة شعور؟؟... أريد أشوف أبوي...
شفت يده تتكور كأنه ناوي على صفعي ...قال: لما آمرك على شيء تنفذيه بلا إحتجاج... فاهمة؟؟
هزيت راسي بعنف... لا...لا...لا... وتجاهلت الشرر بعينه ولفيت بطلع...
وهالمرة ماترك لي مجال مسكني من خاصرتي ورماني عالسرير... قاومته بكل ما أقدر... وكتف يدي الثنتين وصرت أرفسه برجولي... لكنه ما تحرك ولا ذرة... كنت كأني أحاول أزحزح جبل صامد... وبعد دقايق صرت ألهث وأتنفس بسرعة من التعب... وشوي شوي بدت حركتي ترتخي... وسكنت مرة وحدة لأني عرفت إني الخسرانة... ونزلت دموعي...
تركني لما شاف التعب خدرني...
ناظرني شوي... بعدها قال متردد: أبوك... فالثلاجة... وما تقدري تشوفينه...
زادت دموعي وأنا أرتعش... وبديت أنتفض من الألم... حتى ما قدرت أتمالك نفسي وصرت مرة أمسح على وجهي... ومرة ألوي شعري بيدي بكل قوة... ومرة ترتعش يدي وأحضنها لصدري... أنيني يصرخ بوجع... وتأوهي ينسمع صداه... كنت خارج وعي فما حسيت إلا والدكتورة عند راسي تحاول تهديني... وبالأبرة تنغرس على لحمي إلي بصدمة موت أبوي يتوجع...
ولما بدا مفعول المخدر... كنت أناظر الإنسان إلي صار زوجي... خدي يضغط على الوسادة... وأنا أناظره بعين نص مغمضة...
أهمس... وأهمس له بدون أي صوت... بحركات شفايفي كنت أوصل له كلمة وحدة... كلمة وحدة لا غير...
"أكرهك"
"أكرهك"
"أكرهك"
أما هو تراجع لوراه وجلس على الكرسي بكل ثقله... وقبل لا أغمض كلياً... شفته يتأوه ويناظر الأرض ويغمض عيونه... يمسح وجهه ويغرس يده على شعره...
وتركته بهالصورة وأنا أرتحلت لعالم الظلام...

* * * * *

الأثنين...
27-8-2007 ...

مسكتني هدى من إيدي... وهي تقودني من بوابة المستشفى لسيارة سودا كانت واقفة عند البوابة وصاحبها واقف جنبها... تجاهلته ودخلت السيارة...
سندت راسي ودموعي تجري... آآه... يا عيوني كفاية دموع... كفاية...
سمعت هدى تقول لوليد... وكانت هي تجلس قدام: أنا وسيف نشوف إن هذا هو الحل الأصح...
وليد بجمود: أسمعي يا هدى ...زوجتي هي مسؤوليتي... ووجودها ببيت أبوها هو الأصح...
هدى بتأفف: يا أخي ...ما أظن زوجة أبوها بتهتم فيها... نورة فيها إلي كافيها... وشوفها مسكينة جلد على عظم... محتاجة لحد جنبها عالأقل هاليومين... وأنا أقول عندي بالبيت أفضل وأصح لها...ناظرني وليد من المراية... ألتقت العيون لحظة ... وأشحتها بكل تجاهل ما همني رايه... هو مين يكون حتى ...حتى... لكن هو ...هو زوجي ... زوجي؟؟... جمدت دموعي لهالواقع المر...
هدى قالت بنرفزة لوليد... ما توقعتها ممكن تتكلم معاه بهذا الأسلوب...: أسمعني يا ولد خالد وسارة... خلك مرة معي... ووافقني...
وليد لف لها وابتسم ساخر: وإذا ما وافقت معاك؟؟ شو ناويه عليه؟؟؟
تناسيت آلامي لحظة وأنا أناظر هدى وبكل بساطة تضربه على كتفه بمزاح...
هدى بابتسامه حلوه: ما أتوقع ما راح توافق... أنت الغالي إلي مايرفض لي طلب...
ارتعشت شفايفي... وليد...وهدى؟؟؟ ...شو بينهم؟؟؟ هزيت راسي بلا... مو معقولة؟؟ ...لا...
ما حسيت إن السيارة وصلت عند باب بيت أبوي... إلا لما سمعت صوت هدى يناديني وهي فاتحة الباب...
هدى: أنزلي يا الخنساء...
وبأفكاري الشاردة نزلت... كان وليد ينتظرنا... رميته بنظرة حقد أكثر من العادة... حتى إنه رص بحواجبه...
قالت هدى: مشكووور ما تقصر... يلااا الخنساء ندخل...
قال فجأة لهدى: أدخلي للبيت...ودي أتكلم شوي مع الخنساء...
لفت إنتباهي إسمي إلي طلع من شفايفه بهمسة إزدراء... ومثل كل مرة تجاهلته وجيت بدخل ورا هدى... إلا إني ما حسيت إلا وهو ماسكني من يدي وساحبني لبعيد... لحد المسبح إلي كانت جنبه أشجار كبيرة... وظللتنا شجرة عن النظر...
همس بعصبية: وشو حقها هالنظرة؟؟ الكل عرف إني صرت زوجك وإياني وإياك ترمين هالنظرات قدام الناس...
صريت على أسناني... وسحبت إيدي منه...
أشرت له: أبعد أيدك عني... أنا تعبانة وما فيني حيل أتشاد معك...
شفت نظرة العصبية ترتسم على وجهه لأني تجاهلت سؤاله... ومد إيده القاسية تمسك ذقني وتثبته لنظرته...
قال بعصبية: ما أظن إنك من زود التعب بترتمين عند رجولي...
أشرت: أنت شو تبي؟؟ ما كفاك إن موت أبوي كان بسببك...
سكت وهو يناظرني محتار وقال بجمود: من وين لك هالفكرة الغبية؟؟
أشرت له بضعف رغم إني أعرف...إن هالحجة من أساسها غبية: أنت السبب... أنت السبب...
رجعت أأشر: أتركني لحالي... ليش تزوجتني؟؟ ليش؟؟
ما جاوبني لأنه ابتسم بقسوة وهو يقول: وأنت ليش وافقتي؟؟؟
أرتعشت إيدي وأنا أقول له: أبوي... ما كنت أريد أسبب لأبوي التعب... وأنت ..أنت جيت و...و....
ونزلت دموعي بدون إستئذان... تأفف كأنه يزدري منظر دموعي ... وبلحظة صمت رجع يقول لي...
وليد: هدى تريدك فبيتها هاليومين...
قاطعته بشراشة بعد ما مسحت دموعي: ما أريد... أنا أكرهك...أكرهك أنت... وهدى... ما أريد أي شيء منها...
سمعت وقتها صرير أسنانه... مسكني من زندي وضغط عليها...
قال: تكرهيني أنا؟؟ ما أختلفنا فيها... لأن هالشعور بعد متبادل... بس تكرهي هدى؟؟... شو سوت لك؟؟ وإلا نظرتك للناس الطيبة البسيطة أحط من نظرتك لخالك السكير وصاحبه...
حاولت أسحب إيدي... لكني ما قدرت...
سألني بقسوة وبأمر وهو يهزني: وشو حقها هالنظرات المشمئزة؟؟ تكلمي...
سحبت يدي منه وأشرت له بعد تردد: أنت... أنت قذر...تــ... تفكر بوحدة متزوجة بعمك... أنت...أنت...
سكت لما شفت نظرة الجمود والسوداوية فوجهه...ما كنت أتوقع إنه راح يفهمني... لكن الظاهر هو فهم شو أفكر فيه... لأني ما حسيت بنفسي إلا وأنا محشورة عالشجرة وجسمه... ضغط على كتفي بقوة... أرتعشت وأنفاسه تلفح خدي... حسيت بحرقة خدودي من التوتر والحرج...
همس لي بكل عصبية وقهر وهو ينقر على راسي: طمني عقلك المريض هذا... لأن هدى تكون خالتي... أخت أمي من جهة الأب...
وضغط على ذقني وهو يكمل همسه: لكن أكيد... أكيد بيكون تفكيرك بهذا المستوى المنحط...
وتركني ولف راجع لسيارته... ما كان عندي أي شيء أقوله لنفسي... إلا إني بينت له أشد حالاتي غباء...

* * * * *

الخميس...
30-8-2007 ...

رفضت خروجي من البيت... وأقنعت هدى إني برتاح فبيت أبوي... وبكذا مرت أيام العزا بدون تصادم لي مع أرملة أبوي نورة لأنها غلقت على نفسها الأبواب طول النهار... كل وقتي بغرفتي أنتحب أو أقرأ قرآن... مطلبي فساعات الفجر الأولى وقيام الليل دعاء ربي... والمغفرة لأبوي... أو إني أنزل للضيوف العصر وبعد السلام أتم فكرسي أناظر بشرود... صح هي أيام تنعد إلي عشتها مع أبوي بس أنا تعلقت فيه... وحس بفراغ كبير ...كبيييير بعد أبوي...
ورغم إن المكان عزا إلا إني ماسلمت من لسان الحريم... كل ما جلست أسمعهن يتكلمن عني وعن زواجي المفاجئ بالعقيد وليد... يتحسروا إن هالشاب تزوج من خرساء... يتكلمون عني مو كأني خرساء إلا صماء بنظرهن... يتجاهلني ويحشون فيني... ولما أتضايق أترك المجلس لهن ولسوالفهن...

