عبث الدنيا.... مدونتي

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ مدونتي على بركة الله: عبث الدنيا
اليوم الجمعة 02 صفر 1435هـ
الموافق لـ 06ديسمبر 2013م
على الساعة 09 و 51د.
بتوقيت الجزائر

أطلب منكم الدعاء لي بالتوفيق والرحمة والغفران إن أحسنت أو أسأت
وأجركم على الله
أسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد والتقوى واتباع الحق
وأن يجعل كل أعمالنا صالحة خالصة لوجهه إنه سميع مجيب
آمين يا رب العالمين برحمتك يا أرحم الراحمين

الفخر

من طبع الانسان ان يفخر ويفتخر. لكن يجب ان يكون ذلك بشكل معقول،
وفي حدود المنطق والقيم والأخلاق والأعراف.. من حقك مثلا أن تفخر بما
عندك، لكن من غير اللائق ابدا ان تفخر بما ليس فيك.. تماما مثلما ليس
من حقك ان تحمد او تشكر على شيء لم تفعله بل فعله غيرك..
من حقك ان تفخر بوطنك و انجازات بلدك لكن ليس على حساب آخر..
كما ينبغي مراعاة الأحوال والأمكنة والأزمنة.. وإلا فهل تقبل أنت من أي
واحد يأتيك معزيا لك في فقيد، ثم يلقي عليك خطابا او قصيدا، في الفخر
بنفسه أو أهله أو بلده، ولا علاقة للكلام بفقيدك من قريب ولا من بعيد؟؟
وهؤلاء الذين يفخرون بامتلاك منتجات لم يصنعوها ولن يستطيعوا.. وما
ظنكم بمن يفخر بارتكاب مجازر حقيقة او مجازا في حق الأخرين؟؟

العزاء

عادات وتقاليد تشمئز منها الفطرة السليمة تلك التي يقوم بها بعضهم
عند موت احدهم. مثال ذلك: اعداد الأكل من اهل الميت للمعزين. ومع
ذلك ياكل هؤلاء بتدافع وتنازع احيانا، وكأهم لم يأتوا سوى للأكل..
ومنها الاجتماع والسهر خصيصا لقراءة القرآن على الميت والتغني أو
ترديد أذكار مخصصة للمناسبة.. ومنها حمل الميت الى المقبرة مع
ترديد الشهادتين باللحن والصوت المرتفع.. ومنها مشاركة النساء الرجال
في الاجتماع على الميت وتشييعه حتى المقبرة...
اشياء سيئة كثيرة تنافي تعاليم الإسلام في الجنائز يقومون بها. والأمرُّ
من ذلك والأخطر ان يشارك فيها من ينتسبون الى العلم والإمامة، بل
يبادرون اليها احيانا عن جهل او تساهل أو خوف الفتنة.. وهم يجهلون
أو يتجاهلون أنهم في الفتنة سقطوا.. وان الساكت عن الحق شيطان
اخرس.. وانهم قدوة الناس في كل حال.. احسنوا أو اساؤوا..

الفتنة

كلمة "فتن" لها معان عدة في اللغة. انظر القاموس فستجدها بمعنى:
الإعجاب-الضلال-الكفر-الفضح-الابتلاء- العذاب-العبرة-المرض-الحرق....
كما يطلق على اللص لقب: فاتن/ وعلى الشيطان لقب: فتَّان..
اما المعنى الذي يهمنا هنا فهو: اختلاف الناس في الآراء مما يؤدي بهم
الى التنازع والتقاتل.. فهو المعنى الشائع السائد في واقعنا المعيش..
فإذا كنت تخشى ان تقول او تفعل حتى لا يتنازع الناس او يتقاتلوا، فانظر
اولا في كلامك اوفعلك، وحاول ادراك طبيعته.. هل يوافق الكتاب والسنة؟
هل يوافق القيم والأعراف والقوانين الوضعية السائدة على الأقل؟
فإن وجدت قولك او فعلك يوافق كل ذلك، فاصدع بما تؤمر.. وقل وافعل..
مهما تكن المعارضة او العقبات.. فأنت مؤجر سواء انجحت ام لم تنجح..
اما اذا وجدته يوافق بعضها ولا يوافق بعضها الآخر.. فتمهل حتى توازن
بين ما يوافق وما لا يوافق.. الى اين تترجح الكفة؟؟ ما الأثقل و ما الأخف؟؟
فذلك ما يوضح لك الطريق، ويحدد لك القرار ويبين لك التصرف...
اما ان كان قولك او فعلك لا يوافق تلك الحدود، فالأفضل لك ولغيرك أن
تصرف النظر والفكر والقلب عن مشروعك ولو مؤقتا، ريثما يتسنى لك ان
تُعَدِّل في قولك او فعلك، او تكيفه مع الأوضاع..