وفمثل هاليوم كانت لي أول مشادة مع زوجة أبوي...وعمتي سلمى إلي ما عرفت قسوتها إلا إلحين...
كنت أبوس ليلى وهي فحضني... وأمسح على راس طارق... وأنا أناظر لبعيد... كنت فالصالة... والوقت على 5 العصر... كان دوم فكري لأخواني... أنا إلي كنت أبكي على يتمي لما كان أبوي حي...على يتمي لما تخلت عني أمي... وعلى يتمي لما توفى جدي... لكن أخواني صغار ما عرفوا كل هالمعاني... وما أريدهم يعرفوها ويعيشوها...
سمعت فجأة صوت يهمس بحقد: أنتي؟؟ أنتي لحد الحين هنا؟؟
لفيت وشفت زوجة أبوي وكلها شرر... وعمتي سلمى إلي تزيد عنها بالعصبية...
ناظرتها ببلاهة... وأنا يعني وين بروح؟؟...
صرخت نورة : أتركي أولادي... لا بارك الله فيك ... لا بارك الله فيك يا الخرسا الساحرة المجنونة...
أرتعشت يدي بسبب صراخها وحسيت أخواني إنتفضوا... تركتهم وأشرت لهم يطلعوا...
زاد صراخها لما شافت إن أولادها يستجيبوا لي: أنتي ما شبعتي؟؟ ما كفاك إنك قتلتي زوجي... رملتيني...ويتمتي أولادي... ؟؟ تجين توسوسين لأولادي؟؟
أشرت: أنا؟؟
صرت على أسنانها: إيه أنت يالـ... أطلعي ...أطلعي من بيتي... أطلعي... لو ما وجودك... ما كان أحمد مرض وتوفى... أطلعي أقولك...أطلعي... أطلعي...
تسمرت فمكاني... وما حسيت إلا وعمتي تثرثر بحقد...
عمتي سلمى: أكيد معجبنك الوضع... الورث ينتظرك... أنا أدري إن هذي خطتك ...تمثيلتك معــروفة...مكشـــــوفة من البداية...
أشرت لها: لا... كل كلامك خطأ...فخطأ... أنا ما همني الورث...
ما فهمت لي زوجة أبوي...ولا عمتي إلي مسكتني من يدي وسحبتني...
صرخت: لا بارك الله فيك وفأمك... يالخرساء... أنت سبب كل المصايب ...أطلعي من البيت أحسن لك لا أسحبك...
سحبت إيدي منها بكل عنف... أنا ما سويت أي خطأ حتى ترمونه فيني؟؟ ... سمعنا وقتها صوت عند الباب... كانت هدى واقفة تناظرنا بحيرة... بعدت عنهن وأرتميت بحضنها أطلب سند لي فهالمحنة...
أشرت لها: يريدون يطردوني يا هدى من بيت أبوي... يتهموني فسبب موت أبوي...
تكلمت هدى متوترة: نورة...الله يهديك وأنت يا سلمى ...شو هالأفكار؟؟ أحمد رحمة الله عليه يومه جا... والأعمار بيد الله... والخنساء مالها يد بأي شيء...
صرخت نورة: طلعوها من بيتي... طلعوها... هي سبب كل المصيبة... طلعوها...
وبكت وضربت خدودها وراسها... أرتعشت لما وقفت لوحدي...أناظر هدى وسلمى يشيلنها لغرفتها...كانت منهارة بجد... لكن...أنا...شو ذنبي؟؟؟ كل ما أدور على بر الأمان وألمحه...أصطدم بالمصايب... رحت لغرفتي وأنا أرتعش... يا خوفي يطردوني من هالبيت إلي كنت بديت أحس فيه بالراحة ... ريحة أبوي ما زالت تنبعث من هالمكان...يا خوفي يطردوني وأنا مالي أحد ملزوم يضمني له... عمامي أحسهم أغرب من الغريب وهم مو ملزومين فيني وأمي حية... أمي؟؟؟ لا هي حتى تكره شوفتي لأني أذكرها بماضيها التعيس مع أبوي... بس هي ملزومة فيني... لازم أروح لها وأتكلم معها... لازم...

* * * * *

الأحد...
2-9-2007...

كان الوقت على 12 ونص الظهر...
لبست عباتي ولفيت شيلتي وتغطيت...وطلعت لغرفة البواب... ضربت الباب وطلع لي البواب...
كتبت له: عمي... لو سمحت أريد سيارة توديني للخوير...
ناظرني البواب محتار... وما كان له إلا ينفذ... أصر هو إلي يسوق بعد ما شاف فيني الجد...
لما وصلت لشقة أمي... كتبت للبواب: عمي لا تنتظرني...
قالي وهو محتار وبنظرته قلق: يا بنتي وين مجيبك هنا؟؟ وكيف ما أنتظرك؟؟
كتبت: هذي شقة أمي... أنا لازم أتكلم معها... لا تنتظرني لأن زوجة أبوي يمكن بتحتاج لك... برجع بتاكسي إن شاء الله...
وطلع بعد ما أصريت عليه... ومشيت طالعة للشقة... ضربت الجرس مرتين وأنتظرت يطلعولي... أنتظرت وأنتظرت فما في جواب... فالأخير قلت يمكن طالعين فجلست على الدرج أنتظرهم يوصلوا... طلعت لي خبز وجبن وكليتهم وأنا أفكر شو بقول لأمي...

* * * *

الساعة 4 العصر...

فهالوقت بعد ما تكسرت ضلوعي وانا جالسه عالدرج سمعت الصوت إلي عرفت فيه إنهم رجعوا... فتحت باب السلالم وناظرت أمي تكلم زوجها... وزوجها حامل لما إلي نايمه... وشغالتهم تفتح الباب... ترددت وحسيت بخجل كبير وقررت أتراجع... فالوقت إلي دخلوا الشقة وأنا واقفة بمكاني مترددة تنبهت إني لازم أتكلم مع أمي... فرجعت أضرب الجرس وأنتظر...
طلع لي زوج أمي إلي ناظرني محتار بالأول... وبعدين مصعوق لما نزلت غطوتي... حسيت نفسي مثل المتشردة وهو يناظرني محتار...
كتبت مترددة: السلام عليكم... عمي أرجوك... أريد أتكلم مع أمي...
شفته تردد بشكل كبير وبعدين سمعنا صوت من الداخل ينادي: فيصل... من على الباب؟؟
فتح زوج أمي الباب حتى طاحت عيني بعينها... ومثل ما شفت نظرة العصبية بسرعة ترتسم على وجهها جاتني وحاولت تسكر الباب فوجهي... لكن أنا بشجاعة مسكت الباب بيدي ودفعته شوي ودخلت...
صرخت بقوة حتى إني أنتفضت أنا وزوجها: شو تبين أنتي؟؟ طلعي برا أشوف...
أخخخ يا أمي غريبة كيف تزوجتي وخلفتي هالطفلة وأنت ولا فيك ذرة شفقة علي أنا... بنتك الخرسا...
كتبت لهابكل حزن: جيت أخبرك يا أمي إذا ما دريتي أن خالي (أخوك) إلي أستغل ضعفي وحاجتي لسند وإلي حاول يبيعني لأصحابه القذرين أنسجن... وأبوي رحمة الله عليه توفى...
ناظرت المسودة وجمدت بمكانها لحظة...
ورجعت تصرخ علي: وأنا شو يدخلني... وانتي ما تجيني إلا تزفيني هالأخبار؟!... صدق إنك مقرودة ومنحوسة...
مسكتني من يدي... هذي هي اللمسة الأولي لي من أمي... إلي أحس بيدها تنطبع على زندي وتلتف عليها مثل قيد من نار... وبكل جرأة وتجاهل لزوجها إلي كان جامد بمكانه... سحبتني ودفعتني للباب... لكني أنسليت من بين يديها...
كتبت: أنا أدري... أدري سبب طلاقك من أبوي...
همست بعصبية: لا بارك الله فيك وبأبوك...
مسكت يدها بسرعة وأشرت: لا تدعين على أبوي...
ناظرتني متقززة من إشاراتي الغريبة... فعلاً في ناس إما تستغرب وتشفق علي أو تتقز من إشاراتي... وأمي من فئة إلي تقززوا... رغم إنها... أمــي...
كتبت: وأدري أنك إنتي السبب... تذكري يا أمي أنا أكون بنتك... برضاك أو غصب عنك أبقى أنا بنــتك... وملزومة أنتي فيني بعد أبوي...
وما حسيت إلا بالصفعة على خدي ومن قوتها صدمت بالباب وتأوهت... والغريب إن زوج أمي مسكني من يدي وهو يسألني عن حالي...
ناظر زوجته وقال: شو فيك يا سعاد؟؟ ليش ضربتيها؟؟
صرخت عليه: تبيني أعيشها معي... تقول أنا ملزومة فيها بعد أبوها... تخسي ... هذا إلي ناقص... خرجها من بيتي...
ما كان لي أي ردة فعل غير سكوني إلي من أعماق أعماقي هز كياني... هذي امي للمرة الثالثة ترفضني... ورمت فيني بكل برود...
كتبت لها: أنا ما جيتك علشان أرغمك علي... فاض الكيل ووجودك بحياتي أو رفضك لي ما عاد يهمني...
وحسيتها تقرب مني وهي تصارخ: وإذا هذا كلامك... ليش هالتمثيلية الغبية إلي جايبتها لي؟؟
مسكتني وهي ناوية ترميني خارج شقتها... لكن أنا وإلي بعد صفعها لي وصراخها علي صار ما عاد يهمني نظرتها لي... سحبت نفسي منها...
وكتبت: حاولت أنزع فيك هالقسوة لكن مادريت إن ذاتك أنزرعت من جذورها بهالقسوة...وتذكري فالأخير إن جزاك يا أمي عند رب العالمين...
جمدت بمكانها بدون أي كلمة لأني ما تركت لها مجال... ولفيت وأنا أبتسم لزوج أمي إلي ناظرني مشتت... غريبة هالإنسان ما فهمته... مرة أشوف فيه الضعف ومرة أشوف فعيونه الشفقة ومرة أشوف فيه حب التخلص من هالمشكلة... مسحت على يده أطمنه وكتبت له عالسريع: آسفة لأني أفتعل المشاكل بينك وبين أمي...
ناظرني وعيونه تلمع بأسف وضعف... صحيح أنا من داخلي مهزوزة لكن بينت معدني الصلب وأبتسمت لهم بالسلام... لكن قبل كل هذا كتبت لأمي عالمسودة كلمات أصب فيها مشاعري... وتركتها بين يديها وأنا أبتسم لها بكل جرأة وشجاعة وأطلع من الشقة...

* * * *

الساعة 6 ونص...

نزلت السلالم ومشيت شوي هايمة وبعدين رحت أدور على تاكسي... ورجعت للقرم لبيت أبوي... وأنا أتجاوز البوابة وبعدها غرفة البواب... وقتها لاحظت الإنسان إلي واقف متكي على الجدار... يناظرني بسوداوية...
وبكل برود كملت طريقي بدون ما أعطيه أي أهتمام... ومثل كل مرة ما حسيت إلا ووليد مسحبني... شلت يده بكل قوة...
وأشرت: أتركني لحالي يا أنسان... أنت ما عندك غير تسحبني...
سألني بجمود: وين كنتي؟؟
ما جاوبته ولفيت بطلع... إلا وهو ملزقني على الجدار...
صرخ: لا تعطيني ظهرك...
أشرت له بكل عنف: تذكر إنك مو بمهمة عمل... أنت مو سجاني حتى تأمرني وتصرخ علي...
زاد ضغطه علي وصرخ وهو يسأل: وين كنتي؟؟
رفضت أجاوبه... وهمس وهو يصك على أسنانه: أدري عنك رحتي لأمك...
ناظرته بقهر... وأشرت: وأذا كنت تعرف وين كنت ليش تسألني... وإلا ما يحلى لك إلا الصراخ...
سألني بقسوة: ليش رحتي لها؟؟
أشرت بملل: مالك حق تسألني لكن بجاوبك... رحت لأنها مسؤولة عني... لأنها ملزومة فيني بعد أبوي...
قالي يجرح ويسخر:أكيد رفضتك مع أخلاقك الوسخة إلي تتشرفي بكل برود تحمليها... صدقيني ما في حد ينظر لك بنظرة أكثر من نظرتهم لحيوان مسعور...
فتحت عيوني من الدهشة... لا...لا... إلا هالكلام...ما قدرت أستحمل إهاناته وبكل قوة صفعته على وجهه أطلع حرتي... شفت وجهه أنقلب أسود من العصبية... وخده صار لونه أحمر من الصفعة... سكنت وأنقطع نفسي أترقب يصفعني... يضربني... لكن لا...
مسك ذقني بيد ومشت لحد رقبتي وضغط عليها... مال علي وحسيت بأنفاسه حارة من الغيظ... أرتعشت وخفت وصرت أرتجف بدون حركة...
همس: بمشيها لك هالمرة... بس والله... والله إذا فيوم أنطبعت أصابعك على خدي بطبع على خدودك معنى الوجع نفسه...
ورغم رجفتي حركت شفايفي بكل بطء بدون أي صوت... بالكلمة إلي أفضفض بها حرتي... بالكلمة إلي أدري إنها تقهره... بالكلمة إلي هو يفهمها ويفهم معناها مثل ما أنا أفهمها...
"أكرهك"
ناظرني وعيونه تلمع بسوداوية وتركني فجأة ورجع لوراه... رفرفت بعيوني وأنا أشوف طيفه يختفي... وقدرت وقتها أرتمي جالسة عالأرض وأنا أنتفض من الخوف...

* * * * *

بالليل الساعة 10...

أرتميت على سريري وعيوني تلمع ألم بسبب مواقف هاليوم... يوم سبب لي شرخ بقلبي... يوم قاسي أجهد جسمي... تذكرت موقفي مع وليد والسبب كله سخريته مني لأن أمي رفضتني للمرة الثالثة... وقتها تذكرت الكلمات إلي كتبتها لأمي قبل لا أطلع... أدري فيها كلمات قوووية... بس من حرتي وألمي كتبتها بدون تفكير...
.
.
((( ما عدت بحاجة حتى أذكر كلمة "أمي" بقاموسي ... لأنك ما قد هالكلمة بالنسبة لي... تطمني أنا تزوجت... زوجني أبوي علشان يحميني بولد عمي إلي أخذ عني فكرة إني بعت شرفي... وبكذا أنتي مو ملزومة فيني... لكن تذكري إني... حملتك مقدار معاناتي بهالدنيا... حملتك مقدار كل دمعة تنزل مني... وهي على رقبتك ليوم الدين... موتي قريب... قريب بشكل ما تتوقعين... وأنتي إلي بتمشين على نعشي... أفرحي... وأستبشري... لأن وليد بدا بكل جهل... يـــغـــسلنـــي)))...

* * * * *
.
.
{{نهاية الفصل الخامس...


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 1:34 pm


(((((((((((((((((الفصل السادس)))))))))))))))

~~** كفنتكي في أضلعي...**~~

الأثنين...
4-9-2007 ...
الساعة 8 الصباح...

: قومي لا بارك الله فيك... عساها مووته بلااااا قومه...
أفتزعت وأنا أسمع هالصراخ واليد إلي أنمدت تضرب بطني بكل قوة... قمت مفزوعة وأنا شوف زوجة أبوي نورة قدام وجهي... أخخخ شو مجيبها هذي هنا بهالوقت؟؟؟ قمت ألملم رجولي وأنا أشوفها تفتح دولابي وترمي ملابسي وأغراضي... قفزت من السرير وأنا أركض لها... مسكتها من يدها... هذي شو تسوي؟؟ ودفعتني بقوة حتى إني طحت...
قالت: أخ... أخ... لا تلمسيني يالساحرة المخبولة...
وقفت شوي أحاول أفهم شو قصدها إلا وعمتي تدخل وبنتها نشوى وراها...
عمتي سلمى تجاهلتني وهي تقول لزوجة أبوي: أنا أقول يا نورة ترميها بغرفة الخدامات أحسن...
نورة: لا... لا... قلت لك يا سلمى ما أريدها فبيتي أبد... كفاني إلي جاني منها...
وشالت ملابسي وتكرمت ترميها بكيس... سألتها بالإشارات: أنتوا شو تسوون؟؟ أنا ما راح أطلع من هالبيت...
وما أحد فهمني... كتبت بالمسودة وأعطيتها عمتي...
صرخت علي وهي ترمي المسودة: لا ياماما بتطلعي يعني بتطلعي... وإحنا نعرف كيف بنطلعك...
مسكتني من يدي وسحبتني... وزوجة أبوي أستلمت المهمة منها... أما نشوى فوقفت تناظرنا بغباء... سحبت يدي منهن وحاولت أبعد عن يدهن...
أشرت بالرفض: ما راح أطلع من هالبيت... ما راح أطلع...
صرخت نورة: بتطلعي من بيتي... أنا ناقصني يموت علي واحد من أولادي... يا الساحرة المجنونة...
هذي شو تقول؟؟ أنا ساحرة؟؟ شو هالتفكير؟؟ ناظرتها بعصبية وصرنا نلعب لعبة القط والفار... أنا أبعد عنهن وهن يقربن مني...
أشرت: ما راح أطلع... وأنا مو ساحرة مجنونة مثل ما تقولي... وهذا البيت لي نصيب فيه مثل مالك نصيب...
وعلى الصراخ والضجة دخلوا علاء وعماد للغرفة مستغربين...
علاء يرص على حواجبه: ماما... عمة... شو تسوون؟؟ ليش تصارخون؟؟
نورة صرخت عليه: مالك دخل يا ولد... روح لغرفتك... نشوى خذيهم...
وراحت لهم نشوى تقول: ياللا نطلع...
عماد: ليش تتضارون وتصرخون على الخنساء؟؟
صح نشوى عمرها 20 أو أكبر بسنتين بس حسيتها طفلة مصبوغه بالألوان على وجهها وشعرها ولبسها...
وقالت بغباء: حبيبي هذي ساحرة مجنونة... هي السبب بموت أبوكم... ولازم تطلع من البيت...
فاجأنا عماد لما ضربها على يدها وصرخ بعصبية: أييييه أنتي شو تخرفي؟؟ الله هو إلي أخذ أبونا...
وجمدت نشوى مثل ما جمدت أمه وعمتي سلمى...
علاء جاني ومسك يدي: أنتو ما تعرفوا إن أبوي كان مريض... الخنساء أختنا وبيتها هنا... أبوي قال لي هالكلام قبل لا يموت...
حسيت بقلبي يرفرف من الفرحة والشموخ والعزة لهالكلمات ... رغم إنها قليلة ومن طفل إلا إنها بالنسبة لي شيء كبير...
أنتفضت لما نورة صرخت: عـــــــــــــــــلاااااء... اطلع برا يلاا... وإياني وإياك تقول هالكلام مرة ثانية...
حسيت بخوف علاء لكنه ناظرها بشجاعة مهزوزة: ماما...والله حرام كذا تسوين بالخنساء... هذي أختنا...
وجاته نورة وحاولت تمسكه هو وعماد إلي تراجعوا يمسكوا فيني...
عماد صارخ: هذي أختنا...
وعلاء يقول وهو يمسك بلبستي ويتشبث فيها: حرااام والله تسوا بالخنساء كذا... الله راح يعاقبنا... منتديات ليلاس
ومسكتهم زوجة أبوي من يدهم وسحبتهم وهم يتلوا وعيونهم تلمع بالدموع....
أرتعش قلبي... آآآه يا حبايبي... إلحين دريت شو معزتي عندكم كيف مقداراها... ولمعت عيوني بدموع لهالشجاعة إلي حاولوا فيها يساعدوني...
تيقضت بصوت زوجة أبوي وهي تصارخ: الله لا يبارك فيها... الله لا يبارك فيها... سحرتكم مثل ما سحرت أحمد... الله ياخذها... الله ياخذها ونفتك منها...
لحظة... لحظتين... ثلاث... وتجيني عمتي وزوجة أبوي إلي الظاهر قفلت باب الغرفة على خواني... مسكني من يدي وسحبني وانا أرفض أتحرك وأصارخ بكل جنون... أهز راسي برفض وتمرد... مالهم حق يطلعوني من هالبيت... مالهم حق... ومن القسوة إنهن سحبني من السلالم وأنا اصارعهن... وبالأخير رمني خارج باب البيت ورمن علي كيس ملابسي...
أشرت لهن لفوق: الله فوووق... الله فوووق وشاهد على كل إلي تسوونه فيني... الله شاهد على كل إلي تسوونه فيني...
وما حسيت إلا والباب يتسكر بقوة...

* * * *

مشيت مثل المجنونة حوالين البيت أحاول ادور على مدخل وأنا حافية... بس الأبواب كلها متسكرة... ما راح أستسلم هالبيت فيه ريحة أبوي... وراح أتمسك فيه حتى آخر رمق فيني... وفالأخير لما تعبت أرتميت عند باب البيت وجلست هناك أنتظر أحد يدخل أو يخرج...
سمعت صوت سيارة... لا سيارتين... وقفوا عند النافورة ونزلوا عمامي وهدى إلي جاتني ركض...
مسكتني وهي تحضني وعيونها تلمع: لا حول ولا قوة إلا بالله... لا حول ولا قوة إلا بالله... كيفك حبيبتي؟؟
أشرت لها: بخير... بخير... بس الظاهر عمتي وزوجة أبوي يحسبني شؤم على هالبيت...
قالت: نورة وسلمى الله يهديهم...
أشرت: من خبركم؟؟!
قالت هدى وهي تقومني: علاء أتصل على سيف... كان يبكي وما فهما منه غير أن أمه حبسته هو وعماد وتريد تطردك من البيت...
فاجأني لما جاني عمي خالد وضمني متردد وسألني: كيف حالك يا بنتي؟؟
أشرت: بخير... بخير... بس أنا ما أريد أطلع من البيت إلي فيه ريحة أبوي...
وترجمت له هدى ...وقال عمي سيف: لا تخافي... إحنا بنتكلم مع نورة...
وبعدين قال بعصبية: وهذي سلمى بتشوف مصيرها معي... بتشوف...
أرتميت بحضن عمي سيف وأنا ابكي بكل ضعف بعد ما أشرت : عمي... والله العظيم أنا ما أريد الورث... والله العظيم ما أريد أي شيء... بس خلوني أعيش فبيت أبوي... تعبت وأنا أركض من مكان لثاني أدور على سقف مرة... وعلى سند مرة... كفاية إلي جاني والله كفاية... كفاية...
هدى تطمني وهي تترجم وتسيل دموعها من الموقف: ندري والله ندري... بس أنتي هدي ... سيف وخالد راح يتكلموا مع نورة...
قال عمي سيف وهو راص على حواجبه ويمسح على ظهري بحنان: الله يسامحك يا نورة وسلمى هذي سواتكم... سمعي يالخنساء أريدك تروحين مع هدى بيتي... طيب؟؟
هزيت راسي وكمل وهو متضايق: شيليها للسيارة يا هدى وخلي البواب يسوق فيكم... أحنا بنتفاهم مع نورة...
ولما كنت أمشي مع هدى للسيارة سمعت عمي سيف يقول بعصبية وهو يصارخ: أنا خلاااااص يا خالد فاض فيني الكيل... أولاً أحمد منعنا من مساعدة هالمسكينة... ويجينا إلحين وليد يقول هذي مسؤوليتي وما لأحد خص فيها... تذكر إن هذي بنتنا وإحنا بسكوتنا نرتكب أكبر ذنب بحقها...
قال عمي خالد وهو يتنهد: خلاااص خلنا نشوف شو بتقول نورة بالأول...