دخول الفتن

نصوص كثيرة تحذرنا من دخول الفتن، والمشاركة فيها ناهيك عن اشعالها
او ايقاظها.. فمن يفعل ذلك وخاصة ان كان عن قصد فهو ملعون.. لكن
هناك اسئلة تفرض نفسها هنا: ما العمل في الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وجهاد الظلمة، وجهاد الفئات الباغية والخارجة؟؟ كيف نميز بين
هذه الأمور المذكورة ومفهوم الفتنة أو دخول الفتنة؟؟
هذا ما يجب أن يتصدى له علماؤنا وائمتنا.. عليهم أن يشرحوا للناس
تلك الأمور والفرق بينها وبين الفتنة.. عليهم ان يرشدوا الناس الى
اسلوب التعامل الصحيح والموقف اللازم اتخاذه في كل تلك الأمور..
وعليهم ان يحرصوا على سلوكهم في ذلك ومواقفهم حتى لا تتعارض مع
اقوالهم وفتاويهم من جهة، ولا تتعارض مع نصوص الكتاب والسنة..
هنا يجدر بي التنبيه الى شيء هام جدا، وهو يخص التعامل مع واقعنا
الراهن الذي يعج بالفتن التي تتوارد علينا، وتراودنا كقطع الليل المظلم..
فإن من خصائص واقعنا كثرة الشر الخبيث وسيادته على الخير الطيب..
وهذا ما يدفع الناس حتى من النخبة، كالعلماء والأئمة الى سلوك أحد
الأمرين: إما الدخول في الفتنة بالانحياز الى احد طرفي النزاع.. وإما
تجاهل الخير والطيب، والانجراف مع تيار الشر والخبث لأنه الأكثر والأقوى..
أو في احسن الأحوال يتساهلون ويغضون الطرف ولا يتدخلون ولو بكلمة
نصح او ارشاد لإصلاح ذات البين.. كل ذلك خشية الفتنة..
وتلك هي الطامة الكبرى.. وذاك ما ينبغي للمسلم أن يتجنبه..
فالفتنة التي يظن أنه يتجنبها أقل خطرا، من التي وقع فيها وهو لا يعلم..
فما وقع فيه جحود وتقاعس وتخلف، وكفر وضلال.. يكفي انه فتح مدخلا
من مداخل الشيطان، لو اقتدى به كل من يعرفه لانهارت الأمة، وتحطمت
قيمها وتشتت شملها.. فيكون صاحبنا قد هلك واهلك معه، ليس من حذا
حذوه فقط بل الأمة بأسرها...

الطامة الكبرى

احيانا نعيش حياتنا كالعميان رغم اننا مبصرين.. بل عيوننا جاحظة دون أن نرى شيئا..
لكن عندما نعرف أنها لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور.. عندئذ فقط تفهم وتستيقظ
وانت تتساءل: هل فات الأوان أم لا؟؟ وعندما تدرك أنها بداية النهاية وأنك تأخرت كثيرا تضرب
كفا بكف ولسان حالك: تلك هي الطامة الكبرى.. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.. وأنه سوف
يجزى الجزاء الأوفى.. شرا كان أو خيرا.. وهو يردد: يا ليتني كنت ترابا..

بداية النهاية

تظل تجري وتجري طول حياتك.. يمينا وشمالا.. بهدف او دون هدف..
حتى تفاجؤك النهاية.. وعندما تبدأ تلك النهاية ينتابك جزع لم تعرفه من قبل..
جزع وحسرة.. يا ربي.. لم افعل كل ما اريده في هذه الحياة.. لم اصل الى كل ما اتمناه..
لم احقق كل ما خططت له.. لم انته بعد من حياتي.. لم اشبع من هذه الدنيا..
لكن البداية تصر وتتقدم بخطى عملاقة.. بداية النهاية.. تتمنى عندئذ لو لم تبدأ.. ثم
تتمنى ان تنتهي بسرعة.. البداية والنهاية معا.. في رحلة وداع أخيرة..
فيا رب ارفق بنا.. ولا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا..

نهاية البداية

اذا كانت بداية البداية هي الاستعاذة والبسملة والسلام، فإن نهايتها الدعاء.
واذا كانت البداية ثناء على الحق وتضرع اليه، فلا بد أن تكون النهاية كذلك.
واذا كانت بداية العرض تحليلا وتمثيلا وبرهانا، وكان العرض حوارا ونقاشا
واخذا وردا وتأكيدا وتبريرا، فإن النهاية تكون خلاصة أو نتيجةأو اقتراح..
فإذا كنت قد أسست بدايتك وعرضك على شرف هار، من القواعد الوهمية
والأعمدة الدخانية.. فثق وتأكد أن نهايتك لن تكون سوى الضياع والخسران..