وأخذتنا السيارة لبيت عمي سيف... كانت هالمرة الأولى إلي أدخل فيه... بيت من طابقين أنيق وكبير نسبياً... دخلت وأنا أحس بالحرارة بجسمي...فحاولت هدى تهديني وتطمني... أعطتني الفطور وتكلمت بطيبة وهي تشجعني آكل...
وقالت لي وهي تاخذني لغرفة الضيوف: تعالي يالخنساء إرتاحي...
اشرت لها متوترة: لا...لا... بنتظر عمامي...
هدى تحاول: نورة ما تقدر تطلعك من البيت... إنتي لك نصيب فيه... فتطمني سيف وخالد راح يرجعوا وبنفهم منهم كل شيء...
وقتها سمعنا صوت عند الباب وطلعت مطيرة... أبي أعرف شو بيكون مصيري مع أرملة أبوي... كانوا عمامي بالصالة يتناقشون مثل ما عمتي سلمى موجودة وبنتها...
رحت ركض لعمي سيف أأشر له: عمي هي مالها حق تطردني من بيت أبوي... مالها حق...
ترجمت له هدى وقال وقتها وهو يحط يده على كتفي: أكيد مالها حق...
ناظرتني عمتي بتريقة وصرخت وهي تضحك: لا تحط براسها أي أمل يا سيف... نورة بتبيع البيت وترجع تعيش مع أمها وأخوها...
سكتها عمي سيف بصرخة: أسسسسكــتـي يا سلمى...
ناظرته عمتي مصعوقة وهي تضرب صدرها وتصارخ: أنا يا سيف تسكتني؟؟أنا تسكتني؟؟ أنا أختك الكبيرة إلي ربتك تجي تسكتني ؟؟ وعلشان من؟؟ علشان هذي الـخرسا المجنونة الساحرة...
صرخ عليها وهو معصب: سلللللللللمى... والله ترى حاشمك وانتي واقفة بوسط بيتي...
تدخل عمي خالد بموقف مهزوز: سلمى... سيف... كفاية... عالأقل أحشموا أخوكم الكبير إلي واقف قدامكم...
ناظره عمي سيف وهو يضغط علي: ما تسمعها شو تقول؟؟ خلها أول تحشم بنتها وبعدين تجي تتكلم عن الخنساء...
ناظرتني عمتي بحقد وقالت ساخرة: بنتي أشرف وأرقى من هالوضيعة... بس ما ألومك أكيد هالساحرة سحرتك... وإلا أنت من وين لك هاللسان علشان يرفع صوته علي...
تركني عمي وتقرب منها ويده متكورة على جوانبه: سللللللللللمى ـــااااااااااااااااااا...
ومسكته هدى تحاول تهديه وهي تقول: سيف... سيف... هدي... العصبية ما تحل المشكلة...
قال عمي خالد بصوت عالي هالمرة: كفاية يا سيف... لهنا وكفاية...
وناظر أخته وقالها بكلمتين: وأنتي يا سلمى البيت يتعذرك إذا هذا كلامك...
ناظرتنا عمتي مصعوقة ومقهورة ... صرخت بحقد ووجها انقلب أسود: خلها تنفعكم هذي الخرساالمخبولة...
ومسكت يد نشوى وسحبتها طالعين من البيت ... وأنسمع صوت ضربة الباب وهو يتسكر بكل قوة...

* * * * *

أرتجفت وأنا أناظر هالمسرحية إلي مرت قدامي... زدت فوق كل الأحداث السابقة حدث جديد... عمامي تنازعوا مع عمتي... وشكلها هالمشكلة كبيرة... وأنا السبب... ياربي أنا ما أجيب إلا المشاكل...
أشرت لعمي سيف: ما كان المفروض يا عمي... ما كان مفروض...
وخانتني يدي ونزلتها أبكي... ورجعت أأشر مرة ثانية لهم: أدري أنا سبب كل هالمشاكل... خلاااص... خلاص ماعدت أريد أعيش فبيت أبوي... راح أرجع لبيت جدي وحتى ولو سقف البيت بيطيح على راسي... بس لا تتنازعوا مع عمتي... هي أختكم الوحيدة ومالها غيركم...
حضني عمي سيف بكل قوته وحسيت فيه يرتعش... حسيت بحضنه حنان أبوي إلي فقدته...
يهمس لي عمي بشيجان: ما تستحق سلمى حتى تفكري فيها... أدري فيها أختي وأنانية وراح يجي يوم وترجع لنا بنفسها... لكن إحنا مستحيل بعد هاليوم نتركك... مسحيل...
ومسح على راسي وهو يكمل: أدري إني كنت غبي لما وقفت مثل الاهبل لما جيتينا تطالبين بسند ورفضناك... أدري إن سكوتنا طيلة الأيام إلي راحت كانت لحظات من الضعف... أدري والله أدري... إني غلطان من ساسي لراسي... وكلمة آسف ما توفي حق قدرك...
مسح عمي خالد دمعتي وهو يبتسم وياخذني من حضن عمي سيف لحضنه: وأنا مع كلام سيف... أحمد الله يرحمه غلط وأحنا كنا نوافقه على غلطته بعيون عميا...
أشرت لهم: الله يرحمه أبوي... الله يرحمه... صح غلط بس غلطته كانت لأسبابه وأنا ماشايلة عليه مثل ما أنا ماشايلة عليكم...
عمي خالد بعد ما ترجمت له هدى: والنعم فيك يا بنتي... أصيلة مادامك تربية جدك علي...
أشرت لعمي مترددة: شو بيكون مصيري يا عمي؟؟
ابتسم عمي خالد وقال: القرار قرارك وقرار وليد... أنتي زوجته إلحين...
أرتعشت شفايفي... وما قدرت أواصال تصنعي القوة وبكيت وأنا أأشر: أرجوكم... أرجوكم إلا وليد... سوا فيني إلي تبون ما عدا ترموني على هالوليد...
ناظرتني هدى وهي جامدة... ما ترجمت لهم إشاراتي...
وعدت أرجع أأشر لهم حتى يفهموني ودموعي تزيد: أكرهه... أكرهه... إهاناته مثل فحيح الأفعى... وإتهاماته مثل لسعة العقرب... أكرهه...
قالي عمي سيف وهو مو فاهم أي حاجه: شو فيك يالخنساء؟؟ ليش تبكين؟؟ هدى شنو تقول؟؟
وهنا سمعنا صوت جاي من عند الباب...
: السلام عليكم...
أنتفضت بين يدين عمي وأنا أناظر وليد يقرب منا وعيونه متعلقة على عيوني... عرفت إنه شاف إشاراتي وأنا أطلع حرتي... وفاجأني لما سحبني بكل رقة عنده...
ومال علي يهمس: يا ويلك إذا زدتي دمعة فوق هالدموع...
أنتفضت لحركته ولكلامه... وسأل وقتها عن سبب جمعتهم وأنا قريبة منه وقلبي يدق بكل عنف... أجبرني أوقف دمعتي... أجبرني أجمد كل حركاتي... وأنا أناظره وهو راص على حواجبه ويسمع كل كلمة عمي سيف يحكيها...
وبعد صمت طوووويل مر علينا قال وليد بجمود: الخنساء لها نصيب من البيت وزوجة عمي مالها حق تطردها حتى قانونيا...
عمي خالد وهو محتار: صح بتقدر الخنساء ترجع للبيت حتى تتزوع التركه... لأن نورة يا ولدي تبي تبيع البيت وطبعاً مستحيل نقدر نعارضها... لأنها اكيد بتعطي الخنساء حقها... وقانونيا مالنا حق نعترض...
قال عمي سيف وهو يبتسم لي: خلاااص الخنساء ما عادت تريد تعيش فبيت أبوها... بتعيش فبيتي معززة مكرمة...
أرتجفت لما سمعت وليد يقول: لا...
ناظرناه مستغربين... وكمل: مكانها فبيت أبوها...
قال عمي سيف بعصبية: يا وليد أنت مافاهم أي حاجه... نورة إلي سوته اليوم شوي... والله أعلم شو بتسوي بعدين...
مسكت يد عمي وأنا أأشر له أحاول أهديه: لا تعصب يا عمي... كفاية إلي صار مع عمتي... كفاية...
سكت عمي فترة وقال وليد وقتها: بترجع بيت أبوها...
عمي سيف بحدة: مكانها فبيتي... كفاية على هالمسكينة الضعيفة إلي تلاقيه...
وليد يعض على شفايفة وهو يناظرني بحدة أكبر: بترجعين بيت أبوك... مستحيل تقدر تطردك نورة بعد هاليوم... لأن لي كلام معها...
وبعدها تكلم بلغة الإشارات وهو يسخر مني: ما دريت إنك بهالضعف... وإلا شجاعتك وعنادك ما يطلعوا إلا لي...؟!
ماجاوبته ولا حتى أهتميت بسخريته... ولاحظت هدى ساكته وبنظرتها ألف سؤال وسؤال...منتديات ليلاس
قال عمي سيف وهو مو فاهم: قلت يا وليد مكانها فبيتي...
وبعدها ناظرني وقال: القرار بيدك يالخنساء...
ناظروني بعيون حادة... أرتجفت... حسيت نفسي مثل لعبة يلعبوا فيها وبعدين راح يرموها... صحيح أستغربت أهتمام عمامي فيني... وأستغربت أكثر إعتذارهم لي... يمكن رثوا لحالتي... وشعور الشفقة والنخوة استيقضت فيهم... صحيح شعوري مهزوز ومكسور إلا إني فرحانه لهالإهتمام إلي أول مرة ألاقيه بعد وفاة جدي وأبوي المفاجئ...
تجرعت ريقي وأنا أحس بعيون وليد متنبهة لكل حركة مني...
وسمعنا وقتها صووت حاد يقول: مالها فبيت أبوها حاجة... وإذا بغت تعيش فبيت عمها سيف فراح تعيش مكرمة ومعززة... وحتى إذا بغت تعيش فبيتي أنا أرحب فيها بكل
وساعة صدر...
وكان هالصوت لعمي خالد إلي قطع هالتحدي وأعطى قراره... وماكان لوليد قدرة يعترض...

* * * * *

الأحد...
9-9-2007...
منتديات ليلاس
وبكذا مرت أيام على وجودي فبيت عمي سيف... من يوم عمي خالد هو إلي أخذ القرار ماعدت شفت وليد إلي أغتاظ من قرار أبوه... أدري فوليد خشونته تطالبني إني أتحدى الصعاب... وبنظره أرملة أبوي واحد من هالصعاب... هو يسخر من ضعفي وأنا مالي قدرة غير الصمت... كان لي فبيت عمي راحة عجيبة أول مرة أحس فيها بعد موت جدي وأبوي... هدى وعمي سيف وخالد والجدة مريم وحتى مازن ومزون يحاولون يرسمون الضحكة على شفايفي... يحاولون يحاوطوني بالحنان إلي رحبت فيه بكل فرحة...

كنت على الكنبة متمددة... ومازن ومزون يتراكضون بالصالة وهم عافسينها مرة... كنت أفكر بشوقي لخواني إلي ما شفتهم بعد ما طلعت من بيت أبوي... وماحسيت إلا بمازن ويهجم علي وهو يضحك وتتبعه أخته... وعفسوا لبسي وشعري... كنت لابسة طقم جديد من تنورة وردية وبلوزة باللون الأبيض... هدى وعمي سيف ماقصروا كل إلي أحتاج له قدموه لي... وهدى قصت شعري وساوت بين خصلاته حتى تمحي آخر آثر لي من خالي وصاحبه... وكانت النتيجة حلوة... نتيجة أبرهتني مثل ما أبهرت هدى وعمي...

ضحكت وأنا أمسك فيهم وهم يعفسوا شعري...
مازن: أيييييييييييوة... عليك فيها مزون...
مزون: ههههههه... أنت روح من ذيك الجهة...
وقفت أهرب منهم وأنا أأشر: أتركووووووني ما أريد أكون آخر لعبة من ألعابكم...
ورجعت لوراي وركضت أبعد عنهم وماحسيت إلا وأنا أنخبط فجسم صلب... وأرتميت بكل قوة عليه وهو على الأرض...
ضحكوا مازن ومزون على طيحتي... وأنا بكل سرعة تحركت من فوق وليد... وبعدت قدر مقدرتي... أتمنى وقتها الأرض تنشق وتبتلعني من الإحراج...
أشرت بكل حرج: آسفة... ماشفتك...
ما أعرف شو كان حالته المزاجية ذاك الوقت لأني رفضت أحط عيني بعينه... ولما ما تكلم رفعت عيني وشفت فعينه نظرة ساخرة... كانت عيونه تقيم إلي ألبسه وشعري

المعفوس... أرتعشت شفايفي... ناقصني أنا وليد يسخر مني... وتراجعت بهرب بعد ما لفيت شيلتي علي إلا إنه مسكني ودفعني للمجلس... وسكر الباب وهو يأشر لي أجلس...
قال ساخر: أجلسي... ورانا كلام ونقاش أهم من لعبك مع التوائم...
مشيت خطوتين لوراي متجاهلة كلامه وأنا أنوي أطلع من المجلس... كنت عند الباب لما حاولت أفتحه لكن وليد سكر الباب ومسكني من أيدي وسحبني لحد وسط المجلس... ناظرته بكل قهر...
أشرت له: شنو تبي أنت؟؟ ما خلصنا؟؟
وبكل قسوة قال يأمرني: أركدي... وأجلسي... عندي كلام لازم أقوله...
أكرهه لما يستأسد علي ويأمرني بكل برود... رميته بنظرة باردة وعصيت أمره للمرة الثانية... ومشيت خطوة وما كملتها إلا وأنا مرماية على الكنبة... ناظرته بحقد وعيوني تلمع...
أشرت: أكرهك ...أكره أسلوبك المستأسد... أنت ما لك حق تعاملني بهالطريقة...
ابتسم بقسوة وشر: فكري قبل لا تطلقي تفاهاتك... وتذكري قبل كل شيء إني أنا زوجك ...
أرتعشت شفايفي وأنا أعدل من شيلتي... نظرتي كانت خجلة ومذعورة... ولما شفت نظرة الإنتصار بوجهه...تذكرت إني لازم أكسب هالجولة...
أطلقت نظرة مشمئزة وأشرت له: أنا ما أتشرف أكون زوجة إنسان قلبه من حجر...
توقفت لما شفت إنه وصل لي بخطوة... ويده تمتد لي... خفت يضربني فخبيت وجهي بيدي... لكنه بدون جهد نزع يدي... ومال علي حتى صارت أنفاسه تلهب خدودي وتحرقها من الخجل...
قال بصوت ساخر وجامد: إذا كنت أنا قلب من حجر فأنت شنو تكونين؟؟ كتلة مشاعر ...خداعة...كذابة..؟!
حاولت أبعد عنه... ولما شاف التوتر فيني ترك يدي وأبتعد لكن مو لبعيد... إلا بس ليسمع ردي...
أشرت له بإضطراب: أنا مو كتلة مشاعر خداعة... أنت إلي ما تكف عن هالإهانات والنظرة المزدرية وأساليبك القاسية...
قال ببرود: هذا أنا...
تشجعت وأشرت له بكل قوة: وهذي أنا إلي ما تتشرف بلمسة من حديد...وقلب من حجر... طلقني...
لحظة صمت مرت علينا بعد هالكلمة... جمدت حركته وهو ينقل أنظاره من يدي لوجهي... وكلها ثانية وكان للقسوة والغضب نصيب من تعابير وجهه... مسكني من كتفي وهزني...
وصر على أسنانه: إياني وإياك تذكرين هالكلمة وإلا...
دفعت يده وأنسليت منها... وأنا أأشر له بعناد: طلقني... طلقني أنا ما أطيق لك وجود بحياتي...
وكانت هالكلمة إلي عاندتها فيه هي إلي أشعلت غضبه... سحب شيلتي إلي كانت تتأرجح ورماها... وما حسيت إلا ويده تنسل خلف رقبتي... زاغت عيني رعب...
هذا شكله ناوي يقتلني... شد على شعري من ورا وقرب وجهي له وأنا أتوجع ...
قال بهسيس الأفعى: والله ثم والله...ثم والله...وهذا أنا حلفت بالثلاث...إذا فيوم جيتي تأشري لي بهالكلمة...لتشوفين النجوم فعز الظهر...
وبعدها شد على شعري حتى مال راسي لورا...
وشدد على كلماته وهو يهمس: زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل....
إرتجفت شفاتي حاولت أصرخ عليه بكل حره ...حاولت ...وحاولت... لكن من دون فايدة... صح ما تنقصني الكلمات ...لكن ببساطة أنا خرساء...والصراخ بالنسبة لي نوع من الجنون والهستيرية...
حسيت بأنفاسه الحارة تلفح رقبتي...تجمدت وتسمرت... وبعدها سرت رعشة على طول ظهري...فجأة تركني بتقزز وأرتميت بقوة على الكنب...
قال بصوت أجش : وهذا ردي على قولك إني من حجر...
ولف طالع من المجلس... وتاركني ألملم بقايا نفس تبعثرت من المشاعر الجديدة والغريبة علي...

* * * * *

الأثنين...
11-9-2007 ...

رفض عقلي يترجم أي شعور إتجاه وليد إلا الكره...إلي تعمقت فيه حتى أنسى تأثيره علي... كرهته لأساليبه المتوحشة...كرهته لأعتباره إني إنسانه بلا أخلاق... كرهته لتأثيره على حواسي وإثارته للخوف والخجل والتوتر في نفسي... بعد ما طلع وليد من البيت... تساءلت عن السبب في جيته؟؟ كان كل كلامنا مشادة وعناد وتوعد... تمنيت يبقى لحاله وينسى وجود زوجة... لكن الظاهر هالشيء مستحيل لأن هالإنسان يحب يذكرني أنا شو بالنسبة له...

وكان لنا مواجهة ثانية... وهي إلي سحبت مني كل الضعف إلي يحاول يغرسه فيني وليد... ويزرع بدل منه بمواجهاته التمرد والعصيان...

وقفت قدام المراية أناظر نفسي... كنت لابسة بنطلون جينز وهذي لأول مرة بحياتي ألبسه... و تنورة قصيرة زرقا بشك حلو توصل للركبة ... وقميص رسمي أبيض ماسك على جسمي... كنت رافعة شعري مثل ذيل حصان بعد ما رجع يطول... عمي خالد عازمنا هاليوم... رفضت أقبل أروح بيت وليد إلا وأنا سامعة من هدى إنه مسافر لصلالة لشغل ضروري من يومين...
أشرت لهدى: صراحة... أحس نفسي غلط...
ضحكت هدى : والله طالعة مرة غييير...
أشرت لها بتوتر: خلاص... ببدل...
مسكتني من يدي ورجعتني أناظر المراية...
وهي تقول: الكحل والجلوس وبودرة الخدود دورهم بس إنهم أبرزت ملامحك ...وإلا إنت من الأصل قمر ما شاء الله عليك... طويلة وشوي ضعيفة زيادة عن اللزوم...والملابس هذه هي موضة العصر... وبعدين إنتي بتكوني مع عمامك يعني محد غريب...
لبست عبايتي وأخذت شيلتي السودا إلي لبستها عدل...
ودخلوا مازن ومزون بكل عنف للغرفة يصارخون: بابا يقول يلاا نروح تأخرنا...

وصلنا لبيت وليد... ما كان يبعد عن بيت أبوي وعمي سيف إلا مسافة 10 دقايق... كان كبيير مرة...هذا مو بيت هذا قصر... المسافة من البوابة للقصر طويلة وحوليها الورود من الجانبين... والنافورة كانت إبداع من الألوان والأشكال... أما البيت فكان قمة فالذوق والفخامة... وصوت نعلي ينسمع فالرخام المصقول...
سلمت على عمي أما الجدة مريم فكانت طالعة تزور أولادها وأحفادها... كنت أناظر المكان وأنبهر بالثريات الفخمة والسلالم ... وريحة العود تفوح فالمكان... كنت كاني بمكان أثري وعيوني مبهورة...
مازن ومزون صرخوا: ماما إحنا بنروح نلعب...
هدى: أوكي... بس يا ويلكم إذا مسيتوا بس بطرف أصابعكم هذي الأثريات...
ماجاوبوها وركضوا بالحوش الخلفي إلي كان فيه مرجيحة...
وجاتنا بعدها شغالة وقدمت لنا العصاير... وأنتظرتني عند راسي... ناظرت هدى بضيق...
قالت هدى وهي تشيل العباية وتعطيها الشغالة: شيلي عبايتك يا الخنساء...
هدى كانت لابسة مخور وشيلة ساترين وأنا بلبسي هذا مو مرتاحة...بس بتشجيع هدى شلت العباية وأعطيتها الشغالة... ونزلت شيلتي ألفها على كتفي...
قال عمي سيف وهو يغمز لي بضحكة: طالعين اليوم حلوين...
أبتسمت بخجل وأشرت: هذي زوجتك إلي وسوست لراسي...
قال عمي خالد بحنان وهو ناوي يبعد عني الإحراج ما درى إني إنحرجت زود: هي أصلاً قمر مختبي وإلحين ضوا وشع...
ضحك عمي سيف وقال: الله ...الله...خالد هذا كله لأن الخنساء صارت زوجة وليد؟؟
ضحك عمي خالد وقال: لا والله... هي بنت الغالي أحمد رحمة الله عليه...
عمي خالد بأختصار إنسان هادئ وطيب القلب رغم إنه يظهر بعض الأحيان ضعيف ومشتت التفكير... ودريت بعدها إنه مصاب بالسكري وصحته تدهور... وهذي حاله من يوم ما ماتت زوجته...
مسح على يدي وهو يقول: أحسني مذنوب بحقك يا بنتي...
هزيت راسي بلهفة وأنا أبوس يده وأأشر: لا...لا يا عمي... لا تقول هالكلام... صدقني أنا مو شايلة على أحد... نقدر ننسى ونبدا من جديد...
ضحك عمي بطيبة وخجل... و جلسنا نسولف ونضحك حتى إنفتح الباب وراي...
تجمدت فمكاني لما سمعت خطوات أعرفها زييين... وقف عمي خالد وهو يبتسم بفرحة...
عمي: وليد؟؟ الحمد لله على سلامتك... ليش ما خبرتني يا ولدي إنك واصل اليوم؟؟
رغم إن الكل وقف يسلم عليه إلا إني بقيت بمكاني...معطته ظهري... هذا ليش وصل إلحين؟؟ أنا...أنا ... مسحت على ركبتي وأنا أناظر ملابسي... شو بيخلصني إلحين من كلامه؟؟...
قالت هدى بصوت عالي: الخنساء... تعالي سلمي على زوجك...
بغيت وقتها أقتل هدى بالنظرات ...عرفت من بريق عيونها إنها تريد تقرب بينا... وقفت ولفيت شوي وأنا خلاص من الإحراج بذوب... كانت عيون وليد مركزة علي ووجه جامد ...عيونه كانت فيها بريق ما عرفت معناه...كان يلبس لبس الشرطة ...وهذي أول مرة أشوفه بلبس العمل...وكان شايل لاب توب على كتف وشنطة ملابسه على كتفه الثانية... بإختصار صورته كانت مهيبة ... وشعره الأسود الكثيف مبعثر...كان رغم التعب وجهه مرفوع الراس بفراسته إلي تعودت عليها... وسامته طغت عالمكان .... مشيت له بكل بطء وأنا محرجة... كنت بتعثر من الربكة... إلا إني وصلت سليمة...وقفت ومديت يدي من بعيد...

رفع حواجبه ساخر وعيونه تعلقت على خدودي...إلي أكيد أحترقت من الخجل والربكة... بغيت أصرخ من أعماقي من الحرج لما سحب يدي حتى وشوي كنت بصطدم فصدره... وبسرعة مال علي ولثم خدي...وبمثل سرعته تركني وواجه أبوه... منتديات ليلاس
ما سمعت إلا مقاطع من كلام عمي خالد وهو يسأل وليد: كيف كانت السفرة؟؟.... تعشيت؟؟... يالله روح خذلك شاور وإلحقنا علشان نتعشى...
تركنا طالع السلالم...تنهدت تنهيدة إرتياح وما سمعها غير هدى... إلي إبتسمت لي بمكر رغم إن عيونها محتارة باسئلة كنت طيلة الأيام الماضية أتهرب منها...
أشرت لها: أصبري لي... خلنا نكون لوحدنا بس...
ضحكت وما أعطتني وجه...جلسنا لنص ساعة وبعدها نزل وليد ... بدل لبس العمل ولبس جينز وقميص أحمر... وشعره مبلل وكان مختلف بشكل... كأنه صغر لعشر سنوات ورا... جلسنا على الطاولة ...كنت جنب عمي خالد ومباشرة قدامي وليد... تجاهلته طوال ما أنا جالسه... بعد ما خلصت من أكلي رفعت راسي وأصطدمت عيني بعين وليد إلي كان يناظرني بطريقة هزت كياني... تجرعت ريقي وطلعت مع هدى أغسل يدي...

كنت أمشي ورا هدى أناظر المكان بعيون ملهوفة... البيت تحفة من الجمال... حسيت بيد توقفني...
قال وليد لهدى: بتكلم مع الخنساء...
علقت هدى وهي تضحك: بدينا يا ولد أختي؟؟ أنتظر لـشهرين وبعدها بتكون لك...
ما أعطاها وليد وجه وسحبني لباب بآخر البيت وفتح أضوائها... فتحت عيوني من الدهشة... تقدمت لقدام أناظر الأشجار والورود... كانت غرفة زجاجية ...والورود تملي المكان...هذا غير التحف والفخار يزين المكان... حسيت وليد واقف جنبي...
قال بكل هدوء: عجبك المكان...؟؟!
لفيت له والإبتسامة من الأذن للأذن...أشرت له: رووعة... جمال بديع...
ناظرني بطريقة غريبة...بس ما أهتميت له وميشت بالمكان...أشوف الورود بأنواعها وجمالها...
أشرت له بانفعال: فكرة منو هذي؟؟
قال: فكرتي...
جمدت وأنا أحس بالحرج...
سمعته بعد فترة يقول: الخنساء واجهيني...
لفيت له محتاره من أمره... وقال: أدري وفاة عمي ما مر عليها غير أسابيع ينعدو...
سكت لفترة وأنا أتهيأ لكلامه إلي بيجي بعدين...
وبعدها قال فجأة: حددت مع أبوي يوم زفتك... بعد العيد بأسبوع أو أسبوعين...
زاغت عيني رعب... أشرت له بعنف: لا...لا...
ناظرني بتحدي وقال: وليش لا؟؟
إرتعشت شفايفي ...وعضيت إبهامي توتر... أبوي توه متوفي... وهم يريدوا يزفوني لهالإنسان... مستحيل ومشاعري تتخبط فظلام ما أعرف شو مصيرها مع وليد... مستحيل... مستحيل...
أشرت بجنون وأنا ما أحس بنفسي: أنا ...أنا...لا...لا...طلقني...طلقني...
ورغم إنها مو بالكلمات إلا إن صداها كان مثلها وأقوى... وأقوى... ساد الصمت المكان... وتخدرت من الخوف ووجه وليد يشتعل فيه العصبية والقسوة... رجعت لوراي لأهرب منه ...إلا إنه إنقض علي بسرعة الفهد ...ولوى يدي لورا ظهري...
صرخ بعصبية: حذرتك... حذرتك يالخنساء من هالكلمة...حذرتك...
حاولت أقاومه أبعده عني... صرت ألتوي بين يديه وأنا أهز راسي بجنون... وبعد دقايق من الصراع...سكنت حركتي تعب... ترك وحده من يديه تشدني له أكثر...ويده الثانيه إنسلت لربطة شعري ونزعها بشراسه ورماها... مسك شعري ولواه بين يديه وهو يقرب وجهي له...
ناظرني بتحقير وأنفاسه تلهب وجهي: مو أنا إلي تطلب مني مره...طفلة ...أطلقها...مو أنا إلي تغريني وحدة بمثل أخلاقك الوسخة وتمشيني على هواها...
ورفع ذقني بقسوة وكمل بغضب أسود: ومو أنا إلي أنسى عري مرة وزينتها قدام رجال قذرين... وجودها وسط حثالة الله أعلم كيف كان مصيرها...
حسيت نفسي بلا روح بعد هالإهانات... مستسلمة ليده إلي تهزني...
كمل وهو مو معطي لي إي إعتبار: ومو أنا إلي يقرب المستعمل... زواجي منك كان لأرضي عمي ورجاءه لأتزوجك...وزفتك هذي لأنها طلب أبوي... هذا كله مو لرضاك أو رغبتك... أو حتى رايك...
ناظرني بأكثر النظرات حقارة وضحك بسوداوية: أما عن رغبتي فيك فهذا ما أعرف له بقاموسي مكان ...لأني كاره وجود إنسانة هي فمدارك الحضيض قريب...
إنهدت مشاعري بالألم...فاضت عبراتي ...وغمضت عيوني وبكيت...
بكيت بدون إعتبار هالدموع ضعف...
بكيت لأني أتخبط بالظلام لوحدي...
بكيت لأن تأكد لي إلحين إني وحيدة...إني بلا سند...
بكيت لأن عزتي وشموخي أنجرحت وأندمت بكل قسوة...
بكيت لأن وليد عرفني بمكانتي...
وبكيت لأول مرة إني عاجزة لأني خرساء...
لأني خرساء...
خرساء...

* * * * *
.
.
((يتبع))


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملاك فلسطين
عضو سوبر
عضو سوبر
ملاك فلسطين


ٱلبّـلـدُ : الاردن
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 1191
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 02/08/2013

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالجمعة يونيو 20, 2014 1:47 pm

يسلمو لموضوع رائع


رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 1340738173_full-hd-wallpapers-pack-2


مـن أجمل الموآقف .. أن يكون لديكى ِ صديـــقــة ♥️ مِن من شدة قربكمـآ لبعضكمآ .. يعتقد الآخرون أنهـآ أختـيـــــكـ ♥️ !! ~

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 7dnRn
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت العرب
عضو برونزي
عضو برونزي
بنت العرب


ٱلبّـلـدُ : عمان
ٱلجَــنٌسً : انثى
عـ,ـدد آلـمـسـ,ـآهـ,ـمــآت : 776
تـ,ـآريـخ آلـتـسـجـيـ,ـل : 11/06/2014

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)   رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Emptyالسبت يونيو 21, 2014 6:22 am

سوووووووووري على التاخير
هذا تكملت الجزء السادس

الوقت؟؟! ما أدري كم كان بالضبط...

بس وليد لما رماني بدون رحمة وطلع... لمست بخدي الأرضية الباردة... وتكورت على نفسي... أعذب نفسي بإهانات وليد ...أعيد وأزيد فيها ... انتفضت من البرد... أحس ببرد بأطرافي...أحس بنار تحترق بصدري... أحس بأحاسيس مو المفروض أحس بها... وما أدري إذا هو أغمى علي أو بس غطيت بالنوم... لكن إلي أذكره إني حسيت بيد تضرب خدودي... صوت خايف حنون يطالبني أنهض... ابتسمت منو بعد ما زال يخادعني ويهتم فيني؟؟ ...

رشتني هدى بالماي... صحيت أناظر فيها... جلستني وحضنتني لها...
قالت ودموعها تنزل: الخنساء شو فيك؟؟ شو قال لك وليد؟؟ شو سوى فيك؟؟ خبريني...خبريني يالخنساء...
حاولت فيني أقولها بس أنا رفضت لأني ما كنت بوعي... فنقامت علشان تنادي عمي... بس أنا مسكتها وزدت دفن وجهي بحضنها... إذا كان فيه أحد يخدعني بإهتمامه فما مشكلة... ننسى ونحب...وبعدها ننصدم...
وهدى تردد وتعيد: الله يسامحك يا وليد... الله يسامحك يا ولد سارة... الله يسامحك شو سويت بهالمسكينة....
وبعد فترة هديت...أشرت لها بضعف: أرجوك هدى... خذيني لبيتك... خذيني لأي مكان بعيد عن وليد... أرجوك...
هزت راسها موافقة ... وهي تقول: إن شاء الله... إن شاء الله... بس أنتي بخير؟؟ تحسي بوجع؟؟ تريديني أنادي سيف؟؟
أكدت لها إني بخير وما أريد إلا أخرج من هالبيت... ومسحت على شعري وربطته... وبعدها نظفت وجهي إلي سال الكحل فخدودي... قمت معها ومشيت ببطء... ولما وصلت عند الباب وقفت...
أشرت لها: طلبتك لا تقولي لأحد أي شيء عني... طلبتك يا هدى...
هزت راسها متوترة :إن شاء الله...
أشرت لها إني بمشي لوحدي... طلعت للصالة... كانوا عمامي يسولفوا وبضحكوا...وليد ما كان فيه... فإرتحت...
قالت هدى: يالله يا سيف خلنا نروح... الأولاد نايمين على الكنبة من التعب...
سلمت على عمي خالد وأنا أغتصب بسمة خفيفة... لاحظ إني شحبت كثير...
قال وهو يمسح على شعري: فيك شيء يا بنتي؟؟؟ حاسة بشي؟؟ وجهك إنقلب أصفر...
هزيت راسي بلا بالوقت إلي جابت لي هدى عبايتي ولبستها...وبعدها طلعت من هالبيت إلي أهنت فيه بأفظع الإهانات...

* * * * *

الخميس...
27-9-2007...

ونسيت هالمواقف لما دخل شهر رمضان ... ونسيت وليد أو حاولت أتناساه... وبهالشهر الفضيل إلي حاولت أتعمق فيه بالسعادة وإلي أكتشفها لأول مرة... عمي وهدى ماقصورا من ناحيتي... صحيح العائلة تذبذبت علاقاتها بعد موقف عمامي من عمتي... وعمي سيف رفض يزور أو تجيه عمتي حتى تعتذر مني... وطبعاً عمتي رفضت... ورغم كل إلي صار الحياة أستمرت بكل تفاؤل... وقدرت عن طريق عمي خالد أشوف خواني وأزورهم... ورغم محاولة أرملة أبوي طعني بإهاناتها أنا ما أهتميت...

بعد صلاة التراويح...

جلست مع مازن ومزون متمددين عالسجاد وأنا أسمع هذرتهم وهم يكتبون فروضهم المدرسية... كانت المدراس أنفتحت تقريباً قبل أسبوعين من رمضان وأكيد أخواني الصغار بدوا دراستهم... تذكرت علاء وعماد إلي كانوا يحبون يسولفون لي بكل إنطلاق عن مدارسهم وأصدقائهم... وطارق وليلى إلي البراءة مسطورة على وجوههم... تمنيت تجي فرصة وأطلب من عمي نزورهم... تنبهت وقتها على مازن يصارخ بأخته وهو يضرب على الدفتر...
مازن: قلت لك خطأ... يعني خطأ... أنتي ماتفهمي؟!
مزون عبست وصرخت: لاااااا صحححح... أنت إلي ماتفهم...
وضربها بدون تفاهم على راسها... ولما قامت تبكي حس بالذنب ومسح على مكان الضربة بدون أعتذار... تبسمت لما شفت هالحب إلي يكنه التوائم لبعض... ياليت كان لي توأم... سند لي... أحتمي بظله... أفهمه يفهمني... أفشي أسراري له ويساعدني...
وكنت من شرودي إني ما حسيت بالشخص إلي يسلم ويضحك مع التوائم... نفضت راسي أحاول أنفض أفكاري وأنا أحط عيني على وليد إلي أذهلتني... ابتسامته... ضحكته... حنانه... هدوءه... صبره... تفاهمه... مع التوائم... كانت كلها صفات تدفقت مثل زخات المطر... صفات أكتشفتها بوليد بلحظات بس... غريب... كيف هالإنسان الواقف قدامي هو وليد الشرس... القاسي... الكبرياء نفسه...ابتسمت وأنا أفكر... هل بيوم راح أحظى ولو بلفته وإبتسامة منه؟!...
ماتت البسمة بسرعة لما شفت وليد بقامته المهيبة يناظرني بكل تمعن... إلتقت أعينا لحظات ... وشتت أنظاري بكل خجل... وبكل حنق... لأن صورة موقفنا الأخير أنعاد قدامي...
فقمت بكل سرعتي وهربت لمجلس الحريم... أحاول أوقف عنف دقات قلبي... لكنها زادت لما أنفتح الباب... وسكر وليد الباب واتكأ عليه يناظرني... وحسيت بنظرة وليد تسبح فشعري الأسود إلي بدا يطول وخصلاته تلامس كتوفي وتلتف عليه... إرتعشت شفايفي لنظراته الجريئة فرفعت شيلتي من كتفي بيد مرتجفة ولفيتها...
ابتسم بكل سخرية وسوداوية... عصبت وناظرته بقهر وذكرى موقفنا الأخير ينعاد قدامي...
أشرت له: أنت شو مجيبك؟؟ ما إنتهينا؟؟
قال ببرود: بينا كلام ما إنقال...
أشرت بعصبية: ما بينا كلام ينقال... ما كفاك إلي قلته المرة الماضية...؟! تركني لحالي... ريحني يا إنسان...
مشيت شوي وعيني عالباب ...تتبعت أنظاره عيني وأبتسم بقسوة...
قال فجأة: ألبسي عبايتك ... أنتظرك فالصالة...
لف بيطلع لكني طيران كنت عنده... مسكت بيده وأنا ألتف أواجه...
أشرت له: ليش؟؟
ارتفعت حواجبه وهو يناظر يدي إلي أنحطت على ساعده....أنحرجت وسحبت يدي وبعدت بسرعة...
قال: ألبسي وبتعرفي ...
وطلع تاركني... عصبت منه... أنا مو خدامة عنده لما يقولي سوي كذا أسوي له... وبعناد وبرود طلعت لغرفتي وجلست فيها... صح كنت أمثل دور الشجاعة بس الخوف من ردة فعل وليد أرقتني... فكرت أترك عنادي وألبس عبايتي وأطلع له... بس لا... أنا كذا بكون خضعت لتصرفاته وخسرت قدامه... لا ..لا ...أنا بجلس هنا...
لميت رجولي وعقدتها بيدي... وكل ما سمعت صوت قريب أرتعشت... وقلت هذا وليد... وحسيت إن العناد والشجاعة خذلتني لما إنفتح الباب ... شفت مازن عند الباب وتنفست بقوة...
قال: الخنساء.. وليد ينتظرك يقولك خلصي بسرعة...
مسكت المسودة وكتبت لمازن: خبره إني ما بطلع ...تعبانة بنام...
وأعطيت الورقة لمازن وأشرت له يعطيها وليد وطلع...
مرت خمس دقائق وأنا قلبي طبووول... صرت أمشي من أول الغرفة لآخرها وأنا أتوقع ردة فعل وليد لما يعرف... حاولت ما أتعمق بتفكيري وأتجاهل هالشيء... هو أصلا مستحيل يدخل الغرفة... لكن الظاهر ما في شيء مستحيل عند وليد...
أنفتح الباب بقوة وأنا أنتفضت ويدي متعرقة من الخوف... كانت عينه تشتعل غضب...
صرخ وهو يسكر الباب بقوة إنسمع صداه: شو معنى حركتك هذي؟؟
تجرعت ريقي ورجعت من الخوف لوراي وأنصدمت بالجدار... ما قدرت أأشر له لأن يدي كانت ترتجف... لكن العناد والتمرد إلي ما كنت أعرفه إلا مع وليد دفع الشجاعة فيني... ورسمت وجه غير مبالي...
وأشرت: أنا مو جارية عندك ...إذا قلت لي إرمي نفسك فالنار أرميها...
سكن للحظة... وهو يناظرني بقهر... تقرب مني وأنا خلاااص حسيت إني بموت على يده هالحين... مسكني من كتوفي ...وبعدها مرر إيده الثنتين لحد رقبتي وضغط عليها شوي... زادت أنفاسي تلاحق...وطبول قلبي كأنها فساحة معركة...أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله... بموت بسبب عنادي...
زاد من ضغط إيده على رقبتي...فجأة وبقسوة رفع ذقني بإبهامه الأثنين ...وأجبرني أناظره مباشرة...
قال بهسيس غاضب: جربي فيني عنادك هذا مرة ثانية... لتشوفين والله شيء ما شفتيه بحياتك على يدي...
وتركني وأنا أرتجف... ناظرني بتحقير من فوق لتحت وبعدها قال: أنتظرك بالسيارة...
طلع هو وأنا أحاول أوقف الرجفة إلي هدت كياني... أخذت عبايتي ولبستها...وبعدها لبست شيلتي وطلعت وأنا ألوم تصرفي الغبي...
.
.
وصلت للسيارة وأنا ناوية أجلس ورا... إلا إن نظرة من وليد كانت كافية أنسحب فيها من الباب الخلفي وأجلس قدام...
لما جلس هو قال بدون حتى يلتفت لي: إلبسي الحزام...
ناظرته بغباء... إذا تقولون هل في ناس متخلفة ما تعرف كيف تلبس الحزام ؟؟فهي أنا... أصلا هذي المرة الأولى إلي أجلس فيها قدام... ماكان جدي عنده أي سيارة... ولا هو حصل لي الشرف إني أركب سيارة فخمة وغالية وقدام...
قال بعصبية: ما تسمعين؟؟ أقولك ألبسي الحزام...
ثارت فيني نار الحقد... يدور على زلة مني حتى يغايضني عليها... فما تحركت ولا حتى حاولت رغم إني شاكهه إني بركبه بكل سهولة...
أشرت له بكذب ولا مبالاة: ما أريد... ما أحبه...
ناظرني بحقد وتركني لهواي... وضغط على البترول بقوة وعصبية... كان يسوق بسرعة ويناظر قدام... ناظرته دقايق أفكر كيف إن هالإنسان كل وقته إما معصب وإما ساخر معي... ومع غيري يختلف مية وثمانين درجة... وبعد ما خفت إنه يلاحظني أراقبه لفيت أناظر المناظر من الشباك...
دخلنا على محلات تجارية... وبعدها وقف فواحد من المواقف...
قال لي بأمر: إنزلي...
تأففت ...هذا أوامره ما تخلص... نزلت وبعدها مشيت وراه... دخلنا محل ذهب... عرفت شو مجيبنا هنا... فوقفت بعيد مترددة... أنا ما ودي بأي شيء من هالإنسان... قرب مني وليد...
وهمس لأن فيه ناس غيرنا بالمحل: خلصينا...وراي أشغال أهم من هذي...
أشرت له متوتره: أنا ما أريد أي ذهب... أرجوك...
قال بعصبية وهو يمسك يدي ويجرني لقدام ويأشر بعدها: لو بيدي ما كنت هنا أصلاً...
رفعت يدي أبي أرد عليه لكني استحيت لما لاحظت إن البنات إلي كانوا واقفين على جنب يناظروني أنا ووليد... فوقفت جنب وليد بدون حركة....
طلب من الصايغ نماذج لنشوفها من خواتم الزواج (الدبلة)... لما جابهن لنا من جمالها وغلاها تجرعت ريقي... وتحاشيت أختار وسلمت هالمهمة لوليد...فاختار دبلة رقيقة وتلاها أقراط وقلادتين وسوارتن أنيقتين ومعظمه من الذهب الأبيض... ما أعطى إحتجاجي قيمة وأشتراها...كنت مذهولة أنا ما قد إمتلكت فحياتي أي ذهب إلا قرطين صغار كانوا يمكن بالغلط أمي نستهم فأذوني لما تخلت عني...
حاولت مرة ثانية أأشر لوليد: أنت مو ملزوم تشتري لي هالذهب...
قال بصوت خفيف: كل هالشكليات هي من أبوي وجدتي... مو لرضاك...
خبيت يدي ورا ظهري... انجرحت من كلامه رغم إني ما بينت... وإلي زاد الطين بلة إن البنات قاموا يأشروا علي ويتهامسوا... الظاهر لفت نظرهم بإشاراتي... ولما كان وليد يحاسب كنت قريبة منهم بس عموماً إن الصوت كان واضح حتى لوليد...
سمعت وحدة من البنات تقول: مسكييييينة... لاحظي تتكلم بالإشارات... شكلها بكماء وصماء...
والثانية ترد عليها: أيوه... بس شوفي هالكيوووت إلي واقف جنبها... شو تتوقعي يكون؟ أخوها؟؟
والثالثة تجاوب: يا غبية هذا شكله زوجها وإلا ليش جايبها تشتري الدبلة...
الثانية: ياااااا حسافة... واحد مثل هالجنتل ياخذ مثلها... أشك إنه....
وما قدرت أسمع البقية لأن وليد سحبني لخارج المحل... صحيح كلام إنقال إلا إني فكرت فيه... وجلست أفكر بجد ليش وليد وافق على زواجه مني؟! صح هو قالي إني مسؤولية من عمه... بس أكيد كان فيه كلام أكبر بينه وبين أبوي قبل لا يتوفى...
جلست فالسارة وأنا شاردة... أحاول أحلل هالألغاز بس قاطعني وليد لما فاجأني...
وليد بهدوء وفجأة: لا تسمعي لثرثرة الناس... تراها كثيرة وإن أعطيناها أهتمام ما خلصنا...
ناظرته وهو وجهه جامد يناظر لقدام... وليد؟؟ وليد إلي جرحني مرات ومرات يقول لي هالكلام؟؟ غريبة...
حاولت أرد عليه... بس بالأخير جمدت وماعلقت... وقفنا بعدها عند محل هواتف نقالة...
قال وهو يرجع لأوامره: أجلسي هنا...برجع بعد شوي...
وأنا نفذت أمره... وعيني عليه وهو يدخل المحل ...أكيد مو ناوي يشتري لي موبايل... مستحيل...أنا خرسا وما تتكلم فكيف يكون عندي موبايل؟؟؟ ... أستغليت فترة العشر دقايق إلي غاب فيها بالمحل إني أضغط أزرار المسجل وأكتشفها... لمحته قريب من السيارة فتركت إلي بيدي... دخل ورمى كيس فيه علبه فحضني قبل لا يتحرك بالسيارة...
قال بأمر للمرة الثانية: إفتحيها...
وهالمرة رفضت طلبة أو أمره... وجمدت حركتي... لما ما سمع صوت الكيس ...لف لي وناظرني...
قال يعيد: إفتحيها...
بلعت ريقي وأشرت له: لا...
قال بملل: قلت إفتحيها يالخنساء...
أشرت له بقوة هالمرة: لا...ما أريد موبايل...
كنا على حسب إعتقادي بشارع فرعي ما فيه سيارات... لمحنا طفل يركض ورا كورة كانت فالشارع وهو مندفع من باب حوش البيت المفتوح... فجأة ضغط وليد على الفرامل... ولما كنت أنا ما لابسه الحزام أندفعت بقوة لقدام... توقعت إني بضرب راسي إلا إن إندفاعي توقف بالنص... فتحت عيني مرعوبة وأنا أشوف يد وليد فحضني وهي إلي حمتني... حتى بدون ما يسأل أنا بخير أولا صرخ بحرة غضب: لو مو مبالاتك وتهورك بالحزام ما كان تحركت شعرة من مكانك...
ودفعني للكرسي بقبضته...
أشرت له بعصبية: قبل لا تطلق إهاناتك... أنا فحياتي ما قد حصل لي الشرف ألبس هالحزام ...
سكن لدقيقة يناظرني ...توقعت يبتسم ساخر لجهلي ويضحك علي...
إلا إنه صرخ وهو يميل علي: ولأن كبريائك ما تسمح لك تعترفي بهالشيء... حطيتي نفسك بموقف غبي...
لزقت بالكرسي ...ما عرفت إذا كان هو خوف منه أو خجل من لمسته... لكن كل إلي سواه ...إنه مسك الحزام وسحبه بعصبية ودخله فمكانه...
تمتم بكلام ما فهمت منه إلا: مو من صعوبة تركيبه...
أدري... والله أدري بس مثل ما قال السبب هو العناد إلي أبد ما عرفته إلا مع وليد...وبعدها كملنا طريقنا لبيت عمي... ونسيت الموبايل ورفضي له... كما هو نسى هالشيء...
قال لي بهدوء وأمر والسيارة وصلت عند باب البيت: إلبسي الدبلة بإصبعك... فاهمة؟
وفتح الحزام لي وطلعت بدون ما أعلق... ودخلت غرفتي بعد ما سلمت على هدى وعمي... رميت علبة الموبايل بكيستها فدولابي أما الذهب فراح أحطها عند هدى حتى أرجعها فأي يوم لوليد... والدبلة لبستها وأنا شاردة أتساءل شو تخبي لي الأيام الجاية مع وليد...

* * * * *

السبت...
13-10-2007...

فتحت دولابي وأخذت تنورة زرقا وقميص أبيض ماسك عالجسم وعليها بلوزة زرقا... لبست شيلة زرقا... ناظرت المرايه بشرود وأنا أتذكر كلام عمي سيف بأيام العيد هذي... أرملة أبوي جابت أمها وأخوها حتى يسكنوا معها بالبيت لحد ماتخلص عدتها وبترجع معهم هي وأخواني لصحار... واليوم بالعزيمة إلي عاملها عمي لتجمع الأهل ماراح يجوا أخواني... أرملة أبوي رفضت بشكل قاطع... مثل ماراح تجي عمتي وبناتها... حسيت إن كل شيء تغير بعد وفاة أبوي... تخيلت كيف كان ممكن العيد يكون لو أبوي حي... تنهدت وأنا أحمد ربي أن لي أهل إلحين يسألوا عن أخباري... ويحاولوا قدر ما يقدروا يحسسوني بالحنان...

طلعت لهدى بالمطبخ وهي تصب العصاير...
قالت لي بابتسامة حلوة: هلا بالغلا الخنساء... ما شاء الله... قمر بسم الله عليك...
أشرت لها وأنا أبتسم: جزاك الله خير يا هدى... هذا تعبكم... أنتي وعمي ماقصرتوا من ناحيتي...
قالت بطيبة نفس: نشيلك فوق رؤسنا يا الخنساء... عمامك ندموا على كل لحظة ترددوا فيها بمساعدتك... وإلي نسويه إلحين مايوفي حقك...
وشالت العصير وحطته بيدي وهي تقول: وخلنا من هالكلام... الله لا يهينك خذي هالعصاير للصالة...
وبعد ما قدمت العصاير لعمي جلست بمكاني شاردة ولاحظت إن وليد مو موجود... ما صادف إني ألتقيت فيه هالأيام إلي مرت... غير مرتين وكانت كلها بحضور الجدة مريم إلي إما تنسيني وليد... أو إن الواحد يتجاهل الثاني...
وبعد العصاير جا العشا والسوالف توالي... والصلاة وبعدها القهوة والسوالف... حتى وصلت الساعة 12 بالليل لما قرروا أهلي أن السهرة خلصت...

كنت أمشي بالحوش متضايقة... صح كان تجمع كبير لأهلي بس حسيت بملل كبير... فكرت إني يمكن بسبب الأحداث المتقلبة بحياتي صرت أحس بالملل والكسل بهالحين...

انتفضت لما سمعت صوت من وراي...
: شو تسوين هنا بهالوقت؟؟
لفيت أشوف وليد واقف وهو متكي على الجدار... سكنت وأنا ألاحظ للمرة الثالثة إختلاف بشخصية وليد... كان يلبس بنطلون جينز وقميص أخضر وفوقها بلوزة لونها بني مفتوحة أزرارها... رافع راسه بشرود بناحيتي... ويبين إنه متعمق بتفكيره... من متى هو هنا؟؟ ما كان موجود بالعزيمة... بلعت ريقي وأنا أناظر لأي مكان غير على وليد...
قال بهداوة غريبة: ليش جالسة لوحدك بهالوقت والفجر قرب... ؟! إحنا مو برمضان...
تذكرت إن هاليوم عيد... غريب ليش أحس إني أفتقر لكلمة "عيدك مبارك" من وليد... ليش كلي لهفة حتى أسمعها منه...؟!
وأشرت له مرة: من متى أنت هنا؟؟
تجاهل سؤالي وقال: جيت أخبرك إن بعد أسبوع زفتك... أعطيت الضوء الأخضر لهدى تشتري لك أي شيء تريديه...
يحسبني متسولة ما همني إلا هالزفة والفلوس والذهب إلي تبصم لي إنها من هالإنسان...
ولما ما جاوبته رفع راسه ناظر للسماء والصمت حل فجأة بصورة رهيبة...
بعدها رجع يناظرني ويقول فجأة: تدرين إني أدري عن سبب طلاق أمك من أبوك...
أستغربت ليش يتكلم عن هالموضوع لكني سكت ولا علقت... أنتظره يكمل...
وكمل: ما أخفى إني أندهشت وأستغربت لكل كلمة قالها عمي... كل حدث حكاه...
ورجع يناظرني بحدة: وعرفت... عرفت وقتها إنك نسخة عن أمك... مره لعوبه ما همها إلا تأذي من هم حواليها...
وكمل بكل تجريح: الصورة إلي لقيتك فيها فبيت راشد كانت ضربة قاضية... أثبتت لي هالشي رغم محاولة عمي يقنعني إنك تورطي وهو سبب كل إلي صار لك... لكن أنا...
وقف معتدل وكمل بصوت قاسي جمد الدم بعروقي: لكن أنا شفت إلي ماهو شافه... ومستحيل أقتنع بغير هذا... مستحيل... لأن هالدم إلي يسري فيك هو دم أمك...
عضيت على شفايفي... وأرتفع الدم بعروقي يطالبني بالثأر... بالرد عليه بتمرد... وأبد ما خيبت ظنها... أبد ما خيبتها...
أشرت له بعصبية: أحب أذكرك إذا ما نسيت إن هالدم بعد إلي يسري بشراييني هو دم أبوي...
وصرخت صرخة خافته من العصبية وأنا أأشر: أدري النخوة... والشهامة... إلي طالبك فيها أبوي هي سبب زواجك مني... وجيت إلحين تصب غضبك على حساب نفسي المجروحة... لكن تذكر رغم إني تزوجتك وأنعقد إسمي مع أسمك... أبقى أنا أنجبرت بدون رضاي...
ورغم ترددي إلا إني وصلتها له وراسي مرفوع: أنجبرت على إنسان قلبه قُدَّ من حجر... إنسان ما يعرف إلا القسوة والتجريح والسخرية له سلاح... إنسان أنا كارهته... كارهته... كارهته...
ومشيت له ويدي تتكور على جوانبي... وبدون تفكير ضربته بيدي الثنتين على صدره... وأنا أردد بتحريك شفايفي... كارهته... كارهته...
ومثل كل ردة فعله... قيد يدي الثنتين من رسغي... وشدني له وأنا أشوف عرق جبينه ينبض... جسمه يرتعش... شفايفه متوتره... أنفاسه حاره... وعيونه تسبح بعيني...وهالمرة بدون كلمات جارحه ناظرني بكل قوته... يسحب مني قوتي وشجاعتي إلي بالعكس... زادت وزادت...
وبعد فترة طويلة نفضني من بين يديه... وعيونه تعلقت بعيوني إلي إشتعلت بكل عزة... مواقف مرت وهو يزرع الضعف فيني بس هالمرة لا أنا إلي بزرع فيه هالضعف... هالمرة أنا إلي بذيقه من الجرح...

تراجعت لوراي ووقفت وأنا أحس بدفعة شجاعة... رغم الخوف إلي يهز كياني إلا إني تصنعت هالشجاعة بعد ماشفت نظرة وليد المشتتة...
شيء خلاني أوصل له هالمعاني... وبكل حرارة أشرت له أرمي السلاح الأخير بهالموقف: أنت صممت قناعاتك... ورسمت مصيري معك... خططت لمصير كل جزء ولكل عرق ينبض فيني... نخوتك... شموخك... شهامتك... كل هالمعاني هي السبب بهالمعمعة إلي إحنا فيها... أنت أنعميت بكبرياءك إلي أعدمت فيك شوفت إني مظلومة... أنت بقسوتك وسخريتك وإهاناتك...ولدت فيني العناد واللامبالاة... ولدت فيني التمرد... وقتلت المشاعر إلي أنذبحت وأندمت... وصدقني... صدقني إن مصير ي عندك هو الفناء...غسلتني وأنتهيت... وأنت على أستعداد بابتسامة تترتعش لها الشفاه حتى تكفني...
تــــكــــــــــفـــنــي...
تـــكـــــــفـــنــي يا وليد...
.
.
إرتجفت يدي وأنا أغرسها على شعري... أحاول... أحاول أنزع صدى هالكلمات... صداها الصامت... إلي يرن براسي بكل وجع... ولأول مرة أشوف الضعف يرتسم على ملامح وليد... لأول مرة أشوف على ملامحه نظرة مشتته... مهزورة... محتارة... ومتوجعة...

* * * * *
.
.
{{ نهاية الفصل السادس...



رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Img_1346538878_476

رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق) - صفحة 2 Th?id=HN.607993122590100164&pid=15

ثااانــــــــــــــــــــــــوية تــــــــــــــــــــــــــــايم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية عمانية (احرف مطوية بين طيات الورق)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 7انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رواية عمانية (ضحك مخبي حب)
» وردة احمد رواية عمانية
» من اغرب ماراته عيني فن الورق.. على الورق
»  بعثرة احرف
»  اربعة احرف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الملوك  :: القسم الثقافي و الأدبي العام ودردشة القلوب :: القصص والروايات والحكايات-
انتقل الى: